أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - شهادتكم تهم الأجيال القادمة















المزيد.....

شهادتكم تهم الأجيال القادمة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8135 - 2024 / 10 / 19 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا المكان ( وسائل التواصل الإلكتروني ) أصبح العقل الباطن الحافظ لأثار مجتمع اليوم ..الأرشيف الذى يضم أنفاسنا .و يحكي تناقضاتنا .. و يحتفظ بها للاجيال القادمة من الباحثين الذين يريدون فهم الديلما ..و كيف سقطنا إلي هذا الدرك الخاضع اليائس المهين .
علي صفحاته يسجل كل منا ..ما يحدث حوله. .هم يتكلمون عن الإنجازات والافراح و الليالي الملاح .. وأنا و قليل منا نحكي عن البؤس و الهم و الديون .. التي لم تهجر موطننا.
الحفاة ،الجوعي ، الجهلة ، المرضى ..المنكسرين زاد عددهم في سبعين سنة من ( 10 – 15 مليون ) مواطن كنا بنعاير بهم الإقطاع و الملك و نجدهم مبررا للثورة .. إلي ( 100 مليون ) أى تضاعفوا لعشر مرات .. مع فارق أن الاثرياء و الأغنياء و المترفين زمان.. كانوا أكثر عقلا و إتزانا ..ولم يكونوا بهذا الفجر و الأنانية و التوحش الذى أصبح عليه من يمتلك الأموال التي تجعله يسكن في العلمين و العاصمة الجديدة و الساحل و الكمباوندات .
الفقر و التخلف .. إستوطن هذا المكان..بحيث لم يأت يوم علي بلدنا خلال قرن مضي..كان فيه الحاكم يهتم بعمل برامج تنمية و ترقية و تغيير لحياة الناس .. إلابضع سنوات من ستينيات القرن الماضي سرعان ما أجهضت و فشلت ليعود البؤس مسيطرا أكثر مما كان .
ماذا يحدث..لفقراء أهلنا في ( القرى و العزب و الكفور ) و العشوائيات ..و الأحياء الشعبية و المتوسطة ..كيف يأكلون .. و يتعلمون .. و يحتفلون ..و يسددون فواتير المياة و الكهرباء و الغاز و التليفونات ..لا نعرف عنه الكثير .. فهم لا يكتبون علي الفيس بوك أو يصورون أفلاما علي اليوتيوب .. و ما يصلنا عن طريق الأفلام التجارية أو نراه أثناء الإنتخابات يحدث أمام لجان ألإقتراع ..أشياء محزنة
ما يقوله المريض الذى لا يجد الدواء او أجر الطبيب أو المستشفي أو المستوصف فيستسلم للموت ياسا .. نسمعه بالصدفة ..
هؤلاء بشر من حقهم أن يعيشوا في بلدهم حياة أفضل .
الرجل الذى لا يستطيع توفير مصاريف المدرسة او سندوتشات أبناؤه ..فيتركهم يملأون الحوارى ضجيجا
الست التي هجرها زوجها هي و أطفالها بدون عائل ..تبحث عن معين فلا تجد إلا من يريد إفتراسها
المهندس الذى خرمت فردة كاوتش في عربته فركنها لأن شراء الفردة يحتاج لثروة ..والعائلة التي تأكل وجبة واحدة في اليوم و الشباب الذين لايجدون عملا و يعيشون علي إحسانات من يعولهم ..و المساجين الذين يبتزهم هم و أهلهم كل من كانت له سلطة .
.. هؤلاء بشر لا نعرف أخبارهم و من حقهم أن يعيشوا .
في يوم ما إذا تحسنت الأمور ..سيكتب الأحفاد ما جبنا أن نقوله صراحة .. سيسجلون ما يحدث في زماننا بكتاب اسود رهيب .. بالاسماء و الأماكن .. يحكي عن كل الحالات التي رواها أصحابها.. و نتجاهلها أو ننساها
سينقلون الحدث للضوء بالصوت و الصورة ..ويسمعون الشهادات عن المنازل التي بدون سقف .. أو عفش أو إضاءة وماء .. سيرون الصورة بعين الطائر .. كلية .. و يندهشون كيف تحمل الأجداد كل هذا الظلم و البؤس .
سيعلمون غدا ما لا نعرفه اليوم نحن نعيش في ضباب كثيف من الكتمان و التباعد يظن كل واحد منا إن المصيبة حلت به هو و من حوله فقط .. لا .. ألمصيبة توسونامي دمر الحياة الطبيعية علي هذه الأرض منذ أن بدأ الحكام بدون إستشارة الناس في تطبيق توصيات صندوق النقد الدولي ..ليعاني الملايين كل يوم من قرارات عشوائية .. رفضها السادات و مبارك .. و خضع لها حكام هذا الزمن الرديء بصلف و عدوانية و تجنب للحوار أو إدارة مناقشة جادة توقف التدهور .
يا حضرات إحكوا حكايتكم التي يرفضون سماعها .. ..ما يحدث لك.. متتكسفش التصريح بإنك نمت من غير عشا لان محصل الكهرباء أخد أخر قرش في البيت .. نكدوا عليهم عيشيتهم .. طفحوهم اللقمة اللي حرموكم منها و حصلوا هم عليها سهله .. خلوهم يتشكشكوا من مشترواتهم الفاخرة.. و تتورم الأصابع اللي تحمل خاتم بأكثر من مليون جنية ..أوالجسد المرتدى بدلة بميت الف جنية .أوالإيد اللي شايلة شنطة تمنها الاف الدولارات .
طهروا نفوسكم بالحكي.. إشرحوا للغافلين و التائهين أسباب المأساة اللي بيعانوا منها ..وأسباب ضيقهم و عجزهم و قلة حيلتهم
هذه هي قضيتكم .. وصف و تشريح و عرض حياتكم التي تتدهور كلما مرت الأيام ..و لن تتحسن لأنك تصفق لإنتصارات الغزاوية المحدودة ..و بتوع حزب الله ..أولأنك تبكي و تكتئب مع سقوط قادتهم شهداء.. إن هذا إدعاء للوطنية أو ( القرعة اللي بتتباهي بشعر بنت أختها ) .
هذا الزمن النكد يحتاج لفنانين عظام ليسجلوا أحداثه .. تماثيل .. رسومات .. أفلام سينما .. حلقات تلفزيون قصص .. روايات ..سيرة ذاتية .
لقد عرفنا ما حدث بالأمس من صور رسومات كتاب وصف مصر ..وتماثيل محمود مختار ..وروايات عبد الرحمن الشرقاوى و يوسف إدريس و طه حسين..و سيناريوهات أسامة أنور عكاشة ..أكثر من كل ما ذكربكتب التاريخ و التحليل السياسي.و بكائيات الأنصار .
. الحواديت التي تقال عن البذخ و العز اللي عايش فيه الأخرون صحيحة .. لقد رأيت صور قصورهم وعفشهم و عرباتهم و طياراتهم ..و أكلهم ..ولبسهم .. و مدنهم ..و أبراجهم علي مواقع التواصل الإجتماعي ..الزملاء لفتوا نظرى لتمن الساعة اللي في ساعده و جزمة الهانم .. و بروش إسم النبي حارسها كريمته .
الأفراح اللي بيتصرف فيها الملايين حقيقية تجدها علي النيت حيث لا أسرار .. الجميع يعرفون أجر الرقاصة و المغني في تلك الحفلة ..
و يعرفون ما يحصل عليه لعيب كرة القدم في كل ماتش ..وما يكسبه سمسار العقارات اللي داوشنا ليل نهار بعروضة . و لكن يصور لهم هذا الفحش علي أساس إن ((دة رزق بيوزعه سيدك .. فلا تفتح خاشمك )).
علي النيت شرح لماذا تزيد تكلفة المشاريع في بلدنا ..و كم ندفع من أجل تشغيل المونوريل أو القطر الكهربائي و العائد المنتظر منه.. و كيف ستسدد ديون إستيرادة ..رغم توقع خسائره بسبب عدم جدواه
كذلك موقف المشروعات التي إفتتحت بهليلة ..و إحتفال ثم توقفت و خسرت .بعد شهور و عرضت للبيع
مفيش أسرار مع وسائل التواصل المستجدة الناس لا تكتم الشهادة .. قد يخفون أسماؤهم ..و هم يفضحون .و لكننا ننسي و نتجاهل و لا نرى إلا بلوانا
عشرات الصور منشورة لكيف دمروا المدافن و الأثار ومنها صروح لها تاريخ..وكيف أزالوا المساكن ..و الأحياء بكاملها ..و سلموها لمستثمرين يرتدون العقال..عشرات الأفلام معروضة عن ما الذى حدث للذين زرجنوا تمسكا بملكيتهم..من أهالي جزيرة الوراق و ماذا فعل الباشا صاحب الوزارتين لهم
من ذهبوا للساحل و البحر الأحمر و العلمين .. عادوا و فهمونا الليلة بتتكلف هناك كام .. و قزازة المية بكام ..و حضور حفلة بكام . حكوا عن الإتفاقات التي تتم مع الذين يشترون مصر في تكتم.. و أين تذهب حصيلة البيع .
متصدقش إنك مش بتدفع لهم .. كل مكالمة تليفون .. كل سيجارة بتحرقها .. كل عبور بوابة علي الطريق ..كل قرص طعمية .. كل حزمة فجل .. بتدفع فيها إنت يا غلبان .. علشان البهوات يتمتعوا..
إشرحوا لغلابة معني رفع سعرالبنزين من 180 قرش .. ل17 جنية للتر خلال عشر سنوات..و تأثيرة علي التضخم و زيادة سعر ساندوتش الفول أو الطعمية ..
شاوروا علي اللي كانوا السبب .. أحكوا تاريخهم ..و كيف قست قلوبهم و كيف فضلوا مصلحتهم فقننوا أسر مصر و المصريين في مصيدة صندوق النقد و سيطرة المليارديرات
ردوا علي المتبجحين اللي أغلبهم لجان ..تدفع جهات بعينها لهم أجرهم كي يضللوا الناس فلا يعرفوا . هم عايشين إزاى .. و اللي بيسرقوهم عايشين إزاى .. و اللقمة اللي مبيكلهاش إبن بيومي افندى .. بتدخل معدة مين .
أحصروا عدد الحوادث التي سقط فيها العشرات علي الطريق أو في السكة الحديد ..نظرا للإهمال و سوء التصميم .. ووضع الجهلاء في مراكز إتخاذ القرار
إذكروا عدد المشردين( خصوصا أطفال الشوارع) الذين لا يجدون قوتهم..و عدد المنتحرين يأسا ..و الذين سقطوا ضحايا المخدرات و الدعارة .. والذين يعملون و لا يحصلون علي نتائج مرضية و مع ذلك لديهم الإصرار على تحقيق أشياء مستحيلة..
و إحكواعن الذين يديرون ظهورهم لكل هذا و يعدون أنفسهم لحساب الأخرة... أو الذبن يقواون زورا أن هذا العذاب يصب في مصلحة الناس.. أو الذين يرون أن الوطنية عمل مرثية تنعي شهداء العدوان الإسرائيلي .
يا سادة شهادتكم ..هي اضعف الإيمان ..إسلوب العاجزين عن التغيير .. و مع ذلك .. فهي المادة التي ستوصل أصواتكم للناس اليوم .. و تبريء أمتكم أمام الأجيال المقبلة
اللي حيحتفل بإنتصارات كرة القدم التي تسيطر عليها المتحدة .. أو يحكي عن المسلسلات و الأفلام التي تنتجها المتحدة .. او يردد التريندات التي تروجها المتحدة ..أو يشير حفلات الذوات التي تصورها و تنشرها المتحدة و الإنجازات و محطات القطارات التي تشيد بها المتحدة ....عليه ايضا أن يحكي ما لا تنشره المتحدة عن صاحب المعاش أو الموظف اللي مبيترشيش ..و مسئول عن عيلة ..و قلبة بيتقطع ..و هومش قادر يشترى جزم لاطفاله



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقتصاد حرب .. بدون حرب
- هل مر القطار فلم نلحق به
- عايز أعيش في زمن أخر
- لماذا لم تطورنا الحرب
- جد حضرتك كان شيخ منسر
- الرؤيا
- الأن تنتهي مرحلة الستينيات في مصر
- فلنقرأ التاريخ الحقيقي
- الحواس تتغير و تتطور أيضا بالتدريب
- تفضلوا حضراتكم ..منتظر الحوار
- إختار اليوتوبيا التي تناسبك
- الجبل الاصفر .. رحلة حياة
- لا أؤيد الإنقلابات العسكرية (72 سنة ) فشل
- الدروب الخمسة للسيطرة
- صور من الصندوق الأسود
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
- رؤية 30 يونيو بعد 11 سنة
- القاهرة وتشظي القيم الجمالية
- من قال لا أعلم فقد أفتي
- هل المسلمون قادرون علي تحقيق نهضة


المزيد.....




- النزاع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا...أولوية جدول أعما ...
- مصادر لـCNN: تسريب وثائق استخباراتية تظهر معلومات عن خطط إسر ...
- باكستان.. المئات يؤدون صلاة الجنازة على يحيى السنوار
- -تشاهدوننا نحترق وتلتزمون الصمت- معاناة أسرة فلسطينية بعد اح ...
- الظلام يخيم على كوبا.. انقطاع الكهرباء يعم الجزيرة للمرة الث ...
- كين يقود بايرن لانتصار كاسح على شتوتغارت وتأمين الصدارة
- قبطان دانماركي يمنع من كشف المستور
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد جديدة عن مقتل يحيى السنوار في تل ...
- -حماس- تعلق على فيديوهات الجيش الإسرائيلي الجديدة بشأن السنو ...
- مصادر فلسطينية: مقتل أكثر من 73 شخصا وعشرات المفقودين شمال غ ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - شهادتكم تهم الأجيال القادمة