أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - من وحي ما يحصل في المنطقة...؟














المزيد.....

من وحي ما يحصل في المنطقة...؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتبادر إلى الذهن العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة الأزمات والسياسات العامة في المناطق التي تعاني من النزاعات والتحديات السياسية والاجتماعية.
"الإدارة الذاتية " فيما يسمى " شمال وشرق سوريا " على سبيل المثال، هي نموذج "إشكالي " يثير الكثير من النقاش حول ما كان يمكن تحقيقه ، لو مارست الحكم الرشيد ، وأحسنت استثمار الموارد البشرية والطبيعية التي تمتلكها. وبينما نعايش الأزمات المتتالية التي تشهدها المنطقة، يبرز السؤال: ماذا لو؟
ـ لو قررت "الإدارة الذاتية" في "شمال وشرق سوريا " تبني مبدأ الحكم الرشيد، لاختلف شكل المنطقة تماماً عما عليه اليوم ..!. فالحكم الرشيد يعني الالتزام بمبادئ الشفافية والمساءلة ، واحترام حقوق الإنسان، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية...!
ـ اذاً لو تم تطبيق هذه المبادئ بشكل فعّال، لأدى ذلك إلى استقرار أكبر ، وثقة أعمق بين المواطن و"الإدارة" ، ويمكن أن يكون هذا النموذج ، مثالاً يحتذى به في المنطقة، في ظل التحديات المتعددة التي تواجهها...!
ـ الأهم من ذلك ، لو ركزت "الإدارة الذاتية" على استثمار طاقات ومواهب ابنائها ، لصنعت منهم نموذجاً إيجابياً في التنمية. فالشباب السوري، يمتلك من الإبداع والطموح، ما يجعله مصدر قوة كبيرة ، يمكن استغلالها في بناء اقتصاد قوي ومستدام . هذا الاستثمار في الموارد البشرية، بدلاً من التركيز على الجانب العسكري أو الأمني، يمكن أن يخلق فرص عمل، ويعزز من النمو الاقتصادي، ويقلل من نسبة الفقر والهجرة.
ـ ورغم الحصار والتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها "الإدارة الذاتية" يمكن فتح الأبواب أمام الاستثمارات الخارجية والداخلية. التاريخ يعلمنا أن العديد من الدول ، استطاعت التغلب على الحصار الاقتصادي من خلال التفكير خارج الصندوق، والبحث عن شراكات جديدة ، وتحفيز الاستثمار المحلي. فالاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الزراعة، والصناعة، والتكنولوجيا ، يشكل قاعدة صلبة للتنمية المستدامة.
ـ لو تم تطوير البنية التحتية وتشجيع الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية، لكانت "الإدارة الذاتية" قادرة على تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي الاقتصادي، وهو ما كان سيخفف من آثار الحصار والتهديدات الخارجية. فالتحول من إدارة تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية ، إلى إدارة تعتمد على الإنتاج المحلي والاستثمار، يعزز من استقلاليتها الاقتصادية والسياسية.
ـ التاريخ مليء بالأمثلة التي تشير إلى أن الوحدة الداخلية بين مكونات المجتمع هي أساس النجاح والاستقرار ، وخاصة التوافق الكردي - الكردي، الذي لطالما كان مطلباً ملحاً من قبل العديد من الجهات الدولية ، والذي يمكن أن يشكل قاعدة قوية لدعم العملية الديمقراطية في المنطقة . من خلال اشراك جميع المكونات في " الإدارة الذاتية" والنتيجة إدارة أكثر شمولا، وأكثر تمثيلاً لطموحات الشعب ، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات.
ـ لو حصل هذا السيناريو، لشهدت المنطقة استقراراً أكبر، وتقليلاً للتوترات العرقية والسياسية التي تؤدي إلى الصراعات الداخلية. لان الوحدة الداخلية ليست مجرد شعار، بل هي شرط أساسي لتحقيق الاستقرار والتنمية. فإدارة قائمة على توافق وطني واسع ستتمتع بمزيد من الشرعية والقبول لدى جميع الأطراف، مما سيقلل من عدد المناوئين والمعارضين لها.
ـ تحويل "الإدارة الذاتية" إلى إدارة مؤسساتية قوية وفعالة ، سيحدث فرقاً جوهرياً في طريقة تسيير شؤون المنطقة. فالفساد وإهدار المال العام ، هما عقبتان كبيرتان أمام أي عملية تنموية. لو تم التركيز على بناء مؤسسات قوية ، وقادرة على مراقبة الإنفاق العام وتقليل الفساد، لشهدت المنطقة تحسناً ملحوظاً في البنية التحتية والخدمات العامة.
ـ وبدلاً من صرف الأموال في مشاريع غير مجدية، يمكن توجيه هذه الموارد نحو تحسين شبكة الطرق، وتطوير المدارس والمستشفيات، وتوفير خدمات أساسية للمواطنين. لان تحسين هذه الخدمات يعزز من ثقة المواطنين في الإدارة ، ويسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
ـ ما يحدث في المنطقة من حولنا يقدم لنا دروساً قيمة ، رغم مرارتها، وهي أن الكثير من الفرص قد ضاعت بسبب سوء "الإدارة" وعدم القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية صحيحة ، لكن الأمل لا يزال موجوداً، والفرص لا زالت سانحة... !
ـ المستقبل سيكون أفضل لو قررت "الإدارة الذاتية" إعادة النظر في سياساتها الحالية ، وتبني نهج جديد يقوم على الحكم الرشيد، والاستثمار في الإنسان، وتقليل الفساد، وتحقيق التوافق الداخلي. هذه القرارات قد تكون صعبة، ولكنها ضرورية لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة ولجميع مكوناتها.
ـ ولذلك، من الضروري ، أن تدرك "الإدارة الذاتية" أن الوقت لم ينفد بعد، وأن التغيير ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية والقدرة على العمل الجماعي.
ـ الأمل يبقى موجوداً دائماً في ظل الإرادة والتخطيط السليم ، وعلينا أن نتعلم من التجارب السابقة ، لضمان مستقبل أفضل ....!



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة السياسية في سوريا: صراعات متفاقمة وحلول ممكن
- صلاحية الكفاح المسلح في انتزاع الحقوق وبناء الدول..؟
- كيف يمكن الحدّ من الانشقاقات في الأحزاب الكردية في سوريا ؟
- الحوار والتفاوض: مفاهيم أساسية
- الأحزاب الكردية في سوريا : ازمة القيادة ، وتحديات التأثير .. ...
- الشعارات الرنانة وحق تقرير المصير: نظرة موضوعية
- شخصية الكردي السوري ...
- الفكر السياسي الكردي في سوريا تطوراته وتحدياته
- الأحزاب الكردية في سوريا ، أسباب التراجع ومعالم الواقع؟
- الهوية والمواطنة: مفاهيم مترابطة وتحديات محتملة...؟
- الوجود الكردي في سوريا ،تصحيح المفاهيم وتحديات الحقوق ..!
- الفكر المتأرّجح في القضية الكردية : بينَ الواقعِ والأوهامِ ا ...
- فلسفة الكردايتي
- أهمية التعاون مع القوى الديمقراطية في تحقيق حقوق الكرد السور ...
- أهمية الحوار الكردي ، ومأزق النقد الإعلامي ؟
- ضرورات الحوار الكردي في سوريا وأهميته: نحو توافق وشراكة فعّا ...
- جدلُ الداخل/الخارج ،عَوْدٌ على بِدِءٍ...!
- عن ثنائية الداخل /الخارج في الحركة الكردية السورية ؟
- تحديات المجلس الوطني الكوردي في سوريا: بين النقد البناء والع ...
- الوضع ليس جيدا البتة ..!


المزيد.....




- بايدن يحذر من -شتاء قاس- في الصراع الأوكراني
- بقتلها السنوار.. هل دمرت إسرائيل حماس؟
- حماس بعد السنوار: ضربة قاصمة لكنها ليست قاضية
- لا تعليق: بعد سنين عجاف.. عودة الحياة إلى بحيرات المغرب في ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات في انقلاب حافلة تقل سياحا ياباني ...
- حماس تعلن أنها ستواصل احتجاز الرهائن لحين وقف الحرب في غزة
- وزير الدفاع الأمريكي: الحلفاء الغربيون أنشأوا تحالفات منفصلة ...
- إعلام: دول الناتو تستعد لتكثيف الدعم إلى كييف بعد الانتخابات ...
- المؤتمر العالمي للأوكرانيين: أكثر من مليون تلميذ أوكراني غاد ...
- المسيرات المليونية في اليمن تعود لميدان السبعين بعد اغتيال ا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - من وحي ما يحصل في المنطقة...؟