أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى إبراهيم الطالقاني - النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى














المزيد.....


النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 04:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مضى اليوم من ناضل 62 عاماً مضى كابوسهم ورعبهم فوق الأرض وتحت الزنازل الشهيد يحيى السنوار قائد حركة المقاومة حماس، وهو الرجل الذي قضى حياته في مواجهة أعتى وأحقر الأنظمة الاستعمارية في التاريخ، النظام الصهيوني.
كانت حياته مرسومة بمسار النضال والكفاح منذ شبابه، حيث تخللها العديد من الاعتقالات والتعذيب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. في كل مرة كانوا يسألونه ساخرين: “إذا أخرجناك، هل ستعود لتقاتلنا؟” فكان يرد بثقة وعزيمة: “نعم”. هذه الإجابة لم تكن مجرّد رد فعل، بل كانت تجسيداً لحياة رجل عرف مصيره بوضوح.

لم يكن السنوار ينتظر سوى شيء واحد، الموت في سبيل قضيته. فهو، كغيره من القادة المقاومين مثل السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية، عاشوا حياتهم وهم واعون تماماً أن نهايتهم قد تأتي في أي لحظة.
لقد أدركوا أن النضال ضد الاحتلال هو طريق لا رجعة فيه، وهو مسار مليء بالتضحيات والشهادة. لكنهم كانوا على استعداد تام لدفع الثمن لو كان حياتهم.

من بين التقارير الإعلامية التي تداولتها وسائل الإعلام الصهيونية، جاء أحدها ليعبّر عن دهشتهم واستغرابهم من السنوار، الرجل الذي كان يمشي بين الناس بسلاحه، وجعبته مليئة بالقنابل، دون أن يحتمي خلف أحد أو يبحث عن مأوى.
كانت دهشتهم أكبر لأنه لم يلجأ إلى الأسرى كدروع بشرية كما يتهمون المقاومة زوراً.. لم يكن السنوار يخشى الموت، بل ربما كان ينتظره، وهو يدرك أن شهادته لن تكون نهاية القضية بل وقوداً جديداً لمواصلة النضال.

ولعلّ الشهيد السنوار كان بنفسه مستغرباً من الطريقة التي استشهد بها. لم يكن مختبئاً في حفرة، ولم يلجأ إلى حمايةٍ زائفة.
بل كان على أرضه وبين أهله، يقاتل كما عاش. ما أجرأه حياً وما أشجعه ميتاً.

لقد أضاف اغتيال القائد السنوار حلقة جديدة إلى سلسلة من التضحيات التي قدّمها قادة المقاومة الفلسطينية.
لكن كما أظهر التاريخ، فإن هذه الجرائم لن تزيد المقاومة إلا إصراراً وعزيمة فالشعب الفلسطيني وقادته يعرفون تماماً أن الحرية لن تُمنح لهم على طبق من ذهب، بل هي نتاج تضحيات متواصلة وجهاد لا ينتهي.

اغتيال السنوار هو محطة مهمة في الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، لكنه لن يكون النهاية، ربما كان الاحتلال الصهيوني يعتقد أنه بقتل قائد مثل يحيى السنوار، سيضعف المقاومة أو يكسر إرادة الفلسطينيين.
إلا أن تجارب الماضي أثبتت أن كل عملية اغتيال لقادة المقاومة لا تؤدي إلا إلى تقوية النضال وإشعال روح الانتقام والتمسك بالحقوق.

لقد ترك يحيى السنوار إرثاً عظيماً للأجيال القادمة.
إرثاً يقوم على الشجاعة، والثبات، والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية. وكما عاش الشهيد السنوار محارباً، سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني والمقاومين الاحرار في كل مكان، ومثله كمثل الشهداء الذين سبقوه سيظل رمزاً للأمل والمقاومة.

ستبقى روح السنوار الحالمة بالأقصى لنا، تطوف في سماء فلسطين، وذكراه ستظل تلهم المقاومين في كل مكان.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الحرب بين لبنان والكيان إمكانية أم حتمية؟
- دور العراق في مواجهة سيناريوهات الحرب الشاملة
- عاماً على الطوفان
- التطبيع والطائفية .. الوجه الخفي لتأييد الجرائم الإسرائيلية
- الصبر الاستراتيجي نفذ صبره
- العروبة أكذوبة .. بدلالة فلسطين ولبنان!
- تسليح كردستان العراق بين القلق السياسي والتوترات
- إسرائيل تستهدف اللبنانين عبر -البيجر-
- الكهرباء الإنسانية.. طاقة غير مألوفة
- تركيا التناقض .. سياسة توغل وأزمات
- في بغداد .. البرزاني يطرق باب الأماني
- معسكر الهول.. ورقة أبتزاز أمريكي للضغط على العراق
- الصحافة العراقية مسيرة إنجاز وتحديات
- المجمعات السكنية في العراق .. أستغلال وبالجرم المشهود !
- تأسيس المجلس الوطني للإعلام والاتصال ضرورة تنظيمية
- أزمة المخدرات تستبيح العراق، فما دور الإعلام؟
- تحولات القيم الإعلامية في اعادة تشكيل الموازين
- ثروات العراق .. -قسمة ونصيب-
- صحفيات وصحفيين غزة بين المهمة والرصاص
- اين وصلت مساعي انظمام العراق الى -BRICS-


المزيد.....




- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مثنى إبراهيم الطالقاني - النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى