|
كان العدو يسعى للحرب وهناك من يسهل مأموريته
ابراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 15:10
المحور:
القضية الفلسطينية
عندما تكون الحرب في منطقة الشرق الأوسط التي فيها وحولها تدور صراعات دولية منذ بداية القرن العشرين وعند شعوبها يتداخل الماضي مع الحاضر والدين مع السياسة، وتكون إسرائيل والصهيونية العالمية طرفا فيها ،فإن ما هو خفي في حروب المنطقة أعظم مما هو مُعلن، ولذلك نشاهد ونسمع تناقض وتعدد التصريحات والمبادرات من الدول والقادة المعنيين بالأمر وحالة الإرباك والتشويش والتخبط التي عليها المحللون السياسيون والاستراتيجيين الذين تستضيفهم الفضائيات وخصوصا الناطقة بالعربية، حول الجولة الحالية من الحرب الدائرة الآن في المنطقة التي وإن بدأت كما تزعم إسرائيل بطوفان الأقصى وحرب غزة ألا أنها جزء من صراع يمتد منذ عام 1897 عندما أعلن اليهود في المؤتمر الصهيوني الأول عن هدف قيام دولة إسرائيل في فلسطين ثم إعلان وعد بلفور بتبني هذا الهدف ،وتوالت المؤامرات والحروب الدولية وفي المنطقة و التي وظفتها الحركة الصهيونية لصالحها بدعم وإسناد من بريطانيا وأمريكا والغرب عموما ،أيضا بتواطؤ من أطراف عربية وأحيانا فلسطينية كما جرى في نكبة 1948(النكبة) أو في حرب 1967 (النكسة) أو في الانقسام الفلسطيني 2007 وأخيرا عملية (طوفان الأقصى الملتبسة). سبق وأن كتبنا حول المحطات والموجات السابقة للحروب والمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن ما يلفت النظر أن كثيرا من أوجه التشابه حول ما جرى عام 2007 من سيطرة حماس على قطاع غزة مما شكل إنجازا كبيرا لإسرائيل وما جرى في السابع من أكتوبر 2023 من قيام حركة حماس بعملية الطوفان التي منحت العدو فرصة لاستكمال مشروعه الصهيوني. إلى أن تنكشف حقيقة ما جرى في السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) ودور نتنياهو في حدوثه يمكن القول إن إسرائيل ونتنياهو تحديداً كان بحاجة لمبرر وذريعة لقلب الطاولة والقيام بحرب كبيرة للخروج من معيقات تَحوّل تنفيذ أهداف اليمين اليهودي المتطرف الذي تمثله حكومته ومواجهة ما يعتقدونه خطر وجودي مستقبلي يتمثل فيما يلي: ١ أزمة النظام السياسي بعد تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة والمظاهرات العارمة في الشارع على قانون التعديل القضائي و تراجع شعبية نتنياهو وحكومته وتحذيرات من حرب أهلية. ٢لم يكن بالإمكان تحقيق يهودية الدولة مع وجود عدد من الفلسطينيين(٧مليون) يزيد عن عدد اليهود وبالتالي كان تفكير اليمين الصهيوني يتجه نحو تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من خلال حرب كبيرة. ٣صمود الشعب الفلسطيني على أرضه ومقاومته الاحتلال بما هو ممكن ومتاح ورفضه كل مشاريع التسوية التي تنتقص من حقوقه الوطنية. ٤استمرار وجود السلطة الفلسطينية كعنوان للشعب الفلسطيني و قاعدة ومنطلقا للدولة. ٥تزايد التأييد العالمي للشعب الفلسطيني وروايته وتزايد عدد الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية. ٦ تزايد قوة حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة وظهور مؤشرات على فشل محاولة تدجين حماس بالرغم من دور إسرائيل في تأسيسها وديمومة سلطتها. ٧تزايد الخطر من الجبهة الشمالية مع تزايد قوة حزب الله وبقية محور المقاومة بدعم واسناد من إيران. ٨ تراجع قوة الردع وسمعة الجيش بسبب التهديد لسكان المستوطنات في غلاف غزة وشمال فلسطين المحتلة بسبب المواجهات المتقطعة وإطلاق الصواريخ على الجبهتين. ٩ حاجة نتنياهو لحرب واستمرارها لينقذ نفسه من الملاحقات القضائية بتهم الفساد. ١٠ بالرغم من نجاحها بتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية بفضل الجهود الأمريكية إلا أنها كانت تشعر بأن التطبيع رسمي فقط وأنها تعيش وسط محيط عربي وإسلامي غير مُرحِب بها وغير مستقر قد ينقلب ضدها في أي وقت. لكل هذه الأسباب كانت إسرائيل بحاجة لحرب كبيرة تغير الواقع سواء على مستوى المعادلة الداخلية أو المعادلة الخارجية. ويبقى السؤال: هل تستطيع اسرائيل حتى مع دعم وإسناد واشنطن والغرب تغيير المعادلة في الشرق الأوسط وفي فلسطين بالقوة العسكرية بعد أن فشلوا في ذلك طوال أكثر من 76 سنة بالمؤامرات ومشاريه التسوية المضللة وصناعة نخب وقيادات عربية موالية لهم وحروب ما يسمى الربيع العربي وخلق الفتنة الطائفية والمذهبية؟ الإرهابي المغرور بنيامين نتنياهو يعتقد نفسه يعيش زمن ما قبل التاريخ حيث أساطير وخرافات التوراة وأن الدولة اليهودية قامت تحقيقاً لنبوءات الكتاب المقدس وشجاعة اليهود، وهو يعلم كما كل العالم ما كانت دولة إسرائيل تقوم إلا بدعم وإرادة غربية وخصوصاً بريطانية ونتيجة توازنات دولية نتجت عن حربين عالميتين ،في الحرب العالمية الأولى ما كان يكون وعد بلفور ١٩١٧ والانتداب البريطاني على فلسطين لو انهزمت دول المحور وخصوصا بريطانيا وانتصرت الإمبراطوريات العثمانية والألمانية والنمساوية والروسية وفي الحرب الثانية ما كانت تقوم دولة اسرائيل لو انتصرت ألمانيا النازية ودول المحور، وما كان لدولة اليهود أن تستمر لولا الدعم الكبير من واشنطن ودول الغرب لتكون اسرائيل قاعدة متقدمة للغرب لخلق الفوضى وإثارة الفتنة واستنزاف مقدرات الدول العربية ومنع وحدتها وحتى في الحرب الحالية على الفلسطينيين ولبنان ما كانت تصمد اسرائيل لمدة شهر وتقاتل على عدة جبهات لولا الدعم المالي والحربي الأمريكي والغربي المباشر وخصوصا بالطائرات المقاتلة والصواريخ وقذائف المدفعية . نتنياهو الذي يهدد كل دول الشرق الأوسط ويزعم أن يد اسرائيل القوية تستطيع الوصول لأي مكان في المنطقة يتجاهل أنه عاجز عن إلغاء أو القضاء على الشعب الفلسطيني أصحاب الأرض الحقيقيين لا داخل فلسطين المحتلة وعددهم أصبح يفوق عدد اليهود اللمم المجلوبين من كل بقاع الأرض، ولا على حوالي ٧ مليون في الشتات متمسكين بحق العودة، ولا على تزايد عدد الدول التي تعترف بحق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم في دولة مستقلة على حدود ٦٧، كما أنه عاجز عن فرض الرواية التوراتية على شعوب العالم. فكيف لهذا الأهوج واليمين المتطرف في دولته أن يهددون باحتلال مزيد من الأرض العربية وهم غير قادرين على إخضاع الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين؟ فشل مخطط وأهداف العدو لا تكمن في الأطراف الدولية وقدرة المنتظم الدولي على إفشالها ولا في محور المقاومة ولا في إيران ودخولها على خط المواجهة وهو دخول أبعد الأنظار عن جوهر وأصل الصراع وأدخل القضية الفلسطينية في معادلات ومتاهات لن تخدمها كثيرا، بل في الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود في أرضه وإعاقة مخططات التهجير القسري إلى سيناء والأردن، وهنا يكمن أيضا الدور المركزي لكل من مصر والأردن في تحصين جبهته الداخلية من أي اختراقات ومؤامرات لإضعافها والثبات على موقفهم الرافض لتهجير الفلسطينيين. [email protected]
#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أين الخلل؟
-
ما بين انقلاب ٢٠٠٧ وطوفان ٢٠
...
-
كفى الفلسطينيين مكابرة وكفى العرب تجاهلا
-
إفشال حوارات المصالحة ليس عبثيا
-
الحرب الحقيقية في فلسطين وعلى أرضها
-
هل حققت ايران بالفعل توازن الردع والرعب مع إسرائيل؟
-
نقاط القوة و الضعف في روايتنا و روايتهم
-
توحيد الخطاب أولاً
-
منظمة التحرير التي نتحدث عنها ونريدها
-
بععد عام من (طوفان الأقصى) فلسطين والمنطقة الى أين ؟
-
من لا يستطيع إخضاع الشعب الفلسطيني داخل فلسطين لا يستطيع الت
...
-
مرة أخرى عن الدور المشبوه لقناة الجزيرة
-
طهران وواشنطن وفزاعة الحرب الإقليمية
-
من (وامعتصماه) إلى (وا امريكاه)
-
لم يقاتلوا لصالح فلسطين بل لمصالحهم الخاصة
-
الفلسطينيون ليسوا السبب
-
فلسطين أولا والأصل وليس محور المقاومة
-
نقاط القوة والضعف في خطابي أبو مازن ونتنياهو
-
استراتيجية واشنطن إدارة الحروب والصراعات وليس حلها
-
وسنستمر في طرق جدران العقل
المزيد.....
-
طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت
...
-
مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي
...
-
-نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف
...
-
خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
-
كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى
...
-
تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
-
إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني
...
-
الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا
...
-
روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
-
وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|