أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - إقتصاد حرب .. بدون حرب















المزيد.....

إقتصاد حرب .. بدون حرب


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8133 - 2024 / 10 / 17 - 07:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إقتصاد الحرب .. معناه التقشف .. توزيع الإحتياجات علي الناس بالبطاقة بما في ذلك الكستور و الدمور وكوبونات الوقود و السكر و الزيت .. كما فعل الإنجليز في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية .
وقف الإستيراد بكل أنواعه إلا ما يخدم المجهود الحربي ..تحديد المبالغ المسموح بسحبها من حسابك أو السفر بها . ..تجريم تداول العملة حتي القادمة من التصدير أو العمل في الخارج .. كله يتجمع عند البنك المركزى الذى يوجهه لصناديق دعم المعركة
الحرب كابوس والمواطن من غير العسكرين هو الذى يدفع الثمن فعلية أن يطيع الحكومة ..و يشد الحزام علي بطنه ..يتناول بيضة واحدة في الإسبوع ونصف كيلو جبنة مع فرخة أو نصف كيلو لحمة ..خلال الشهر .. ليرسل إلي الجبهه غذاء الجنود ..
ويقتصد في إستخدام المياة و أدوات النظافة الشخصية يكفيه إنبوبة معجون أسنان صناعة محلية كل ثلاثة شهور و زجاجة شامبو غسيل شعر كل سنة ..و ممنوع إستخدام مزيل العرق أو الشاور جل .. بلاش رفاهية و دلع.. فالصابونة و الليفة مناسبة لمن يعيشون إقتصاد حرب .. جنبنا الله و إياكم شرورها و أهوالها و إقتصادها.
تم تطبيق هذا الإقتصاد في مصر بعدما ذهبنا إلي اليمن و أثناء المعارك الممتدة مع إسرائيل من 67 حتي 79 وكان معناة إن كل الإمكانيات و الأولويات و الأموال .. تصبح في خدمة المجهود الحربي باقسامة الثلاثة .. إنتاج وشراء الاسلحة و الذخيرة .. الإنفاق علي القادة والضباط و الجنود .. إقامة التحصينات و المنشأت العسكرية ..و الحرص علي أن يفهم الناس أنه لا صوت يعلو علي صوت المعركة فلا يتأففون من زيادة الضرائب، أو تخفيض الإنفاق علي الخدمات أوتخصيص أغلب الموارد لتغطية إحتياجات القوات المسلحة .
أثناء حرب اليمن ....(و هي لم تكن إستعمارية تبغي نهب الكنوز و إستغلال أهلها لدفع مصاريف الحملة كما فعل الأوربيون و الأمريكان ) .. كانت هناك ميزانية مفتوحة غير مراقبة من أى جهه ..لتعويض الاسلحة المستخدمة و شراء الذخيرة و الوقود ..و قطع الغيار و رشوة زعماء القبائل بصرر جنيهات الذهب ..وكان علي باقي الأنشطة المدنية أن تجد الوسائل المختلفة .. لتمويل نفسها .. و تغطية نفقاتها ..خصوصا لو تطلب الأمر عملة حرة .
أى أنه لسبب غير مفهوم .. كانت تفتح البلاد خزائنها ..و تقتل ولادها ( 20 الف جندى) و تضيق علي سكانها .. ليعيشوا في ضنك .
في ذلك الوقت سمح إقتصاد الحرب بصرف بدلات سفر مرتفعة للضباط و الجنود .. و عودتهم دون المرور علي الجمارك مهما كانت البضائع المصاحبة لهم . و منحوا..السجاير، الطعام و الملابس بدون مقابل حتي الأيس كريم ذهب لمواقع حضرات الضباط و جنودهم البواسل الذين يخوضون المعركة .
.
الحياة كانت صعبة في مص إلا لاهل المحاربين ..الذين كانت لهم أولوية الحصول علي كل الخدمات الحكومية الشقق ،التليفونات ،دخول المدارس وتوظيف الزوجات و الابناء .
مع حرب 67 زادت الأزمة بعد هجرالقوات لسيناء ..و التمركز علي الضفة الغربية ..فقد و جهت الميزانية لتغطية تعويض السلاح الذى تركه القادة و هم يهربون ..ومصاريف تهجير أهل القناة ..و إقامة التحصينات.. علي الجبهه و قواعد الصواريخ ..و ملاجيء الطائرات داخل الوادى.. مع الإنفاق علي القوات.المتزايد عددها بالمجندين الجدد .. علي أساس أنه جرى الإعتداء علي بلدنا ..و وجب التصدى له و تحرير الأرض المغتصبة .
النتيجة
أصبحت أغلب المصانع متوقفة بسبب عدم وجود معدات أو قطع غيارأو مستلزمات الإنتاج .. الإستيراد ممنوع حتي للكتب و المراجع العلمية ..و لا يسمح بالمطالبة بزيادة الأجور أو أى مطالب فئوية أو تحسين الخدمات .. و أغلب ميزانية مصركانت موجهه لخدمة القوات المسلحة التي لها مخصصات غير معلنة .. و غير مراقبة إلا من خلال أجهزتها الذاتية .
إعلان أن مصر لن تحارب بعد 73 و تهميش دور القوات المسلحة في الحياة المدنية مقابل تقوية قبضة الأمن ..جعل المصرى يعيش علي أمل إستخدام الأموال المخصصة للعسكر في تطوير حياته .. وجعل أبوغزاله يشغل رجاله .. في أعمال البزينيس ..بحجة المساهمة في رفع عبء تكاليف إعاشة القوات عن الحكومة بإلانتاج الذاتي لمتطلباتها في صمت ..و هدوء لا نعلم عنهم شيئا ..
الإكتفاء الذلتي هذا تطوربعد 2011 و تمكين قادة القوات المسلحة من كراسي الحكم و مفاتيح بيت المال ..لشعار (( يد تبني و يد تحمل السلاح )) لتغطي القوات المسلحة و الشرطة و المخابرات ..جزء ملحوظ من الإنتاج القومي و تؤثر علي مفاتبح إقتصاد مصر.. وحماية المستثمرين الخلايجة(مشاركيهم ) لإدارة المشاريع الحيوية المربحة .
علاقة هذا بالموازنة العامة للدولة .. لا أعرفه ..تأثيرها علي نمو الإقتصاد مجهول لي و قد يكون في الغالب لكم.. دور المتحدة .. الهيئة الهندسية .. وأخواتهما.. يتم دون إستشارة أو إعلان .. قضاء و قدر .نفاجأ بها و بدعايتها و رجالها مع إفتتاح كل مشروع من مشروعات الجمهورية الجديدة و نتساءل بدهشة هو الجيش هنا كمان ....
لقد صاغ الحكام الجدد نظاما غير مسبوقا ..و غير مفهوما تقوم فيه الأجهزة السيادية .. بأدوارإقتصادية تتسم بالغموض و السرية علي أساس أنها اسرار حربية غير قابلة للتداول .
البعض تصور أن السيد رئيس الوزراء عندما قال قد نلجأ لإقتصاد الحرب .. فهذا معناه أننا سنحارب ..و تصور أن القوات التي ذهبت للصومال ..سيكون لها دور في السيطرة علي باب المندب أو مهاجمة الحبشة لضمان سريان ماء النيل .. أو أن القوات في سيناء ستدلي بدلوها في بئر صراعات الشرق الأوسط ..
وهو أمر بعيد تماما .. عن أى إحتمال .
فلقد أصبحت عقيدة القوات منذ أن قال خالد الذكر أن أكتوبر ستكون أخر الحروب .. هي المسالمة والا تتورط في قتال .
هكذا تصبح مقولة سيادة رئيس الوزراء دون تفسير ..إلا في كونها تبرر أننا نعيش بشكل عملي في إقتصاد حرب منذ 2011 نقاوم الإرهابين ..و الأخوان المسلمين .. و المتظاهرين ..و نغدق علي القادة و الجنود وننفق علي متطلبات المعركة الثلاث ..بكل ما يمكن جمعه بطرق الجباية المتعددة .
و هنا يبرز سؤالا أخر محيرا .. ما الذى يعده صاحب السعادة وسيستجد و يعتبره .. إقتصاد حرب
في الغالب ..بقدر فهمي العاجز بسبب غياب الشفافية و البيانات أو معرفة نية الحكومة و سياستها ستطبق إجراءات إقتصادية جاهزة للتنفيذ أملاها صندوق النقد .. تبدو علاماتها هنا أو هناك من أجل حرب أخرى تهدف إلي إستكمال المشروعات المعلقة اللي ملهاش لازمة .. و إستبدال كلمة (مجهود حربي) بكلمة (تسديد الديون و فوائدها ) ...و لا صوت يعلو علي صوت المرابين .
في الغالب سيكون إقتصاد الحرب المفترض تقليدى و ذلك بتطبيق الإجراءات التي إتخذها الإنجليز في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية.
و مع ذلك فسيكون هناك دائما مخرجا للمتيسرين م هو مش معقول إن الباشا اللي ساكن في بيت بتمانية مليون جنية .. يبقي زى الكحيان أللي في شقق الحوارى و الأزقة .
المخرج الأول أن يعيش هؤلاء في محميات الخليج و السعودية الجديدة و المحتمل إنشائها .في راس الحكمة ..و راس بناس ..والوراق و أخوتها ..
أما الذين يمتلكون سكنا في العلمين و العاصمة فهم في مقدورهم تناول طعاما جيدا و الراحة و التمتع في مؤسسات المجهود الحربي العديدة ..من فنادق و مطاعم ..و إستراحات ..و حدائق ..تديرها (المتحدة ).. أوفي مدينة الملاهي المليارديرية التكاليف .. وهناك سيجد كل ما يسر سعادته و لكن ( بالدولار ) .
في صباى ..كان جنود الإنجليز يعيشون معنا في المدن الرئيسية ..و لكن المكان كان غير مزدحم و أمان .. بحيث كان لي هواية غريبة .. أن أتجول .. مشيا علي الأقدام في شوارع و حوارى القاهرة القديمة ..
كنا نسكن في حي السكاكيني ..حيث يسهل الوصول للظاهر و الفجالة ..ووسط البلد ..و الحسينية ..و الأزهر و العتبة وعابدين و العباسية و مصر الجديدة ..وكنت أعرف هذه الأماكن جيدا ..ومميزاتها و معالمها ..
أتحرك فيها دون خوف أو قلق .. أتامل الناس الطيبة المبتسمة الودودة ..و المحلات النظيفة المرحبة ..و المعالم المشهورة .
.
كنت أحب بلدى و اشعر بالإنتماء لها ..و لعلمها .الأخضر ..و ملكها المفدى ...و ناسها ..و معالمها ..وأخاف عليها .. من الهواء الطائر
اليوم أعيش قرب مصر الجديدة .. لا أخرج من منزلي .. فلم أعد أعرف المكان .. لقد زرعوا فيه كبارى غريبة .. و غيروا طريقة الحركة..و قطعوا الشجر ..و مسخوه مسخا ..
و اصبح الشارع غير أمن للسائر و الراكب ..من حركة العربات و الميكروباصات .. و الموتسيكلات ..التي تتسابق برعونة .. و الشحاتين ..و الأفاقين .. الذين يضايقون المارة .. و حوادث التصادم التي أصبحت ضحاياها .. تفوق ضحايا ميادين القتال .. عالم أخر غير الذى عشته في صباى ..
أكره هذه المدينة المستجدة و من يثديرها ..و أسعار خدماتها و مواصلاتها المرتفعة ..و أعجب من الزحام ..و كثرة البشر ..و أتمني أن يسقط عليها كوميت يمسحها من الوجود .. و يريح الناس من الغد البائس الذى ينتظرهم .. مع نطبيق قوانين إقتصاد الحرب ..و إنتشار العوز .. و الفقر ..و الإستغلال الذى تقوم به الطبقة الحاكمة المتيسرة و لا يختلف كثيرا عن العبودية .
.. .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مر القطار فلم نلحق به
- عايز أعيش في زمن أخر
- لماذا لم تطورنا الحرب
- جد حضرتك كان شيخ منسر
- الرؤيا
- الأن تنتهي مرحلة الستينيات في مصر
- فلنقرأ التاريخ الحقيقي
- الحواس تتغير و تتطور أيضا بالتدريب
- تفضلوا حضراتكم ..منتظر الحوار
- إختار اليوتوبيا التي تناسبك
- الجبل الاصفر .. رحلة حياة
- لا أؤيد الإنقلابات العسكرية (72 سنة ) فشل
- الدروب الخمسة للسيطرة
- صور من الصندوق الأسود
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
- رؤية 30 يونيو بعد 11 سنة
- القاهرة وتشظي القيم الجمالية
- من قال لا أعلم فقد أفتي
- هل المسلمون قادرون علي تحقيق نهضة
- أساطير خلق الكون و البشر


المزيد.....




- سقط من غرفة فندق.. وفاة ليام باين العضو السابق في فرقة -One ...
- موت ليام باين مغني فرقة -وان دايركشن- سابقًا.. إليك ما نعرفه ...
- -قلعة القطن-..اكتشف أرض العجائب البيضاء في تركيا
- مهما كان عمقها وتحصينها.. القاذفة B-2 تشعل تفاعلا بعد ضرب مو ...
- شاهد ما وراء كواليس عرض أزياء -فيكتوريا سيكريت- للملابس الدا ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته البرية في شمال غزة لليوم الـ1 ...
- هل يمكن للسلمون النباتي أن يحدث تحولاً في تربية الأسماك نحو ...
- تدريبات منظمة الأمن الجماعي -روبيج-2024- تبدأ مرحلتها النشطة ...
- مصر ترسل طائراتها إلى لبنان لإجلاء مواطنيها
- الأسد يجري تعيينات لعدد من محافظي المدن السورية


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - إقتصاد حرب .. بدون حرب