|
القسم الثاني / تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 16:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الجزء الثاني ان شعوب المنطقة وبخاصة التي قريبة من المحرقة المشتعلة من قبل إسرائيل ونهجها الصهيوني العنصري وبين النظام الإيراني التي ينتهج الطائفية تحت طائلة اسم الإسلام ومشاركة حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية والحوثيون تعيش حالة من القلق والخوف والترقب من توسيع محارق الموت والدمار وقد تشمل الحرب المنطقة بأسرها ولا سيما انطلاق التهديدات الإيرانية بضرب المصالح الامريكية وحلفائها في دول الخليج، نعم الملايين من المواطنين تتذكر مآسي الحروب الداخلية والخارجية وما أصابها من فواجع وكوارث ودمار وضحايا بمئات الالاف من الأبرياء الفقراء والكادحين والعمال والفلاحين وغيرهم بينما يجد البعض من المحللين ان الهجمات الصاروخية والمسيرات الإيرانية على البعض من مواقع في إسرائيل عبارة عن فقاعات هوائية ضمن مسرحية معدة لان غزة احترقت وتدمرت وهجر منها عشرات الالاف الفلسطينيين وها هي لبنان وحزب الله تحت طائلة المحرقة الإسرائيلية بالإضافة الى التهديدات الإسرائيلية بضرب مقرات المليشيات في العراق، ويجد الكثير من المحللين والمراقبين ان التهديدات الإسرائيلية حول الرد والانتقام من ايران تدخل ضمن هذه المسرحية. وامام هذه الكوارث ودعوات المجتمع الدولي ومجلس الامن بوقف الحرب وادانة الاعتداء على "اليونيفيل" قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام من قبل إسرائيل فان الأخيرة ماضية في عدوانها وضاربة عرض الجدار قر ار مجلس الامن وملايين المتظاهرين في ارجاء العالم بدعم ومساندة الولايات الامريكية وتزويدها بالسلاح بشكل مستمر إضافة لموقف حلف الناتو العدواني ودعمهم لإسرائيل الا من صوت واهن، الطلب عدم تكرار الاعتداءات المسلحة الإسرائيلية على قوات الأمم المتحدة " اليونيفيل " اما غزة واكثر من خمسين الف شهيدة اكثيرهم من الأطفال والنساء والشيوخ فذلك يعتبر نزهة للعنصرية والعدنانية والبربرية التي نراها ماثلة امامنا. ان الأوضاع غير المستقرة ومخاطر الحرب في المنطقة يتحمل مسؤوليتها مثلما اشرنا مسبقاً، بالدرجة الأولى دولة إسرائيل التي اشعلت أكثرية الحروب في المنطقة والنظام الإيراني الذي دخل على الخط بعد ثورة 1979 وانتهاء الحرب واحتلال العراق واسقاط النظام العراقي حيث أصبحت ايران قوة عسكرية لا بس بها مما تسنى لها التدخل في شؤون الدول المجاورة والمنطقة وقد حقق لها ما تطلقه من شعارات بالقضاء على إسرائيل البعض من النجاحات وما قدمته من سلاح ومال لحلفائها، وكان العراق الهدف المتقدم في دعم نهج المحاصصة الطائفية وتشكيل الميليشيات الشيعية المسلحة ثم استغلال فتوى السيد السيستاني " الجهاد الكفائي " لتشكيل الحشد الشعبي وارسال العديد من الميليشيات العراقية الشيعية الى سوريا ثم ما قدم لحزب الله اللبناني الذي اعلن تبنيه بكل صراحة وعلى لسان رئيس الحزب حينذاك حسن نصرالله "ولاية الفقيه الإيرانية" ثم امتداد يد ايران بتقديم الخدمات اللوجستية والسلاح والدعم المعنوي للحوثيين والمساعدة في الهيمنة على السلطة في اليمن، وأظهرت تباشير الهلال الشيعي أطماع إيران ومن هنا اصبح خطر النفوذ الإيراني يهدد الامن والسلام وبخاصة من خلال البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة للوصول الى صناعة القنبلة النووية ، والتصنيع الهائل للصواريخ والمسيرات ، مقابل ما تمثله إسرائيل من تهديد لأمن المنطقة واحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية بدعم الولايات المتحدة والعديد من دول حلف الناتو ومن هنا نشاهد مدى الاخطار المحدقة ودور الدولتين إسرائيل وايران وما آلت اليه المنطقة من عدم الاستقرار وتفاقم الأوضاع من سيءٍ الى الأسوأ وتدهور الأوضاع الأمنية والغليان الشعبي الذي ساد اكثرية البلدان وما احدثته هذه الاضطرابات والحروب المحلية من نزوح ملايين الناس من مناطقهم وهجرتهم الى بلدان اخرى والاعداد الكبيرة من اللاجئين لدول اوربا وغير اوربا، واذا تفحصنا الأسباب سنجدها في 1 - الحروب الإسرائيلية واحتلال الأراضي وتهديد المواطنين وخلق حالة من الخوف والقلق لشعوب المنطقة وعدم تنفيذها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيما يخص الأراضي الفلسطينية المحتلة وما نشاهده من تدمير وقتل وتهجير مئات الآلاف في غزة ولبنان 2 ــ ما تقوم به إيران من اعمال لتصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية والدعم والاسناد للميليشيات الطائفية المسلحة وعدم الاستقرار الذي خلق اضطرابات داخلية واللجوء للسلاح لضمان تدخلاتها 3 ـــ الهجمات الصاروخية من قبل الحوثي في اليمن ضد السفن التجارية وضرب منطقة ايلات في إسرائيل وهو طور جديد يفرض على الساحة العربية 4 ــ بدلاً من السعي للتهدئة وكبح العدوانية الإسرائيلية يتم تزويدها بكل أنواع الأسلحة المتطورة بما فيها الطائرات الحربية . 5 - دفع إيران لوقف تدخلاتها فإن انحياز الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو يزيد من تدهور الأوضاع وتشجيع إسرائيل على الاستمرار في العدوان ثم ردة فعل إيران باستعمال الهجمات الصاروخية والمسيرات مع مشاركة كل حلفائها، الميليشيات الشيعية العراقية المسلحة وحزب الله اللبناني. 6 - الجهة الاخرى حيث تواجد القوات الامريكية في العراق وسوريا والقوات العسكرية الروسية في سوريا والاحتلال التي تقوم به تركيا من احتلال لأراضي عراقية في إقليم كردستان العراق واحتلال علني لأراضي سوريا، وارسال الاساطيل الحربية والقوات العسكرية والقيام بأنشاء قواعد عسكرية هذا الكم من القوات العسكرية والسلاح والاساطيل لا يدل على السلام، بل يدل عل مخاطر جدية لنشوب حرب شاملة.. في الوقت الراهن نجد ان التداعيات اوضاع المنطقة والصدامات المسلحة واستخدام المسيرات المسلحة والهجمات الصاروخية والطائرات الحربية ثم القيام باحتلال الأراضي اللبنانية وغيرها والتدخل الأمريكي والبعض من دول حلف الناتو والدعم المباشر وغير المباشر فإن خطر التوسع ليشمل دول المنطقة بات وشيكاً اذا لم يجر تدارك الأمر، ونعتقد ان الوقوف ضد المشاريع العدوانية الإمبريالية وكبح العدوان الصهيوني ومنح الحقوق للشعب الفلسطيني بما فيها إقامة دولته في الأراضي التي احتلت بعد حرب حزيران 1967 ،ولهذا يجب على إسرائيل وحلفائها ان تدرك انها لن تكون بمعزل من التدمير الاقتصادي والبشري، وأشار سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي الى المعضلة " ان محاولة تصفية القضية الفلسطينية تعتبر وهما" وتابع فهمي " ان الشعوب لن تسكت عن العدوان أو الاحتلال أو انتهاك الحريات والحقوق الأساسية ". ان العالم يعرف تاريخ القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل اكثر من 70 عاماَ ولهذه عليها ان تدرك لا يمكن التغاضي عن حقوق الشعب الفلسطيني ، ثم على إيران أن توقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة والتخلي عن ما اعتمدته من تصدير الثورة، وإعادة الثقة بمشروعها النووي السلمي لأنهاء الصراع غير المجدي والذي يضر ولا ينفع والتوجه للبناء الداخلي من اجل حرية ورفاهية وأمن الشعوب الإيرانية. ان إيقاف الحرب الحالية عبارة عن انقاذ للسلم في المنطقة وعلى الدول التي تشترك بدون مسؤولية إنسانية واللامباليات للنتائج الكارثية التي خلقتها هذه الصراعات المسلحة وما تخلقه المليشيات العراقية المسلحة التابعة وتحركاتها خارج حدود بلدانها يعد ذلك جميعه مخاطر حقيقية على التعايش السلمي ، كما يجب كبح العدوانية الإسرائيلية ومنح الفلسطينيين الحرية في إقامة دولتهم وفق قرارات الأمم المتحدة الامريكية ثم ان تكف ايران من تدخلاتها في شؤون دول الجوار وسحب الحرس الثوري من سوريا وعدم التهديد وتوريد السلاح للمنظمات والتنظيمات خارج حدودها لكي تتجنب الحرب المدمرة وتبعد شعبها عن مأساتها المدمرة .
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة
-
طالما تبقى أغاني!
-
خصل متناقضة المنشأ
-
الحرب الاقليمية والتهديدات الايرانية والعدوانية الإسرائيلية
-
في رؤيا المدن المنكوبة
-
الأعداء الرجعيون ضد قانون الأحوال الشخصية لعام 1959
-
أطماع تركيا العدوانية في العراق
-
بوابات الأيام جحيم معلن
-
آفة الفساد طالت مجلس النواب في إلغاء اليوم الوطني
-
محاولات لطمس ثورة 14تموز / 1958 التي حررت العراق
-
الفكرُ عَظمةُ المنطق في الأحياء
-
ضرورة حل المشاكل مع الاقليم وعودة العلاقة الطبيعية
-
غول الفساد المالي والإداري المنتشر في جميع مرافق الدولة
-
آفة المخدرات والنقاط الكمركية في ظروف الاضطراب الأمني والفسا
...
-
لحظات بلون الدم
-
الاضطراب الأمني المزمن وعودة الاغتيالات السياسية ؟
-
المأساة مستمرة في العراق لكن الى متى؟
-
محاولة احتلال وتدمير غزة النكبة الفلسطينية الثانية
-
اتساع ظاهرة الإتجار وتعاطي المخدرات في العراق
-
هل ستجري انتخابات مجالس المحافظات في الموعد المحدد؟
المزيد.....
-
أول تعليق من نتنياهو على الغارات ضد الحوثيين
-
الإشعاعات النووية تلوث مساحة كبيرة.. موقع إخباري يؤكد حدوث ه
...
-
53 قتيلا ومفقودا في قصف إسرائيلي على منزل يؤوي نازحين في غزة
...
-
مسؤول روسي: موسكو لا ترى ضرورة لزيارة جديدة لغروسي لمحطة كور
...
-
-نيويورك تايمز-: شركاء واشنطن يوسعون التجارة مع روسيا ولا يس
...
-
بينها -مقبرة الميركافا-.. الجيش اللبناني يعلن انسحاب إسرائيل
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين في معارك
...
-
الكويت.. خادمة فلبينية تقتل طفلا بطريقة وحشية تقشعر لها الأب
...
-
76 عامًا ولا يزال النص العظيم ملهمًا
-
جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في ال
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|