أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعاد أبو ختلة - اليوم التالي للحرب..














المزيد.....

اليوم التالي للحرب..


سعاد أبو ختلة

الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 16:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


اليوم التالي للحرب، منذ أكتوبر الماضي وعقب الحرب ببضعة أسابيع، أصبح مانشيت اليوم التالي للحرب يتصدر أحاديث بايدن ومجموعات الحوار والتدارس العربية والفلسطينية في الخارج، بمعنى أن اسرائيل قد انتقمت لحدث السابع من أكتوبر والمعضلة تكمن قي اليوم التالي، قالها الرئيس الأمريكي في خطاب له مع الاعلام، أنه طالب نتنياهو بسيناريو اليوم التالي، وكان الرد الاسرائيلي، ألا تكون حماس في سدة الحكم وكذلك السلطة، وبما أن الأمور غير واضحة فسيبقى العدوان قائماً، وانشغل الرعاة بالتفكير باليوم التالي، أزمة شكلت لينشغل بها الاعلام عما يدور، عربياً وفلسطينياً، كان الحوار، بعد ضرورة تأمين المساعدات، كيف ومن سيكون في سدة الحكم بعد الحرب، وكأن الوضع في غزة مشكلته فيمن يحكم، فيمن يقود الدفة، متناسين أن السفينة وركابها ودفتبها بحاجة لبناء من الألف للياء، ليس الأمر رغيداً، وليست غزة سنغافورة سينال حكامها من رفاه العيش، غزة المنكوبة ستكون وبالاً على من يحكمها لو اعتقد أنه مركز تشريفي، تدغدغ أدمغتهم سطوة المسئولية، غافلين عن حجمها.
اليوم التالي للحرب، سيتسنى لنا أن نطلق عنان دموعنا وعويلنا حبيسي المقل، سنصرخ بصوت عال فوق الركام، نعتذر من كلنا في الردم، سنتنفس الغبار ونترك مفاصلنا المشدودة لتخور، سنلملم أشلاءنا، وما تبقى لنا من ذكريات، ومتعلقات تختبئ بين الردم تنتظرنا، سنتفقد أهلنا، جيراننا وأصدقائنا وسنبكي ونبكي وكلما جف الدمع سيغذيه الوجع ونبكي، سنجلس فوق الركام، من يحيا منا، سيرثي من قضوا ويتحسر لأنه لم يمض معهم، سنبكي ونضحك بهستيريا حين نرى صديقاً لم نره منذ عقود، نتذكر الماضي السحيق ونبكي...
اليوم التالي... من سيتحمل مرارة اليوم التالي.. من سيمحو ذكرى الحرب من عقل الأطفال، كيف سيتخلصون من تبعاتها، كيف سيعودون لمقاعد الدراسة، وكم من وقت يحتاجون لاسترجاع طفولتهم التي وؤدت في الحرب، كيف سترمم الأمهات روحها بعد أن فقدت عائلتها، بيتها وأعضاء من جسدها، كيف سيمحو الشاب ذكرى صديقه الذي قضى نحبه بين يديه وكانت اشلائه تلتحم به، كيف سينسى الأب طفله المسجى بين يديه بلا رأس، وكيف سيستوعبون أنهم لم يبق لهم بيت أو عائلة، وأن الروح التي في الجنبات، بلا روح...
اليوم التالي، ومتى يجيء اليوم التالي، أهلنا في الشمال لا يفكرون في اليوم التالي، يفكرون أين يذهبون عندما تهبط عليهم ظلال الموت، أين يختبؤون من شبح الابادة، كيف يضمدون جراحهم ليواصلوا السير هنا وهناك، صوت الدبابات تلوك الرمل وتهرس الأسفلت، صوت الطائرة اللعينة التي توجههم، لعبة الموت الذي لا يكتفي منهم، يعرفون أن الهدف تهجيرهم واخلاء بيوتهم وأراضيهم واقتلاعهم من حدود المكان بعد أن أخرجوا من حدود الزمان ليصبحوا في دوامة الليل الذي لا ينتهي، أعلنوا أنهم لن يتركوا الشمال والا فالصعود للجنان، أن يتحرك المجتمع الدولي الذي أشبعنا شجباً واستنكاراً، أن يقف العالم ضد هذا القتل العمد، لم يحدث، فالعالم منشغل بالأزمة الجديدة، الرد على ايران والتهديد الايراني، اليوم بل غداً ستضرب أو تُضرب، (وتلولحي يادالية)
جلسات حوار الأشقاء، دارت رحاها في كل عواصم العالم، يتفقون، يختلفون، السبع الهينات والخمس المندسات والتعلب فات فات، حكومة تكنوقراط أو تكنو.... كما يتداول المحللين المحليين المتراصين على مقاعد من أكياس الرمل في شارع الرشيد يلفون سجائر من ورق الشجر وينافسون محللي الجزيرة والعربية في وضع سيناريو اليوم التالي للحرب، التي لن تبقي سوى الدمار المادي والمعنوي، وأن غزة بحاجة لإعادة اعمار البشر والبيوت والمساجد والجامعات ومنظومة الصحة والتعليم والأهم منظومة الأخلاق التي تدحرجت ضمن ما سقط، أشفق على من سيتولى أمر غزة بعد الحرب، لن ينام ولن يرتاح، يجب ان يعرف أن غزة كطفل مشوه بحاجة لمن يعيدها للحياة ويرمم روحها وجسدها...



#سعاد_أبو_ختلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة
- الحرب على غزة/طفولة مغتصبة ومستقبل موءود
- الحرب على غزة /مشهد من لوحة دامية
- عداد الموتى في غزة تخطى البشر والحجر
- حرب الابادة على غزة صورة خارج التغطية
- غزة تباد جوعاً وقهراً وقصفاً
- الحرب على غزة تفاصيل لا تعرفها المسَيرة
- الحرب على غزة تهجير وخيام وأرواح
- عام من الحرب على غزة
- اليوم العالمي للمرأة قراءة أخرى
- الحب في زمن الكورونا
- أماكن سياحية فاخرة.. مراتع للأمراض!
- عيد العمال يلقي قفازات آلاف العمال المتعطلين عن العمل في وجه ...
- ثقافة الاقتباس
- ثالوث الجهل والفقر والعنف أسباب معاناة النساء
- صندوق الموسيقى
- كلام في حال الصحافة الفلسطينية
- محاكمة مبارك
- العالم الافتراضي .. حيوات أخرى


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعاد أبو ختلة - اليوم التالي للحرب..