أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مع الباشا في مذكراته (1)














المزيد.....

مع الباشا في مذكراته (1)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الباشا، وأي باشا؟! تعددت ألقابه وكنياته، بدءا بالباشا، مرورا ب"أبو فارس" وصولا إلى "أبو حنيك". كان ذو نفوذ، وسَحَرَ العوام بخاصة، كي لا أقول السذَّج، ببساطته وتواضعه كما كانوا يروون عنه. وصلت الأمور بمجلة بريطانية، كما يقول في مذكراته (ص325) إلى نشر مقال "تشير فيه بطرف خفي وليس بكلمات واضحة إلى أنه كان الحاكم الحقيقي في الأردن". لم يذكر الباشا اسم المجلة، بل ويحاول باستماتة في أكثر من صفحة، نفي أي شيء قد يكشف الأسباب الحقيقية لقدومه الى العراق ثم الى الأردن، حيث أمضى 17 عاما (1939-1956) رئيساً لهيئة أركان الجيش الأردني. ففي الصفحة (318 )، ينفي "الباشا" وجود أي علاقة له بالحكومة البريطانية "قطعياً". وكأني به على يقين بأن العرب يمكن استغفالهم والضحك عليهم، وخاصة في تلك الآونة. وفي الصفحة (319 )، يقول:"كنت أكثر طاعة للحكومة من أي رئيس أركان في الجيوش المجاورة". وفي الصفحة ( 324 )، يعبر "أبو حنيك" عن حبه للشعب الأردني. لو أن هذا الجهر بالحب صدر عن سائح بريطاني مكث في ربوعنا شهرا أو شهرين، لكان مستساغا أن يتقبله العقل ويتعامل معه المنطق. أما أن يصدر عن ضابط بريطاني بمستواه، وبالموقع الذي شغله في بلادنا ذات مرحلة، فإن تصديقه غير ممكن ما لم يلغِ القارىء عقله ويقنع نفسه بأن "الباشا" قَدِم الينا من أجل سواد عيوننا، لأنه يحبنا ومتيم بنا، ويريد أن يترجم هذا الحب إلى أفعال على الأرض. ومع ذلك، فإن مذكرات "أبو فارس" على درجة معتبرة من الأهمية، لجهة احتوائها على ما يسلط الضوء على ما لم يعد مستورا من عوراتنا ونقاط ضعفنا، ومنها ما لا نزال نتكلم به ونعاني منه حتى اللحظة. سأخصص هذه الحلقة، لصور رسمها "الباشا" في مذكراته للأردنيين من شتى الأصول والمنابت. فهو لا يخفي أن له "أصدقاء ومحبين في الضفتين"، إذ يقول: "كانت الضفة الشرقية تنظر إلي كفرد من أفرادها وليس كجنرال بريطاني، حتى أن كثيراً من الفلسطينيين كانوا أصدقائي"(ص 317).
*الصورة الأولى: بعد اغتيال الملك عبدالله الأول، يقول "الباشا" عمن يسميهم "سياسيي الملك"، ويقصد رؤساء الحكومات والوزراء ومن يوازيهم وظيفياً، يقول بالحرف (ص 227):"إن سياسييه (الملك) لم يكونوا إلا رجالاً "إمَّعات" أو من نوع "أمرك سيدي"، فلم يشتهر في أيامه قادة سياسيون أو رجال دولة". أترك التعليق للقارئ، وأكتفي بالتساؤل:"هل اختلف "زلم اليوم" عن "زلم الأمس"، أم أن وصف "الزلم التنك" ينسحب على أولئك وهؤلاء؟!
لكن الأردن لم يكن بلا زلم حقيقيين زمن "أبو حنيك"، كما سنبين، بالإستناد الى مذكراته، بعد قليل.
*الصورة الثانية: يتناول "أبو فارس" انتخابات 16 تشرين أول 1954، فيقول(ص 271):" احتاط توفيق باشا(توفيق أبو الهدى) للأمر، واتخذ الاجراءات الكفيلة بانتخاب من يرضى عنهم حتى أنه اقترح "التلاعب" بالانتخابات. فمن بين أربعين عضواً من أعضاء البرلمان كان يُعاد في الواقع انتخاب اثنين وثلاثين أو ثلاثة وثلاثين عضوا من الشخصيات والرجالات أصحاب النفوذ المحلي، والناخب الأردني يهتم بالشخصيات أكثر مما يهتم بالسياسة...". مرة ثانية أترك التعليق للقارئ، مع أن الأمر ليس بحاجة للتعليق، فما أشبه اليوم بالأمس.
*الصورة الثالثة: يستحضر "أبو فارس" ردود الفعل على قرار انهاء خدماته عام 1956، فيقول (ص 327):"كان عدد من الضباط يبكي، وآخر أخذ مسدسه وقال انه سينتقم لي حتى نجحت أخيراً في تهدئته، وجاء رجال الحرس المرافق لي لتوديعي، فانفجر الكثير منهم بالبكاء، وخرجوا من الغرفة، لقد كنت قتلت منذ زمن طويل لولاهم". ويكمل في الصفحة ذاتها، قائلاً: "في الواقع فكرت وحدة أو وحدتان في القيام بعمل ما عندما سمع رجالها بعزلي"...تخيلوا.
عندما قرأت هذا الكلام، خطر ببالي أول ما خطر، المثل المعروف "طَيِّن صُرمه واحرث عليه"، مع الاعتذار للقارئ، ولكن لكل مقام مقال، كما قالت العرب.
*الصورة الرابعة: هنا، يكشف "الباشا" كراهيته لكل أردني وطني، يرفض الاستعمار ويتأبى على الاستحمار. وهي شهادة لكل من يوجه سهام حقده اليهم. هنا، يؤشر "الباشا" الى الزلم الحقيقيين، الزلم الزلم. فلا يخفي "رئيس هيئة الأركان" كراهيته لعبدالله التل(ص209)، ويتهم سليمان النابلسي وعلي أبو نوار بالإشتراك في "مؤامرة عزله"(ص332). وفي أكثر من صفحة، يصب جام غضبه على الشيوعيين والقوميين، ولا يتردد بوصفهم ب"المتطرفين" (ص270) وغيرها. ونظنه يكذب ويبالغ باتهام الملك طلال في "قواه العقلية" الى درجة التشفي، كما نقرأ في الصفحة (230):"رحل الملك طلال الى مصر ومنها انتقل الى تركيا، حيث عاش كئيباً وحيداً في داره قرب البوسفور". ونعتقد أن كل من يقرأ مذكرات الملك طلال، لن يجد أدنى صعوبة في الاقتناع بكذب "الباشا"، بهذا الخصوص.
ونلفت النظر الى رأي "أبو فارس" بالأخوان المسلمين. ففي الصفحة (270) يقول:" انهم جماعة سياسية(هذا صحيح/ع) نشأت في مصر وأخذت تطالب باقامة حكومة على الطراز الاسلامي السلفي الأول، وكانت هذه الجماعة تكره الأجانب والغرب". ويعود في الصفحة (334) للحديث عن "الأخوان"، ولكن من زاوية موقفهم من الأحداث الداخلية والتطورات عام 1954، فيقول:"بدأ "الأخوان" يخافون انتشار الشيوعية وتقدمها، فوزعوا هم بدورهم بعض المناشير التي تدعو الشعب الى مساندة الملك...".
الحلقة التالية، سيكون لنا فيها وقفة على رأي الباشا بحرب 1948، حيث أن حوالي 80% من المذكرات تتناول ما نسميه نحن وليس هو، الصراع العربي الصهيوني.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خزعبلات العقل البشري !
- الغباءٌ أضرُّ من التواطؤ أحيانًا !
- أساطير مقدسة !
- الكيان اللقيط يخسر
- أرانب وأسدٌ ونمر/ قصة قصيرة
- العقل والنقل
- لا دليل على أن هارون ويوشع بن نون مدفونان في الأردن؟!
- الخوف المقدس أفعل وسائل ترويض الإنسان !
- ابن العلقمي كان حاضرًا !
- أدواء وأدوية
- تصرف غريب وسلوك مستهجن !
- تواطؤ وغدر ضد المقاومة !
- نُتفٌ من اللامعقول تحت المجهر !
- المشكلة ليست رُمانة سميرة توفيق !
- محددات السياسة الخارجية الأميركية تجاه القضايا العربية*
- لامعقول التوزير في الأردن وألغازه !
- اعلام الدولة واعلام الحكومات !
- مخاطر التطبيع في مجال الإعلام *
- الوهم التوراتي الأسطوري -أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ...
- من تجليات التمحل الثقافي في واقعنا العربي !


المزيد.....




- اعتقدها البعض -خدعة بصرية-.. -جوهرة- تتألق في سماء الكويت بم ...
- يقطينة هاربة -تهاجم- ضابطًا وسط شارع بأوهايو.. شاهد كيف سحقت ...
- أيمن زيدان يشعل مواقع التواصل برقصه فرحاً بزفاف ابنه حازم
- مصدر لـCNN: خطة إسرائيل للرد على إيران جاهزة
- مصر.. فيديو لشخص نصف عار وما فعله لاعتقاده بأن طالبا -عاكس خ ...
- موسكو تمطر كييف بهجوم مركب: 136 مسيرة وعدة صواريخ وحديث عن إ ...
- -كأننا في سجن-... منتخب نيجيريا يقاطع مباراة تصفيات كأس أمم ...
- زلزال يضرب ولاية مالاطيا التركية ومناطق من محافظات سورية وشم ...
- الجمعة السوداء.. عملية سرية غير مسبوقة تنتهي بإحراق فرسان ال ...
- أوكرانيا محبطة من -الهجر- الأمريكي


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مع الباشا في مذكراته (1)