أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - مصير المنطقة بين الصهيوني الأمريكي وزميله الإسرائيلي















المزيد.....

مصير المنطقة بين الصهيوني الأمريكي وزميله الإسرائيلي


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 8132 - 2024 / 10 / 16 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لقد أثبت الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه صهيونيٌ بامتياز، كما تبجّح هو نفسه عند زيارته لإسرائيل بعد أيام من عملية «طوفان الأقصى» عندما صرّح أمام نتنياهو وأعضاء حكومته أنه لا يعتقد أن على المرء أن يكون يهودياً كي يكون صهيونياً، وأنه يعتبر نفسه صهيونياً بالتالي. وقد وجد بايدن في عملية «حماس» تبريراً لإشهار صهيونيته بينما يمارس مهام رئاسة الولايات المتحدة، وتبريراً لدفع بلاده إلى خوض أول حرب مشتركة مع الدولة الصهيونية، ليس دعماً لها كالمعتاد وحسب، بل مشاركة كاملة تسليحاً وتخطيطاً وتبريراً. ولم تأتِ هذه المشاركة الكاملة في وجه الدول العربية المحيطة، مثلما كان الأمر عندما ساندت واشنطن الجيش الإسرائيلي في تصدّيه لمصر وسوريا في حرب عام 1973، بل أتت ضد الشعب الفلسطيني شبه الأعزل بالمقارنة مع دولة الاستعمار الصهيوني (على الرغم ممّا يدّعي الذين يفجّرون حروب «التحرير» وكأنهم يعيشون في حلم لا يلبث أن يستحيل كابوساً، بل يتعدّى بشاعةً وفظاعةً أسوأ الكوابيس).
وقبل أسبوعين، أخذ بايدن على نتنياهو إنكاره للجميل برفضه مشروع وقف إطلاق النار في غزة المصحوب بفسح المجال أمام تبادل جديد للمحتجزين، وقد زعم أنه لا يدري إن كان سبب ذاك الرفض حرص رئيس الوزراء الصهيوني على تفادي كل ما يمكن أن تستفيد منه منافِسه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية (وهو ما أكّدنا عليه قبل شهر: «فخلافاً للتحاليل التي انصبّت على اعتبارات السياسة الداخلية الإسرائيلية وحدها، لا شكّ في أن رفض نتنياهو منح إدارة بايدن ما سوف يبدو كإنجاز سياسي لها في خضم الحملة الانتخابية الأمريكية الراهنة، إنما هو خدمة جليلة لترامب يتوخّى نتنياهو حصد ثمارها لو فاز الأخير بالرئاسة مرّة ثانية”)، في «لبنان واستراتيجية التهويل الإسرائيلية»،17/9/2024).
أما عتاب بايدن على نتنياهو الذي كان قد خاطبه لدى لقائهما الأخير في البيت الأبيض (والأزرق، بألوان العلم الإسرائيلي)، معرِباً له عن امتنان «الصهيوني الإسرائيلي الفخور» لـ«الصهيوني الإيرلندي-الأمريكي الفخور»، وذلك لمساندته الدائمة لإسرائيل طوال نصف قرن من العمل في المؤسسات السياسية الأمريكية، عتاب بايدن على نتنياهو قبل أسبوعين إذاً تمّ بتذكير هذا الأخير بما قدّمه المُعاتِب للدولة الصهيونية، قائلاً: «لم تساعد إسرائيلَ أيُّ إدارة أكثر مما فعلتُ»، ومكرّراً النفي ثلاث مرّات. غير أن عتاب العاشق هذا لم يُنقص البتة من العشق والتعبير عنه بالأفعال.
فقد أدلى بايدن بتصريحه بينما كانت القوات المسلّحة الإسرائيلية تصعّد عدوانها على لبنان، الذي دشنّته بتفجير أجهزة الاتصالات لدى «حزب الله» ثم بتصعيد كثافة القصف بما في ذلك استخدام كثيف لسلاح الطيران، وصولاً إلى اغتيال أمين عام الحزب، حسن نصر الله، في إشارة لا لبس فيها إلى أن الحرب هذه المرّة، شأنها في ذلك شأن الحرب على غزة غداة «طوفان الأقصى»، تعدّت نطاق العمليات الانتقامية المعهود، ولو عملاً بمبدأ الردّ بما هو أعنف بكثير ممّا يجري الردّ عليه كما جرت العادة، لتغدو حرباً تستهدف تحطيم العدو وإحراز الانتصار الكامل عليه.


وهذا يعني في الحالة اللبنانية رضوخ «حزب الله» وإقراره الصريح والمباشر، وليس المُبهَم وغير المباشر من خلال الحكومة اللبنانية، بأنه قرّر وقف إطلاق النار وسحب كافة قواته المسلّحة إلى شمالي نهر الليطاني، مع إصرار إسرائيل على التأكد من حقيقة الأمر قبل إعلان وقف العدوان من جانبها.
وما إن بلغ العدوان الإسرائيلي على لبنان نطاقاً لم يعد معه مجالٌ للشكّ في نوايا الحكومة الصهيونية حتى رأينا إدارة بايدن تتراجع عن الدعوة إلى وقف النار لمدة ثلاثة أسابيع، التي كانت قد تقدّمت بها قُبيل ذلك بضغط من الحكم الفرنسي الحريص على مواصلة دوره كوسيط في الأوضاع الداخلية اللبنانية، وتنتقل إلى تأييد صريح لأهداف العدوان الصهيوني المعلنة بحجة أنه يندرج في «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». وبالرغم من أن الإدارة كانت تدعو بالأمس إلى التهدئة، وقد زعمت أن حليفها الإسرائيلي لم يبلّغها بنيتّه تصعيد عدوانه على لبنان، فإن كافة الدلائل تشير إلى عكس ذلك، لا سيما أنها منحت إسرائيل حزمة دعم عسكري جديدة بقيمة 8.7 مليار من الدولارات قبل يومين من اغتيال حسن نصر الله، وذلك من باب «الشراكة الاستراتيجية القوية والمستديمة بين إسرائيل والولايات المتحدة والالتزام الحديدي بضمان أمن إسرائيل» (أنظر، «حزب الله وخطأ الحساب»، 1/10/2024).
أما بعد أن قامت إيران بإطلاق فوج جديد من الصواريخ على إسرائيل قبل أسبوعين، فيما شكّل تصعيداً لردّ فعلها باستخدام الصواريخ البالستية التي لا تملك إسرائيل قدرة كافية على التصدّي لها، وذلك بعد الفوج الذي أطلقته في نيسان/ أبريل الماضي في ضربة كادت تكون رمزية إذ تشكّل معظمها من مسيّرات وصواريخ جوّالة، فقد هبّت واشنطن على الفور إلى التضامن مع الدولة الصهيونية فضلاً عن مشاركتها في التصدّي للهجمة. فأرسلت تعزيزات جديدة إلى المنطقة، وقرّرت إرسال منظومة الدفاع الجوي المضاد للصواريخ الباليستية «ثاد» إلى إسرائيل، مع مئة جندي لتشغيلها بما شكّل خطوة إضافية نوعية في المشاركة الأمريكية في الحرب الإسرائيلية، إذ إن تواجد الجنود الأمريكيين من شأنه أن يعرّضهم للأذى في حال نشبت حربٌ مفتوحة بين إسرائيل وإيران.
وقد بات مصير المنطقة معلّقاً على ما ستقوم به إسرائيل ردّاً على القصف الإيراني الأخير. فبينما تتواصل حرب الإبادة الصهيونية في غزة، وقد دخلت، مع الهجمة الجديدة في شمال القطاع، في طور يؤكدّ الشكوك حول نية إسرائيل في استكمال النكبة بطرد أهل غزة من قسم كبير من القطاع تمهيداً لضمّ هذا القسم إلى الدولة الصهيونية، فعلياً إن لم يكن رسمياً، فإن العدوان الصهيوني على لبنان يتواصل ولن يرضخ «حزب الله» ما دامت إيران بحاجة إلى ما بقي لديه من قوة ضاربة في مواجهة احتمال حرب مفتوحة بينها وإسرائيل (أنظر «لماذا ترفض طهران وقف النار في لبنان؟»، 8/10/2024).
بكلام آخر، فإن مصير المنطقة معلّقٌ على ما سوف يقرّره نتنياهو. فهل ينتظر الانتخابات الأمريكية في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، ويقرّر في ضوئها إن كان حرياً به أن ينتهز بقاء بايدن لمدة شهرين في منصبه في حال فازت كامالا هاريس، أو ينتظر ما سوف يقترحه ترامب عليه في حال فوز هذا الأخير، وهو يتوخّى منه ضوءاً أخضر لحرب واسعة النطاق على إيران؟ أو ينتهز وجود بايدن في الرئاسة بدون تأخير كي يزجّ الولايات المتحدة من خلاله في حرب مفتوحة مع إيران بحيث يخلق أمراً واقعاً سوف يفرض نفسه على من سيخلف بايدن أياً كان أو كانت؟ أو يكتفي بضربة مؤلمة أعظم بكثير من ردّه على إيران في نيسان/ أبريل الماضي عندما ضغطت عليه إدارة بايدن كي يُبقي الردّ محدوداً خلافاً لدعمها الراهن لردّ تصعيدي، وهو يتوخّى من ذلك إحراج إيران بلزوم الردّ هذه المرّة، بحيث يلقي عليها مسؤولية الحرب واسعة النطاق التي ستعقب والتي ستشارك واشنطن بها باسم «الالتزام الحديدي بضمان أمن إسرائيل»؟ تلك هي الأسئلة التي تحكم مصير المنطقة، بل والعالم، في الأسابيع القادمة.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ترفض طهران وقف النار في لبنان؟
- «حزب الله» وخطأ الحساب
- تصعيد التهويل الإسرائيلي في لبنان: تأملات استراتيجية
- لبنان واستراتيجية التهويل الإسرائيلية
- شعب الجزائر يكرّر رفضه لحكم العسكر
- نفاق ونفاق: صراع الصقور والنسور الصهاينة
- حرصُ حسن نصر الله على المدنيين
- أساذجٌ بلينكن أم متواطئٌ مع نتنياهو؟
- مناهضة الفاشية وسقوط الليبرالية الأطلسية
- جريمة جو بايدن ضد الإنسانية
- لو كان قتلى مجدل شمس من اليهود…
- في قتل الأطفال وعودة الإبادة إلى الاعتياد
- ليس الأسوأ دائماً أكيداً
- عندما تصبح تهمة اللاسامية سلاحاً بيد الفاشية الجديدة
- هل يمهّد قرع طبول الحرب على الجبهة اللبنانية لحرب شاملة؟
- خلفيات الصراع الدائر بين بايدن ونتنياهو
- في سرّ تحوّل بايدن إلى حمامة
- الهدنة في غزة ومعضلتا نتنياهو و«حماس»
- خلفيات اتهام كريم خان باللاسامية
- فح والفاشر: حرب الإبادة والتضامن الواجب


المزيد.....




- تاه 67 يومًا في البحر.. إنقاذ رجل بعد رحلة صيد مشؤومة بأكثر ...
- لفهم خطورة الصواريخ فرط صوتية مقارنة بكروز والبالستية.. رسم ...
- ميسي يكتسح بوليفيا بـ5 مساهمات منها -هاتريك-.. وهذا إجمالي أ ...
- رئيس وزراء مولدوفا السابق: رئيسة البلاد حصلت على أموال من ال ...
- من البحر والجو.. ضربات إسرائيلية تستهدف بيروت ومناطق جنوبي ل ...
- إسرائيل تقصف الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ أيام، ...
- بسبب عجزها.. فرنسا تتراجع عن الإيفاء بكامل وعدها لأوكرانيا
- لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن حول الاعتداءات الإسرائي ...
- -سي إن إن-: بايدن يخطط لاجتماع رباعي خلال زيارته لألمانيا
- الصين تطلق قمرا جديدا لرصد الأرض


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - مصير المنطقة بين الصهيوني الأمريكي وزميله الإسرائيلي