قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 22:14
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
انتفاضة تشرين..في ذاكرة التاريخ - ( الحلقة السابعة)
محاضرة..خيمة جواد سليم – ساحة التحرير
د. قاسم حسين صالح
كنت وعدت صاحب مكتبة (دار سطور..ابو بلال) تلبية دعوته بالقاء محاضرة على متظاهري تشرين الذي بنى خيمة قبالة نصب الحرية على بعد امتار منه..اسماها (خيمة جواد سليم).
حضرت مساء (17 / 11 / 2019 – موثق التاريخ في الصورة) ،وكانت الخيمة غاصة بالحضور بينهم الصديقان المغيبان ( توفيق التميمي و مازن لطيف) وجرى حديث مع الحاضرين.
كانت الوجوه كلها مبتشرة ، وكأنها على يقين بانهم سيحققون حلما مساحته وطن عريق بحضاراته التي علّم فيها العالم الكتابة، وصنع اول قيثارة، وكتب اول نص غنائي..وطن جميل بأهله ثري ومتنوع بخيراته يستعيدونه من فاسدين افقروا الملايين.
قلت لهم ..ان حلمهم هذا لن يتحقق ما لم يتوحدوا، فأجابني الشاب الوسيم بلال (صاحب الخيمة):
- ارجوك دكتور..لا تتحدث عن هذا الموضوع ، لأن اخاف عليك يسمعوك (حجايه ما زينه).
وبدأت.
كان الواقفون امام الخيمة..لا يعدّون..معظمهم شباب ، وبينهم كبار(افندية ومعقلّين). رحبت بهم ( هلا بالأبطال،هلا بالثوار، هلا بأحفاد ثورة العشرين...) ،واوجزت لهم تاريخ الانتفاضات في العراق ، بدأتها بتظاهرة عشائر الخزاعل وزبيد والمنتفق زمن الحكم العثماني في تحديهم للقوات العثمانية والأنكليزية ، مرورا بثورة العشرين وصولا الى قصيدة الجواهري في رثاء اخيه جعفر( اتعلم انت ام لا تعلم ،بأن جراح الضحايا فم....) وقوله (وانك اشرف من خيرهم، وكعبك من خده اكرم).. وربطتها بانكم اِشرف من فاسدين استفردوا بالسلطة والثروة.
ولحظة قرأت في وجوههم الرضا وانجذابهم نحوي ، قلت لهم بما مضمونه ان كل الأنتفاضات،كل الثورات في العالم لن تحقق اهدافها الا بشرطين :ان تكون لها قيادة موحدة ،وأهداف محددة، وبدونهما تفشل.. وقلت العبارة التي حذرني (بلال) منهم :أنكم مدعوون الى ان تتوحدوا...فكان التصفيق!
وسمعت صوتا من وسط الواقفين:
الله وايدك دكتور..اصعد فوك لقياداتهم (يعني المطعم التركي) واقنعهم..كل واحد منهم راكب راسه.
ودّعوني..وتوجهت بحثا عن (تكسي) ، فمشى معي ابو بلال وثلاثة آخرين..تقدمنا امتار فقلت لهم شكرا..مع السلامة ،فأجاب ابو بلال:
• موقبل ما تصعد تكسي..نخاف عليك!
*
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟