أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير الساعدي - حرب كبرى...تداعيات النزاعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية















المزيد.....


حرب كبرى...تداعيات النزاعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية


أمير الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(من لم يسمع طبول الحرب تدق فهو بالتأكيد أصم)
هذا ما قاله هنري كيسنجر(1923-2023) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في نهاية عام (2011)، مضيفا ً(إن ما يجري بالمنطقة هو تمهيد لحرب عالمية ثالثة، عندما صرح لجريدة (ديلي سكيب) الصادرة في نيويورك "بأن الحرب القادمة شديدة القسوة ولا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة، وأن الخاسر الأبرز فيها هي روسيا والصين وإيران").


إن ارتدادات وتداعيات عشرات القضايا والملفات التي تزخر بها جغرافيا شاسعة عبر القارات المختلفة، قد تكون مدعاة لزيادة رقعة المعارك ودخول المنطقة والعالم في حرب كبرى تضع العالم على شفا حريق كبير، لا يمكن أطفاؤه بسهولة، فبين الحرب الروسية الأوكرانية، واستلام أوكرانيا عشر طائرات (أف 16) من حلف الناتو، الى عملية التصعيد بدخول أوكرانيا الأراضي الروسية في مدينة كورسك، والمعارك التي تجري بين الطرفين لفرض أمر واقع جديد، لاظهار قدرة الناتو وأمريكا وأوكرانيا على تهديد روسيا الاتحادية، ومحاولة اجبارها على تغيير مجرى المعارك التي تجري على الأرض، ودفعها لتقديم بعض التنازلات فيما يخص التفاوض بين الدولتين، فهل هي أداة حرب جديدة لتغيير المعادلة العسكرية؟، ام وصفة دواء سحري لموسكو لتسجيل نصر حاسم، ولهذا نرى بأن روسيا أظهرت بانها قد تلجأ لاستخدام الاسلحة النووية التكتيكية، لحسم المعارك مما يدفع ذلك لدخول الناتو بمعركة شاملة مع روسيا، وهذا ما تتجنبه كل الاطراف بمحاولة التعاطي مع الحرب بشكل تقليدي ومعارك كلاسكية، ومثال ذلك (تدمير5 مقاتلات سو-27 أوكرانية بصواريخ إسكندر في مطار ميرغورود) ولكن العقال قد ينفلت، وهو ما يهدد كل الأمن القومي بالمنطقة والعالم.

فبعد أن خرقت أوكرانيا حدود روسيا باتجاه الشمال وهي اخر نقطة لتحويل الغاز الى أوروبا، والتي تعتبر رسالة تهديد بأن مناطق السيطرة على طريق الطاقة قد تخرج من سيطرة موسكو، ورغم انتهاء العملية وتمكن القوات الروسية، من صد هذا الهجوم، فالمعارك مازالت تجري رحاها بين الطرفين، كما أنه فتح الباب واسعا لعدة سيناريوهات ولا سيما بعد دخول طائرات اف 16 الميدان فهل سيتغير شكل الحرب؟ ام ستكون سببا بانتصار حاسم لروسيا؟
وفي الجانب الأخر حسب التقارير حول روسيا فإنها تستخدم بحدود 300 طائرة في الحرب، بينما أوكرانيا بعد تجاوز السنتين من المطالبات حصلت على 10 مقاتلات من أصل 79 طائرة وحسب، تليها 10 اخرى بحلول نهاية العام الجاري، والباقي منها سيصل على دفعات خلال عام 2025، وبالمقابل تحتاج طائرات اف 16 الى مدارج تتم صيانتها بعناية وبشكل دوري وطواقم أرضية مدربة تدريبا عاليا، وهذا ما يصعب عملية استدامة امداد تلك الطائرات وابقاء زخمها كبير في ساحة العمليات، في حين تمتلك أوكرانيا اسطولا قديما من الطائرات الحربية من الحقبة السوفيتية، والتي تستخدمها بحربها ضد روسيا التي تملك اسطولا يعد الأكثر تقدما وعددا، فاصرار أوكرانيا بالدفاع عن أراضيها والصبر لاكثر من 29 شهرا على حلفائها لتزويدها بالطائرات منذ بدء الحرب، وتحسين ترسانة البلاد بشكل كبير، وابقاء الجيش في وضع قتالي جيد يؤكد إن تراجعها أمر مستبعد الان، فهل ستغير الطائرات الحربية بشكل الحرب؟ ام إن الطريق السلمي وطاولة المفاوضات سيكون حاضرا في قادم الايام بين هذا وذاك تظل المخرجات تعتمد على متغيرات الاحداث.. ومنها ما تسعى له أوكرانيا بأن تفرض شروطها على روسيا قبل المفاوضات المستقبلية المحتملة على كل حال، فهل ستتغير شكل المعادلة العسكرية؟ هل هي قادرة على تغيير الموازين بساحة العمليات في أوكرانيا؟
وأمكانية الجيش الأوكراني بالحفاظ على مناطق كثيرة تم خسارتها سابقا، وعملية الدعم اللوجستي لتجهيز تلك الطائرات، وحسب تصريح زيلينسكي فإنه يحتاج الى 130 طائرة (أف 16)، والولاياات المتحدة وحلف الناتو تقول بأانها تحتاج الى عدة سنوات لتتمكن من تجهيز كامل حاجة أوكرانيا من الطائرات، أي هناك مبعث خطر أكبر من المعركة أو الفوز بها أو نهاية الحرب، وهي وجود نية مبيتة باستعداد الولايات المتحدة، وحلف الناتو الى استمرار حرب استنزاف طويلة الامد مع روسيا الاتحادية الى حين محاولة اخضاع روسيا اتجاه اشتراطات الغرب، وليست فقط محاولة إظهار امكانات وقدرات الغرب على المواجهة في ساحة المعركة مع أوكرانيا باستخدام هذه الطائرة، ولكنها نست بانها ستقع في جب الدفاعات الجوية الروسية، لا نتكلم عن صواريخ اس 300 وحسب، بل نتكلم عن اس 400 التي لديها امكانات فنية قادرة على اسقاط طائرة اف 16، حتى مع صواريخها بعيدة المدى جو ارض، وضرب بعض الاهداف في ساحة العمليات، لكن الناتو تغافل بأن هناك قدرات أكبر من صواريخ الاس 400، التي يصل مداها الى 400 كلم، وهي منظومة الدفاع الجوي اس 500، التي يصل مداها الى 600 كلم، ويمكنها أن تعالج أكثر من هدف في نفس العملية، وبالتالي لن تستطيع الطائرات العشر أن تقاوم حتى وإن كان لها اكثر من سربين أمام دفاعات جوية بهذه القدرات.
وما شهدناه مؤخرا من سقوط أحدى طائرات الـ(أف 16) ومقتل قائدها، قام على إثرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإقالة قائد القوات الجوية، الذي يجعل الغرب واوكرانيا بمواجهة حرجة.

وإذا اردنا الحديث عن الهجوم البري الذي قامت به أوكرانيا ما الهدف من هذه العملية؟
بالرغم من وجود تصريح من قبل الجانب الروسي يقلل من شان عملية الهجوم.

ونتيجة تحقق عنصر المباغتة بشن الهجوم أثر على عملية إدارة هذه المعركة بشكل واضح من قبل موسكو، والذي قد يراه البعض بأن الإخفاق، هو بسبب عدم توفر إحاطة استخباراتية بساحة العمليات، ولعله أخطر من ذلك أيضا، بسبب حالة الاطمئنان من قبل القوات الروسية، بأن أوكرانيا لن تستطع التجاوز على الحدود الروسية، أو إنها ستخشى عملية المجازفة بدخول هذه الحدود، فالأمر تعدى الاحاطة الاستخبارتية، لأن جمع المعلومات يبدأ من العنصر البشري على الأرض وينتهي بالاقمار الصناعية، والتي تمتلكها روسيا، وهذه الوسائل متوفرة لديها، لكن عملية الاستكانة هي من جعل عنصر المباغتة ممكنا بهذه العملية، واستطاعت أوكرانيا أن تقوم بهذه المناورة وتخرق العمق الروسي بمساعدة وإشراف الناتو، حتى وإن نفت الولايات المتحدة علمها بالأمر، وبالتالي هي تظهر بأن إمدادات الاسلحة التي ما زالت ترسلها الى أوكرانيا، يمكن أن تصل لأبعد من هذا، وبالنظر الى تصريح نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف الذي قال عندما وصلت الدبابات الألمانية الى الجيش الأوكراني لساحة العمليات بأن "الدبابات الروسية قادرة على الوصول إلى ساحة مبنى الرايخستاغ في برلين"، ردا على ظهور مدرعات ألمانية ضمن الوحدات الأوكرانية في كورسك، وذلك عندما نشرت بعض الاشعارات الصحفية "بأن ألمانيا رجعت الى أرض روسيا بعد مرور80 عام".
لكن الولايات المتحدة إذا اردنا الحديث عن خطورة هذه العملية، نلاحظ ان هنالك تقليل من قبل الجانب الروسي لهذا التوغل، ولكن الى أي مدى احرجت هذه العملية الجانب الروسي؟ بالرغم من محاولة التقليل من شأنها، وبكل تأكيد لو استطاعت القوات الأوكرانية السيطرة على محطة كورسك النووية الروسية لسحبت جزء كبير من قواتها المتواجدة في المنطقه اليوم، وجعلها بموقف لا تحسد عليه، وهذا لم يحصل في ساحة العمليات.

الهدف الثاني لهذا الهجوم البري هو ربما يعني اجبار القوات والقيادة العسكرية الروسية على سحب جزء كبير من قواتها المتواجدة في ساحات معارك أخرى في أوكرانيا من هذه المناطق، وأرسالها صوب كورسك، فهل تحاول أوكرانيا الضغط على روسيا من خلال هذه العملية في كورسك من أجل التفاوض؟
هل من دلالات أو أبعاد عسكرية ميدانية أخذين بعين الاعتبار بأن خطوط الدفاع الأوكرانية اساسا تعاني من صعوبات في خطوط المواجهة، والدخول الى الأراضي الروسية، والحفاظ على هذا النصر أمر صعب جداَ، وفي عملية الاستعداد الى التفاوض المستقبلي، هناك مؤتمر مرتقب يعقد في سويسرا لعملية التباحث مع اطراف فاعلة في الاتحاد الأوروبي والعالم حول موضوع الحرب الروسية الأوكرانية، وأين ستصل بنهاية المطاف؟، وقد أبدى الرئيس فلاديمير بوتين نوعا من المرونة بأنه سيقبل أي عملية تقارب إن كانت تحفظ حقوق روسيا الاتحادية في الأرض التي كانت ضمن جدول الخارطة الادارية لروسيا.
ونرى بأن هذه المعركة ستكون حاسمة إن استطاعت، وهذه النقطة هي أضعف عند أوكرانيا بالحفاظ على امداد عسكري ولوجستي وتسليحي وبشري أي عديد قوات يمكن أن يحافظ على هذه النقطة في مساحة الأرض الروسية، لكن ما يجري على أرض الواقع الان من معارك ونتائج تظهر حجم الخسائر الكبيرة التي ترد بين الحين والاخر، إن كان بعديد القوات أو بالتجهيزات أو الطائرات المسيرة، والطائرات المقاتلة، وهكذا دواليك من باقي ما تدفع به الولايات المتحدة ودول حلف الناتو لتعزيز ساحة المعركة والعمليات لتحقيق هذا النصر من قبل أوكرانيا.
فأوكرانيا في حدها الأبعد مهما أرادت، لن تتخطى عملية الحفاظ على صمودها بالدفاع عن نفسها، لكن من الصعب أن تستطيع من تحقيق نصر كبير على روسيا الاتحادية، ومع زيادة التهديد والدعم الغربي، ُتظهر روسيا بأنها ستذهب الى استخدام الاسلحة النووية التكتيكية في ساحة العمليات، وهي تجري الان عدة تدريبات وصلت الى المرحلة الثالثة والامر نفسه في بيلاروسيا لاظهار امكانية فلب الطاولة بساحة المعركة، إن تطلب الأمر ذلك، بالمقابل ماذا تستطيع الولايات المتحدة أن تقعل إن ارادت روسيا الاتحادية الضغط على زر استخدام الاسلحة النووية التكتيكية في هذه المعركة؟، ولهذا ستكون المعادلة خاسرة، وهذا ما يدفع بحلف الناتو الان لعملية إطالة هذه الحرب واستنزاف القدرات الروسية بمعارك كلاسيكية بمحاولة جس نبض امكانات وقدرات الدفاعات الروسية هنا وهناك أو محاولة الذهاب الى استخدام طائرات اف 16 حتى تسقط بعض الدفاعات الجوية أو الاهداف المهمة أو الحيوية بساحة عمليات روسيا الاتحادية.
وإذا ما اردنا الحديث أيضا عن مبدأ الحوار والتفاوض الى أي مدى ممكن ان يكون هذا المبدأ حاضراً في قادم الأيام؟
كل الحروب والمعارك في بقاع الأرض، ودعنا نُذكر بشاهد الحرب العالمية الأولى والثانية الى ماذا وصلت بالنتيجة النهائية للحرب؟
الجواب هو الذهاب والجلوس الى طاولة التفاوض، ولهذا الحل الأسلم، هو التوجه الى التفاوض بين كل الاطراف المشتركة بهذا النزاع، انظر الى النصيحة التي قدمها الراحل هنري كيسنجر قبل وفاته بأكثر من عام، بأن الحل الاسلم الى أوكرانيا هو بتقديم التنازلات الى روسيا الاتحادية، وعلى الغرب ألا يدفع بها كبشاً للفداء، لأن هذا سيؤدي الى حلقة أكبر باستنزاف كل امكانات وقدرات أوكرانيا..

الحل المتاح أمام أمريكا وحلف الناتو هو الذهاب للتوافق مع روسيا الاتحادية بنوع من الحفاظ على إمكانات إبعاد تقرب الناتو من الأراضي الروسية، وتقديم بعض التنازلات بالحفاظ على الفضاء الحيوي الروسي ضمن هذه المنطقة والرقعة الجغرافية على أقل تقدير بقلب أوراسيا، وبالتالي نحتاج أن نُذكر أن روسيا الاتحادية ماضية في هذا الامر، لكن عملية تعجيل الخطوات في قادم الأيام تحتاج الى صبر أكبر.

وفي الجانب الاخر فإن التنين الصيني زاد من وتيرة بناء ترسانته العسكرية، ولوحود الخلاف حول ضم تايوان الى الصين ملوحة باستخدام القوة إذا اضطرت لذلك، وبين تدخل الولايات المتحدة بهذا الامر معتبرة بأن تايوان حليف أمريكي ولا يمكن المساس بها، وهذا ما أظهرته عبر زيارات مسؤولين رفيعي المستوى أو تسليح تايوان بسلاح أمريكي مجددا، ولهذا تستمر الصين بمناورة الولايات المتحدة الأمريكية في عدة مستويات سياسية واقتصادية في أكثر من بقعة بالعالم، والتي قد تستغل فيه إنشغال أمريكا بأكثر من حرب في أوروبا وفي الشرق الأوسط، ولهذا هناك سعي لتخفيف شدة التوتر بين أمريكا والصين بعد أن أجتمع مستشار الأمن القومي جايك سوليفان يومي (27 و28 اب) بعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب الشؤون الخارجية المركزية ووزير الخارجية في الصين الشعبية (وانغ يي) في العاصمة الصينية بكين. ويندرج هذا الاجتماع ضمن الجهود القائمة للمحافظة على قنوات التواصل وإدارة العلاقات بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين بشكل مسؤول، على ضوء مناقشات الرئيسين بايدن وشي، في قمة وودسايد في نوفمبر 2023.

مازالت منطقة الشرق الأوسط تنتظر ارتدادت التصعيد ولاسيما بعد أن خرق الكيان الصهيوني القانون الدولي والسيادة الإيرانية باغتيال السيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، والذي ينذر برد انتقامي من قبل إيران، مازال ينتظر العالم طريقة وحجم هذا الرد، حتى مع كل محاولات أمريكا والاتحاد الاوروبي بمناورات عدة للتهدئة، بقيام إيران برد محدود، وعدم الذهاب لضربة شاملة قد تعجل الوقوع بفخ الحرب الكبرى بالمنطقة أمر وارد، ومن ضمنها هجوم المرحلة الأولى الذي شنه حزب الله في لبنان ردا على اغتيال أحد قادة الحزب المهمين (فؤاد شكر). وبالمقابل من المتوقع أن يكون هناك ردا من الفصائل العراقية، وكذا من أنصار الله الحوثيين، دعما الى غزة وردعا للعدوان على الفلسطينين.
وهنا في الشرق الأوسط الأكثر توترا والأصعب حلاً على طاولة القوى الكبرى حيث نشهد إعادة تحشدات عسكرية أمريكية، هناك من يراها ردعاً، ومنهم من يراها خيوطاً جديدة لاتفاقيات مستدامة.
ومع زيادة جرائم الاحتلال في غزة وسط متغيرات الشرق الأوسط، ولا سيما بجانبها العسكري، نجد حركة كبيرة بإعادة التموضع لحاملات الطائرات والبوارج والسسفن الحربية والطائرات ومعدات عسكرية متطورة، وهناك حركة دؤوبة بالمقابل تستثمر بالدبلوماسية، والمشكلة الاخرى هي بالدعم الأمريكي المطلق لهذا الاحتلال بشكل يخالف قواعد القانون الودلي ومقررات الأمم المتحدة، فالكيان الصهيوني مستمر بجرائمه المتكررة، لكن الملاحظ إنه مع كل حديث عن قرب مفاوضات لوقف إطلاق النار يقوم الكيان الصهيوني بمجزرة جديدة مثل ما حصل في مدرسة التابعين وهي تحت حماية الانروا، من الملاحظ بأن الولايات المتحدة الأمريكية غالبا ما تساند موضوعة الاستفراد بالقوة لدى دولة الاحتلال التي أظهرت اشارات سلبية بعد زيادة حجم العدوان الكبير على قطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين المحتلة عندما أرسلت حاملتين طائرات وعززتها بغواصات في البحر المتوسط، وكذا الامر مع بحر العرب والمحيط الهندي، وبالتالي الولايات المتحدة ما زالت هي الداعم والظهير لتجاوز الكيان الصهيوني لكل مقررات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الامن التي أقرت بأن الكيان الاسرائيلي هو كيان محتل ومن حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه، ولهذا علينا ان نذهب على أقل تقدير الى ميثاق الأمم المتحدة بالمادة 51 التي تظهر بأن من حق الشعوب جماعات وافراد بالدفاع عن انفسهم إن وقعت تحت أي عدوان، ولهذا العدوان حاصل على تلك الأراضي، وما زالت لحد الان جرائم القتل العنصرية في الضفة الغربية وجرائم الابادة الجماعية في قطاع غزة التي تشهد سقوط عشرات الشهداء يوميا، بل هناك مجازر أخرى وهي المجاعة وأيضا نقص الأدوية، وحرمان ما يقارب 600 ألف طفل فلسطيني من التعليم، فما زال الشعب الفلسطيني يعاني الامرين، فلم يستطع المجتمع الدولي أن يستنهض همم القانون الدولي والقانون الدولي الانساني ومقررات الأمم المتحدة أو حتى الذهاب الى محكمة العدل الدولية التي لم تستطع حتى مع قراراتها الملزمة لبعض الاطراف، بعملية التفويض للذهاب الى مجلس الأمن حتى تأخذ قراراً ينهي عملية العدوان وإيقاف إطلاق النار بشكل فوري.

ولهذا يعمد نتنياهو (رئيس وزراء الكيان الصهيوني) اللعب على وتر الزمن بمحاولة تحقيق نصرا ما لانقاذه سياسيا لحين انتهاء انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية، وسيبقي على عملية التصعيد وعملية افشال كل المخططات الرامية للسلم، ما لم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي على أقل تقدير ألمانيا، فرنسا، بريطانيا بالذهاب الى إخضاع الكيان الصهيوني للقوانين المرعية وبأبسط صورة تذهب مع الجانب الإنساني أكثر مما تذهب الى الجانب السياسي، وبالتالي دعم الولايات المتحدة بشكل مفرط يتوازى مع حجم الاجرام الذي يقوم به نتنياهو، ستبقى دوامة العنف والقتل ما لم نستطع أن نلجم سياسة دولة الاحتلال، بقرارات عربية حازمة وصلبة، فعلى سبيل المثال، كان هناك اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد اغتيال السيد اسماعيل هنية في طهران، لكن لم نر هناك اجتماع طارئ للجامعة العربية في حينها، بعملية المؤازرة لردع دولة الاحتلال واخضاعها للقانون، للاسف هناك من يضغط على الاطراف المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد وباقي الفصائل التي تدعم الان الحراك العسكري في فلسطين المحتلة بعملية لتقديم بعض التنازلات متمثلة بالطرفين الوسيطين قطر ومصر لتهدئة الاوضاع والذهاب الى هدنة مستعجلة، ولكن هذا الضغط لم ينتج تنازلا حقيقيا من قبل دولة الاحتلال للوصول الى وقف القتل في غزة.

فرئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو يبحث عن نصر عسكري وسياسي يمكن أن يحقق او يحسن صورته التي تشوهت عندما فشل في عملية التصدي بعلاقات تقدير الرد القانوني والحق الشرعي للفلسطينين يوم 7 اكتوبر، ولهذا نرى بأن هذا الخذلان ما زال لحد هذه الساعة يمضي بدوامة كبيرة، وهذه الدوامة تؤسس لها وتدفع بها الولايات المتحدة الأمريكية، فضغط نتنياهو بابقاء العمليات العسكرية قائمة اثناء التفاوض وعدم إيقاف اطلاق النار بشكل جزئي اثناء عمليات الاستلام والتسليم، وعدم الالتزام باتفاقية السلام بين مصر والكيان عام 1979 وإتفاقية أوسلو الثانية عام 1995 بالتراجع عن احتلال مجور فلاديفيا وهو شريط حدودي إستراتيجي بين غزة ومصر، هو إفشال لأي عملية تهدئة، فإلى الان يعمدون الى قتل أهالي غزة، وما يحدث هناك هو جريمة بحق الإنسانية، حتى يغطي نتنياهو على جرائمه الحالية والسابقة، والمفارقة الأكبر التي تقوم بها الولايات المتحدة، هي دعوتها للحل الانساني والضغط باتجاه الوسطاء لايجاد هدنة بين جميع الاطراف، ولكنها بالمقابل تمضي بتقديم دفعات الدعم المالي والعسكري والتسليحي للكيان، وكان أخرها موافقة الإدارة الأمريكية على تسليم دولة الاحتلال عدة مئات من قنابل MK 83 وهي قنابل مدمرة تزن 500 كلغم، بل هي تدرس إرسال شحنة من قنابل MK 84 التي تزن 1000 كلغم.
فطائرات الولايات المنحدة وقوتها العسكرية تاتي لخرق كل المواثيق والمعهدات الدولية مثل ما حصل في العراق، وتحت ذريعة أمنها القومي تحتل أي بقعة ولا احد يستطيع ان يواجهها اليوم، وأن كان هناك ترقب كبير لما تخفيه عملة الرد الإيراني الذي يراه البعض بانه تأخروإن تأخر الرد الإيراني هو ليس تحضيرا للاستعدادات بالرد عل الكيان وحسب، ولكن قد يكون بانتظار نتائج المفاوضات أو عودة المفاوضات ما بين غزة والكيان الصهيوني وما ستؤول اليه هذه المفاوضات.
مازال الجمر تحت الرماد وقد تلتهب منطقة الشرق الأوسط مجددا إن كانت الضربة الأنتقامية الإيرانية تجاوزت حدود الحفاظ على هيبة سيادتها الى حد تدمير قدرات الكيان الصهيوني العسكرية والصناعية، وهو أمر تتفاده كل القوى الإقليمة والدولية منعا للتصعيد.
ولا يمكن إغفال بأن العراق يقع وسط هذه العاصفة أو ارتدادتها، وإن كان العراق يعمل جاهدا وبشكل مكوكي على زيادة الفعل الدبلوماسي بالتعاون مع الشركاء والاصدقاء للتهدئة السياسية وايجاد زخم للحل الإنساني وتفعيل جهود عقد الهدنة وكان أخرها خطاب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أروقة الأمم المتحدة وقبلها زيارته الى كل من مصر وتونس.. ولهذا نرى بأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يقول "لقد أصبح الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية كبرى، وروسيا تعمل مع جميع الأطراف للحيلولة دون ذلك".

وهنا يبرز حدة الصراع الجيوسياسي بالمنطقة حول الاستحواذ على أهم الفضاءات الحيوية في أهم واخطر منطقة ملتهبة للطاقة، فبين الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط، والسعي الحثيث للتنين الصيني لتثبيت حدود فضاءه بالمنطقة عبر مخططات اقتصادية ببعد استراتيحي ينافس الولايات المتحدة بمشاريع تنموية تتضمن تطوير البنى التحتية والاستثمارات في 152 دولة ومنظمة دولية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا—وتسعى كل القوة للحفاظ على الفضاء الحيوي ومراكز قوة بالمنطقة، وللحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في اهم مراكز الطاقة بالعالم، والمنافس الأكبر لمراكز الطاقة العالمية هي روسيا الاتحادية، والصين، فالحرب القائمة الان في أوكرانيا، واحدة من أهم اسبابها هو تعطيل الدور الروسي فيما يخص مشروع الطاقة وبالطريقة نفسها قد يدخل الطرفين بالصراع بمنطقة الشرق الأوسط.

وقد أنهى ثعلب السياسة الأمريكي هنري كسنجر تصريحه عن الحرب القادمة (إن تلك الحرب ستمهد الطريق لإسرائيل)، أي أن لديه تصور بقيام دولة "إسرائيل الكبرى"، فهل مازالنا نصم الاذان عن سماع كل تلك الرؤى الأستشرافية التي تعمل عليها السياسة الخارجية الأمريكية، والكيان الصهيوني، أو أننا وحدنا من لا يريد أن يسمع تلك الطبول؟



#أمير_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب كبرى...تداعيات النزاعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية


المزيد.....




- كاميرا CNN توثق لحظة نادرة لمغادرة دبلوماسيي الباندا الجدد م ...
- مولوتوف حارق أمام موكب العاهل المغربي محمد السادس.. ما القصة ...
- السيسي يستقبل محمد بن سلمان لبحث القضايا الثنائية
- رويترز: إسرائيل تزيل الألغام على حدود سوريا استعدادا لتوغل ب ...
- قطر.. استفتاء شعبي -نادر- على مجموعة من التعديلات الدستورية ...
- هيئة الأركان الأوكرانية: الوضع صعب على طول خط المواجهة
- بايدن يبلغ إيران: أي محاولة لاغتيال ترامب ستعتبر بمثابة عمل ...
- مؤكدا قتل وجرح عدد من الجنود.. -حزب الله- ينفذ أكثر من 15 عم ...
- الصحة بغزة: الاحتلال ارتكب 4 مجازر بحق العائلات في القطاع
- -سقوط مباشر واحتراق مركبة-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير الساعدي - حرب كبرى...تداعيات النزاعات الجيوسياسية الإقليمية والدولية