محاضرة في أوزان الشعر وموسيقاه

صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 12:02
المحور: الادب والفن
    

-------------
هذا مقرر علمي يتناول المفردات العلمية الآتية:
١تعريف الوزن والقافية والعلاقة بينهما.
٢تعريف الموسيقى، والإيقاع والعلاقة بينهما.
٣العلاقة بين العروض والموسيقى.
٤أنواع الموسيقى في الشعر:
- الموسيقى الخارجية: الوزن، القافية، التصريع.
- الموسيقى الداخلية: تكرار الأصوات، تكرار الألفاظ، تكرار الجمل، المحسنات الشكلية البديعية.
٥ألقاب البيت الشعري: التصريع، التقفية، التمام، المجزوء، المشطور، المنهوك، المدور.
٦التجديد في موسيقى الشعر:
المربعات والمخمسات والموشحات وغيرها.
٧الشعرالمرسل والشعر المقطعي.
٨الشعر الحر.
٩قصيدة النثر.
١٠تطبيقات وتدريبات.
العلاقة بين العروض وموسيقى الشعر:
-----------
العلاقة بينهما علاقة الأصل بالفرع، وعلاقة الجديد بالقديم، ويمكن إيجازها في الآتي:
-علم العروض والقافية علم قديم أخذنا من أسلافنا العرب ،الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٠ هـ) ومن بعده.
-أما موسيقى الشعر فهو منهج جديد، اخترع في عصر الحديث. وأول من استخدم هذا التعبير (موسيقى الشعر)هو الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه المعنون بهذا التعبير، والمنشور في أربعينيات القرن العشرين.
-علم العروض والقافية علم محدد في مصطلحاته وقواعده.
-أما موسيقى الشعر فهو منهج غير محدد، كل يوم يحدث فيه جديد وطريف في مصطلحاته وقواعده.
-علم العروض والقافية خاص بالبيت الشعرى،
أما موسيقى الشعر فتتناول النص كله.
-علم العروض والقافية خاص باللفظة والتراكيب فقط
أما موسيقى الشعر في تشمل جميع مستويات النص: الصوت، اللفظ، التركيب، النص.
- موسيقى الشعر منهج متطور من علمي العروض والقافية، وصار يطلق عليه الآن البنية الإيقاعية.
ويطلق على موسيقى الشعر أحيانا مصطلح(إيقاع الشعر)، أو (البنية الإيقاعية).
تعريف الشعر قديما:
----------
قال قدامة بن جعفر صاحب كتاب (نقد الشعر): الشعر كلام موزون مقفى يدل على معنى.
ويوجد في هذا التعريف أربعة عناصر لا بد منها في الشعر:
١.اللغة (كلام) :أصوات-ألفاظ-تراكيب
٢.الوزن (موزون)
٣.القافية (مقفى)
٤.الفكر (معنى)
تعريف الشعر حديثًا:
-------------
الشعر هو كلام جميل موزون ،فيه خيال وتصوير ويعبر عن عواطف جيّاشة، ويدل على أفكار عميقة:
وبتدبر هذا التعريف يتضح لنا أن الشعر يشتمل على خمسه عناصر هى :
١.اللغة (كلام جميل)
٢.الوزن(موزون)
٣.الخيال والتصوير
٤.العاطفة والشعور.
٥.الأفكار والمعانى
كما يتضح أن القافية في مفهوم معظم النقاد المحدثين ليست عنصرا رئيسا في الشعر! وإن كنت أؤمن بأنها تاج كل شعر، سواء كان بيتيا أو مقطعيا أو سطريا.
والعناصر الجديدة في تعريف الشعر الحديث، هي:
١الخيال:الأداة التى تساعد الاديب على الإبداع.
٢التصوير:تحويل النص أو جزء منه الى صورة كلية أو جزئية
٣العاطفة: الشعور القلبى الداخلى المسيطر على الشاعر والمؤثر في إبداعه.
تعريف الوزن:
-------------
هو مجموعة التفاعيل العروضية التى يتكون منها البيت الشعري. وهو مصطلح يكاد يكون خاصا بعلم العروض وبالشعر البيتي والمقطعي.
- القافية علما والقافية بنية موسيقية:
----------------
علم القافية يساعد في معرفة ما يجب تكراره في آخر أبيات القصيدة من حروف أو حركات، وما يجب أن يلتزمه الشاعر في صناعته قوافي شعره، وما يجب أن يتجنبه من مزالق وعيوب ومحاذير لغوية وإيقاعية.
علم القافية:
---------
علم يعرف به حالة آخر البيت الشعرى وما يجب تكراره من حروف والحركات وما قد يحدث فيه من ضرائر شعرية أو عيوب مختلفة بالقافية.
القافية:
-------
عرفها الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنها " آخر ساكنين في البيت الشعرى وما بينهما من متحرك إن وجد مع المتحرك الذى قبل الساكن الأول".
وهو علم ضروري لدراسة الموسيقى الخارجية في الشعر.
تعريف الموسيقى:
-----------------
الصوت الحادث سواء كان منتظما أو غير منتظم ، سريعا أو بطيئا ،هادئا او غير هادئا ، وهى تدرك بالأذن وتؤثر في الأذن.
والموسيقى أيضا هي: الإحساس الصوتي الذي نحس به الشعر سواء أكان بنغمة عالية صاعدة أو منخفضة هابطة. وهي دالة على درجة النغمة الصوتية ورتبتها. وهي عنصر جوهري في جميع أنواع الشعور تشيع في الشعر البيتي والمقطعي.
ولكي تتعرف على مفهوم الموسيقى وازن بين سورتي الرحمن والواقعة، على سبيل المثال؛ للدلالة على وجود الموسيقى في الكلام، وأنه توجد موسيقى في النثر كما توجد موسيقى في الشعر. فالإيقاع في سورة الرحمن هادئ رقيق هامس، والإيقاع في سورة الواقعة صاخب شديد جهير، وكل من الإيقاعين مناسب لاسم كل سورة، وفكرتها الرئيسة.
العلاقة بين الموسيقى والشعر:
----------------------
علاقة عضوية (حتمية وضرورية) لا يمكن للشعر أن يستغنى عن الموسيقى والموسيقى ترتبط بالشعر كل ارتباط. والأدلة على ذلك، هي:
-الشعر يصاغ من عدة تفعيلات تمثل وحدات موسيقية تحدث نغما آسرا وإيقاعا لذيذا تأثر في المتلقى (من يسمع ومن ينشد) فالشعر نغم وإنشاد.
وإذا فقد الشعر الموسيقى فقد قيمته وفقد العنصر المؤثر فيه.
-كان العرب في الجاهلية يدرك كون العلاقة بين الشعر والغناء وذلك من طريق ما يسمى الحداء.
والحداء: سوق الإبل عن طريق الغناء لها بكلام جميل مؤثر موسيقيا وهو من عادة العرب في أسفارهم ورحلاتهم. قال الشاعر:
فغنها وهي لك الفداء إن غناء الإبل حداء
-كان العرب ينشدون الشعر، والإنشاد هو قراءة الشعر وَفْقَ ما يتطلبه وما يحكمه فن الإلقاء وهو يحقق التنويع في موسيقى الشعر. قال سيدنا حسان بن ثابت:
وإن أشعر بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا
ووظيفة إلقاء الشعر تتطلب قراءة غنائية خاصة، تعمل على اتصال كلمات القصيدة الشعرية الواحدة بعضها ببعض اتصالا وثيقًا يتفق مع طبيعة المقاطع والموسيقى الشعرية، فالإنشاد لا يتم بمجرد مراعاة المقاطع والتفاعيل في الوزن أو إعطاء النبر حقه بل لابد من مراعاة النغمة الموسيقية، والإلقاء الجيد للشعر هو الذي يراعي أن الإنشاد لا يتم إلا بمراعاة أوزان التفاعيل ومراعاة النغمة الموسيقية والمعنى حين الوقف.
مفهوم الإيقاع:
-------------
مصطلح(الإيقاع) يرتبط بعلمي العروض والقافية، وبموسيقى الشعر عند كثير من النقاد والدارسين المعاصرين، ولذا يستحسن أن نقف على مفهومه وأهميته.
إن (الإيقاع) هو تتابع أصوات أو حركات بانتظام وتوازن أي تكرار الأصوات وهذا خاص بالشعر الحر الذي يسمى السطري، والإيقاع ينشأ بسبب التكرار وهو مرتبط بزمن. وقد ورد لفظ الإيقاع عند أسلافنا النقاد، فهذا ابن طباطبا العلوي في كتابه عيار الشعر، يقول: للشعر الموزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه وما يرد عليه من حسن تركيبه واعتدال أجزائه. ويلاحظ في هذا النص:
-أن ابن طباطبا فرق بين الوزن والإيقاع.
-أنه ربط الإيقاع بالمعنى واللف وتلقي النفوس له.
وهذا العلامة ابن فارس يعرف الإيقاع في كتابه (المزهر في علوم اللغة العربية)، فيقول: إن أهل العروض مجموعون على أنه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الإيقاع إلا أن صناعة الإيقاع تقيم الزمان بالنغم والعروض تقيمه بالحروف.
ويرى الدكتور محمد مندور أن الإيقاع يتولد من تكرار ظاهرة صوتية وترددها على مسافات زمنية متساوية أو متقابلة أو متجاوبة. والإيقاع غربيا يدور حول دلالة التدفق والجريان.
ومن ثم فالإيقاع يعتمد على تكرارالنغم والأصوات وترديدها وتدفقها بطريقة منتظمة مثيرة.
أهمية الإيقاع:
--------------
1. خاصية الإيقاع خاصية جوهرية في بناء الشعر.
2. الإيقاع أقوى وسائل الإيحاء التعبير عن المشاعر.
3.الإيقاع يعبر عن المعاني والأفكار، زالشاعر الجيد هو الذي يوظف الإيقاع في نصه.
وتؤثر الموسيقى تأثيرا فعالا في بلورة التشكيل الجمالي للنص الشعري، حيث تتضافر الأصوات اللغوية وفق نظام خاص في النسق لتحدث إيقاع يعبر مختزنات الحالة الشعورية ويقول محببا إلى النفس الإنسانية التي تميل إلى كل ما يثير فيها الإحساس.
والذي يُفرق بين الموسيقى والإيقاع أن الإيقاع منتظم، والموسيقى بها ضوضاء وغير منتظمة. والموسيقى ترادف اللخن والضوضاء، والإيقاع يرادف النغم. والإيقاع من داخل النص، والموسيقى من خارجه وداخله معا. وكل موسيقى فيها إيقاع، والإيقاع يوجد في الأنواع الأدبية جميعا شعرا ونثرا.
ويعد الدكتور كمال أبوديب من أوائل من طبقّ البنية الايقاعية في الشعر، وذلك في كتابه "البنية الإيقاعية في الشعر العربي " .
ومن الباحثين من يوسع مفهوم الإيقاع حتى يكون بمعنى الأثر أو الدلالة، فينقله من مجال(الإيقاع السمعي)- الذي اللذة والجمال فيه ترجع إلى عقل المتلقي من النصّ عن طريق السمع-إلى (الإيقاع البصري)الذي جمال النص فيه يحُدث في عين المتلقين، و(الإيقاع المعنوي) الذي جمال النصّ فيه يحدث في عقل المتلقي، فيكون إيقاعاً معنويا.
نموذج للموسيقى الصاخبة والهادئة:
------------------
١قال امرؤ القيس :
*قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
(موسيقى صاخبة سريعة)
٢قال كعب بن زهير
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
موسيقى بطيئة هادئة.
العلاقة بين الوزن والموسيقى:
--------------
الوزن أداة بين أدوات بناء الموسيقى في الشعر فالوزن خاص والموسيقى عامة.
أنواع موسيقى الشعر:
-موسيقى خارجية ظاهرة:
نعرفها من خلال على العروض والقافية؛ لأنها تتمثل في الوزن والقافية والتصريع.
-موسيقى داخلية خفية:
نعرفها من خلال علم الأصوات وتتمثل في مخارج الصوت وصفاته وطريقة نظمه في الكلمات والتراكيب.
وتتمثل الموسيقى الداخلية في:
١موسيقى الصوت:
الإيقاع الناشئ عن توظيف مخارج الأصوات وصفاتها في الشعر.
٢موسيقى اللفظ:
الإيقاع الناشئ عن توظيف اللفظ بإيحائه الشكلي والفكري في الشعر.

٣موسيقى الأسلوب:
الإيقاع الناشئ عن توظيف الجمل والتراكيب في الشعر. وكذا المحسنات البديعية الشكلية في الشعر.
تطبيق على نموذج شعري:
----------------
قال أبو تمام:
السيف أصدق أبناء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
موسيقى الخارجية:
١الوزن :
من البحر الخفيف التام:-فاعلاتن،مستفعلن ،فاعلاتن
٢القافية:مطلقة بالكسر ،مكونة من الباء رويا والياء وصلا.
٣التصريع في التشابه بين العروض والضرب وزنا وقافية(الكتب/ اللعب)
نتمثل الموسيقى الداخلية في تكرار أصوات الحاء و الدال والباء، وإيحاء اللفظ في كلمة(السيف) والجناس بين (الجد والحد)، وقلة أصوات المد، مما جعل البيت سريع الإيقاع!

#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات