أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الوعر .














المزيد.....


مقامة الوعر .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8131 - 2024 / 10 / 15 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


مقامة الوعر :

كلنا نعرف صديقنا (المأمون) د . بسام البزاز , الذي يطرقنا كل يوم بأنتاج وجوائز وتراجم لكتب يضيفها لمكتبتنا العربية , ونعرف انشغالاته وانهماكه في عمل الترجمة والتدريس بما لايتيح له وقتا للمرح والهزل , و لا أضاعة للزمن , بحيث يتعذر حتى على اهله واصدقائه ان يلتقوه , احدهم من الذين لا يعني الوقت لهم شيئا , دخل على ماسنجره, وأخذ يسأل اسئلة الناس الفارغة , فتحدث له الدكتور بطريقة الجد لا اللهو الفاضي , فلم تعجبه الردود , فأجاب على الدكتور بعبارة : ((أنت تبدو وعر ومتجهّم )) , ويسأل الدكتور عما اذا كان استعمال كلمة وعر يعني الخشونة .

كان ذلك خطئا مدقعا , فنحن أبناء ولايته ومجايليه عرفناه طيبا و سلسا في التعامل ومتواضعا بشوشا وشفيفا وقامة علمية ولغوية نفخر بها , وانسان راق وثروة ثقافية و أدبية وعلمية شامخة , تحتفي به المؤتمرات والجامعات في الأرجاء , وصاحب العبارة قد يكون من سكنة النجف ولكنه ليس من اهلها , وحتما من الذين لا يعرفون قيمة الوقت , و لا كم المعاناة التي يحتملها الأديب والمترجم اثناء عمله .

دكتورنا العزيز , انت اعرف منا بسوريا , بلد نسبائك , فالوعر هواسم جبل فى سوريا , كما انه هناك حي يقع غربي مدينة حمص السورية يدعى حي الوعر , والاسم الرسمي لهذا الحي هو حمص الجديدة , ووعَرَ يعِر , عِرْ , وَعْرًا ووُعورًا, وَعْر وأوعرُ ووَعِر, ويقولون وعَر الطَّريقُ أذا صلُب وصعُب السَّيرُ فيه , ووَعَرَ غَرِيمَهُ وَعْراً أذا حَبَسَهُ عَنْ جِهَتِهِ وَحَاجَتِهِ , وقالت العرب الحزن هو الوعر, وأهل الأرياف كانوا يسمون الحقل المليء بالشوك والبريّات والحجارة والحصى , يسمونه وعرا , خلافا للحقل والسهل أو البستان, وشبّه الوعر بالحرون لصعوبته وقسوته , فإما أن تتجنبه وتسلك طريقا آخر, وإما أن تنزع أشواكه بيديك وتجرف حجارته , وإما أن تعرض نفسك للتعب والأذى والآلام , ويزال الحزن , أو الوعر, بالمعالجة , وما كان وعرا بالأمس يتحول إلى حديقة أو بستان , أو يقام عليه مبنى , لكن لا بد من إزالة الوعورة أولا, ولا بد من الإقتناع أن الوعر كان جميلا , كذكريات طفولية وأمسٍ جميل , لكن الغد لا يعيش في الأوعار.

وعرٌ عالمنا هذه الأيام , حزن في كل النواحي ووعورة على جميع الدروب , وأبواب مسدودة مثل الكابوس , نحن الحرب العالمية الثالثة , اجمع الحروب والخسائر التي عشناها منذ نصف قرن , وسوف يكون المجموع حربا عالمية أخرى , أنقاض غزة ولبنان وسوريا اليوم مثل أنقاض ألمانيا 1945 , وحصيلة حروب العراق مثل حصيلة أوروبا , وليس في المغرب أو في المشرق بلد إلا وتعرّض لحرب أهلية أو حدودية أو لغزو أخوي , ومجموع من شُرد من عرب هو 40 مليون إنسان , رقم لم يُعرف منذ الحرب العالمية الثانية , ألا تستحق ظاهرة الوعر العربي مؤتمرا يدرس هذا الغرق المجاني في دماء بعضنا البعض؟

يتداول ألأردنيون مثلا يقول : ((السلطي يمشي الوعر الوعر ، ويمشي رفيقه بالسهل)) , وقصة هذه العبارة التي أطلقها الشيخ نمر باشا العريق في عام ١٩٣١ , عندما سأل الملك عبد الله المؤسس الشيخان نمر باشا الحمود العربيات , والشيخ محمد باشا الحسين: (( الفرسه بالبلقا لمن ؟ )) , فكان جوابهم لابن عدوان , ثم قال : (( والكرم والطيب لمن ؟)) قالوا لعباد , فقال الملك : ((وش ضل لكم يالسلوط من بعد الفرسه والكرم ؟ )) , قالوا انت سألتنا عن غيرنا اسأل غيرنا عنا , بعد ذلك بفترة بسيطة التقى الملك بالشيخ نمر باشا العريق , وقال يا باشا سألت شيخين السلط عن الفرسه وقالوا لابن عدوان , قال صدقوا والله , وسألتهم عن الطيب والكرم وقالوا لعباد , فقال بارك الله بيهم انا ما اقول عن حالي قال الأمير للشيخ نمر باشا : ((وش ظل للسلوط من بعد الفرسة والكرم يا نمر ؟ )) , رد الشيخ نمر: ((ظل للسلوط إلي أعظم من الفرسة والكرم )) , قال وش ظل يا نمر؟ , قال ((السلطي يمشي الوعر الوعر , ويمشي رفيقه بالسهل)) , فرد الملك : ((الله منكم يا أهل البلقاء ما حد يقدر عليكم )) .

وهكذا قد يتحمل دكتورنا الفاضل حوار الثقلاء , ويمشي الوعر الوعر , كي نمشي السهل السهل , فلله دره .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة لن أنجو .
- مقامة النوى .
- مقامة لبنان .
- مقامة بيبي .
- مقامة الرقية .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الثلج .
- مقامة خريفية .
- مقامة تراتيل .
- مقامة هل تكفيك روحي .
- مقامة فيروز وبيروت .
- مقامة الترويض .
- مقامة الروقان .
- مقامة فراق .
- مقامة الزفرة .
- مقامة بيت القصيد .
- مقامة حلم ميس .
- مقامة العافية .
- مقامة المراجعات .
- مقامة الثنائية .


المزيد.....




- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الوعر .