أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - العودة من الموت مرة اخرى 2














المزيد.....


العودة من الموت مرة اخرى 2


عصام البصري

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 20:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تهديدات اسرائيل! دفعت الرعب ليتسلل الى قلوب خاطفيه، وبلغت الامور حناجرهم (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون) (الاحزاب 10)، وبدت الطريق لتسجيل ما رافق خطفه، فلا يشكل هؤلاء خطرا ما.
بداية العنف عندما انزله شباب من سيارة عصابة الخطف (سوبر 1982 لونها عسكري). وجال بنظره في المنطقة فكانت السدة، اكتسبت شهرتها من الاخبار المتداولة حول العثور على جثث مجهولة الهوية خلفها. تردد ذلك حتى في الاعلام وفي القنوات العاملة وقتها. وتناول ذلك ذوي الضحايا والعاملين ايضا. وانتبه ان يديه تربط خلف ظهره، ووضع احدهم عصابة على عينيه! وذكرته سرعة اداء ربط اليدين وعصابة العين برجال امن البعث وصدام. فردد مع نفسه انهم رجال امن البعث تعامل معهم في اعتقالاته ايام بطل تحرير تحول الى جرذ حفرة، والان رجال مليشيات العراق.
في حوض السيارة الخلفي اجلسوه في المنتصف وعلى يمينه ويساره شابين مسلحين. انطلقت السيارة وواضح للكل من في الشارع انه اسير! حتى رجال امن صدام لا ينقلوه بهذه الطريقة ابدا، ولهم تدابيرهم الخاصة. واستعاد ايام البعث، وفرحته عن اسقاط تمثال صدام. يومها قفز فرحا، والحتفل بكؤوس الويسكي. صوت السائق الاجش ايقظه من لقطات احلامه، فكان الواقع كونه اسيرهم الان. جاءت يرقية عنك ونتحقق منها. اجاب مستهزئا "باي جهاز استلمتها" واعادته ضربات من الشباب/ مؤلمة جدا فهو يزحف نحو عقده السادس.
نبش السائق المحقق في تاريخ بفترة زمنية قصيرة، وانتبه الى مهارة التحقيق لديه. اين تدرب امثاله؟ فقد اضافت له سراديب الامن مثل هذه المهارة. تستقبل تلك السراديب البشعة يوميا معتقلين وترحل منهم. وتدرب السائق المحقق على تلك الفنون.
دارت السيارة في نفس المنطقة، حيث الشارع بحفره. وعاتبه على الاختطاف والمعاملة السيئة واستهداف الكفاءات، وذكر دكتور هادي قتله مسلحون في الشارع. وتوقفت السيارة، انزلوه عنوة!
انتبه شباب في استقبله لغطاء العين فاضافوا له وتمتوا بانه لن يبصر شيئا بعدها. سار بحراسة توخزه بالندقية بين الفينة والفينة. شعر انها ساحة (ربما مدرسة) والطريق في ظهر حزيران في بغداد يلهب من الحرارة. سمع في طريقه جدل نساء حول السوق والخضار والماء وغيرها. لقد تعرف على لهجة الجنوب وبالذات العمارة. وسمع صيحات الاطفال تلهو في هذا الحر اللاهب. وفقد الامل في الحياة. لقد تعودت هذه العوائل (النساء والاطفال) على منظر الاسرى مثله. لا يزعجهم المنظر ولا يثير شفقتهم! بل لم يسمع كلمة تشير الى حاله. انه رزقهم، بعد ان يتحول الى الى فدية. وربما تصوروا الفدية من مظهره وملابسه. حمدوا الله على رزقه كثيرا. انتبه مرة اخرى من ضربات من فوهات بنادق شباب يقودونه للمسلخ! واسرع في طاعة لاوامرهم.
وشعر برطوبة وراحة نتنة، ولم يعد يشعر بحرارة الشمس مباشرة. ايقن عندها انه دخل غرفة، واضحى متاكدا ان ذلك صف من المدرسة التي استقبلته مخطوفا، وضحك في سره وبصوت مكتوم جدا، وردد من نفسه قول الجواهري:
قُمْ حِّي هذي المنشآت معاهدا
الناهضاتِ مع النُجومِ خوالدا
لم يتخيل ابو فرات بكل خياله العظيم ان تتحول مدرسة الى وكر عصابات ينقل لها المخطوفين اطباء ومهندسين ومدرسين وغيرهم. وبدردشته مه نفسه وهمومه، دفعته بندقية بقوة، سمع صوت صديقه يجيب او يناقش الخاطفين في اوج سلطتهم. ابو احمد انت هنا، سئل فاكد صديقه وصوله قبله الى وكر الخطف.



#عصام_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس النواب في جلسته الثانية
- هل ينحسر الدور الامريكي في تشكيل الحكومة العراقية ؟
- العودة من الموت - ذكريات لعام 2006
- اشكالية المسالة والعدالة الاخيرة
- افتراضات حول احداث الاحد الدامي
- هل تدعم الولايات المتحدة الامريكية استراتيجية طهران في العرا ...
- افتراضات حول انفجارات بغداد يوم الاربعاء
- الصحوة ظاهرة في العراق
- حول زيارة الصدر الى تركيا
- هل في التهجير نعمة، يجب ان نشكر الله عليها
- تاثير الموقف من القوات الامريكية على نتائج انتخابات مجالس ال ...
- انتخابات مجالس المحافظات ... 1
- ساسة عابثون
- ائتلاف مدنيون
- قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ مسعود البرزاني
- الارهاب: رؤية اخرى


المزيد.....




- مسؤول أمريكي: مؤشرات أولية على احتمال إسقاط طائرة أذربيجان ب ...
- قناة عبرية تنشر تفصيلا جديدا قد لا يخطر على البال حول عملية ...
- حكومة البشير في سوريا ما بعد الأسد.. من هم الوزراء وماذا نعر ...
- موزمبيق: اشتباكات عنيفة بعد فرار 6000 سجين من سجن شديد الحرا ...
- باكو تنطلق من فرضية صاروخ روسي أسقط طائرتها في كازاخستان
- بعد هيمنة نظام الأسد عليه: لبنان يتطلع لعلاقات أفضل مع سوريا ...
- هل إسرائيل قادرة على تدمير قدرات الحوثيين الصاروخية؟
- نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روس ...
- إيران تعلق على اتهامها بالوقوف وراء الأحداث والاحتجاجات الأخ ...
- هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - العودة من الموت مرة اخرى 2