أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكرياء مزواري - الكيان الصهيوني وتوافق المصالح الغربية














المزيد.....


الكيان الصهيوني وتوافق المصالح الغربية


زكرياء مزواري

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 17:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تصنّف "الدولة الإسرائيلية" في خانة "الدول/الكيانات" الوظيفية في العالم التي أنشأها الاستعمار الغربي في القرن العشرين لخدمة أغراضه الاستغلالية المتنوّعة. وتعود سردية خلق هذا الكيان الوظيفي في قلب الشرق الأوسط إلى القرن التاسع عشر، حيث كان الصراع على أشدّه بين القوى الإمبريالية الكبرى في تفتيت آخر الإمبراطوريات الشرقية، وتقسيم أراضيها الممتدة من شرق آسيا إلى شمال إفريقيا، والبحث عن غنائم/ أسواق جديدة لتصريف فائض انتاجاتها.
هذه القوى في صراعها مع الرجل المريض (الإمبراطورية العثمانية)، رأت فيه معالم الأفول والزوال، فبادرت إلى اختلاق القلاقل والاضطرابات الداخلية، وساندتها بخلق مثيلها على المستوى الخارجي، خاصة حين علمت بمشروع "السكة الحديدية" للسلطان عبد الحميد الثاني الرابط بين برلين وبغداد. هذا التكالب بين إمبراطوريات أوروبا على الرجل المريض أتى أكله بإسقاط نظام الخلافة في بداية القرن العشرين، وأعاد رسم خريطة الإمبراطورية العثمانية التي امتدت لستة قرون، وأعيد بموجبها تشكيل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين الدول الإمبريالية الكبرى، بل وكان التّسابق في اقتسام الكعكة العثمانية أحد أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى نتيجة تضارب المصالح بينها.
في هذا السّياق، كانت الحركة الصهيونية نشيطة في القرن التاسع عشر في الغرب، وتزامنت هذه الحركة مع ظهور الفكر القومي في أوروبا، ومشروع بناء الدول القطرية-القومية، وكان الصراع قويّاً بين التيّارات القومية الأوروبية حول إيجاد حل لما عرف ب "المسألة اليهودية"، باعتبارها طائفة عرقية ودينية ترفض الاندماج في الهوية الثقافية الغربية، فما كان الحل سوى التفكير في إيجاد خلاص لهذه الفئة الاجتماعية خارج أرض أوروبا. وعلى هذا النحو التقت المصالح، مصالح الحركة الصهيونية في إيجاد أرض لهذه الطائفة، مع مصالح الإمبريالية الغربية في خلق وسيلة للتدخل في منطقة الشرق الأوسط، بعد تفكيك الإمبراطورية العثمانية. وهكذا، لبس المشروع لباساً دينيّاً (أرض الميعاد) لتغطية الوجه الاستعماري البشع للرجل الأبيض.
إن هذه الدولة الوظيفية التي زرعت في قلب الشرق الأوسط، والتي تحظى بدعم مبالغ فيه من طرف القوى الإمبريالية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ما هي إلاّ قاعدة إمبريالية في المنطقة، أو دركي الشرق الأوسط، الذي يسهر على خدمة المصالح الغربية في هذه الرقعة الجغرافية، وأداة مفرملة لكل رغبة في التقدم والتوحد للدول المجاورة.
إنّها تلك الشجرة التي تغفي الغابة، غابة النظام العالمي الجديد الذي يمثل الاستعمار الجديد، والذي يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (العالم العربي)، وخلق حالة الوهن والضعف والعمالة في دول هذه المنطقة، وذلك باصطناع "دول/كيانات" وظيفية فاقدة لأي إرادة أو روح استقلالية على المستوى الاقتصادي والسياسي حتّى تكون تابعة للدول الرأسمالية الكبرى، مع وضع قلاقل/عبوات داخلية (الطائفية الدينية- الهويات العرقية المنغلقة- الحدود الجغرافية المتنازع عنها)، وتغذيتها بشكل دائم، بحيث تكون قابلة للانفجار في أي وقت وزمن.



#زكرياء_مزواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجدة: من مشروع مدينة عصرية إلى قرية كبيرة
- التعليم النافع والتعليم غير النافع
- نهاية الواعظ الديني وبداية المؤثر الاجتماعي
- في نقد مفهوم -المجتمع التراحمي-: المسيري نموذجاً
- مجتمع الكر... نحو نموذج تفسيري جديد
- البحث العلمي تحت مجهر الأنثروبولوجيا
- زمن المؤخرات السائلة
- الإسلام في تركيا: انطباعات أنثروبولوجية
- رحلة زاكي باشا أفندي البطولية إلى الديار الاسطنبولية
- المُثَقّفُ المنشود في رواية -عبد الرحمن والبحر- لخالد حاجي
- في ضيافة بيت العنكبوت: من بيت من وهن إلى بيت من زجاج
- الكَهْفُ الافتراضي: هل فكرنا يوماً في السوشيال ميديا أَمْ عَ ...
- الجنس البارد
- نوستالجيا -سيد لميلود-
- في الحاجة إلى تعليم ذكوري
- المدرسة والمتعلم وتزييف الوعي
- المدرسة سجن كبير
- مجتمع الهمزة... نحو نموذج تفسيري جديد
- الدين والطقسنة القاتلة
- مجتمع الحزقة.. نحو نموذج تفسيري جديد


المزيد.....




- العثور على جثة بتجويف عجلة طائرة تابعة لـ-يونايتد-.. وغموض ي ...
- سوريا.. -كمين- نصبته قوات سابقة للأسد يقتل 14 فردا في الأمن ...
- رئيس مجلس الشيوخ بكازاخستان يكّذب المزاعم حول تعرض الطائرة ا ...
- حملة غير مسبوقة لقوات أمن السلطة داخل مخيم جنين في الضفة الغ ...
- السلطة السورية الجديدة تحرق مليون حبة كبتاغون في مستودع تابع ...
- من قتل المدنيين في ولاية الجزيرة السودانية؟ بي بي سي تقصي ال ...
- صحف عالمية: السودان حرب -منسية- وملايين يعانون في صمت
- بايدن وترامب يبعثان رسائل متباينة بمناسبة عيد الميلاد
- علاقات موسكو مع دول العالم ومواقفها من القضايا الدولية.. أبر ...
- -فايننشال تايمز-: بكين أطلقت حملة وطنية لتشجيع الإنجاب


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكرياء مزواري - الكيان الصهيوني وتوافق المصالح الغربية