أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - في يوم الزيارة والعرس..














المزيد.....

في يوم الزيارة والعرس..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 16:39
المحور: الادب والفن
    


في يوم الزيارة
والعرس.. !!!

السلام عليكم...
عادة ما اقوم بزيارة اهلي في مقابرهم بقلب خاشع وروح وقورة وحزن شديد.. كوني افتقدهم احبابي فجأة وبسرعة.كل واحد منهم في منعطف ما من منعطفات هذه الحياة.. في الطريق الى المقبرة اقرأ بعض السور القرانية التي تسحر لب امي (فاطنة..) وهي سورة (الملك).. وحين اتمم القراءة من المحمول ازيد عليها (الفاتحة) واني دوما على يقين انها فارقتنا وهي تكررها وترفع سبابتها الى الاعلى..!!! من كانت حينها ترى؟ الله وحده كان يعلم.. عندما ولجت المقبرة واقتربت من قبور امي وابي وجدي الذين يرقدون في مكان واحد.. سلمت على الجميع.. ودفعت ببطء المحمول في جيبي لاكرر قراءة.. سورة (الملك..) لكن مول الملك.. اراد شيئا اخر.. ذلك الصباح المشمس الجميل بعد صلاة الجمعة.. صعدت من المحمول هذه الاصوات التي تسمعونها لفتياات احواش.. زعزعت ذلك السكون المطبق في كل المقبرة وفي الجهة الي اقف فيها على مقابر العائلة..
...

وتصاعدت الذكرى تخترق الافق الواسع.. ورددت مع نفسي هل للامر من مذبر حكيم.. ام هي فقط الصدف.. التي تملاء الاقواس الفارغة في اللوح المحفوظ الذي عليه كتب الله اقدارنا.. ومكاتبنا.؟. تذكرت جدي الذي لم يربح شيئا من عشقه العميق لفرق الاحواش في شبابه.. فرق احواش في الدوار والدواوير المجاورة استنفذت كل ثرواته.. كما لم يفلح ايضا في دعمه بالمال لشباب الحركة الوطنية للتزود بالسلاح لطرد الاجنبي الدخيل.. لماذا جدي لم يفلح في الامرين معا..؟ عندمااقتربت من راسه وهمست له انها فقط حرارة الذكرى ياجدي فانها لا ترحم لكن الله غفور رحيم...؟ احسست به يسدل جفونه و يتبسم لي.. . قرب جدي كان ابي ممددا عابسا لايصدر منه اذنى حس حتى لوكان باردا. لم يكن المسكين يحب فرق الاحواش.. وكان قبر امي فوق راسه (اقدامها في قبرها تتموقع على راسه قبره..) والله وحده قد رتب هذه الاقدار.. كانها تضعه تحث حذائها حتى في البرزخ.


شعرت بامي فرحة كثيرا وشعرت كان قبرها ترتعد.. من سذاجة هذا الحديث و هول ايقاع الاحواش النابعة من المحمول.. .. لن يستطيع احد ان يقدر عشق امي للاحواش.. لا احد.. حتى ابي المسكين.. في عرس بنت( ايت واكريم) وكنت حينها صغيرا.. البس ثيابي الانيقة واترصد بعيوني (كاميراتي) كل ما يتحرك بمحيطي.. كانت نظراتي للاشياء من نوع الديجيتال الدقيق..


كان لاولاد(ايت واكريم) وهم ابناء قبيلتنا رياض كبير في حي( اسول) وكانت لهم فتياات امازيغيات فائقات الفتنة والجمال.. وعدت امي احداهن اذاما تزوجت ان ترقص في عرسها. عربونا على محبتها لها .. وكان ماكان على باب الرياض كنت ارقص انا وعمر ولد (ايت واكريم) على ايقاع الاحواش الهاذر الذي تهز فيه ضربات الطبل كل الجدران.. بل جدران القلب و كل الامكنة القريبة.. ولم. تتمالك امي( فاطنة) بداخل الرياض من امتلاك نفسها.. ولا النكوص بوعدها.. فقامت ورقصت.ولا اخفيكم انها كانت امازيغية جميلة.. . ومن بعيد تدخل (بورحيم) وامرنا بالانصراف الى المنزل..... هيا انصرفوا الى الدار.. وبقي في العرس وحده.. قلت قبلا انه يكره الاحواش.. ويكره الحركة الوطنية... ويكره ان ترقص فاطنة امام الناس و تتصرف (فاطنة).. بتلقائية ومسؤولية...!!


لا اعرف هل لا زلت اشغل هذا المحمول البئيس الذي ورطني في استرجاع هذه الذكرىات فوق قبور احبابي .. اعدت التأكد من انه مغلق..تماما.. ثم كثفته في الجيب.. وانتابني حينها احساس عميق ان الوحيد من احبابي الثلاثة في المقبرة الذي كان يدعو معي... كانت( امي.) .اطلب لها واسع الرحمة والمغفرة لها ولجدي وابي.. وجميع المسلمين
السلام عليكم....!!!
من رواية الفيضان (8)
ع. سهاد2024



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيضان.. (7)
- الفيضان. (5_6)
- الفيضان... (1-2-3-4)
- البقار.. ونهاية العالم..
- مدرسة الاموات (1) (البلاء المسلط...!!!)
- هذا الإنسان... (الملعون)
- حارس كلب الشاه..
- أوراق من صلصال (12)..
- لعبة التناوب الديمقراطي والتعليم بالمغرب.. (1)
- رسائل تحت التراب (3)
- حمام السعادة.......
- الديمقراطية هي الحل....!!!
- رسائل تحت التراب.. (ف:2)
- رسائل تحت الثراب..(1)
- في البحر...
- دخشوشة المعلم كرشة...
- لقمة عيش... الجزء2
- نزع الاقنعة.....!!!
- لقمة عيش...(1)
- خطاب الرايس


المزيد.....




- بعد الحادثة المروعة في مباراة غينيا ومقتل 135 شخصا.. جماعات ...
- -عاوزه.. خلوه يتواصل معي-.. آل الشيخ يعلن عزمه دعم موهبة مصر ...
- هل تعلمين كم مرة استعارَت أمي كتبي دون علمي؟!
- رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية تركي آل الشيخ يبحث عن ...
- رحيل الفنان المغربي مصطفى الزعري
- على طريقة الأفلام.. فرار 8 أشخاص ينحدرون من الجزائر وليبيا و ...
- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - في يوم الزيارة والعرس..