مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 13:39
المحور:
الادب والفن
الضفادع لا يعودون، يأخذونهم الى الطابق السادس من المستشفى العام للعلاج، ولكن لا ضفدع منهم يعود. ببساطة، أنهم ينسون النزول. ينظرون للأعلى، يتأملون الغيوم، يتقافزون برغبة في الصعود، دون التفكير بالنزول.
القرى شبه خالية، يعثر على حافات بعض الجداول كتابات للضفادع الأولى، مثل: (لقد فعلناها..)، (نحن لها..)، (الجدول الفضي لليوم الأخضر..) ... الخ.
قيل لآخر ثلاث ضفادع حكيمة:
نقدر لكم تطوعكم في هذه المهمة من أجل ارجاع الجنس البشري الى رشده، ليعود بالتالي الى بيوته الطينية. حقا، نحن بحاجة الى ضفادع تجيد القفز، والنقيق من أمثالكم من ذوي السيقان الطويلة. ناهيك عن اللون الأخضر الفاتح الجميل الذي يميزكم. طوال فترة حكمنا واجهنا مشاكل عويصة مع البعض، وهذه فرصة طيبة بالنسبة لضفادع أقوياء في وضعكم.
صاحت الضفادع بنقيق حاد قائلة: (عدم التطوع، بالتأكيد قد يكون خطأ فادحا من طرفنا. وليكن شعارنا: أيها اليوم، أعد للبشر المساكين مجد الغد، وهم سيتكفلون بنسيان الأمس).
في الجولة الصباحية، جاء ضفدع عجوز قدم نفسه، كطبيب نفسي أقدم، يعمل جاهدا على خروجهم من هنا بأسرع وقت، وبأعلى قفزة ممكنة. قال بحزم: وحتى ذلك الوقت وكما ترون ستعرض في الردهة أفلام صامتة مدتها دقيقتين لشارلي تشابلن، وعندما يبدأ الافتتاح بالسلام الجمهوري. أركعوا وأدعوا الى أن يخرج الفأر من جحره، وتهاجمه القطط الجائعة.
في أمسية خريفية لطيفة، أجتمع جيش الثلاث ضفادع، فسأل أحدهم: هل نحن الآن في الحاضر، أم في الماضي؟ فقال الثاني: بل نحن في المستقبل، وتعالى اللغط والنقيق، ودب الخلاف بين الثلاثة، وأخذوا يتهاوشون حتى تعبوا. وفي المساء كل واحد منهم كان يظن وكأن عنكبوت تنزل لتلدغه! وطلب كل واحد من الثلاثة المساعدة من الآخر، وفي النهاية كان الاتفاق على الخروج من هذا المكان، مهما كان الثمن، وأينما كانت الوجهة.
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟