أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - نظرية الفتوة النصاب والحرامي المخدوع















المزيد.....

نظرية الفتوة النصاب والحرامي المخدوع


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيه قاعدة تحكم المجتمع الإسرائيلي عايز أكلم حضراتكم عليها

وهي قاعدة ( الفتوة النصاب والحرامي المخدوع) وهي خاصة بالرقابة العسكرية اللي مفروضة على المجتمع الصهيوني من الداخل..

يعني إيه؟

الفتوة النصاب هو (الجيش)
والحرامي المخدوع هو ( المستوطن)

والشرح ببساطة، إن فيه علاقة منفعة متبادلة بين الإثنين، يعطي فيها المستوطن الشرعية للجيش مقابل الصمت والالتزام بتعليمات قادة الجيش اللي هما حكام إسرائيل الفعليين،

أما الجيش فهو يعطي للمستوطن الأمن مقابل سكوته عن سياسات الدولة العليا فيما يخص توسيع الدولة والموقف من دول الجوار، اللي هما في العقيدة الإسرائيلية أعداء للدين اليهودي...

من هذه العلاقة خرجت فكرة ( الرقابة العسكرية) وهي ثمرة صمت المستوطن عن نقل الواقع والالتزام بتعليمات القيادة ، وأيضا صمت الجيش عن سرقة واغتصاب المستوطن للأرض..

باختصار: الحرامي علشان عارف إنه حرامي وعنده شعور بالنقص والتهديد المستمر، محتاج فتوة يحميه، مش مهم عنده أخلاق ولكن أي فتوة يضمن له البقاء..

الجيش الإسرائيلي يعلم تماما شعور المستوطن بالتهديد، وبستغل هذا الشعور في تمرير سياساته وتعليماته حتى لو (زائفة)

يعني لما نقولك متنقلش ومتصورش يبقى تسمع الكلام، ولما نقولك متتكلمش وتعمل فيها ثورجي وبتاع حقوق إنسان، يبقى تسمع الكلام..

هذا تفسير لأمرين اثنين في المجتمع الإسرائيلي:

الأول : عدم وجود أي اعتراصات شعبية على مجازر الجيش وإبادته الجماعية في غزة ومعاها عدم خروج مظاهرة واحدة تقول كفاية حرام انتوا معندكوش دين ولا أخلاق؟

اليهودي في الخارج فقط لأنه متحرر من هذه العلاقة عنده إمكانية الاعتراض..

الأمر الثاني: الرقابة العسكرية الصارمة التي تمنع نهائيا نقل الخسائر المادية والبشرية، والتعامل مع الأحداث وفقا لعلاقة المنفعة أياها، وهي رقابة يتلقاها المستوطن في مختلف حياته العملية، في المدرسة والإعلام والمعبد...وخلافه..

واحد ببقوللي بقى معقول آلاف الصواريخ والمسيرات، ومئات المنازل والقواعد والسيارات المدمرة والنتيجة (خمسة إصابات سطحية)؟؟؟؟؟!!

طبعا المستوطن مش مصدق،. لكنه مضطر للتصديق كثمن طبيعي لبقائه في أرض لا يملكها، وهي دي العلاقة التي جرى رسمها وصياغتها منذ عهد بن جوريون ، وفيها جزء كبير من قوة إسرائيل في المخيلة العربية، اللي في الواقع قوة مزيفة وهمية

الفكرة الثانية المتعلقة بالرقابة العسكرية، هي توسع مفهوم الاستيطان

يعني إيه؟.

الاستيطان كفكرة هي ليست يهودية، ولكن جريمة بشرية بالأساس ، لكنها وجدت حجة ودليلا من الدين اليهودي بدعوى أرض الميعاد، وشعب الرب...إلخ

ولأنها جريمة بشرية، وجدت قبولا من أوباش ومجرمي العالم، فتم جمع العديد من هؤلاء الأوباش والمجرمين للاستيطان في فلسطين..

ولأن الفكرة بالأساس ليست دينية، شرعوا في استيطان هضبة الجولان، التي لا قدسية لها في كتب التناخ، فلو كانت لفلسطين وسيناء مثلا قدسية..وبالتالي الاستيطان هناك مفهوم، فبماذا نفسر استيطان الجولان أو غزة والأخيرة ليست مقدسة في الدين اليهودي، وتاريخها في معظمه كانت تحت إدارة والي مصر...

هنا تجمع أوباش ومجرمي العالم تحت اسم مستوطن، يكفي أنك تكون دينك يهودي لتحصل على الجنسية الإسرائيلية، ولو مش يهودي، غير دينك وكن يهوديا لتملك جنسية ووظيفة ومنزل برخص التراب..

أوعى تقول الأسيويين في الجيش الإسرائيلي أصلهم سامي أو عبراني...!...
دول متحولين من أديان مختلفة مقابل حوافز الاستيطان، ولأنهم لم يجدوا فرصة في بلادهم الأصلية أفضل من الفرصة التي سيجدوها في فلسطين..

وهنا تأتي مرحلة أخرى وهي الفرز..

المهاجر اليهودي لو صحته سليمة، يعطوه أرض ومزرعة في كيبوتس، ولو عنده مهارة وخبرة يعينوه في مصنع... وهكذا..

لكن ولأن هذا المهاجر بالأساس يمثل قاع مجتمعه الأصلي فهو من الناحية النفسية يخضع لمبدأ القوة، ويلتزم بكافة تعليماتها، (قاعدة المجرم يُصدق الضابط أكثر من الواعظ) حتى لو عارضت الدين والأخلاق، فهو من أوباش مجتمعه الأصلي، وفاقد بنسبة كبيرة أخلاقيات وقيم البشرية التي صنعت الدساتير ومواثيق حقوق الإنسان...

وسبق قلت في شروحات سابقة أنه وكلما تقادم الزمن على إسرائيل، وكلما توسع الاستيطان، في لحظة هنلاقي مجتمع يمثل أحط ما وصل إليه البشر بتجميع كل فاقدي القيم والمروءة والأخلاق في مكان واحد، ولكي يظل هذا المجتمع حيا لابد له من شرطين اثنين:

الأول: حروب متصلة ودائمة تشغله عن مشاكله الأصلية، وهذا يفسر توق قادة إسرائيل وأنصارهم دائما للحروب..

الثاني: قوة عسكرية هائلة ومدعومة، شريطة تمثيل مصالح هؤلاء الداعمين ضد القوة العربية المحيطة التي جرى الانتباه لها في الغرب مع بدء ثورات التحرر من الاستعمار...

ودي نقطة إضافية هنشرحها بعدين، لأنها متعلقة بصورة العربي في المخيلة الغربية، وكيف تطورت ثقافيا منذ منتصف القرن العشرين حتى الآن...

هاختم لحضراتكم بكيف كانت هذه الرقابة العسكرية ، وتلك العلاقة بين الفتوة النصاب والحرامي المخدوع مصلحة لإسرائيل بشكل عام..

فلسفيا شعور خصمك بضعفه يدفعه للتنازل أو الخوف من المواجهة...

وبالتالي عدم نقل خسائر إسرائيل وفرض الرقابة العسكرية الصارمة يعني إشعار خصوم إسرائيل بضعفهم وعدم جدوى مقاومتهم، بالتوازي طبعا مع رفع وتعزيز الحالة المعنوية للمتسوطنين..

أذكر في حرب عام 1973 اعترفت إسرائيل بمقتل 500 تقريبا، وبذلك صورت للصحافة المصرية وحلفاء إسرائيل والمتعاونين معها أنها لم تخسر الحرب..

لاحقا ظهرت وثائق معتمدة من وزارة الدفاع الإسرائيلية، تقول أن هذا العدد سقط في معركة المزرعة الصينية وحدها، وهي التي من كان أبرز أبطالها المشير الراحل ووزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوي...

وأن قتلى الجيش الإسرائيلي في حربهم ضد مصر وسوريا كانوا بعشرات الآلاف، وهذا يفسر استغاثة جولدا مائير الشهيرة للولايات المتحدة ( أغيثونا وأنقذونا من الطوفان المصري)...

توجد فئة في مجتمعنا نسميهم بالصهاينة العرب ، وهم خليط من مؤيدين لإسرائيل، أو أعداء لخصومها ( دينيا وسياسيا)، أو على نفس العقيدة الصهيونية من المسيحيين الإنجيليين، لكنهم ينشطون بشكل ملحوظ في الدعاية الإسرائيلية والتخديم عليها وترويج نفس مصطلحاتها..

فكرة الرقابة العسكرية الصارمة هذه تستغل شعلة وحماس الصهاينة العرب في الترويج لقوة إسرائيل، وكذلك تستغل عواطف فئات متعددة من الجبناء والمثبطين وخلافهم...والذي يخرج جهدهم عبارة فقط عن (توسل بالقوة) لا علاقة به بالأخلاق والقيم..

المهم: أن الرقابة العسكرية في إسرائيل هي جزء لا يتجزأ من عقيدة المجتمع الصهيوني، وهي ليست متوفرة في المجتمعات العربية إلا بجزء يسير منها متعلق بتهديدات أمنية..

وفهم كيفية وأسباب وحجج هذه الرقابة أهم من فهم نتائجها، لأن فهم الكيفية والسبب يشرح لك بوضوح ما هي إسرائيل من الداخل التي في جزء كبير منها غامض، لكنه مكشوف للباحثين ولبعض الفلاسفة الذين اجتهدوا في هذا المضمار العلمي قديما وحديثا...



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة عن طوفان الأقصى
- المثقفون والعالم متنوع الأقطاب..أزمة قبول
- عن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المرتقبة
- فشل الاغتيال السياسي في صنع الانتصار..إسرائيل نموذج
- العلاقة الجنسية بين المساكنة والزواج الشرعي
- خمسة شروط لمُجددين العصر
- صحوة وادي الحيتان...قصة قصيرة
- من بين الخسارة واليأس..يُولَد الأمل..قصة قصيرة
- عمر وياسمين..قصة قصيرة
- لماذا ينتشر التطرف عبر الإنترنت؟
- كيف تقرأ شخصية الكاتب من مقاله؟
- لماذا يخاف التكفيريون والمتشددون من مركز تكوين؟
- حول تأثير ووزل في علم الحديث
- الإخوان جماعة تتآكل ذاتيا
- مظاهرات الجامعات ضد إسرائيل..ومستقبل أمريكا
- جرائم إسرائيل بين الوصف والمعنى
- الحيلة المكشوفة ونذالة الشيخ..قصة قصيرة
- الخروج من النار..قصة قصيرة
- ويسألونك عن الصهيوني العربي
- خطر التيار الكيمتي على الأمن القومي المصري


المزيد.....




- شاهد.. إيرانيات يتبرعن بذهب ومجوهرات لدعم حزب الله
- السفارة الأمريكية لرعاياها في لبنان: -غادروا الآن-
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك قطاع غزة (صورة)
- كيف اخترقت مسيرة حزب الله المنظومة الدفاعية في إسرائيل؟
- تشيلي: المابوتشي يحيون ذكرى 532 عامًا على وصول كولومبوس إلى ...
- طلب مليون دولار من إيران لتنفيذ اغتيالات.. تفاصيل جديدة حول ...
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. عصر جديد من الاكتشافات الفيروسية
- شولتس يدعو لتسريع انضمام دول غرب البلقان للاتحاد الأوروبي
- صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بعد إطلاق رشقة صواريخ من ...
- -لحظة التفجير بالجيبات وإخلاء قتلى وجرحى-..-القسام- تعرض مشا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - نظرية الفتوة النصاب والحرامي المخدوع