الاشراقي الأعظم السيد حفيد السادة

رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8130 - 2024 / 10 / 14 - 11:17
المحور: قضايا ثقافية
    

إلى ألإشراقي الأعظم حفيد سيد الشهداء. رياض رمزي

كم هي كبيرة هدية الموت/ التي تجعل الهيكل العظمي يتوهج/ وهو مغطى بتراب يدفعنا لرؤية قيمة إنسان/ يشع جمالا من خلال موته. درك ولكوت

تيدأ كتب سير الشهداء بصفحت عن وجود خصال صافية فيهم كسبوها من أمهات أورتنهم كراهية للذل وعناد كالحديد المسلح، دأبٌ لا يعرف الكلال، لا يفرون في حمأة الالتحام ولا يفرون حتى لو انكسرت حرابهم، لا يقفون خلف جدار طلبا للظل، عندما يجلسون في بيوتهم يتحولون إلى نسور اصيبت في عطل في الجناحين، وحين يخرجون يختارون دروبا لا يوجد فيها خط رجعة، لا تختارهم الأقدار بل هم من يقررون مجيئ أوانها... صفات جعلت منهم رجالا لا تنقصهم المآثر، يؤذيهم سماع صرخات مظلومين يطالبون برد حقوقهم. كما يقول الجواهري لا يقولون الخيال وذو الثأر فيهم يقظان لا يحلم. لأن أمهاتهم ربطت على معاصمهم خرقا خضراء أوثقتهم بتراث أسلاف جاهدوا ليعيدوا العالم لوضعه الصحيح، حين وضع جدهم شرعة لا تقول لكل فرد ظروفه بل نحن من سلالة يخلق أهلها الظروف.

السيد كصوفي اشراقي عظيم.
ليس متقلبا تحكمه نزوات بل تطوف فيه مقاصد سماوية، تريح ضميره أفكار تأتيه على شكل نور صوفي اشراقي يطيب له المكوث فيه، نور يأخذ شكل رمح له رؤوس تجبره وخزاتها على العيش تحت ظل تعاليم جده وأهل بيته كعارفين طامحين من التمكن في العمل في ظل مجاهدات شاقة تجعلهم يعرفون ذواتهم من خلال فيض ورثوه عن طريق اتصالهم بعقل فعال يعيش قريبا من منبع النبوة التي فاضت من النبي وحلت في عترته، وهي حالة بلغها الحلاج حبن خلع خرقته وهو يصرخ" تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي" حيث يظهر العبد عاريا مع روحه وهو يصرخ" إذا استولى الحق على قلب أخلاه عن غيره، وإذا لازم أحدا أفناه عمن سواه" هكذا حين يحب الله عبدا يقربه له عن سواه. هي حالة ذكّر الحلاج بها أحد تلامذته وهو على خشبة الصلب" هل اتحفت بالكشف؟. والحلاج يجيب" اتحفت بالكشف وتعجلت الفرح" ثم راح يجوّد" الذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق". كذلك قال السيد أنه يتمنى أن يقابل الأولياء بكبرياء الشهيد مسموما أو مضمخا بالدم. الأنبياء وأتباعهم يُمتحنون بالألام، يتبسمون من شدة الوجد كأولياء، يدركون وهم في علياء عشقهم أن عشقهم يجعلهم يدركون أن بقائهم الأبدي في فنائهم. هي حالة كان يتوق السيد لبلوغها حيث يرتفع إلى ذرى عالية يستعلي فيها على زمانه الأرضي، حيث تغمره حالة تشبه الحلاج الذي اتخم بالكشف فراح يقول أن الله أخذه منه ولا يرده عليه، أي حالة السكينة من خلال المعاناة وهو في أعلى حالات السموق حيث يتحول عقله إلى العيش في مرحلة غسق أبدي حيث يتشرب مع كل الشهداء بنور يدفعه إلى عبور الحدود نحو الجالس في عرشه. كان يتمنى أن يموت شهيدا، تلك هي آخر أمنية له. حالفه الحظ لأنه كان يعرف حساب قدرة قواه، هو مثل نوع من العصافير تدعى القليعي تجتاز على صغرها أوسع المحيطات.

#رياض_رمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات