أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة النوى .














المزيد.....


مقامة النوى .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 20:37
المحور: الادب والفن
    


مقامة النوى :

يصرخ يوسف عمر عاليا في مقام النوى عندما يصل الى بيت قصيدة ابن معصوم القائل :

(( لا تُنكِرَن لَهوي على كِبَري فعليَّ من عَصرِ الصِبا قَرضُ )) , يلعق الشاعر ملح الأرض , فهو منفتح على الضوء ,عالق بمؤخرة العاصفة , يرفع الحب جبهته الصادقة تجاه الغياب , والسماء ممتلئة, وعينيك تضحك بغباء , إنها تندب نفث الغد, والأوراق لن تظل بيضاء , يعتريه الشحوب العدواني لينتج شعرًا مقدسًا مع إنذارات االعمر , ونهر الحياة يسير دون أن تغمض له عينًا, لن تتبدد الشواطئ , أكتب, أحفر في صمت تام , ممرات خصبة, والسفينة يقطنها الحلم .

((تُدمي اللواحظُ خدَّه نَظَراً فاللَحظُ في وَجناته عضُّ )) , يهدأ الصراخ ويبدأ الهمس اللذيذ , وفى القلب تحول الحزن إلى امتنان لانهائى , ونظرتك المشهدية تخفق بأجنحة عبثية ومجنونة, ستخبرنى رطوبة الشفاه عن الخبرة فى خنق الفرح ,ليأتي دور الاشمئزاز , مختبئًا وراء معنى الأشياء , وتعلو لامبالاتك اللزجة , تريد ان تنفجر, فيظهر وجه رهيب في المنتصف من الطريق , والقلب زنزانة بين الحب والشمس , ووجهك نصف جانب مظلم لوجه عشتار.

((وَالكأسُ إِذ تَهوي بها يدُهُ نجمٌ بجُنح اللَيل مُنقَضُّ
باتَ النَدامى لا حراكَ بهم إِلّا كَما يتحرَّك النبضُ
في رَوضةٍ يُهدي لناشِقها أَرجَ الحبائِب زَهرُها الغَضُّ )) , لستُ مهزومًا لكنْ تَشنُقُني أنشوطَةُ الشرخِ في التفاهةِ , توشكُ أنفاسي أنْ تَلفِظَني , وأنا أتَنَفّسُ صمتي , أكادُ أختنقُ , تلفِظُ رئتي أنفاسَها , ومياه البحر مالحة كالدموع, لكن الدموع لا تحمل القوارب , وعندما
سألت الملاح : أين الأفق ؟ رد بتلعثم : وما هو الأفق ؟ فقلت : الأفق هو أبعد ما يمكن أن تراه, وهو ما لا يمكن الوصول إليه , فقال: ما لا يمكن الوصول إليه لا يمكن التفكير فيه.

((خالفتُه وَالرأَيُ مختلفٌ شأني الودادُ وَشأنُه البغضُ
مَهلاً فَلَيسَ على الفَتى دَنَسٌ في الحُبِّ ما لَم يَدنس العِرضُ )) , ومع تجليات النبيذ العتيق , تتخثر الفكرة في الوميض الضائع , وتختفي تتبعثر في حروف لغة بلا أبجدية , تتموضع في جغرافيا خارج الفراغ الهندسي , وتتكدس في النهاية كومة من الحروف على الورقة البيضاء, مادة أولية كالتراب كالإسمنت كالهواء كالصوت كالحديد والإسفلت غير أن الخارطة قد ضاعت والمهندس هاجر مبحرا في قارب من المطاط وابتلعه السراب .

أتألم حين أقرأ لأبن معصوم :
(( سَرَت موهناً وَالنَّجمُ في أذنها قِرطُ وَعِقدُ الثُّريّا في مقلَّدِها سِمطُ
هلاليَّةٌ يَعلو الهلالَ جَبينُها وَعُليا هِلالٍ حين تُعزى لها رهطُ)) , آه من ذكرى الصبابات , يجيء بها كأس الثمالة , وفي عيني غيمة لم تمطر بعد, 
تتأمل في صمت السماء البعيدة
كلما اقتربت من الأرض , 
تعود خفيفة كأنها تودع الحياة أحمل في كفي بقايا ضوء سرقه الليل من فجر قديم ,
أضيء به دربي
وأترك ظلي يذوب خلفي
كأثر عابر في ذاكرة الرمل , وكما كتبت (غرام الربيعي) مرة : (( مرّات أشابهُ الطينَ , ألينُ و أتصلّبُ حين أغرسُ أحلامي )) , وأجرُّ القدمَ تلو القدم , مقلتاي مثقلتان بهذهِ الليلة , هذه الليلةُ فقط , البكاءُ مختلفٌ جداً , والصباحُ يكشفُ النقابَ عن ثوبٍ سواده كر وبلاء .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة لبنان .
- مقامة بيبي .
- مقامة الرقية .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الثلج .
- مقامة خريفية .
- مقامة تراتيل .
- مقامة هل تكفيك روحي .
- مقامة فيروز وبيروت .
- مقامة الترويض .
- مقامة الروقان .
- مقامة فراق .
- مقامة الزفرة .
- مقامة بيت القصيد .
- مقامة حلم ميس .
- مقامة العافية .
- مقامة المراجعات .
- مقامة الثنائية .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الأخوة .


المزيد.....




- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة النوى .