عادل صالح الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 16:49
المحور:
الادب والفن
جوناثان ستينفز
الكنائس البرتغالية
تنتصب ابراجها فوق قمم التلال التي تعود الى عهد سقوط الأندلس،
رافعة صلبانها نحو السماوات—قرون شاهقة من الايمان الصوّاني
تراكمت عالية كي تملأ السماء بعقيدتها.
وبينما كانت يوما ما جديدة وبراقة وجريئة،
فانها الآن تئن تحت وطئة تاريخها،
تجمع الطحالب والسقالات والسياح،
بينما تقرأ بصوت عال كلمة الرب من على درجات المذبح
على مسامع اجيال من صفوف المقاعد الخالية.
متى انحسر اليقين من هذه القاعات المقدسة
ليبدد نفسه بين الحمام وحركة المرور
والساحات التي تذروها الرياح؟
ربما قرع ناقوس الكنيسة يوما ما
باصرار اقل بقليل من المعتاد،
وجوقة المنشدين انشدت ببهجة اقل،
وانتشرت رائحة البخور اقل كثافة في الجو،
ثم فجأة، وفي نهار مثل اي نهار آخر،
نهار ريح وحمام وسماء خالية تقريبا،
نظر احدهم اليها،
ورآها مثلما كانت،
مشرعة ووحيدة ومهجورة –
تماما مثلما ادركنا يوما ما
ان منزل حبنا الكبير
كان في الواقع ينتصب باردا وخاليا،
يتساقط آجره من على السطح،
ويتقشر طلاؤه من على أطر نوافذه،
وتنفتح الباب الخارجية فاغرة مصراعيها
لترحب بدخول احد الغرباء الفضوليين.
جوناثان ستيفنز: شاعر وقاص ومترجم وموسيقي بريطاني من مواليد لندن لعام 1958. تلقى تعليمه في جامعة كيمبرج. اصدر قرصا مدمجا بأولى قصائده تحت عنوان "القديس فرنسيس في المسلخ" عام 2006، واصدر مجموعة شعرية أخرى بعنوان "لون الحب" عام 2011 وأخرى بعنوان "كشف" في عام 2012.
#عادل_صالح_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟