اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ككل سنة تبحث اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، لحوالي سبعة عشر اقليما تنتظر تنظيم الاستفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة ، لرسم الوضع القانوني والسياسي لهذه الأقاليم ، ومنها طبعا ملف او قضية الصحراء الغربية محط نزاع بين النظام المزاجي المخزني التائه والمعزول ، وبين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .. فانْ تبحث اللجنة الرابعة لصفية الاستعمار قضية الصحراء الغربية ، يعني ان أي حل خارج المشروعية الدولية ، هو حل مرفوض وباطل .. ونظرا لحجم وثقل اطراف النزاع من جهة النظام المزاجي المعزول ، ومن جهة الجزائر التي تدفع بعدم مسؤوليتها عن الوضع القائم منذ سنة 1975 ، و1979 ، حين أراد النظام المزاجي وضع المجتمع الدولي امام الامر الواقع ، وفشل فشلا ذريعا حين اصبح المجتمع الدولي هو من وضعه امام الامر الواقع ..
ككل الاجتماعات السنوية للجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، وهي اجتماعات كلها انتصرت لحل الاستفتاء وتقرير المصير للشعب الصحراوي ، الذي اعترف به محمد السادس شخصيا في يناير 2017 قبل دخوله الى الاتحاد الافريقي .. فاليوم رغم ما قد يقال عن القضية المتنازع عليها ، فقد يكون بعض المتتبعين لنزاع الصحراء الغربية ، قد لاحظوا المستوى المتدني لممثلة النظام المزاجي المخزني المعزول ، امام ممثلين من مختلف المحافل ، جاؤوا لتدارس نزاع الصحراء الغربية . لكن ما حيرني ان الجميع وبما فيهم الجزائر ، قد انبهروا بمداخلة جزائري " محمد دومير " ، وهذا يؤكد مسؤولية الجزائر في النزاع ، حين وصفوه بأوصاف لا يشغل منها ذرة في مجال البحث الاكاديمي . وبالمناسبة الأستاذ الجزائري يدعى " محمد دومير" . لكن وانا انصت لمداخلته ، والحجج التي تدرع بها ، وما سماها " بالوثائق " التاريخية التي تؤكد ان الصحراء لم تكن ابدا مغربية ، وهي وثائق لا قيمة لها من الناحية التاريخية ، ومن ناحية وثائق مغربية اكثر ثقلا وفائدة ، وهي كثيرة ، تفند الحجج او الوثائق التي اعتبرها الباحث " محمد دومير " ، تشكل أساس اطروحة نفي مغربية الصحراء ، وان الصحراء لم تكن يوما مغربية كما يدعي النظام المزاجي المخزني والعزول .. لقد طبل الجميع لهذه الوثائق ، وكأن " محمد دومير " جاء بشيء لم يكن معروفا ، ويكون بذلك قد اقنع الامم المتحدة ، وبالضبط اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار بصحة اطروحة البوليساريو التي ظهرت غفلة قبل سنة 1973 ، تاريخ تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " تيرس الغربية " .. نعم لقد هلل الاعلام الجزائري ، والمسؤولين الجزائريين ، وكل الصحراويين الناشطين ، لوثائق السيد " محمد دومير " ، وكأنه جاء بأدلة جديدة وما هي بجديدة .. لان الوثائق الموجودة عن مغربية الصحراء موجودة بالأطنان ، ناهيك عن الممارسات على الارض ، التي كانت تخلق حدثا واحداثا ، من خلال رسائل بين الصحراويين وبين الملك محمد الخامس ، ومن خلال تحركات النظام المخزني من اجل مغربية الصحراء ، بالدعوة الى ارجاعها الى الوطن الاصلي المغرب . ولا تزال تحفز في عقولنا ذكريات رسمية في هذا الشأن ، كالزيارة التي قام بها محمد الخامس سنة 1958 الى قرية " محاميد الغزلان " ، ومن هناك دعا الى عودة الصحراء الى اصلها الطبيعي ، ولم يدعو الى الحكم الذاتي ، او دعا الى الدولة الفدرالية او الكنفدرالية .. كما لا ننسى الوفد الموريتاني الذي جاء من موريتانية لمبايعة الملك كرئيس رعوي ممثل ( لإمارة امير المؤمنين ) ..
فالوثائق الضعيفة السند التي جاء بها السيد مجمد دومير ، لا ترقى الى المستندات القانونية التي تؤكد على وحدة الصحراء مع المغرب ... ونظرا لان من كان يتابع مداخلة السيد محمد دمير ، من الجهلاء الذين يجهلون التاريخ ، ومن المستوى الضعيف ، فقد وجدوا في مداخلة محمد دومير ، ما يشفي غليلهم ، رغم افتقارهم للجرأة الثقافية التي تبطل ما جاء به السيد محمد دومير ، لان ما جاء به من ( وثائق ) لا يرقى الى مستوى السند القانوني الذي يتحول الى حقيقة اكيدة . وانا مستعد ان اعرض للبحث وثائق في الموضوع تعد بالعشرات . ويكفي الرجوع الى دراساتنا حول الصحراء وتعد بأكثر 150 دراسة ، منشورة بالموقع العربي التقدمي Ahewar.org .. مثل دراسة " هل الصحراء الغربية مغربية " .
وقبل ان يزداد محمد دومير ، وقبل استقلال الجزائر في سنة 1962 ، فان المغرب كان يناضل من اجل استرجاع الصحراء ، وكان الشباب الصحراوي خاصة الذين عاصروا تلك الفترة ، وتنظموا داخل المغرب في إطارات ، كالأحزاب السياسية وخاصة انتماءهم الى حزب الاستقلال ، والى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وانخرطوا بكثافة في المنظمة الطلابية " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " UNEM " ، وكانت عش الحركة التقدمية المغربية ، وعش اليسار الماركسي من كل الأنواع .. حملوا على عاتقهم امر تحرير الصحراء ، وضمها الى المغرب ، وكانت هذه غاية محمد الوالي زعيم الحركة الوطنية وليس الحركة الانفصالية .. لذلك فان عضويتهم في الإطارات الفاعلة ، كان من اجل قضية الصحراء المغربية . لذلك اتصلوا بزعماء الأحزاب السياسية كعبدالرحيم بوعبيد عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وعلي يعتة عن حزب التحرر والاشتراكية الذي سيتحول الى حزب التقدم والاشتراكية ، وعلال الفاسي عن حزب الاستقلال ، وعبدالله إبراهيم والمحجوب بن الصديق عن نقابة " الاتحاد المغربي للشغل " ، " UMT " ، واتصلوا بقيادات أخرى من اجل الصحراء .. لكن وللأسف أُصيبوا بخيبة الامل ، حين رفض ( الزعماء ) السياسيون ( الوطنيون ) ، اقتراح التحرير ، بدعوى ان ملف قضية الصحراء الغربية ، من اختصاص القصر ، أي الملك .. فماذا تنتظر ان يكون رد الشباب الثوري في مثل هذا الوضع ؟ طبعا سيكون الارتماء في حضن أي نظام يتبنى اطروحتهم التي لم تعد مغربية الصحراء ، بل أصبحت بقدرة قادر الدعوة لانفصال الصحراء .. وستأتي احداث الزملة ، وموسم طنطان ، ليقطع جدور أي تقارب مع النظام ، الذي كان مزاجيا منذ اللحظة الأولى لطرح نزاع الصحراء الغربية في المحافل الدولية . فتدويل نزاع الصحراء الغربية لم يكن في صالح مغربيتها ، بل كان في صالح الدولة الصحراوية التي ستتأسس خارج المشروعية الدولية ، سيما وقد نفحت فيها الحرب الباردة بين المعسكرين المتضادين الغربي والاشتراكي .. فاستعملت قضية الصحراء الغربية ، لتوسيع قاعدة التقدميين ، وقاعدة الاشتراكيين ، وقاعدة اليساريين الماركسيين من كل النخب الماركسية ( لينينيين ، ستالينيين ، ماويين ، كستروين ، خوجيين محمد خوجة ... ) . ومن يومها وبعد الاستقطاب الجزائري الليبي ( الهواري بومدين .. معمر القدافي .. واليمن الجنوبي خاصة في ظل القيادة الستالينية لعبدالفتاح إسماعيل وانتصارها على الخط الماوي لسالم ربيع علي .. ستصبح الجبهة تنعت بالحركة التقدمية وبالحركة الثورية ، ودفع فريق من اليساريين المغاربة الى اعتبار الصحراء " بؤرة ثورية " لقلب نظام الحكم بالمغرب ، وتسهيل الطريق الى نظام الجمهورية الديمقراطية الشعبية .. وقد لاقت الفئات اليسارية التي اعتبرت الصحراء ب " البؤرة الثورية " كل الدعم والتأييد من قبل الحركات اليسارية الثورية العالمية ، ومن منظمات فلسطينية كان من بينها " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " و " الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين " ( جورج حبش .. ناييف حواتمة الأردني الأصل والمنشأ ) .
فعن أي وثائق يتحدث السيد الجزائري " محمد دومير " ، والجزائر التي انجبته لم تستقل حتى سنة 1962 ، عندما كان النزاع المغربي الاسباني بالأمم المتحدة خاصة في سنة 1960 ، السنة التي صدر فيها القرار 1514 الذي تم تحريف مضمونه ، بعد استقلال الجزائر في سنة 1962 .. بل ونضيف . عن أي جبهة ثورية يتحدثون ، والجبهة الشعبية لتحرير الصحراء الغربية ، الساقية الحمراء ووادي الذهب لم تتأسس حتى سنة 1973 ، في حين ان النزاع بين ، من اجل الصحراء وبأعلى درج الأمم المتحدة ، الجمعية العامة كان في سنة 1960 ، وفي هذه السنة لم تكن لا الدولة الجزائرية ، ولا منظمة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب . فكيف يتم تزوير التاريخ ، والكذب على الاحداث ، والمغرب وحده كان يناضل بالأمم المتحدة ضد اسبانية ، لاسترجاع الصحراء الى اصلها المغرب .. وما يزيد في اعتبار قضية الصحراء قضية النظامين المغربي والجزائري ، كيف للجزائر ان تتجاوز المنتظم الدولي ، وتتجاهل القرارات الأممية ، وتحقق السبق في خلق دولة صحراوية ، ضدا على المشروعية الدولية التي أصبحت بعد التدخل الامبريالي ، قابلة لعدة طرق في فهم إشكالية الصحراء الغربية . فحتى هذه اللحظة ، فإنشاء جمهورية صحراوية ، رغم القرارات الأممية المعارضة التي تركز فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ، سينتصر لدعاوي سياسية كانت تكره النظام المزاجي التائه والمعزول ، بسبب ملفات حقوق الانسان ، وبسبب الغياب الكلي للديمقراطية التي ستصبح ب ( الديمقراطية الحسنية ) .. فالتأسيس الارادي للدولة الصحراوية كان في سنة 1976 ، لكن الصراع الدائر ، القرارات الأممية تعود الى سنة 1960 ..
فعن اية وثائق يتحدث السيد الجزائري " محمد دومير " ، والسندات التي قدمها في كلمته باللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، لا تستحق وصف السند .. وكما قلت فسندات " محمد دومير " لم تخلق جديدا ، ولم تغير من طبيعة النزاع الذي هو نزاع بين نظامين ، نظام مزاجي مخزني تائه ومعزول ، وهو السبب في ضياع الصحراء ، والنظام الجزائري الذي وجد في ملف قضية الصحراء الغربي ، دعامة وتغطية للنزاع حول الصحراء الشرقية ، فكان التعثر في ملف الصحراء الغربية والغرق فيه ، احسن وسيلة للنظام الجزائري بإبعاد مطامح النظام المغربي في الدعوة للمطالبة باسترجاع الصحراء الشرقية ..
نعم . ان ما قدمه السيد الجزائري " محمد دومير " ، قد افرح اطر الجبهة ( البوليساريو ) ، وافرح الجزائريين من مختلف الطبقات الاجتماعية ، وافرح المهتمين بنزاع الصحراء الغربية ، وافرح المعارضة المغربية بخارج الوطن .. لكن ما اعتبروه بالسند القانوني ، لا يرقى الى درجة السند ، لأنه معروف ، والعامة التي طبلت وصفقت له بسبب الجهل ، وانعدام الثقافة ، تستعمل في صراع هو اكبر منها بكثير .. وحيث ان فاقد الشيء لا يعطيه ، فما حصل بعد مداخلة السيد " محمد دومير " ، لا يختلف عن الجالسين في حلقة من حلقات جامع لفنى ( الفناء ) بمراكش ، وعندما ينتهي " لحلايقي" من صرده للقصة الازلية ، يبارك بالتصفيق ، وبالتصديق ( صدقة ) بدريهمات من قبل الجالسين ينظرون ويسمعون لحكاية من حكايات الزمن القديم . فكم يكون السيد " محمد دومير " قد تقاضاه ، وهو الذي طار الى واشنطن بطائرة ، مع مصاريف التنقل والفندق ووو .. فكم يكن الاجر الذي تقاضاه مِنْ مَنْ وظفوه للعب مسرحية التزوير باللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ؟
وكما قلت أعلاه . ان المستوى المتدني للسيدة المغربية التي ( تدافع ) عن الاطروحة المغربية .. ومقارنة مع المتدخلين الجزائريين ، وغير الجزائريين ، هو ما جعل الجميع يرى في تدخل السيد " محمد دومير " بالمداخلة المبنية عن السند الذي لا يمكن الشك فيه تحت أي سبب من الأسباب .. لكن ما يسمى بوثائق الشخص موجودة ، وانا مستعد لعرضها وعرض غيرها طلبا لتزكية الحقيقة ، حقيقة الصراع الوجودي بين النظام المغربي والنظام الجزائري ..
نعم . ان النظام المغربي الطقوسي والمزاجي والتائه والمعزول ، هو سبب فشل قضية الصحراء ، منذ البؤرة الثورية ، مرورا بأمغالة (1) وبامغالة (2) .. الى السقوط في المتناقضات التي وصلت حد الاعتراف في مؤتمر القمة الافريقي " منظمة الوحدة الافريقية " بنيروبي OUA ، بحل الاستفتاء وتقرير المصير ، والتراجع عن حل الاستفتاء وتقرير المصير دون تقديم سبب مبرر ومقبول ، ومرة اعتبار ( الصحراء في مغربها ، والمغرب في صحراءه ) ، ومرة تقديم حل الحكم الذاتي الذي بقي حبرا على الورق ، وستبلغ خيانة النظام اوجها ، حين اعترف بالدولة الصحراوية وامام العالم في يناير 2017 ، واصدر ظهيرا وقعه الملك بخط أصابعه ، يؤكد فيه على الاعتراف بالدولة الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ونشر اعترافه بالدولة الصحراوية بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / يناير 2017 ..
ان اول سؤال نطرحه على النظام المزاجي التائه المخزني والمعزول .. وهو من الأسباب الرئيسية في ضياع الصحراء هو :
1 ) اذا كانت الصحراء الغربية حقا مغربية . لماذا تم تقسيمها مع موريتانية في سنة 1975 ، قسمة الغنيمة والسرقة ، فاستولى النظام المزاجي التائه والمعزول على " الساقية الحمراء " ، واستولى النظام الموريتاني على " وادي الذهب " " تيرس الغربية " .
2 ) كيف يفهم ويفسر ، ان " الساقية الحمراء " أصبحت مغربية ، وسكانها مغاربة ، وان " وادي الذهب " وعاصمته مدينة الداخلة ، اصبح موريتانيا ، وسكانه موريتانيون .. لكن حين خرجت موريتانية في سنة 1979 من أراضي " وادي الذهب " ، ودخول جيش النظام قوة الى الوادي ، سيصبح من جديد " الوادي مغربيا " ، وسكانه الذين كانوا موريتانيين ، سيصبحون مغاربة ؟ فهل الصحراء مغربية او ليست مغربية ؟
3 ) ماذا حين اعترف طرف رئيسي في معاهدة مدريد Madrid ، وهو النظام الموريتاني ، وبعد خروجه من " وادي الذهب " ، بان التواجد الموريتاني الصحراء ، وبناء على اتفاقية Madrid ، بالاحتلال والاستعمار .. وزاد واكد ، وهو هنا يقصد النظام المغربي ، بان أي تواجد في الصحراء هو احتلال .. فما هو رد النظام المزاجي التائه والمعزول من الموقف الموريتاني ، خاصة عندما يوجه لك الاتهام بالمحتل ..
4 ) اذا كانت الصحراء الغربية مغربية ، وبعد تقاسمها قسمة صعاليك الصحراء حين يسرقون بضاعة ، وقسمة الغنيمة .. ما هو موقف النظام الذي ( يعتبر ) الصحراء مغربية ، واستولى بالقوة على " وادي الذهب " عندما خرج منه النظام الموريتاني .. أقول ما موقف النظام الذي يدعي مغربية الصحراء من " الگويرة " التي لا تزال تحتلها موريتانية ، التي حين خرجت من " وادي الذهب " ، بقيت " الگويرة " تحت سلطتها ، والحال انها كانت جزءا من أراضي " وادي الذهب " . فاذا كانت الصحراء مغربية ، لماذا اهمل النظام الاستعمار الموريتاني لل " گويرة " ... ومن دون خجل ولا حياء ، وفي سياق تضبيع الرعايا الجاهلة ، لأنها لا تعرف غير ( الصحراء في مغربها ، والمغرب في صحرائه " ، لا يزال يردد الأكاذيب حين يقول " المغرب من طنجة الى الگويرة " . فهل الگويرة مغربية لان الصحراء مغربية ، ام ان الگويرة ليست مغربية ، وتكون بالتالي الصحراء الغربية غير مغربية ؟
وكما ان قضية الصحراء الغربية ، هي من انجى النظام الطقوسي العشائري والمزاجي .. من السقوط ، خاصة عندما أصبحت جميع أحزاب المعارضة الملكية ، ملتفة حول الملك الذي سيتحول من اكبر دكتاتور يفتخر بالسجون ك Tazmamart ، فاصبح في نظرها وطنيا بعد ان كان شرطيا للإمبريالية ، وهو لا يزال شرطيا حتى الآن الذي اعالج فيه هذه الدراسة ( الحدود مع Schengen ) ، فان ملف وقضية الصحراء ، لا تزال ترخي بظلالها على الوجود ( القانوني ) للنظام ، حيث هي من يتحكم في مصير النظام ، لأنه ربط بقاءه بها ، وبثرواتها ، مثل نهبه لثروات الرعايا المفقرة .. فالخير للنظام كان يأتي من الصحراء ، والشر كان يأتي منها كذلك .. فاذا استقلت الصحراء ، وهي ستستقل بالأمم المتحدة ، ستستقل جهات اخريات على رأسها " الجمهورية الريفية " التي دامت ستة سنوات .. وسقطت بتدخل النظام واسبانية وفرنسا .. اقول واكرر اقول . اذا استقلت الصحراء ، سقطت الدولة العلوية ، وليس فقط نظام محمد السادس .. الجاهل لما يدور بالمحلة " لمْحلّة " ، وهنا يصبح التساؤل الاساسي . اذا كانت الاجهزة المخابراتية الغربية ، تعرف معرفة اليقين ان استقلال الصحراء ، يعني سقوط او اسقاط النظام . فكون هذه الانظمة الغربية ، من خلال الاجهزة المخابراتية ، تؤيد وتركز فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، وهي تعرف نتائجه التي تصب في مطلب الاستقلال .. الا تكون الاجهزة المخابراتية الغربية ، خاصة مع محمد السادس ، قد اقتنعت بتغييره ، وهي مقتنعة بالتغيير القادم ، لتغيير وجه المنطقة بما يبقيها خاضعة للغرب .. وهذا يدل ان العواصم الغربية ، فرنسا ، امريكا ، اسرائيل اللاعب الكبير ، اسبانية ، المانية .. لم يعد يعنيها محمد السادس الشخص ، ولم يعد يعنيها نظامه الذي قد يسقط ، بمجرد حصول ذبذبات ، خاصة اذا نزل الرعايا الى الشارع ، وخاصة اذا اصبح على الجيش الاختيار بين الدفاع عن الأرض ، والدفاع عن الشعب ، وبين الدفاع عن ملك يفتقر الى شخصية الحاكم الفعلي كما كان الحسن الثاني ..
اذن . فما معنى ان ترفض مغربية الصحراء دول وازنة كفرنسا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، إسرائيل ، اسبانيا ، المانيا ... الخ .. وما معنى ان يرفض معنى مغربية ، الاتحاد الأوربي ، الاتحاد الافريقي ، المحاكم الاوربية والمحاكم الدولية ، مجلس الامن ، الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أصدرت قرار 34/37 الذي اعتبرت فيه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بالممثل الشعبي الوحيد للشعب الصحراوي .. فعندما تستعمل الجمعية العامة مصطلح الشعب الصحراوي ، فان أي حل مرفوض وغير مقبول اذا لم يكن حلا ضمن المشروعية الدولية .. وحتى نكون صريحين مع القراء الأعزاء المحترمين ، لا اسبانية ، ولا فرنسا ، ولا إسرائيل ، ولا الولايات المتحدة الامريكية ، ولا المانيا ... الخ ، تعترف بمغربية الصحراء .. والقول بخلاف ذلك ، هو ضحك على النفوس ، وهروبا من الواقع الذي لا يرتفع ...
قضية الصحراء الغربية التي تبحث نصوصها كل سنة اللجنة الرابعة بتصفية الاستعمار ، ويبحثها مجلس الامن خلال دوراته العادية .. تعني ان لا احد يعترف بمغربية الصحراء . وان الاعتراف بوضعها القانوني والسياسي ، يمر فقط من بوابة الاستفتاء وتقرير المصير ... أي ضمن المشروعية الدولية ..
هذه هي الحقيقة التي لن يصل اليها السيد الجزائري " محمد دومير " الذي تدخل امام اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار.. رغم ان ما اعتبر من سند مشروع ، غير صحيح ، ونحن مستعدون لعرض تلك المستندات ، وعرض اخريات وتعد بالعشرات ..

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات