أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - ومن التفكير.. ما قَتَلْ !!؟؟















المزيد.....

ومن التفكير.. ما قَتَلْ !!؟؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 13:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دوامة التفكير، مدورةٌ غير منتهيه.
التفكير أساس مشكلات الإنسان المعاصر ، لا بل منذ أقدم العصور ، هو الذي يقوده إلى أسوأ المواقف في الحياة ، يجعل منه لا يفكر بما يدور في داخله لارتباطه بالانفعالات فضلا عن ما يدركه في بيئته الخارجية ومن حوله، ليس بقصر التفكير فحسب ، بل فيما يريد فعله ويعبر عنه بلغة توصل هذا الفكر عبر اللسان ، هي طريقة التفكير ، والأصح أسلوب التفكير Thinking Style ، وليس اللغة ، اللغة الحامل – الناقل لإسلوب التفكير، واللسان منفذ هذا الأسلوب. ولو أردنا إختيار تعريف يتناسب مع ما نريد قوله لأخترنا هذا التعريف المنقول " نشاط ديناميكي هادف" ، وهو أيضًا تكوين فرضي يعتمد على مجموعة من المتغيرات الوسيطة ويظهر في صور من السلوك المختلف الذي يمكن التعرف عليه.
ويحق لنا أن نقول بأن التفكير يسبب الاضطراب النفسي والعقلي إذا أشتد عند صاحبه ، التفكير يقودنا إلى حيث مواطن الضعف فينا ، ويضرب المناطق الواهنة بالنفس ، التفكير كما تراه أدبيات علم النفس والتحليل النفسي هو نظام معرفي يقوم على اسستخدام الرموز التي تعكس العمليات العقلية الداخلية إما بالتعبير المباشر عنها ، أو بالتعبير الرمزي ، ومادة التفكير الأساسية هي المعاني والمفاهيم والمدركات كما أوردته موسوعة علم النفس والتحليل النفسي ، وربما ما نراه بالمعنى الأدق أن التفكير يعتمد على الإدراك والتذكر في طرفي المثلث الذي في قمته الإدراك وفي طرفه الأيمن التفكير ، وفي طرفه الأيسر التذكر ، فالإدراك هو الذي يخزن في اللاشعور – اللاوعي ، والتذكر هو الذي يعيد الأفكار بشقيها المسرة وغير المسرة ، إذن هو مفتاح اللاشعور – اللاوعي ، وكما عبر عنه فرويد في مقالة التذكر والتكرار والعمل من خلال قوله : ان الشخص الذي يتم تحليله سوف يستسلم للرغبة القهرية في التكرار ، والتي تحل الآن محل الدافع للتذكر ، وهي علاقة في جميع

الأنشطة والعلاقات المتزامنة الأخرى في حياته ، ويبدو ذلك جليًا في جلسة التحليل النفسي العلاجية ، عندما يختار شيئًا محببًا ، أو قام بمهمة من السهل أيضًا رؤية مقدار المقاومة ، وكلما زادت المقاومة ، كلما تم استبدال التذكر على نطاق أوسع بالتمثيل " التكرار". ويؤكد فرويد بإن الإنسان عندما يستخدم من ترسانة الماضي المدججة بالأسحلة التي يدافع بها عن نفسه من مواصلة العلاج التي يجب أن ننتزعها منه شيئًا فشيئًا، هي بحد ذاتها مقاومة لا يمكن وصفها بالواقع ، ولنا أن نقول ما هي قوة الإنفعالات المصاحبة لما أراد فرويد فعله في الجلسة النفسية التحليلية ونستعير هذا النص من مقالة كتبتها في العام 2007 ومنشورة في الحوار المتمدن : الحوار المتمدن - العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 لكاتب المقال ( اسعد الامارة ) وورد فيها : أما الانفعال أو الانفعالات فتعرفه ادبيات علم النفس بانها حالات داخلية لا يمكن ملاحظتها أو قياسها مباشرة ، وفي اثناء تفاعل الافراد مع الخبرات التي يتعرضون لها تنشأ الانفعالات فجأة، وهي بنفس الوقت تتصف بعدم القدرة على التحكم فيها ، لايمكن بسهولة اصدارها أو كفها. لذا نستطيع أن نستنتج أن الانفعالات هي حالات داخلية تتصف بجوانب معرفية خاصة، واحساسات ، وردود أفعال سيكولوجية وسلوك تعبيري معين، وهي تنزع للظهور فجأة ويصعب التحكم فيها. ويضم التفكير الانفعالي ثلاث حالات هي: القلق ، الغضب والعدوانية ، والابتهاج. وكما أكده لنا " سيجموند فرويد " في مقالته من قوة المقاومة . وأزاء ذلك فالكلمة التي تصدر بلغة رمزية مقطعة ومدغمة كما هو حال الفصامي ولغته التي لها دلالة ومعنى حتى وإن غابت عن التفسير في الوقت الحاضر.
التفكير هو نمط Patrn كانماط الشخصية ، يختلف عنه ولكنه يشبهه ، فانماط الشخصية معروفة لدى معظم العاملين في المجال النفسي وبالأخص في دراسات الشخصية. فالتفكير في حياتنا يضم الجانب السلبي في حياتنا المعاشة وإن كان التفكير هو الدافع للنجاح في حياتنا اليومية ، إلا أنه بشقيه السلبي ، أو الإيجابي هو مؤشر للقلق – الحصر ، ويحمل
بين طياته القلق ، وربما يؤدي إلى الاضطراب، ويمكن أنه يؤدي إلى الإضطراب النفسي والعقلي إذا أشتد عند البعض منا حتى وإن نجح صاحبه في تحقيق ما يريد تحقيقة ، أو فشل في تحقيق ذلك ، كلاهما يترك الأثر في النفس ، فالتفكير بشقيه السلبي أو الإيجابي يخلق العصاب ومنها الوساوس القهري ، ففي الوساوس تضيع عنده الحدود ، وربما لا يفهم النية الحقيقية لدافعه القهري المغلف بالقلق – الحصر - النفسي.
التفكير المسبب الرئيس للصراع النفسي ، والصراع النفسي بأبسط صورة هو وجود أكثر من دافع متناقض مع الدافع الآخر ، ويحمل أحدهما رغبة أو مطلب لا أخلاقي ، أو بين شعورين متناقضين ، ويرى التحليل النفسي وجود الصراع في النفس البشرية هو الأساس في تكوين الإنسان ووجوده ، ومن أمثلة الصراع ، الصراع بين الرغبة والدفاع ، الصراع بين الرغبات والحوافز المحركة في دواخلنا ، وهو صراع بالتأكيد مُحركهُ الأساس هو التفكير. ويقودنا هذا إلى "هيجل " الفيلسوف العظيم الذي يرى بوجود الأطروحة " الفكرة " ونقيضها " الاطروحة المضادة " الفكرة المضادة " وما يحدث بعد ذلك هو جماع بين الفكرتين بتسوية متناغمة ، ولنا أن نقول لا يحدث الجماع بين الفكرتين ، حتى وإن حدث فهو لا ينتج بالضرورة فكرة ثالثة متناغمة توافقية ، بل فكرة جديدة هي نتاج ذلك الصراع في التفكير ، لم يتوقف التفكير عن إنتاج أفكار ، ولن يهدأ أو يستكين ، بل يظل في صراع مستمر وينتج الجديد ، ربما سبق المحلل النفسي الفرنسي " جاك لاكان " الجميع بأفكاره وهي عدم قدرة الجماع بين الأطروحة والأطروحة المضادة ، بمعنى أدق بين الفكرتين النقيضتين ، لا يوجد جماع بينهما ، يستمر الصراع بولادة فكرة جديدة وهكذا.
كنا نفكر بفكرة التقدم والاستمرار المستقيم في مواجهة تفكيرنا الفردي والجمعي في كل المجتمعات ، ثم تعقدت الحياة وازدادت صعوبتها وأصبحت فكرة التفكير بشكل الحركة الدائرية غير المنتهية، تدور حول نفسها ، ومع تعقد النفس من داخلها أصبح التفكير اللولبي الذي يبدأ ولا ينتهي في كل الأحوال وهنا يصدق "جاك لاكان" بأن جماع الأطروحتين لا يحدث أبدًا بتسوية بينهما، ويقودنا هذا الحوار الفلسفي – النفسي إلى كون التفكير عملية مضطردة ومتجددة ودينامية لا تنتهي بقبول الفكرة فقط ، وهذا ما نجده بشكل واضح في المذاهب بأنواعها في كل الاديان والفلسفات والفنون حتى تصبح فكرة الدين والمعتقد بعدة مذاهب فرعية يتمسك بها مجموعة قليلة ، أو شريحة واسعة ، ويكون داخل المذهب الواحد عدة انشطارات واتجاهات متنوعة ، كانت مختلفة ، أو متوافقة ، هذا هو التفكير بشكله المختصر وهو الذي يقود الصراع داخل النفس لإنجاب وليد جديد من المذهب ، أو الفكر ونتفق مع القول يولد الجديد من رحم القديم ويتخلق من خلاله.
يرى الدكتور فرج أحمد فرج بأن الصراع ليس تقاتل وأقتتال ، بل هو دافع نحو الإنجاز في كثير من الأحيان ، وربما يحقق لصاحبه الكثير من النجاحات، والنجاحات لا تتوقف ، والرغبة لا تتوقف في الاستمرار بتحقيق ما يطمح له الإنسان ، ولكن على حساب التفكير وإجهاده، على حساب حالته النفسية وصحتها وقول فرويد أن الناس لا يمكن أن يصبحوا حكماء في الواقع إلا من خلال الضرر وخبرتهم الخاصة " مقالة التذكر ، التكرار ، العمل من خلال ، ترجمة الصديق محمد أمين من اللغة الألمانية "، ونقول كاد تفكيرنا أن يقتلنا ونحن بحالة الوعي الكامل ، فكيف هو في حالة اللاوعي – اللاشعور مكمن الأسرار وطريقته المختلفة التي لديها لغة أعمق من اللغة التي نتحدث بها مع المحيطين بنا .
نحاول جاهدين أن نستعرض لموضوع التفكير عبر التخييل ، فالتخييل كما تقول الاستاذ الدكتورة " نيفين مصطفى زيور" إنما هو نوع من تحقيق رغبات خفية ومقموعة وهو يحمي الأنا من الحصر الذي يتمخض عن ذلك التوتر الناتج عدم تفريغ الغرائز ، وتضيف " نيفين زيور " التخييل إنما هو نتاج صراع ، ويمثل تسوية بين هذين النوعين الشعوري – الواعي الواضح واللاشعوري – اللاواعي، وتقول أيضًا التخييل بوصفه نوعًا من التفكير ، وهو أيضًا نمط من التفكير البدائي " نيفين مصطفى زيور ، 2013، ص14 -15" كتاب التخييل دراسة في التحليل النفسي .

أما الفيلسوف الفرنسي " جان بول سارتر" فيعرض بوجود تأكيدات التخيل ، وإن عناصر الوعي المتخيل الفكرية هي عناصر الوعي نفسها التي نمنحها عادة أسم الأفكار ويضيف "سارتر " قوله : على مدى السنوات العديدة الماضية ، كُتب الكثير عن التفكير الرمزي ولا شك تحت تأثير التحليل النفسي ، ويقول أيضًا ينظر معظم علماء النفس إلى التفكير على أنه نشاط انتقائي تنظيمي من شأنه أن يصطاد صورة في اللاشعور – اللاوعي لترتيبها ودمجها وفقًا للظروف " ، وعليه فإن التفكير يحمل في طياته رذاذ من اللاشعور – اللاوعي ، ومن ثم تخرج هذه الأفكار لتؤثر في حياتنا اليومية في حالة السواء ، أو حالة المرض ، والأمر سيان بينهما ولكن خير عقار ، أو وسيلة تستخدم في مواجهة التفكير بشقيه الايجابي والسلبي هو تعرفه على نفسه بنفسه من خلال هذا النمط من التفكير ، وهنا هو أسلوب بالإمكان مواحهته كما هو في عملية الطرح الموجب – التحويل الموجب ، وهي مواجهة مع النفس أيضًا ، مواجهة لتفكيك بنية الفكرة ، أو الخاطرة ، التي من المحتمل أن تصبح عصاب أو ذهان إذا ما أشتدت ، وإذا أستطاع الفرد ربما يمسك بداية الضوء من الفكرة المسببة لصراعه العصابي التي أنبثقت من التفكير في لحظة حزن ، أو لحظة فرح ، ولا يغيب عن أذهاننا أن المسافة بين السواء واللاسواء خط واهن يقطعه التفكير بلحظة غير متوقعة ، في مرض شديد يقود صاحبه لفقدان المناعة بأكملها ومنها المناعة النفسية ، كما يحدث في بعض علاجات الدواء الكيميائي في حالات مختلفة، وفي النهاية نقول دوامة التفكير ، لولبية غير منتهية ، تبدأ بمدورةٍ ، وتنتهي بحركة لولبية غير منتهية . أتمنى أن لا أكون أنهكت القارئ الكريم بالتفكير وهو مدخل للتفكير ليس إلا.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفروق الفردية في الجلسات العلاجية و- التحليل النفسي-
- التفكير وترسباته !!.. ؟
- عندما يناضل الإنسان ضد أفكاره - العصاب القهري إنموذجًا-
- اللغة .. هي اللاشعور - اللاوعي
- بعضٌ من أعراض عصاب الحرب
- النفس وبنية النقد من الداخل .. ما لا نراه.. ولكنه يؤثر فينا
- النفس .. وما تُخفيه !!
- أفكار التحليل النفسي .. ضياءٌ وشفاء
- التحليل النفسي علاقة إنسانية -بين التحويل والاسقاط -يبرز الا ...
- لغة النفس
- مأساة الطف .. للدمعة لغة حزن
- ديالكتيك الحب والكراهية - ثنائية الوجدان - .. نحملها ونمقتها
- الحقيقة في النفس
- ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟


المزيد.....




- شاهد.. إيرانيات يتبرعن بذهب ومجوهرات لدعم حزب الله
- السفارة الأمريكية لرعاياها في لبنان: -غادروا الآن-
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك قطاع غزة (صورة)
- كيف اخترقت مسيرة حزب الله المنظومة الدفاعية في إسرائيل؟
- تشيلي: المابوتشي يحيون ذكرى 532 عامًا على وصول كولومبوس إلى ...
- طلب مليون دولار من إيران لتنفيذ اغتيالات.. تفاصيل جديدة حول ...
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. عصر جديد من الاكتشافات الفيروسية
- شولتس يدعو لتسريع انضمام دول غرب البلقان للاتحاد الأوروبي
- صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بعد إطلاق رشقة صواريخ من ...
- -لحظة التفجير بالجيبات وإخلاء قتلى وجرحى-..-القسام- تعرض مشا ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - ومن التفكير.. ما قَتَلْ !!؟؟