بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 10:11
المحور:
كتابات ساخرة
في عالم اليوم، حيث يتسابق الجميع نحو الثروة، يبدو أن بعض الشخصيات المغربية قررت أن تجعل من الفساد فنا رفيعا. ماذا لو قلنا أن هناك ما يشبه "الأولمبياد" للإثراء غير المشروع، حيث يتنافس فيه المسؤولون على جائزة "أكبر سرقة"؟ دعونا نتأمل هذه اللعبة المبهرة!
المغرب، بلد يعاني من الفساد كما تعاني البطاطس من القشر، يواجه فاتورة سنوية ثقيلة تقدر بـ50 مليار درهم. نعم، الرقم مهول، وكأننا نتحدث عن تكلفة إنتاج فيلم هوليوودي ضخم، لكن بدلا من النجوم، لدينا مسؤولين يختبئون وراء مكاتبهم، بينما ينعمون بامتيازات لا حصر لها. حقا، إذا كان هناك برنامج ترفيهي يحمل اسم "نجم الإثراء غير المشروع"، فنحن في صدارة المنافسة!
وعلى الرغم من كون الحكومة ملزمة بتجريم هذا الإثراء، إلا أن الواقع يشير إلى أن المسؤولين مستمرون في الاستمتاع بحفلاتهم الخاصة، وكأنهم مدعوون دائما إلى "مهرجان الفساد". قلة من الناس تساءلوا عن كيفية تحصيل هؤلاء الأفراد لثرواتهم. هل يمتلكون سحرا خاصا، أم أنهم اكتشفوا وصفة سحرية للثراء السريع؟
الأمر المثير للسخرية هو أن هؤلاء الفاسدين يجيدون فن التلاعب بالقانون كما يجيد المحترفون فنون الدفاع عن النفس. يستغلون الوظيفة والسلطة في مغامرات أشبه بأفلام الأكشن، لكن بدلا من مطاردات مثيرة، لدينا صفقات سرية وتهرب ضريبي. وأنت، المواطن البسيط، تجلس تشاهد بينما تتزايد ثرواتهم وتتلاشى أحلامك في الحياة الكريمة.
لكن المثير في الأمر هو أن هناك من يتصدى لهذه الفوضى. محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، يرفع الصوت عاليا مطالبا بحملة وطنية لتجريم الإثراء غير المشروع. وكأننا في عرض كوميدي، يقول "يا قوم! دعونا نوقف هذه المهزلة!". لكن هل سيتجاوب المسؤولون، أم سيستمرون في حفلهم الكرنفالي؟
لنواجه الحقيقة، إن الفساد لم يعد مجرد ظاهرة، بل هو نمط حياة في بعض الدوائر. وقد حان الوقت لنطلق حملة وطنية واسعة لنفضح هؤلاء الذين يعتقدون أن المال هو كل شيء. لنقف جميعا في وجه الفساد، لنجعل من مكافحة الإثراء غير المشروع حدثا يستحق البث المباشر، حيث يكون للجميع فرصة للتصويت على من يستحق الجائزة الكبرى: "الفساد والرشوة في مرتبة الشرف".
في النهاية، يمكننا أن نضحك على هذا الواقع، لكن يجب أن نكون جادين في تصرفاتنا. فلنتحد جميعا من أجل محاربة الفساد، ولنجعل من هذه الحملة كابوسا لكل فاسد، واحتفالية لكل مواطن يريد العيش بكرامة!
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟