أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - بلبل ال ( دي. ان . اي)













المزيد.....

بلبل ال ( دي. ان . اي)


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 10:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بلبل الـ (دي ان أي)

لم يحدث طوال تاريخ الأديان ان تم تعيين او اختيار رجل دين كولي او مرشد او امام في دولة من دول العالم من قبل دولة تحتل هذه الدولة. فطوال ألف عام تقريبا لم يستطع الفاتيكان من خلال الكنيسة الكاثوليكية ان يفرض بابا او كاردينال كممثل له في الكنيسة الأرثودوكسية الروسية، رغم ايمان الكنيستين بالأسرار السبعة التي تشمل، سر المعمودية، زيت الميرون، القربان المقدس، سر التوبة او الاعتراف، سر مسحة المرضى، سر الزيجة، وسر الكهنوت.
فالكاثوليك مثلا يؤمنون بشفاعة مريم العذراء لأنها مقدسة بصفتها ام (الاله)، بينما الكاثوليك لا يمنحون القداسة لاي كان الا بصعوبة بالغة ووفق طقوس، اما الكنائس البروتستانتية فهي لا تؤمن أصلا بشفاعة مريم العذراء او بشفاعة القديسين، بل ان بعض الطوائف تشكك في عقيدة البتولية الدائمة لمريم العذراء.
انه مثال قريب من عدة امثلة أستطيع ايرادها لأقارن بين أصولية المسلمين الذين يحكمون العراق بكل طوائفهم ومللهم ونحلهم.
فوفق الشيعة الاثني عشرية الذين يحكمون العراق اليوم بفتاوى إيرانية نجد ان (فاطمة الزهراء) مثلا هي صاحبة الشفاعة بصفتها ام الاله (الحسين بن علي)، وعليه فان أي مخالف للعقيدة الشيعية هو مجذف واجب الاجتثاث من فوق الأرض.
ورغم ان سياسي الشيعة في العراق من اشد دعاة تطبيق (منهاج الصالحين) و (بحار الانوار)، الا ان الظلمات التي تلف الانسان العراقي هي (كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ). لان البلاد محكومة بالفتاوى والاحقاد الطائفية التي لا تغني عن الحقيقة في شيء.
ولكي تكتشف مقدار الجهل الذي يلف البلاد والعباد فما عليك الا ان تأتي بفكرة تناقض ما يشيعه السياسي الشيعي او السني حتى يأتيك الجواب الذي لم تتوقعه.
فسياسي الطائفة السنية يعيرون أبناء المذهب الاثني عشري بكونهم (أبناء متعة)! ولكيلا يستعير الشيعة ذات المصطلح الانف الذكر فانهم اخترعوا فحص الـ (دي ان أي) كمقياس وطني يقيس مدى عراقية الشخص الذي لا يشاركهم أفكارهم الدينية والدنيوية!
يقول العراقي (ان ملايين المواطنين عاطلون ومهجرون وبلا ادوية او ضمان صحي او اجتماعي) فيأتيه الرد عبر صفحات وهمية تديرها أحزاب تأتمر بأمر الولي الفقيه بصيغة نصيحة ذهبية: عليك التأكد من نسبك، اسأل أمك عن ابيك!! ويقول العراقي (ان اهل البلد هم اولى بالشقق والبيوت والوظائف المقدمة (للضيوف اللبنانيين) فيأتي الجواب من الذباب الأسود الولائي (عليك بفحص الدي ان أي!!).
ويقول العراقي (ان مقتل حسن نصر الله قد قرب تحرر بلادنا من ربقة العبودية الإيرانية)، فيتطوع بلبل العصائب (وزير التعليم العالي والبحث العلمي) باستنتاج نتيجة الفحص الجيني لهؤلاء الذين يبحثون عن حرية بلادهم ومستقبلها قائلا (الحرب التي تجري في فـلسـطين ولبنان هي بمثابة الـ(دي ان أي) الذي كشف الأبناء غير الشرعيين للامة الإسلامية والعربية)!
ولو كان السيد (بلبل العصائب وابن الحوزة البار) متخصصا بالهندسة الجينية لبلعنا تصريحه وقبلناه مرغمين بصفته عالما بـ (خفايا الجينات)، ولكن كل العراقيين يعلمون ان معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي يحمل شهادة مزورة بالدكتوراه مختومة بختم جامعة تؤمن بالأبحاث الكونية المخصصة حول سر (حب الحسين)!
ان السيد الوزير يصم ملايين المخالفين لعقيدة شيعة ( ولاية الفقيه) بـ (أولاد الزنا) مصداقا لقول ينسب لمحمد بن عبد الله ويؤثره سياسيو الشيعة ويستغلونه كمنجم ذهب يقول: (لا يبغضك يا علي الا منافق او ابن زنا او ابن حيض)!!
ولا نعلم على وجه الدقة ـــ إذا كان هذا الحديث صحيحا ــ لماذا ابن الزنا يبغض عليا على وجه التحديد ولا يبغض رجلا اخر مثل محمد بن عبد الله نفسه؟ كما ان عبارة (ابن حيض) غير مفهومة طبيا ومجتمعيا ودينيا.
واثناء بحثي في صفحات السيد (كوكل) عن مفهوم ابن الحيض للاستزادة وجدت إجابة لاحد شيوخ الشيعة المأذون لهم بالفتوى واسمه (محمد صنقور) تقول: (ابن الحيض هو من انعقدت نطفته في رحم أمه أثناء الحيض، وهو ابن شرعي إذا كان صاحب النطفة والأم زوجين وعليه تكون حقوقه كحقوق الأبناء الشرعيين، نعم يكون الأب والأم مأثومين إذا كان الجماع أثناء الحيض عن عمد وعلم واختيار).
ولو كان هذا الحديث نبويا وصحيحا فأننا سنكون امام كارثة الكوارث، لان زواجات الجاهلية وصدر الإسلام كانت تبيح العلاقات المفتوحة ومتعددة الغايات والتنفيذ.
ولكي لا ابتعد عن الموضوع الأساسي لهذا المقال اعود الى تذكير القراء بان مجموع المسلمين في العالم بكل جنسياتهم يتجاوز المليار ومئتي مليون من البشر، 90% منهم من السنة بينما لا يزيد عدد الشيعة في العالم عن 100 مليون انسان، واستطيع ان اجزم بان اكثر من ثلاثة ارباع المائة مليون شيعي حول العالم ، أي 75 مليون انسان شيعي، لا يؤمن بولاية الفقيه ولا بتفخيذ الرضيعة ولا بزواج المتعة، والمسميان الاخيران هما سببان مباشران لانجاب أطفال لا يحملون جينات تشبه جينات آبائهم، أي ان من يطلب منه ( بلبل العصائب) ان يجري اختبار ( دي ان أي ) سيكون بنسبة 95 بالمائة انسانا شيعيا وليس من طائفة أخرى.
ان السياسي الشيعي في العراق يريد تفكيك الاصرة العائلية خدمة لأهداف (ولاية الفقيه) التي تريد استعادة امبراطورية فارس بأذرع ودماء الشيعة المستغفلين والسذج منهم على وجه الخصوص، حيث تكون حمية المذهب وبكائيات الحسين هي زادهم اليومي املا في الخلاص من حياة الفقر والعوز والجهالة.
أقول والحرب الحاسمة ــ وليست المتناسبة مع التهديدات ــ على أبواب الشرق الأوسط، ان ملايين المسلمين في انحاء الإقليم الذي ستدور عليه احداث الجحيم القادم متلهفون ليوم الحرية ويأملون في إيجاد طريقة رسمية يستطيعون فيها التواصل مع حكومة بنيامين نتنياهو كي يعلنوا تطوعهم في جيش الدفاع الإسرائيلي، للقتال ضد مثيري الخرافات، وناشري الإرهاب حول العالم، ولتحرير بلدانهم، العراقي والسوري واللبناني واليماني والسوري، كلهم بانتظار لحظة الخلاص والفكاك من أذرع الاخطبوط القمي.

ساعة الخلاص قادمة ، واحيانا يؤجل دفن جنازات بعض الأموات لأسباب لا تتعلق بشحة المال او قلة الخام. كما هو الحال مع جثة حسن.
في المعركة القادمة ستكون الجثة أكبر من جثة حسن بكثير.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفسة الاخيرة للثور المعمم
- فيل قريش وابابيل خيبر
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون


المزيد.....




- ثبتها الان بخطوات سهله…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ...
- إعلان نتائج قبول الطلبة من خريجي الإعداديات الإسلامية
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفين في إسرائيل بالطيران ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سا ...
- المقاومة الاسلامية اللبنانية اطلقت صلية صاروخية نوعية على ثك ...
- إطلاق نار على مدرسة يهودية في تورنتو تزامنا مع -يوم الغفران- ...
- “فرح ومرح 24 ساعة” استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد على ال ...
- المقاومة الاسلامية في العراق تهاجم للمرة الثانية بالمسيرات ه ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن إطلاق مسيّرة -باتجاه هدف ...
- المقاومة الإسلامية في العراق: هاجمنا بالطيران المسير هدفا حي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - بلبل ال ( دي. ان . اي)