عيسى بن ضيف الله حداد
الحوار المتمدن-العدد: 8129 - 2024 / 10 / 13 - 02:53
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من البنية التحتية إلى البنى الفوقية/ في الزمن الجاهلي
فيما أراه، تشكل الأسواق الموقع الوسط ما بين البنية التحتية والبنية الفوقية، فبنيته التحتية تتمثل بكونها تمثل المصب للفعالية التجارية وملتقى تنظيمي لها..
وهي بحد ذاتها كشكل تنظيمي توحي بكونها من ذوات البناء الفوقي، كإدارة وفعل..
وهي بذات الوقت تنبثق منها أو على صلة بها البنى الفوقية المتعددة الاشكال ونوجزها بالآتي: أصبحت أسواقاً تقضى فيها الشؤون الاجتماعية والسياسية والدينية، ومركزا أدبياً، ويتبارى فيها الأدباء والشعراء، ويعرض فيها نتاج الأدباء من شعر وخطب.
تجري فيها الدعوات الدينية المختلفة، كما كان يفعل قس بن ساعدة، ثم النبي محمد في سوق عُكاظ.
وبالموجز: ما بين البنية التحتية التجارية التي وجدت طريقها عبر الأسواق، لتصب في ميدان البنى الفوقية، فلولا التجارة/ الاقتصاد/ لما انبثقت تلك السلسلة التي شكلت بوتقة البنى الفوقية بتنوعها...
وهو ما يحدث على مدارج التاريخ بكيفية أو بأخرى قديم وحديثها..
الأمر لا يخص فقط تلك المرحلة الزمنية، إنما كان لها وجودها ودورها في أزمنة البوتقة الحضارية السالفة..
حتى واكبت تلك الظاهرة ازدهار تلك الممالك التي ظهرت وفرضت
ذاتها أحيانا حكم الإمبراطوريات الإغريق والرومان/ على سبيل المثال: الأنباط وتدمر وحتى غيرهما.. فمن التجارة يزدهر الاقتصاد، وعلى مهمة الاقتصاد يعلوا شأن البنى الفوقية بكل معايرها..
ô
#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟