أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/2















المزيد.....

إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخطر مايواكب الفعل الابادي الاسرائيلي المستمر منذ عام، غياب السردية المقابلة لتلك المصاغة وفق التوهمية الغربية الحداثية، والتماهي الببغاوي الايديلوجي معها، فلا منطقة الشرق المتوسطي، ولا اوربا، متوفر النظر لهما بناء على الاليات الذاتيه الشرق متوسطية ومسارات عودة مفاعيل الانحطاطية منذ الستينات الى الوقت الحاضر، في الوقت الذي حلت فيه الاليات الذاتيه على انقاض التوهمية الغربية، يوم صار لازما مع انه غير متاح، الانتفاض على المنظور المستعار الاوربي الحداثي وتوهميته الالية الابتدائية، بعد ان دخلت المنطقة طورا جديدا من تاريخها، يمكن نسبته الى نوع من "عودة مفاعيل ديناميات الانحطاطية التاريخيه" وقد غدت غالبة من جديد بعد انهيار المشاريع الحداثوية الايديلوجية، وخروجها من دائرة الفعل، بما في ذلك الايهامي منه .
وليس مانشير اليه بالمظهر العارض او العادي، فالمنطقة الشرق متوسطية عاشت تاريخها الاطول بين التواريخ المجتمعية البشرية بلا وعي للذاتيه، ناهيك عن ادراكها، فاستمرت لالاف السنين تعبر عن ذاتها كديناميه غير ناطقه، الامر المناط الى حالة ومستوى ادراكية العقل البشري بالعموم، وقصوريته الابتدائية المستمرة الى اليوم بازاء الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها الفعلية، وعلى وجه التحديد بما خص المجتمعية اللاارضوية، ومن ثم الازدواج النمطي النوعي المجتمعي، ماقد جعل العقل محكوما لممكنات الادراكية القاصرة الارضوية من الظاهرة الوجودية المجتمعية، وهو ماقد تجلى باعلى واكمل صيغه اليوم مع الانتقال الالي والنهوض الحداثي الاوربي، مع ماهو محكوم به من قصورية اصلية ظلت مستمرة، اهم وجوهها ومناحي الدلالة عليها، العجز عن ادراك الخاصيات المجتمعية ازدواجا اصطراعيا بما هي مجتمعات ( ارضوية/ لاارضوية). ومايترتب على مثل هذا الانتقال الادراكي، من احتمالية انقلابية آلية اخرى ضرورية على مستوى الوعي، غير تلك الجاري التعرف عليها والمستمرة غالبه الى اليوم قصورا، بما يضع زمن الالة المستجد وعيا امام لحظة اولى توهمية غربية ارضوية، تكرر بوسائل اخرى ماقبلها، وصولا للحظة الادراكية الاخرى اللاارضوية المنتظرة، والمختلفة جملة وتفصيلا.
ذلك يعني ان الالة حين تظهر فان البشرية تقف امام رؤيتين وتفاعليتين، اولى جاهزة مع انها ليست منها ولا تتوافق مع منطوياتها التاريخيه، واخرى تصبح من يومها على مشارف الحضور بانتظار حصيلة التفاعلية المستجده الاقرب للافنائية النوعية ونتائجها، ولهذا يحدث ان الانبعاثية السومرية الحديثة الثالثة، بعد الاولى السومرية البابلية الابراهيمة، والثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، تبدا اليوم في وقت مقارب ان لم يكن اسبق على بدء حضور الاله على الطرف المتوسطي الاخر، مع القرن السادس عشر في ارض سومر ذاتها، بظهور "اتحاد قبائل المنتفك"، قبل الحقبة الانتظارية النجفية، ومايلحق بهما من طور اخير ايديلوجي ايهامي، ينتهي بالافنائية المباشرة الساحقة من قبل الكيانيه المفقسة خارج الرحم التاريخي، بينما حال اللانطقية مايزال غالبا، ووعي الذاتية غير مدرك مايزال، في حين تطغى، تراكمات وخردة الفترات المتعاقبة القبلية، والانتظارية النجفية، والايديلوجية، ابان القرون الاربعه المنصرمه، والمنتهية بسحق الكيانوية الايديلوجية الريعيه المفبركة، لتصبح ارض الازدواج واللاارضوية على حافة الفناء او وعي الذاتيه ادراكا، بعد وعيها الحدسي الاول النبوي المنتهي الصلاحية والفعالية بحكم تبدل الطور التاريخي النوعي المجتمعي.
عاشت البشرية على مدى تاريخها المجتمعي اليدوي "احادية" الرؤية، ارضوية جسدوية حاجاتيه، ظلت تحول دون ارتقاء العقل الى مستوى الكينونه المجتمعية الازدواجية، وهو ماقد استمر بصيغ اخرى ابان الحقبة الاولى الافتتاحية من الانتقال البشري الى الالية، بانتظار التفاعلية الازدواجية المغفلة والمؤجلة وصولا الى النطقية "اللاارضوية"، حيث الانقلاب التفكري الوجودي الشامل، والارتقاء العقلي المنتظر بعد الوثبة الاولى المرافقة للانتصاب على قائمتين واستعمال اليدين، بما هي مرحلة وطور اول عقلي، ذاهب الى الاعقال الازدواجي الاعلى التحولي، ناف للبدائية الخاضعة للترسبات اليدوية الارضوية كما تتجلى ابان بداية التحول الالي اوربيا / حداثيا توهميا.
وعلية فان اي منظور مواكب للآلية والانتقال من اليدوية، لم تعرفه البشرية الى اللحظة الراهنه بما هو انقلاب تحولي بالطبيعة، يحاكي اشتراطات الانتقال من الجسدية الى العقلية بعد انتهاء صلاحية وضرورة الاولى، وهو مايوافق الانتقالية من المجتمعية الاحادية الطبقية الاوربية الى شبه المجتمعية الالية بلا ماض ولا طبقات، تلك المولودة خارج رحم التاريخ ومفاعيله، لتصبح عند المنطلق، محكومة للرؤية اللاارضوية الاولى "سنبني مدينة على جبل"(1)* مع الرسالية المتوهمه، وصولا الى التازم الاقصى مع بلوغ الكيانوية الامبراطورية كما قبلها الوطنيه/ القومية الاوربية، لحظة اللافعالية، قبل الانتقال الى فوضى عارمة مسبوقة بالغلبة الفاشية الابادية للاخر، وهو ماقد بدا يخيم بظله على الكوكب الارضي.
تتغير هنا مكانة ودور اسرائيل، من كونها فبركة كيانوية مناقضة لجذرها الابراهيمي الكوني، الى نموذجية ترقى لمستوى الكينونه في المجتمع المفقس خارج رحم التاريخ، ومن هنا تاتي عند نهاية المطاف "الابراهيمه الترامبوصهيونيه" مع اتفاقيات السلام الابراهيمي والحاق "دول الابار" الطامحه للحلول محل الخاصية الشرق متوسطية التاريخيه لمواضع ودول الانهار، وماقد صار مشروعا توهميا"حداثيا" مع "برج زايد" محل "برج بابل"، وقد غدت الشرق متوسطية التاريخيه، مطمحا تشكليا ريعيا، بعد سحق العراق وكيانيته، كاخر عقبه، كي نصبح امام ثلاثية جديده خارجة عن الكينونه الارضوية المعتادة، مابين كيانيه غربية ابراهيمية / ديمقراطية صهيونية، ومثلها شبه مجتمعية فكرة والة امريكية، وجزء مستجد من عالم شرق متوسطي عربي، اوجده الريع النفطي، مفبرك بلا تاريخ هو الاخر، مايلحق الجميع او الثلاثة شكلا بالكونية الابراهيمة التاريخيه الحدسية المنتهية، مع حلول الغلبة اللاارضوية ماديا، واقتراب التحقق والغلبة النهائية بصيغتها التعبيرية التحولية الادراكية العليّة بدل النبوية الحدسية في ارضها.
انقلب العالم وتغير كليا وهو يذهب من الكيانوية الاوربية الاولى الالية ( الدولة/ الامه)، الى امبراطورية الفكرة الرسالية المفقسة خارج رحم التاريخ، الى "سادة العالم الجدد" (2) المتحررين من وطاة الوطنيه والقومية، والذين يحضرون كاحتمالية قابلة لالغاء كل اشكال القيادة او الزعامة الكوكبية الكيانيه، القطبية منها او الافرادية، او التعددية، وبالذات الامريكيه بحكم الواقع العالمي كما هوقائم، لنصبح امام واقعة اساس، مغفلة ومناقضة للانقلاب الالي باعتباره لحظة انتهاء صلاحية، وليس تكريس مفاهيم الكيانوية الوطنية، فالالة قوة وعنصر مضاد للكيانوية اليدوية التاريخيه، وللدولة بصيغها المتعارف عليها، وهي كونية تلغي المحلوية، كما تلغي الارضوية الحاجاتيه الموروثة من طور وزمن انتهى.
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الهوامش مع الحلقة الاخيرة.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/1
- ا الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/3
- الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/2
- الخيارالبشري الازدواجي والطغيان الاحادي؟/1
- لماذا وحد نتنياهوغزة ولبنان؟
- الثقافة العراقية ازاء ذاتها والعالم/ ملحق
- الثقافة العراقية إزاء ذاتها والعالم(2/2)
- الثقافة العراقية ازاء ذاتها والعالم (1/2)
- الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/ 5
- الانبعاث السومري واكذوبة-محمدعلي-/ 4
- الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/3
- الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/2
- الانبعاث السومري وإكذوبة -محمدعلي-/1
- بيان نهاية عصر-الانسايوان-/5
- بيان نهاية عصر-الانسايوان-/4
- بيان نهاية عصر-الانسايوان-/3
- بيان نهاية عصر-الانسايوان-/2
- بيان نهاية عصر-الانسايوان-/1
- عقلان بشريان-الارضي- و-المعجز-(2/2)
- هوامش مقال لماذا يستعاد الخطاب ..؟


المزيد.....




- ضابط ألماني: أمل زيلينسكي في الغرب خاب
- السبب الكامن وراء الشعور بالتعب المستمر
- رئيس وزراء السويد كريسترسون يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف ال ...
- -القبول بحل الدولتين أصبح أكثر إلحاحاً بعد السابع من أكتوبر- ...
- الكرملين: الحديث عن تهديد روسيا -الناتو- مغلوط وغير منطقي
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرتين قادمتين من سوريا
- الإعلام العبري يقارن بين حرب 6 أكتوبر وأحداث 7 أكتوبر
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- دمشق.. وصول طائرة مساعدات فنزويلية للنازحين اللبنانيين (صور) ...
- تزامنا مع -القمر الدموي العملاق-.. اكتشاف ارتباط بين البدر و ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/2