أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - حسن نصر الله ومكر التاريخ















المزيد.....

حسن نصر الله ومكر التاريخ


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 12:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


واكبت تاريخ وأد الثورة العربية منذ 1967 تاريخ النكسة وأنا طفل بالمدرسة الابتدائية كنت أستمع إلى مدياع أبي بحانوت بقالته معه أصدقائه، وصدمت لوفاة جمال عبد الناصر في 1970 وأنا طفل بالإعدادي، وواكبت هذا التاريخ بالثانوي عن كثب في 1977 حيث كتبت على السبورة في حصة التاريخ قبل أن يدخل الأستاذ السوري ما يلي : تم اغتيال كمال جمبلاط، دخل الأستاذ ومسح السبورة بعنف وشرع في الدرس، أعتقد أن ما كتبت استفزه، وهو يقدم لنا نفسه ضابطا في الجيش السوري، كما واكبت ما يسمى الثورة الإيرانية بكلية العلوم بمراكش في 1979، واعتقدت آنذاك كما يعتقد جل الشباب اليوم أنها بالفعل ثورة، حيث خرجت الانتفاضة الأولى للشباب الثوري ضد شاه إيران دركي الإمبريالية بالخليج من السينما ونحن مولعون آنذاك بفرجة السينما، هكذا بدأ عصر وأد الثورة العربية ويستمر اليوم بشكل مأساوي.

الشعوب المضطهدة لا ترى فيها الإمبريالية إلا استغلال ثرواتها الطبيعية والبشرية كما ترى في الصهيونية والظلامية أداة لتطويع هذه الشعوب، حتى تصبح أكثر طوعا للسياسات الإمبريالية الطبقية، وتدعم سيطرتها هذه بالقوة التكنولوجية الحربية للاستراتيجية العسكرية، التي حولت الكيان الصهيوني إلى قوة خارقة للحدود، عملت على اختراق جميع الدول بما في ذلك الدول الإمبريالية، هكذا اخترقت الكيان الظلامي الإيراني بعقر داره وقطعت أيديه بلبنان وسوريا والعراق، وأرهبت الحرس الثوري الظلامي إلى حد جعلت قياداته بسورا تهرب وتترك مكاتبها للمتطوعين السوريين، وتحول الكيان الصهيوني إلى قوة نووية يملك 12 قنبلة ذرية حسب مصادر إمبريالية، ولم تدخل في نطاق الاتفاقية النووية والحد من التسلح النووي وما أخفى يمكن أن ننتظره في الضرب القادمة ضد إيران.

هو تاريخ طويل من الصراعات الطبقية بدأ في 1979 تاريخ إسقاط الدركي شاه إيران من طرف الإمبريالية وإعلان الجمهورية الخمينية، وتصفية الحزب الشيوعي الإيراني واغتيال قياداته، دخلت إيران والعراق في حرب تدميرية للشعبين العراقي والإيراني بدعم من الإمبريالية والرجعية العربية، التي اتخذت شكل الطائفية وإحياء الصراعات الدينية بين الشيعة والسنة، وانتهى بإسكات طبول هذه الحرب في 1990 في نفس الوقت الذي تم فيه إسكات طبول الحرب الطائفية بلبنان، لفتحت الإمبريالية مرحلة جديدة سمتها العولمة للقضاء على فلول الأحزاب الشيوعية بالمنطقة، وتركيز مرحلة جديدة من الحروب الطائفية، هكذا تمت هيلكة حزب الله بقيادة نصر الله الذي تمرس في الحرب الأهلية بلبنان من 1982 تاريخ نشأة الحزب إلى بروزه قائدا للثورة الخمينية بالخارج.

لو لم تدعم روسيا إيران في سوريا لما استطاعت الصمود ضد الكيان الصهيوني في نفس الوقت الذي تقدم فيه خدمات للإمبريالية في تركيز الحروب الدينية باسم الصراع بين الشيعة والسنة، فيما تسميه تصدير الثورة الخمينية، وكلف ذلك الشعب الإيراني سلب حقوقه السياسية والمدنية وحقه في خيرات البلاد وهو يعيش في الفقر والاضطهاد، ولم تستطع الصمود اقتصاديا إلا بالسيطرة على خيرات العراق وسوريا، وتسخير حزب الله في بناء المشروع الإيراني الذي وصل اليوم حده، ولا بد له من السقوط لكونه لم يرتكز على اقتصاد صلب يرتكز على إشراك الشعب في بنائه بقدر ما هو مرتكز على ترويج المخدرات وسرقة ثروات الشعوب، حيث الأيديولوجية الظلامية ليست إلا شكلا من أشكال التعبيرات القمعية للشعوب ترعاه الإمبريالية، وتستغلها في حربها على الشعوب المضطهدا كما استعملتها ضد الاتحاد السوفييتي، وبعد تفكيكه في 1991 بدأ طور ثاني من تصفية كل الدول العربية الموالية له وعلى رأسها العراق وسوريا.

هكذا تحول الصراع بين العراق وإيران إلى طور جديد بقيادة أمريكا وبريطانيا للحرب الأولى على العراق في 1991 والثانية في 2003 واحتلاله المباشر، مما فتح المجال لإيران بعد تفكيك حزب البحث العراقي واعتقال صدام حسين ومحاكمته وإعدامه تحت الاحتلال، لتدخل إلى العراق باسم سيادة الشيعة بقيادة آيات الله الخميني وما تلى ذلك من جرائم في حق الشعب العراقي وآخرها جرائم داعيش، ومرور وباء الشيعية إلى سوريا واحتلالها وربط مصيرها بنتائج الحرب الأهلية بلبنان بقيادة حسن نصر الله، قائد الثورة الخمينية بالبلدان العربية المضطهدة بدعم من الرجعية العربية بالخليج.

وإيران لن تصل إلى درجة الكيان الصهيوني رغم أنها كيان ظلامي يلتقي مع الصهيونية في خدمة الإمبريالية وهما كيانان يتنافسان حول السيطرة على الشعوب العربية، وقد وصلت بداية نهايته إما أن يفك قيد أيادي الشعب الإيراني ويفتح باب الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان كما تريدها الإمبريالية وإما أن يسقط.

إيران قوية بتاريخ شعبها لكن هذا الشعب العظيم كبلته الظلامية منذ 1979، وقدمت خدمة كبيرة للإمبريالية التي وظفتها في كسر شوكة حزب البعث العراقي في حرب طاحنة انضافت إلى الحرب الأهلية بلبنان، التي تم توظيف حزب الله فيها ضد القوى الثورية في حرب طائفية غرست فيها فكرة تصدير الثورة الخمينية، واليوم كل رموزها في لبنان قد تم اغتيالهم، عن أي مقاومة لبنانية يمكن أن نتحدث اليوم؟

ما تبقى من جيش حزب الله يتناولها ضباط الحرس الثوري في اتجاه نهايتها المأساوية، بعد تدمير غزة وتصفية حرجة حماس يستمر تدمير لبنان، الذي بدأ منذ 1975 واغتيال كمال جمبلاط في 1977 وبعده كل التقدميين اللبنانيين والفلسطينيين وعلى رأسهم مهدي عامل وحسن مروة وناجي العالي، هي ثورة مضادة بقيادة الصهيونية والظلامية ضد الحركة الثورية التقدمية العربية، عن أي مقاومة نتحدث اليوم؟

إن الظلامية والصهيونية وجهات لعملة واحدة تسمى الإمبريالية ومن يعتقد أن بينهما صراعات طبقية لذلك يعمل على مناصرة إحديهما إنما هو خارج التاريخ، لكن مكر التاريخ لا يرحم فكما أنهى حياة نصر الله والعديد من قيادات حزبه بشكل مأساوي إسوة بما مس إسماعيل همية وقيادة حركة حماس، بعد جرائم تاريخية ساهموا في ارتكابها في حق شعوب العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، فإن ما ينتظر إيران أفظع مما مس حزب الله وحماس في إطار تصفية الأدوات المستنفدة لمهامها التاريخية في الصراعات الطبقية التي خلقتها الإمبريالية، حيث اليوم نعيش مرحلة جديدة من هيكلة الرأسمال المالي الإمبريالية بعد التطور التكنولوجي الهائل وتطور القوى المنتجة مما يستوجب قيام الحرب الإمبريالية لتسوية أزمتها، وبناء أفق جديد للصراعات الطبقية الجديدة التي تأتي على الأخضر واليابسة في الطبيعة والمجتمعات البشرية.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي مهام الماركسيين اللينينيين في الحرب الإمبريالية الحالي ...
- من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
- من يحارب من..؟
- بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟
- ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟
- عن ترويج ثقافة البازار في أوساط الشعوب
- حول الغربة السياسية
- هل زور المختار السوسي تاريخ سوس..؟
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الرابعة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثالثة
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الثانية
- سكتانة : الحركة والتاريخ - الحلقة الأولى
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الأولى
- لماذا عجزت فرنسا أمام مقاومة أمازيغ الأطلس..؟
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع
- لماذا راهنية ستالين وديكتاتورية البروليتاريا..؟
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة الثامنة
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة السابعة
- عن الحرب والسلام في أمم فقدت الذاكرة
- حتى لا نسقط في نسيان التاريخ فتسقط أحلامنا


المزيد.....




- الشرطة الباكستانية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهري ...
- ترامب يهدد اليساريين المتطرفين بهذا الإجراء..وحملة هاريس ترد ...
- بلاغ السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة ...
- بيان اللجنة الوطنية لمربيات ومربي التعليم الأولي FNE التوجه ...
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
- س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان
- الفصائل الفلسطينية تواصل خوض معارك ضارية ضد القوات الإسرائيل ...
- الانتخابات البرلمانية لحكومة إقليم كوردستان؛ إفلاس سياسي وتع ...
- العدد 574 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - حسن نصر الله ومكر التاريخ