|
أوقفوا الحرب من أجل الأمن في الشرق الأوسط لا بل والعالم
خليل اندراوس
الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أصعب وأبشع وأظلم أن تكون صاحب قضية إنسانية عادلة صاحب حق في عالم تسود وتسيطر عليه مفاهيم وسياسات غطرسة القوة، مفاهيم مكيافيلي، مفاهيم الكيل بمكيالين مفاهيم الغدر والخيانة والنفاق والزيف.
وهذا ما يعاني منه الانسان الفلسطيني على مدى أكثر من قرن من الزمن.
منذ ان قامت وهيمنت الأيديولوجية الصهيونية في العالم الغربي الامبريالي والشعب الفلسطيني يعاني لا بل ضحية للإرهاب الصهيوني العالمي، وخاصة الإنجليزي والامريكي والإسرائيلي.
وكل هذا يجري بدعم امريكي مطلق. فبدون الدعم الأمريكي وبدون التنسيق معها ما كان بمقدور إسرائيل ان تتحدى شعوب الشرق الأوسط، والادنى وتمارس سياسات الاغتصاب والاستيطان والاحتلال والعدوان ولا استطيع ان امنع نفسي من الذهول والإحباط من ذلك التعامل العربي وأنظمة الاستبداد الرجعي العربي الذي تحكمه طبقة راس المال الكومبرادوري - الوسيط مع الحركة الصهيونية منذ بداية طريقها ومشروعها وبرنامجها لإقامة دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني وارضه ووطنه وباستخدام سياسات التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، من يتأمل الاحداث التاريخية على مدى اكثر من قرن يجد صعوبة وعناء في ادراك مدى البساطة والتخلف والتواضع العقلي الذي كان عليه الجانب العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة وهو يرى نشأة عصابة لا بل عصابات مدعومة من الغرب الامبريالي والصهيونية العالمية، تعمل على تأسيس جيش ثم انشاء دولة على الجزء الأكبر من ارض فلسطين، وقيام هذه الدولة بالتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني حيث تم طرد اكثر من 700 الف فلسطيني من فلسطين وتم تدمير اكثر من 400 قرية فلسطينية.
واستمرار سياسات حكام إسرائيل العدوانية الاحتلالية الاستيطانية وقيامها بحروب استباقية مثل حرب 1967 وما قامت به حكومات إسرائيل من حروب متكررة على لبنان في ثمانينات القرن الماضي وعام 2006، والان حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة من خلال قتل الأطفال والنساء والعزل وهدم البنية التحتية في غزة، ومنع تقديم المساعدات، كل هذه الاحداث التاريخية هي اثبات بان الصهيونية العالمية وحكام إسرائيل منذ قيامها وحتى اليوم وبشكل عنصري شوفيني عنيف تقوم بحرب إبادة شعب لا بل ترتكب كارثة غير إنسانية على المطلق وتهدف الى تغيير خارطة منطقة الشرق الأوسط من خلال القضاء على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، هذا الحق الذي تعهدت به إسرائيل من اجل الاعتراف بها من قبل دول الأمم المتحدة، وبعد الاعتراف بها لم تنفذ هذا الالتزام والتعهد حتى اليوم.
ولو كان هناك عدالة إنسانية وليس سياسات الكيل بمكيالين لكن يجب على الدول التي اعترفت بإسرائيل وعلى راسها الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ودول "اشتراكية" أخرى ان تسحب اعترافها بإسرائيل منذ عام 1949 حين رفضت إسرائيل حق عودة اللاجئين الى وطنهم.
ان المشروع الصهيوني قد نجح بدعم الغرب الامبريالي وخاصة أمريكا وبريطانيا. ولقد استطاعت الحركة الصهيونية ان تعرف معرفة دقيقة الريف الفلسطيني، وللأسف أيضا من خلال عملاء عرب اعتبرهم البعض "قيادات" وطنية، استعدادا للاستيلاء على فلسطين والقيام بجرائم النكبة ضد الشعب العربي الفلسطيني وتم هذا بدعم امريكي- بريطاني، واكبر مثل على ذلك بان أمريكا كانت اول دولة تعترف بإسرائيل ، بعد عشر دقائق من اتخاذ قرار هيئة الأمم المتحدة بالاعتراف بإسرائيل، وللأسف تبعها الاتحاد السوفييتي وعدد من الدول الأوروبية الأخرى على الفور ومنها تشيكوسلوفاكيا الذي كان لها دور كبير في ذلك الوقت في دعم الدولة الجديدة وحركتها الصهيونية بالسلاح مما أدى الى تغيير في موازين القوى في معركة القسطل لصالح الحركة الصهيونية. واستشهاد عبد القادر الحسيني.
وهنا اريد ان اذكر بان الاخطبوط الصهيوني كان له دور كبير في تفكيك وانهيار الاتحاد السوفييتي، وللأسف الى الان ما زالت "ناتيف" الصهيونية مستمرة في نشاطها داخل روسيا وداخل العديد من جمهوريات ودول الاتحاد السوفييتي سابقا.
لقد نجح اللوبي الصهيوني في الماضي أي منذ قيام دولة إسرائيل وحتى الان في اقناع اغلبية الأمريكيين بان المصالح الامريكية والإسرائيلية متماهية من حيث الجوهر. عمق وقوة التآخي الأمريكي الإسرائيلي يشعر به غالبية الشعب الأمريكي وغالبية مؤيدي كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وأحدث مثل على ذلك الاستقبال الاحتفالي لرئيس حكومة إسرائيل التي ترتكب جريمة إبادة شعب في غزة والمستمرة في رفض وقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة التبادل والانسحاب من غزة، واستمرار المواجهة مع حزب الله، الذي يشترط وقف إطلاق النار مع إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة، ومما يؤدي الان الى تطور الوضع في مواجهة وحرب إقليمية. حكام إسرائيل على مدى عقود مارسوا سياسات الاغتيال الشخصي، ليس فقط لمقاومين بل أيضا لأدباء أمثال غسان كنفاني.
ويطرح السؤال هل قتل افراد، يمكن ان يقضي على قضية إنسانية كونية عادلة كالقضية الفلسطينية بالطبع لا.
فقط من يلبس قناع الأيديولوجية العنصرية الشوفينية والاسطورة الاستثنائية العبرية، وكما كتب بيني موريس في الفصل الأول من كتابه:" لا يوجد منذ نشأة دولتنا حتى وقتنا الحاضر الا الأسطورة".
يمكن ان يفكر بهذا الفكر الإرهابي الاستعلائي العدواني. وواشنطن خلال أكثر من قرن حتى قبل قيام دولة إسرائيل تعمل على تعميق وجودها العسكري والاقتصادي والسياسي والاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وبعد قيام دولة إسرائيل بالتعاون والتعاضد مع الصهيونية العالمية بهدف تحويل منطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة الى دول وشعوب ترضى الاستسلام واليأس والاعتراف بتفوق الآخر وهيمنة الآخر أي الولايات المتحدة وإسرائيل وقبول سيطرة أمريكا على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط، ابرزها النفط، وكذلك العمل على ما يُسمى الواجب الأمني الأمريكي المتمثل بمنع ظهور أو إعادة بروز خصم إقليمي قوي في المنطقة . وهذا كان سبب تآمرها مع إسرائيل والأنظمة الرجعية العربية لا بل الامريكية ضد جمال عبد الناصر ومشروع الوحدة القومية العربية في الشرق الأوسط ومحاربة الأحزاب التقدمية والاشتراكية والشيوعية في الدول العربية ومحاربة الفكر التقدمي العلماني الثوري ونشر الأفكار الدينية الرجعية بكل اشكالها ونشر "الفكر الذي يأمر الناس بالسكوت على الظلم دون رفضه والقناعة بالفقر دون مكافحته والرضى بالواقع دون محاولة تغييره، هذا ما يسمى افيون الشعوب" (تشي جيفارا).
وهذا الواقع المؤلم في العالم العربي الذي يسمح لإسرائيل القيام بحرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار الاحتلال والاستيطان على مدى أكثر من نصف قرن، ويسمح لحكام إسرائيل بشن الحروب الاستباقية منذ قيام هذه الدولة (نكبة 1948، حرب الأيام الستة عام 1967، الحروب على لبنان، واحتلال أمريكا للعراق، خدمة لمصالح إسرائيل الاستراتيجية والمؤامرة على سوريا والعدوان المتكرر على سوريا من قبل إسرائيل).
والذي يسمح لحكام إسرائيل الان ممثلي اليمين الصهيوني العالمي وكهنة الحرب باستمرار حربها على غزة ولبنان بدون محاسبة وبدون ان تلتزم بقرارات الأمم المتحدة، فهدف حرب إسرائيل الان ليست من اجل الدفاع عن امنها بل من اجل تغيير خارطة الشرق الأوسط.
أمن إسرائيل وأمن شعوب المنطقة يتحقق ليس من خلال القوة والحروب المتكررة، بل من خلال الاعتراف بالحقوق العادلة للشعب الفلسطيني من خلال إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
#خليل_اندراوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول كتاب كارل ماركس -المسألة اليهودية- وأحداث الحاضر
-
الضرورة الموضوعية للإطاحة باليمين الصهيوني العنصري الشوفيني
-
لا بديل عن السلام العادل سلام الشعوب بحرية الشعوب
-
الطبقة الحاكمة والأفكار الحاكمة
-
عن جذور اليمين الصهيوني – العنصري الشوفيني
-
لا تنازل عن حق العودة
-
الحركة الصهيونية وتولرث التفاخر بالموبقات
-
حول قضية اللاجئين الفلسطينيين
-
100 عام على وفاته: من اقوال لينين9 (حلقة 9 وأخيرة)
-
100 عام على وفاته: من اقوال لينين (8)
-
100 عام على رحيل لينين (6)
-
100عام على رحيل لينين (5)
-
100 عام على رحيل لينين (4)
-
100 عام على وفاة لينين (3)
-
100 عام على رحيل لينين - صفحات من حياته (2)
-
مئة عام على رحيل لينين: صفحات من حياته
-
سلام الشعوب بحرية الشعوب
-
الصهيونية والامبريالية وشلال الحروب في منطقة الشرق الأوسط
-
ضد قتل الابرياء والاحداث في غزة والجنون العنصري الشوفيني الم
...
-
حول التطور التاريخي للفكر الجدلي وملامح المستقبل
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|