أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - (فصول كرة النار في الشرق الأوسط)















المزيد.....

(فصول كرة النار في الشرق الأوسط)


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ما يجري من حرب على جنوب لبنان ، هو حلقة من سلسلة حلقات بدأتها أمريكا بمساعدة حليفتها أسرائيل ، تستهدف من خلالها رسم شرق أوسطي جديد يصب في صالح الولايات المتحدة الأمريكية أقتصادياً وأستراتيجياً ، وبنفس الوقت يكون لصالح الأمن والحلم الأسرائيلي في أقامة إسرائيل الكبرى ، من النيل الى الفرات.
رأت أمريكا إن العقبة الكأداء التي تعترض هذا المشروع هو الطائفة الشيعية ، بعدما أستطاعت تركيع معظم الحكومات العربية ، وأجبارها على التطبيع مع إسرائيل، وعندما أقول الطائفة الشيعية ، أعني طبيعة هذه الطائفة في خطها العقائدي ، وموقفها الشرعي ، وطبيعة رجالها ، بما يتمتعون به من شدة البأس ، وقوة العزيمة ، والشعور الشديد بالعزة ، وعدم قبول الظيم ، ورفض كل أنواع الإستبداد ، والطبيعة الثورية المتسمة بالتضحية والفداء ، وفي نفس الوقت يحملون قيم وسطية في المواقف . هذه الوسطية هو أكثر مايزعج خصومها ، لأن أعتدالها لا يسمح لهم من جعلها مطية لأهدافهم العدوانية ، ويجعل من الصعب أستخدامهم كرأس حربة بضرب مايُطلب منهم في أي مشروع عدواني، كما من الصعب محاولة أستدراجهم في أي حرب طائفية يُراد لها أن تُقام لأشعال حالة من الفوضى في المنطقة ، كمقدمة لأحداث ترتيبات جديدة فيها . هذه الصفات والمميزات أصبحت حجر عثرة في تطبيق مخطط جهنمي تقوده دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة وأسرائيل لتغير خرائط دول الشرق الأوسط ، لذا وقع الأختيار على تدمير هذه الطائفة من خلال مخطط طويل الأجل ، وفعلاً بدأ هذا المخطط الجهنمي الخطير واللئيم في أشعال الحرب العراقية الإيرانية عام ١٩٨١م ، وذلك من خلال دفع الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، عبر خداعة من خلال مداعبة أحلامه التوسعية ، وأرضاءً لغروره الشخصي في السماح له بأتساع نطاق سيطرته خارج حدود العراق ، ودغدغة غروره كبطل للأمة العربية ، وكزعيم أوحد لها ، وقد بلع الطُعم بغباء مُريع ، وساعده على ذلك نفسه النزقة ، وعقله الساذج ، وأحلامه المريضة ، فبدأ الحرب بإدخال الشيعة محرقة الحرب ، فالجيشين الإيراني ، ومعظم جيش العراق من الشيعة ، وبالتالي إن وقعت خسائر من الطرفين فهي خسارة في الجسد الشيعي ، وبالتالي أضعاف إيران ، من خلال تحطيم أقتصادها ، وتوهين قدرتها العسكرية ، وتأخير نهضتها في بناء نموذج سياسي وحضاري جديد، وكتحصيل حاصل لهذه الحرب ، نال الأقتصاد الإيراني ما نال من التدهور ، والذي وصل الى مستويات خطيرة ، بسبب حرب دامت ٨ سنوات ، كاد أن يطيح بنظامها السياسي ، والذي إن حصل ينتهي الأمر الى تقسيمها ، والتخلص من نظام سياسي قوي يمكن أن يكون سند أستراتيجي لأي تمظهر سياسي للشيعة بالمستقبل ، ولكن لم يتحقق لهم ما أرادوا ، ولكن لا يُخفى ، فقد فكت الحرب من عضد الدولة الإيرانية، وأجل من تطورها ، وأخر من نهضتها في جميع الجوانب لفترة غير قصيرة من الزمن ، وكذلك أضعف الدولة العراقية هي الأخرى ، والتي تعتبرها إسرائيل مصدر تهديد لها ، وهذه النتيجة لا شك إيجابية لصالح إسرائيل على كثير من الاصعدة ، ولكن بالنتيجة النهائية لم تستطع أمريكا وربيبتها إسرائيل في تحقيق أهدافهما .
بعد ٢٠٠٣م برز في العراق نظام سياسي جديد ، بعد سقوط نظام صدام حسين ،يكون فيه للشيعة حصة الأسد في هذا النظام الجديد ، الذي أبرز فيه قوى غير مرغوبة الجانب بالنسبة لأمريكا وأسرائيل، فالشيعة يشكلون أغلبية في النسبة السكانية للشعب العراقي ، مما ساهم بأن تكون الصبغة الطاغية على نظام الحكم، صبغة ذات لون سياسي شيعي ،وهذا ما لا يروق للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبالخصوص إسرائيل ، وهذا لاشك يزعج أمريكا وأسرائيل ويُثير حفيظتهما ، وبما إن صناديق الأقتراع هي من فرضت هذا الواقع ، لذا عملت أمريكا في الألتفاف على مخرجات ما أفرزته الأنتخابات، في محاولة للتخلص من واقع لا ترغب به ، فعمدت الى صناعة داعش كقوة ضد نوعي للقوى الشيعية التي لها الحصة الكبرى في نظام الحكم الجديد في العراق ، وبدأت بعد صناعة هذا التنظيم ، التي أعلنت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك هلاري كلنينتون ،بأن أمريكا هي الدولة المصنعة لهذا التنظيم ، والذي بدأ هجومه عام ٢٠١٤م في أحتلال الأراضي العراقية من خلال الحدود الشمالية الشرقية ، وكان الهدف أسقاط بغداد وتبديل نظام الحكم والقضاء على الشيعة سياسياً ، وسكانياً ، لكي يقتلوا أي أمل برجوعهم الى تبوء السلطة مرةً أخرى ، وأن لا يشكلون مشروع دولة قوية في المستقبل ، ولكن فشل المشروع أيضاً بفعل فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها آية الله العظمى السيد السيستاني ، وقد تم الأنتصار على داعش من خلال جيش الفتوى (الحشد الشعبي) وقد تحقق الأنتصار على التنظيم الأرهابي عام ٢٠١٧م ، وطويت صفحته ، وفشل مشروعه ، الذي عُوِل عليه أمريكياً وأسرائيلياً وسعودياً ، وتحقق الإنتصار وفوت الشيعة على أعداءهم فرصة القضاء عليهم ، والتي خاضوا من خلالها معارك عنيفة ،سيكتب التاريخ لهم بها بطولات منقطعة النظير ، بعد ذلك وكما هو معروف إن الغرب بقيادة أمريكا لا تستسلم لأخفاقاتها، وإنها لابد وأن تنفذ مشروعها الشرق أوسطي، الذي هو حلقة في مشروع عالمي تهيمن هذه القوى من خلاله على العالم ، والذي بدأ منذ سقوط الأتحاد السوفيتي في زمن رئيسه آنذاك ميخائيل غورباتشوف .
بعد إن فشل المخطط الغربي بإسقاط نظام الحكم في إيران من خلال الحرب العراقية الإيرانية ، وأسقاط نظام الحكم في العراق بواسطة تنظيم داعش ، أتجهت الأنظار الى حلقة ثالثة وهي حلقة الحرب على حزب الله اللبناني ، بأعتباره يمثل الطائفة الشيعية في لبنان ، ويمثل تجربة سياسية ناجحة يُخشى تقليدها وأمتدادها الى مناطق أخرى بالشرق الأوسط ،وإن هذا الحزب يشكل خطر على الوجود الأسرائيلي ، فعمدوا أبتداءاً على أشعال حرب أهلية في لبنان لأضعاف الحزب من خلال أحزاب مسيحية كحزب الكتائب بزعامة سمير جعجع ومن يأتلف معه من بعض الأحزاب المسيحية ، وتحالف مع قوى تنتمي للطائفة السنية بقيادة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، ولكن حزب الله فوت الفرصة على الأمريكان بفضل حكمة قيادة زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله ، ولكن الأمر لم يقف عند ذلك فحركوا قوى طائفية ذات منهج تكفيري في لبنان ، وتمكن الحزب من مجابهة هذا الظرف وتخطى ما حِيك ضده ، وخرج منها سالماً ، وقوياً .
عندما لمس الأمريكان والصهاينة إن أسوار القلعة الشيعية صلدة وعصية على الأختراق ، عمدوا في التحرش بصديق وحليف لهم ، وهو النظام السوري ، لعلهم يتورطون في منزلق حرب طائفية كبيرة يشترك بها كل السنة ضد كل الشيعة ، ولكن أيضاً أنطفأت نارها ، وخرج فاعليها خائبين ، وخاسرين . كانت هذه الحرب من أشرس وأخطر الحروب فقد أشتركت بها السعودية وبعض دول الخليج الأخرى ، وتركيا الى جانب الدواعش الأرهابين ، لكنهم أخفقوا ، وفشلوا فشل ذريع ، ولم يحققوا أدني أهدافهم ، هنا جن جنون أمريكا وأسرائيل وحلفاءهم من دول المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية في ضرورة القضاء على حزب الله وكل محور المقاومة الممتد من إيران، مروراً بالعراق وجنوب لبنان الى غزة ، والذي سُمي يومها بالهلال الشيعي ، فقد بات هذا المحور يقلق أمريكا وأسرائيل ، بل شكل جداراً عنيداً في طريق تحقيق مشروعهم الحلم في أقامة شرق أوسطي جديد ،والذي كان أحد منظريه الرئيس الأسبق للكيان الإسرائيلي شمعون بيريس ،يكون خطوة مهمة الى مشروع الهيمنة على العالم ، والوصول الى تحقيق نظرية نهاية التاريخ ، هذا التصور ، وما عانوه من عقدة محور المقاومة ، وما قد يسبب لهم من أحراجات في تطبيق مشروعهم الجهنمي ، عمدوا الى أشعال الحرب الحالية التي ابتدأت من غزة في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م ، والآن فتحوا جبهة ثانية في جنوب لبنان آملين هذه المرة بقيادة مجرم حرب كنيتنياهو أن يقود المعركة بنفسة وبآلة أمريكية وجيش أسرائيلي وبدعم وتأييد غربي ، مؤملاً تحقيق أنتصار على حزب الله في لبنان ،وحماس في غزة ، والقضاء عليهم ،ومن ثم البدأ بفتح جبهة على سوريا تنتهي بإسقاط نظامها السياسي وتقسيمها ، وبعد ذلك يتم التوجه الى العراق وإيران لأنتزاع السلطة فيهما من يد الشيعة ، وبالتالي القضاء على الكيان الشيعي السياسي والديني والمجتمعي ، وأخيراً التخلص من أقوى خصم عنيد لهم معارض لمشروعهم الجهنمي ، والأمبريالي ، الذي يبغي السيطرة على مقدرات الشعوب ، والقضاء على موروثاتها الثقافية ، ووجوداتها الحضارية ، وأقامة الدولة العالمية بنموذجها الليبرالي بخلطة تلمودية ، تكون فيه حصة كبيرة للحلم التوراتي بقيادة الصهاينة اليهود.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة المباشرة أخر أدوات تنفيذ الأستراتيجة السياسية لأمريكا
- ( مسارات التدين بين الشكل والمضمون )
- علل نجهلها
- (أي الثورات نبغيها)
- (بنادق الخارج وخيانات الداخل تصوب رصاصاتها علينا)
- (لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)
- ونقرع النوافيس
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (8 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (7 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (6 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (5 )
- الأسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (4 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (3 )
- الأسلام ومجال أشتغالاته في السياسة ٢
- الأسلام ومجال أشتغالاته السياسية (1)
- توظيف النبوءات والحكايات في السياسة الأموية
- العنف اللفظي وتداعياته
- قرائن ومشاهدات لاتصح في نَسب القرآن 4
- قرائن ومشاهدات لا تصح في نَسب القرآن 3
- قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 2


المزيد.....




- نادين نجيم -عزباء-؟ وعمدة روما يسخر من تصريحات ماكرون بسبب م ...
- هل لا يزال القرار الأممي 1701 صالحاً؟
- تشييع في العراق لقيادي إيراني قُتل مع نصرالله في بيروت
- لماذا رفض لاعبو نيجيريا خوض مباراة تصفيات كأس الأمم الأفريقي ...
- ألمانيا وثلاث دول أوروبية: الهجمات على اليونيفيل يجب أن تتوق ...
- وزارة الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الاسرائيلية ق ...
- بوريل يقر بانعدام فرص إجبار روسيا على إبرام هدنة بالوسائل ال ...
- خلال اجتماع سري.. القيادات الإسرائيلية تناقش أهداف الهجوم ال ...
- موسكو: على كوريا الجنوبية الكف عن تأجيج الوضع في شبه الجزيرة ...
- مسؤول: كندا طردت 6 ستة دبلوماسيين هنود لصلتهم بنشاط اجرامي


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - (فصول كرة النار في الشرق الأوسط)