بن سالم الوكيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:34
المحور:
كتابات ساخرة
في زحمة السياسة، هناك شخصيات تترك أثرا، لكن بنيامين نتنياهو يتميز بكونه الساحر الذي يقدم عروضا تنقل بين الخيال والواقع. منذ زمن بعيد وهو يتربع على عرش رئاسة وزراء إسرائيل، يجيد تقديم المفاجآت السياسية التي لا تتوقف عن إثارة الاستغراب، وكأنه يسحب من جعبته وعودا سحرية مثل "سنحقق السلام في الشرق الأوسط" و"سنقضي على الفساد"، وكأن لديه عصا سحرية تستطيع تغيير مجريات الأمور بنقرة واحدة.
لكن المفاجآت لا تتوقف عند حدود الكلام، حيث يدعي نتنياهو علاقاته مع زعماء العالم بثقة زائدة، بينما يتعامل معه الكثيرون كما لو كانوا يشترون سمكا في سوق رائحتها كريهة. وعندما تتعقد الأوضاع، يظهر كبطل خارق يتهم الجميع بـ"المؤامرات الدولية"، رغم أن الشعب الإسرائيلي يواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية تنذر بالخطر.
ومع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة في غزة ولبنان، تتحول حرب نتنياهو إلى مشهد ساخر في مسرحية سياسية مأساوية. بينما يعيش المواطنون في أزمات خانقة، يخرج علينا نتنياهو بإنجازات وهمية وكأن الحياة في بلاده تسير نحو الازدهار. هذا الانفصال بين الواقع والتصورات السياسية يعكس إحساسا بالعجز أمام التحديات، مما يزيد من استياء الناس.
تتزايد المخاطر من صراعات محتملة مع إيران وروسيا، مما يثير قلقا حقيقيا حول مستقبل إسرائيل. هذه السياسات العشوائية قد تكون بمثابة قنبلة موقوتة، تهدد استقرار البلاد، حيث قد تؤدي إلى تصعيد العنف أو حتى الإبادة الجماعية. يبدو أن لعبة السياسة هذه قد تؤدي إلى كوارث إنسانية، بينما يستمر نتنياهو في استعراض مهاراته في المسرح السياسي، متجاهلا احتياجات شعبه.
في خضم هذه الفوضى، تبدو الحروب كأنها ألعاب قاسية، حيث تدفع أرواح الأبرياء ثمنا للمصالح السياسية. نتنياهو، الذي يسعى جاهدا للبقاء في السلطة، قد يكون يقود شعبه نحو الكارثة، غير مدرك أن المسرح الذي يديره قد يتحول إلى ساحة مأساوية بدلا من كونه منصة للتقدم.
في ختام هذا العرض، يظهر نتنياهو كمدير سيرك فاشل، حيث تتهاوى الأوضاع تحت وطأة أخطائه الاستراتيجية. بينما يستمر في إلقاء روايات بطولية حول إنجازاته، تبدو الحقيقة وكأنها ضحية لمغامراته. ومع تصاعد الاستياء الشعبي مع كل تصريح يتفاخر فيه بنجاحاته الوهمية، تتسع الفجوة بين القيادة والشعب. في ظل الأزمات الداخلية والخارجية المتزايدة، يبقى السؤال قائما: متى ستنتهي هذه المسرحية الهزلية، وأين هو الجمهور في كل ذلك؟.
#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟