أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لبنان أمام حرب تموز ثانية أمريكية – اسرائيلية















المزيد.....

لبنان أمام حرب تموز ثانية أمريكية – اسرائيلية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
في حرب تموز/2006 والتي شنتها اسرائيل لأول مرة بالنيابة والوكالة عن أمريكا،والتي أتت بعد عملية نفذها حزب الله اللبناني بأسر جنديين اسرائيليين،وجاءت تلك الحرب لتحقيق هدف مركزي ورئيسي،إقامة ما يعرف بالشرق الأوسط الكبير الذي حلمت وبشرت به كونداليزا رايس وزير الخارجية الأمريكية أنذاك،بجانب الأهداف الإسرائيلية الإستراتيجية الأخرى المتطرفة لتلك الحرب والمتمثلة بالقضاء على قدرات حزب الله اللبناني العسكرية والتسليحية وبالذات منظومة صواريخه الدقيقة وبعيدة المدى،وأيضا اغتيال امينه العام نصر الله،الذي نجحت اسرائيل في اغتيالة مؤخراً بمساعدة استخبارية وامنية وعملياتية وتنكولوجية أمريكية،بالإضافة الى اضعاف وجود الحزب السياسي في مفاصل الدولة اللبنانية ومؤسساتها والمجتمع اللبناني ..واعادة الجنديين المأسوريين بدون شروط،وفي تلك الفترة قال السيد نصرالله للذين طالبوه بإطلاق سراحهم مقابل وقف العدوان على لبنان" لو اجتمعت علينا كل الدول لن أطلق سراحهما"، المهم فشلت اسرائيل في تحقيق اهدافها الإستراتيجية المتطرفة وسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد ..حيث اشترطت امريكا لوقف اطلاق النار،بلغة كونداليزا رايس ان يلقي حزب الله سلاحه،وعندما تأكدت استحالة تحقيق ذلك،وذهبت الحرب الى فقدان اسرائيل للسيطرة،تقدمت امريكا وفرنسا بمشروع قرار لوقف إطلاق نار،يتضمن نشر قوات متعددة الجنسية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة،وعندما رفض الحزب ذلك أيضاً،هبطتا بالسقف الى منح قوات اليونفيل صلاحيات الردع والتفتيش،وعدم موافقة الحزب على ذلك واستحالة تحقيق اسرائيل لنصر على حزب الله ،وما تعرض له الجيش الإسرائيلي من خسارة فادحة في الحرب البرية،مجزرة الدبابات في وادي حجير،دفعهما للقبول بنشر الجيش اللبناني وقوات اليونفيل في الجنوب،دون ظهور علني مسلح لحزب في الجنوب.
للمتوهمين نقول بأن هذه الحرب صاحبة فكرتها امريكا،وهي تخوضها تحت ما يعرف بالأمن القومي الأمريكي ،وهي من تقودها عسكرياً وأمنياً في قطاع غزة ولبنان،والهدف المركزي لها، إعادة بعث ما يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد،ولذلك هي لا تدير الحرب من خلف الستار الآن وتعمل على تسعيرها عسكرياً،بل هي في قلب المعركة،وتعبر بشكل واضح عن دعمها وتفهمها لكامل الأهداف والعمليات التي تواصل اسرائيل شن غاراتها وعملياتها التدميرية من أجل تحقيقها،ولا احد ينخدع بالمسرحيات الإمريكية التي باتت سذاجتها وفقاعتها،لا تنطلي على احد، فأمريكا هي من شاركت اسرائيل كل اهدافها العدوانية في القطاع،تحت حجج وذرائع حق اسرائيل في الدفاع نفسها والقضاء على حماس والمنظمات الفلسطينية واستعادة الأسرى لدى حماس والمقاومة،وهي كذلك تدعم وتشارك اسرائيل حربها على حزب الله اللبناني،فهي تقول انه نتيجة المشاورات المكثفة ما بين البنتاغون والأجهزة الأمنية الإسرائيلية ووزير الحرب الإسرائيلي غالانت،والمكالمة المطولة بين بايدن ونتنياهو، بات بايدن يتفهم اهداف الحرب الإسرائيلية في لبنان،وضرورة توسيع العملية العسكرية،لكي يتم القضاء على حزب الله،وبما يمكن من اجراء تغيير في موازين القوى السياسية الداخلية اللبنانية،بحيث يمكن كذلك من سيطرة القوى المتماهية مع السياسة الأمريكية والحليفة لإسرائيل على السلطة وانتخاب رئيس لبناني ينفذ الإملاءات الأمريكية ويستجيب للشروط الإسرائيلية ،بالعمل على نزع سلاح حزب الله اللبناني،وهو ما لم تنجح امريكا واسرائيل في تحقيقه في تموز/2006 .
نحن امام حرب امريكية – اسرائيلية ثانية،ليست فقط على حزب الله والمقاومة الفلسطينية وفي قلبها حماس،بل نحن امام السعي الى حسم اقليمي،ينال من كل اطراف محور المقاومة، في مقدمتها رأس المحور ايران واطرافه ،حركات المقاومة في لبنان ،حزب الله الذراع الأقوى للمقاومة في لبنان،وبقية حركات المحور في اليمن والعراق وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية ،حرب يراد منها تدمير قدرات وبرامج ومنشأت ايران النووية ومؤسساتها وبنيتها النفطية والغازية،وكذلك تدمير برامجها التسليحية من صواريخ باليستية ومسيرات انقضاضية.واضعاف بقية اطراف المحور ،لكي تكون امريكا واسرائيل ودول الغرب والعديد من دول النظام الرسمي العربي الوظيفي ،أمام شرق اوسط جديد تقوده امريكا وتسيطر على دفته وتتربع على عرشه اسرائيل.
ولذلك مطلوب سحق حزب الله اللبناني وتدميره،لتحقيق هذا الهدف ،كما حصل في حرب عام 1982،عندما جرى سيطرة القوى المتحالفة مع اسرائيل والمتماهية مع الأهداف الأمريكية على الحكم في لبنان،حيث جرى تغير الواقع السياسي الداخلي اللبناني وتنصيب رئيس ينفذ شروطها ويستجيب للإملاءات الأمريكية.
السؤال المركزي المطروح،هل تستطيع امريكا واسرائيل تحقيق اهدافها من هذا العدوان والحرب الشاملة ،معتقدة ومتوهمة بأن الضربات المؤلمة والخسارات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله،بمشاركة تكنولوجية واستخبارية ومعلوماتية وأمنية أمريكية،بداية عبر الحزمة الثلاثية القاتلة ،المتمثلة في تفخيخ اجهزة " البيجر " و"ايكوم" ،واغتيال العديد من القادة العسكريين والأمنين للحزب والغارات الجوية غير المسبوقة على لبنان من جنوبه حتى بقاعه فالضاحية الجنوبية وصولاً للعاصمة بيروت ،وانتهاءً بإغتيال الأمين للحزب نصرالله،مثل هذه العمليات كافية لإسقاط دول كبرى،ولكن لكون هذه الحزب لا يعتمد على فرد او مجموعة أفراد،استطاع ان يستوعب الضربة ولم تسقطه،ولملم جراحه ونهض،وقام بترميم اوضاعه الداخلية والتنظيمية،عبآ الفراغات في الهرم التنظيمي والقيادي...وبقيت منظومة القيادة والتحكم والسيطرة تعمل بفاعلية،بعد ان جرت عملية تعبأة سياسية وعسكرية واعلامية ،وبالتالي واصل الحزب وزاد من عمليات إطلاق الصواريخ كماً ونوعاً ومداً،وبات يستعيد معادلات الردع والمبادرة ،وفعل معادلة الردع،الضاحية الجنوبية مقابل حيفا ،والتي جرى فيها استهداف اهداف اقتصادية ومدنية رداً على استهداف المدنيين في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت،وبالمقابل كانت المعارك البرية تقول بأن الوضع يشبه ما جرى في تموز/2006،حيث لم يستطع الجيش الإسرائيلي التقدم عبر الحدود واختراقها،وكانت قوات حزب الله تلتحم مع جيشه من نقطة الصفر،وتطلق صليات صاروخية مركزه تجاه جنوده ودباباته،وشهدنا على الهواء مباشرة تدمير دباباته والياته،وليصل عدد جنوده القتلى الى اكثر من 40 و200 جريح وفق بيانات حزب الله.
اذا لا تقدم بري ولا مقدرة في القضاء على مخزون حزب الله من الصواريخ بعيدة المدى الدقيقة،وبالتالي اهداف توسيع الحرب على لبنان،والتي هرب اليها نتنياهو وقيادة حكومته وجنرالاته من مأزق الفشل في قطاع غزة،من أجل كسر ثنائية جبهتي غزة ولبنان ،واعادة المهجرين من مستوطني الشمال خلال عشرين يوماً حسب قول قائد المنطقة الشمالية اوري غوردين،يبدو انها اضغاث احلام، فأعداد المهجرين تتضاعف ،بحيث باتت حيفا تشبه كريات شمونة من حيث القصف والهجرة ،وما يترتب على ذلك من تعمق الأزمات الإقتصادية والمجتمعية والنفسية،وفقدان الأمن والأمان والثقة بالجيش والحكومة،ومواصلة إطلاق الصواريخ من لبنان وبمديات اوسع واهداف جديدة،يعني دخول اسرائيل في مستنقع مزدوج غزة ولبنان،وكذلك الإجماع العسكري والسياسي الذي توفر لشن العدوان على لبنان وحزب الله سيتراجع،وستعود الإنقسامات للظهور من جديد وكذلك المظاهرات التي تطالب بإعادة الأسرى ،وأيضا شهدنا رفض 130 جندي الإلتحاق بالخدمة العسكرية،ما لم يتم توقيع صفقة تبادل تعيد الأسرى،وزعيم المعارضة الإٍسرائيلية،لبيد قال بأن هذه اسوآ حكومة عرفتها اسرائيل وتقودها نحو الكارثة ..والأخطر من ذلك النزف سيستمر ويتواصل على نحو أكثر شدة والماً،فقدرات حزب الله العسكرية والتسليحية والتدميرية عشرات اضعاف قوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،ولذلك الفشل في تحقيق اهداف هذا العدوان في لبنان وقطاع غزة وبقية الساحات،سيدفع نحو التوجه لحل سياسي ،بما يضمن ترابط الجبهات،كل هذا سيجعل الآمال الأمريكية والإسرائيلية ستتلاشى،بخلق شرق اوسط جديد تشرف عليه وتقوده امريكا،وتتربع على عرشه اسرائيل في المنطقة اسرائيل ،كدولة تتحكم في المنطقة ومقدراتها،وموسعة من دوائر تطبيعها مع النظام الرسمي العربي .
فلسطين – القدس المحتلة
11/10/2024
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو لمحو ذكرى السابع من اكتوبر
- أمريكا واسرائيل بين الرد وعدم الرد
- -رياح الشمال- في مواجهة الحرب المفتوحة
- قراءة أولية في خطاب نصر الله
- تفجير أجهزة- البيجر-،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
- اسرائيل تفضل الحسم العسكري إقليميا على الحسم العسكري فلسطيني ...
- ماذا بقي في جعبة السحرةنتنياهو وبن غفير وسموتريتش
- اسرائيل وامريكا خطة تفاوضية متقنة
- ماذا يعني إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى....؟؟
- صفقة أم حرب إقليمية...؟؟
- -طوفان- الهيكل في مواجهة -طوفان- الأقصى
- مفاوضات الخميس ورد المحور عليها
- شيخ ومطران ...وفلسطين هي العنوان
- سياسة الإغتيالات ...... الرسائل والأهداف
- المنطقة على مفترق طرق وعتبة تطورات كبرى
- -الكونغرس- الأمريكي وكر الإفتراء العالمي
- رد -اسرائيلي- دعائي واستعراضي ..والرد اليمني لن يتأخر
- لوحدة الوطنية تصنعها الإرادة لا موسكو ولا بكين
- لماذا يصر البعض في فتح على تدمير فتح..؟؟
- الأزمات الداخلية،قد تطيح بحكومة نتنياهو


المزيد.....




- نادين نجيم -عزباء-؟ وعمدة روما يسخر من تصريحات ماكرون بسبب م ...
- هل لا يزال القرار الأممي 1701 صالحاً؟
- تشييع في العراق لقيادي إيراني قُتل مع نصرالله في بيروت
- لماذا رفض لاعبو نيجيريا خوض مباراة تصفيات كأس الأمم الأفريقي ...
- ألمانيا وثلاث دول أوروبية: الهجمات على اليونيفيل يجب أن تتوق ...
- وزارة الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الاسرائيلية ق ...
- بوريل يقر بانعدام فرص إجبار روسيا على إبرام هدنة بالوسائل ال ...
- خلال اجتماع سري.. القيادات الإسرائيلية تناقش أهداف الهجوم ال ...
- موسكو: على كوريا الجنوبية الكف عن تأجيج الوضع في شبه الجزيرة ...
- مسؤول: كندا طردت 6 ستة دبلوماسيين هنود لصلتهم بنشاط اجرامي


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لبنان أمام حرب تموز ثانية أمريكية – اسرائيلية