|
دور النفط بالمعركة الفلسطينية
مهند صلاحات
الحوار المتمدن-العدد: 1778 - 2006 / 12 / 28 - 11:41
المحور:
القضية الفلسطينية
على هامش المعارك المخزية التي تحدث بين (مقاتلين) من فتح وحماس، يختفون وتختفي أسلحتهم، سواء قذائف الأر بي جي (روسية الصنع، أو المهربة من إيران) التي كانت أخر مرة سمعنا بانطلاق أحدِها على حافلة أو دبابة إسرائيلية قبل أكثر من سنتين، أو قذائف الهاون التي تبادلا قذفها على بيوت بعضهم البعض، مما أدى لنسف منازلٍ بالكامل، وجرح أطفالٍ لا ندري ما انتمائهم العسكري، أو السياسي، أو الفكري، ولا إطارهم التنظيمي حسب التصنيف الفلسطيني، فابن الأربعة سنوات الذي أصيب إصابة خطرة قبل أيام في غزة أثناء خروجه من مدرسته، ربما كان محسوباً على تيار إسلامي، أو فتحاوي، أو ربما يعمل لدى المخابرات الإسرائيلية، لذلك وجبت تصفيته. واسألوا الأمن الوقائي الفلسطيني عن أطفال غزة الثلاث "هذه الموءودة بأي ذنب قتلت" ؟ ففي السابق حين كانت (سلطة أوسلو) كما كان يسميها الاتجاه الإسلامي، تقمع كوادره، وتعتقلهم، وتزجهم في غياهبَ زنازين سبق أن وضعهم فيها الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابه منها، بحجة أنهم معارضة مدعومة وموجهة من الخارج (سوريا وإيران) لزعزعة العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية (بلا فخر)، والتشويش على مسارات (سلام الشجعان)، ففي ظل هذه (المعمعات) الدائرة بين الأطراف (الحزبية) الفلسطينية – الفلسطينية، هل لنا أن نضع علامة تساؤل كبيرة، من يدعم من ؟ ومن المُوجِه، ومن الذي حرف بوصلة السلاح الفلسطيني باتجاه أطفال فلسطين بدلاً من مستوطنات وجنود جيش العدو ؟ والغريب أن هذه (الطخطخات) الفلسطينية تأتي بعد المواجهة الشرسة التي انتصرت بها المقاومة الإسلامية في لبنان على العدوان الصهيوني، بحيث تعيد هذه (الطخطخات) إلى الذاكرة الفلسطينية، السيناريو المتكرر منذ لبنان عام 1983 وما بعده، فاتحة نوافذ الذاكرة على مصراعيها نحو مشهد البنادق المأجورة، كالتي أسماها باتريك سيل (بندقية للإيجار)، والتي أسقطت من قَبل: سعد صايل، ماجد أبو شرار، أحمد عبد الغفور، صلاح خلف- أبو إياد، باسل الكبيسي، يوسف عرابي الذي كان مرشحاً لقيادة فتح في الستينات، أبو علي إياد، يحيى عياش، الأخوين عوض الله، محي الدين الشريف، والذين فقدوا أجزاءً من أجسادهم بفعل الرصاص الفلسطيني، أو الذين لا يزال الرصاص يرسم على أجسادهم ذاكرة زمن التصفيات، أو حروق الطرود المفخخة، ولن ننسى كذلك شهيد الخطوط الحمراء، ناجي العلي، الذي عجز قاتله عن غرز أصابعه بالأسيد، فقرر اغتياله في لندن بكاتم صوتٍ فلسطيني (بلا فخرٍ أيضاً) والذي يرفض الموت حتى هذه اللحظة، حين نرى حنظلة، ورسومه، ولعل أحد رسومهِ التي جسّد فيها ذات مشهدنا الدامي اليوم، في خطاب شخوصه، حيث يقول فيه الرجل الذي يمسك بجريدة كُتب عليها اقتتال الأخوة: "حاجة تحكيلي الدم ما بصير ميّة ... صار زفت". هل يدرك السيد سعيد صيام، وزير الداخلية الفلسطينية، ومؤسس (مغاوير الداخلية) الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين الجائعين، أن الدم الفلسطيني أكثر قدسية من كراسي المجلس التشريعي (المنبثق عن اتفاق أوسلو) ؟ وهل يدرك المجلس الأعلى للثورة الفتحاوية "الكتائبيون الجدد" كذلك أن المجلس التشريعي الذي فقدوه بسبب سياساتهم الفاسدة، وتجبّرهم، وتوليهم السلطة بمنطق الإقصاء والحزب الأوحد، والزعيم الأوحد، مما دعا الشعب الفلسطيني للجوء للخيار الأوحد، بانتخاب حماس، بعبثية ما يسمونه "ديمقراطية السلاح الفتحاوي" !! وهل تفكر الأحزاب الفلسطينية الأخرى التي سعى جزء منها خلف فتح لاهثاً من أجل مقعدٍ أو مقعدين في المجلس التشريعي، والتي كانت تدّعي أنها من أصحاب الحسم في النتائج النهائية (بفرعيه الشعبي والديمقراطي؛ الحكيم والحواتمي، والعقلاني)، أنها أقصت نفسها عن الميدان، متبعة سياسة "إبعد عن الشر وغنيله"، وكأن الشر المزعوم لدى الجيران وليس بين أبناء شعبها، أو أنها أصبحت تعتبر نفسها اليوم أحزاباً لتحرير الصومال من الاعتداءات الأثيوبية !! اسألوا ... ولنسأل أنفسنا كذلك: أصحاب الطلقة الأولى في الثورة الفلسطينية، أبناء "الفتح" الجبارة ... لا استثنى منهم أحداً ... لماذا بعد كل هذه السنوات حتى أوسلو .. وما بعد بعد أوسلو، نكتشف أنها كانت طلقة طائشة ؟ واسألوا ... ولنسأل أنفسنا ناخبين ومرشحين: أبناء القسام، الذين لطالما أسمعونا اسطوانة نزاهة السلاح الحمساوي، ونظافة هذا السلاح الذي لا يوجه إلا لصدور الأعداء، كيف صار يحصد أبناء غزة ورام الله ونابلس بالعشرات ؟ واسألوا باقي أحزاب الشجب والاستنكار "وسكرتاريا" المبادرات الفلسطينية، الصامتة الأخرى ما الحل ؟ ما جنى الشعب الفلسطيني على أحد ولكن هذا ما جنته تنظيماته عليه. ولا أعرف ما رأي إذاعة القدس –العربية الفلسطينية- التي لا تزال تسير على طريق تحرير الأرض والإنسان، عن موقف قيادتها في (دمشق) مما يجري على الأرض الفلسطينية، طارحين عبر أثيرها تساؤلاً كبيراً (أين أنتم ؟) وهل ما زالت قوات التحرير العربية مصرة على رفع صورة السيد الرئيس القائد الأسير المهيب الرفيق "صدام مجيد حسين التكريتي"، وما زالت تتغنى ببطولات معركة المطار، والقادسية، وحرب الصفويين، وأم الحواسم، وحماية البوابة الشرقية، ومواجهة أعداء العروبة من الأكراد، واستعادة الكويت، متناسين أن لهم قضية في الجهة الأخرى ؟ ولعلنا نتساءل، هل ستقوم "قوات الشهيد عمر المختار" بتجاوز أوامر العقيد في ليبيا، والتدخل الفوري لوقف إطلاق النيران؟ على العلم بأنه قد ثبت أن هذه القوات غير متواجدة على الأراضي الفلسطينية، رغم تبنيها عدداً من العمليات العسكرية في غزة والضفة ... ولم تصلنا حتى اللحظة معلومات أين حدثت هذه العمليات. حيث ننتهز الفرصة لنشجب ونستنكر باسم "المؤتمر الإسلامي القومي العربي الاشتراكي الديمقراطي الأسيوي الإفريقي الكوكبي" ( ..... الخ) اعتقال الأخ المناضل أبو خالد العملة على أيدي قوات الأمن السورية على إثر الخلافات السورية - اللبنانية. ويبدو كذلك أن مثقفينا الذين طالما تغنوا في "مديح الظل العالي" في بيروت، و"آه يا بيروت"، و"يا عنب الخليل"، و"تقدموا تقدموا"، والذين "رأوا رام الله"، لم يعودوا يسمعوا الأخبار، لذلك لم نسمع منهم مديحاً ولا رثاءً لحال شعبهم بعد انتهاء عصر البطولات. في النهاية ... هل هنالك علاقة حقيقية بين العنوان والمحتوى ؟!!
#مهند_صلاحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نفديك للأبد يا -أبو العبد-*
-
أطفال غزة ... كبش فداء المشاريع السياسية
-
الديمقراطية تعتدي علينا
-
شهيداً.. شهيداً.. شهيداً
-
بالسني الفصيح
-
من يعتذر للشعب الكردي عن تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية -إس
...
-
شقائق النعمان : فرقة تراثية فلسطينية تعيد الروح العربية للمد
...
-
سيناريو الحرب المحتملة بين إيران وأمريكا بالأدوات السعودية
-
المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور
-
فيروس الشرق
-
من صور العنف النفسي ضد المرأة في العادات والتقاليد
-
صورة تشبهني
-
قصص قصيرة جداً في زمن حرب عادية
-
ناجي العلي المنتمي لأوجاع الفقراء
-
نشرة أخبار -لا- إنسانية
-
إسرائيل تتنفس الصعداء عبر التصريحات السعودية
-
حماس ومحمد دحلان، والخطر المحدق في الشعب الفلسطيني / دراسة س
...
-
النظافةُ منَ الإيمانِ السياسيِ
-
الدم الفلسطيني ... مانشيت جيد لعنوان قصيدة أو مقال
-
الجميع في معركة التجويع مع مشروع أولمرت
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|