أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الهلالي - أطروحات جورج قُرُم: نقد وتفكيك مفاهيم الغرب والشرق















المزيد.....



أطروحات جورج قُرُم: نقد وتفكيك مفاهيم الغرب والشرق


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 8127 - 2024 / 10 / 11 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. جورج قُرُم بين العقل والإيمان
2. ضرورة نظام معرفي مستقل
3. سؤال حول انحطاط العرب (كلغة وثقافة وحضارة)
4. العلمانية: لم يَعرف العرب سيطرة السلطة الدينية
5. سلبية "المثقف" وضرورة التخلي عن هذه الكلمة
6. هل هناك عالم يهودي مسيحي؟
7. هل هناك عالم عربي إسلامي؟
8. الدين لا يكوّن هوية
9. الصهيونية البروتستانتية وسخافة "صراع الحضارات"
10. الغرب واليهود
11. صَهْينَة العقل العربي
12. فلسطين والشرق الأوسط الافتراضي
13. اقتصاد الريع في البلدان العربية
14. فشل التحديث في العالم العربي
15. لا ديمقراطية في ظل اقتصاد الريع
16. مسؤولية من يسمون "بالمثقفين"

1. جورج قُرُم بين العقل والإيمان

من الإشكالات الميتافيزيقية التي أرّقته طيلة حياته إشكالية وجود الشر في العالم رغم وجود الله. فالأحداث الفظيعة التي يعاني منها الناس، من ولادة أطفال مشوهين وغياب العدالة وسيادة الفقر والغنى، تجعل الإنسان عاجزا عن فهم معنى الحياة.
لم يكن محبوبا من طرف الطبقة السياسية. لأنه لم يقبل أن يكون خادما لها. ولم يغتن من منصبه كوزير مالية سابق ولا من مكانته العلمية. تمحور اهتمامه حول العدالة الاجتماعية والاقتصاد الذي ينبغي أن يرتكز على الإنتاجية الفعالة وعلى توزيع الثروة بغض النظر عن طبيعة النظام السياسي هل هو رأسمالي أو اشتراكي.

2. ضرورة نظام معرفي مستقل

يرى أنه بالرغم من أهمية اللغة وضرورتها فإنها مع ذلك تتحول إلى سجن يقبع بداخله العقل وهذا ما يفسر وجود مفاهيم جامدة وغياب الاجتهاد الفكري واستيراد المقولات والمفاهيم التي لا تربطها صلة بواقعنا، وهي تُستورد من مراكز البحث العلمي الغربية التي أنتجتها لتكون فعالة في واقع الغرب. لذلك لا تنجح عملية زرعها اصطناعيا في مجتمعاتنا. فنحن لا نستفيد من الإشكاليات الواردة علينا من الخارج إلا شكليا.
من المهام الأولية التي ينبغي على الفكر القيام بها التفكير في علاقة الداخل بالخارج من أجل فك الارتباط بينهما. فطالما ليس هناك استقلال للفكر العربي (كفكر سائد ورسمي في البلدان المصنفة عربية على أساس الهيمنة الثقافية المعبر عنها باللغة العربية والإرث المرتبط بها) وطالما ساد التأثر بأنظمة معرفية تكونت من تجارب الآخرين (الغرب) فلن يكون هناك فهم سليم لواقعنا. ينبغي تفكيك الإشكاليات حتى نتخلص من هذا الانحطاط الذي نعيشه منذ القرن الحادي عشر. لقد خرجنا من التاريخ منذ القرن الحادي عشر لما سلّمنا شؤوننا للأتراك والفرس. واستمر الانحطاط بعد إجهاض النهضة العربية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. كما أن الصحوة الإسلامية (بكل تياراتها) لم تحقق أية نتيجة إيجابية.

3. سؤال حول انحطاط العرب (كلغة وثقافة وحضارة)

يرى أن السؤال الذي يفرض نفسه والذي لم تتم الإجابة عنه من طرف الباحثين المختصين هو: ما الذي حدث في أواسط العصر العباسي لكي يتم تسليم السلطة إلى الأتراك والفرس؟ وما الذي حدث في الأندلس؟ ولماذا اندلعت حروب الطوائف؟
لهذه الأسئلة علاقة مباشرة بانحطاط العرب اليوم. فقد فشلوا في بناء دولة حديثة في كل بلدانهم. ومنذ القرن العاشر لم يمارسوا الحكم بأنفسهم. وكان أول عربي تولى الحكم هو جمال عبد الناصر. ونفس الأمر حدث في الجزائر التي كانت دائما تحت الاحتلال الأجنبي (حالة المغرب الذي حافظ على استقلاله عن المشرق والأتراك مختلفة وتحتاج لدراستها بجدية لاستخلاص العبر).
لا بد أن نستنتج أن التقدم النسبي، لتركيا وإيران، اقتصاديا وسياسيا بعد تحررهما من الاستعمار، مقارنة بالبلدان العربية، ارتكز على التجربة الطويلة لهما في ممارسة السلطة والهيمنة. فلقد عرفت تركيا الانتصارات العسكرية لكمال أتاتورك، وبناء نظام حكم جديد، والتخلي عن الأبجدية العربية، واختيار التوجه نحو أوروبا، وإنجاز تحديث متسارع. ويعود الفضل في عدم اندلاع حرب أهلية في تركيا، لما تسلم السلطة فيها حزب ديني، إلى إرث كمال أتاتورك الذي وضع قاعدة متينة للتماسك الاجتماعي. وإذا قارنا تجربة تركيا من جهة بتجربة الجزائر والسودان من جهة أخرى سيتضح الفرق بين التجربتين.

4. العلمانية: لم يعرف العرب سيطرة السلطة الدينية

إشكالية العلمانية هي إشكالية تكوّنت في الغرب وارتبطت بتاريخه. يتعلق الأمر في الواقع بفصل الروحي عن الزمني. وهذه إشكالية لا تنفعنا إذا استوردناها من الغرب كما هي. فتاريخ أوروبا عرف سيطرة الكنيسة وهيمنتها على المجتمع الأوروبي وعلى السلطة المدنية. لكن البلدان العربية لم تعرف سيطرة السلطة الدينية. كانت السلطة المدنية هي المهيمنة، وهذا واقع يستمر إلى اليوم. فالسلطات المدنية هي التي تسيطر على كل من يمثل الدين الإسلامي من علماء وفقهاء وجمعيات وأحزاب. السلطة المدنية هي التي تخلق الهيئات الدينية وتوجهها كما أن الصدامات بين السلطة المدنية والهيئات الدينية محدودة.
يمكن اعتبار حرية الاجتهاد وجها من وجوه فصل الديني عن الزمني، ولقد مورست حرية الاجتهاد إبان النهضة العربية مع رجال دين مهمين (محمد عبده، الكواكبي، أحمد أمين، علي عبد الرازق...). لكن الصحوة الإسلامية أنهت حرية الاجتهاد مستغلة انهيار التجربة الناصرية، وتمت العودة للتفسيرات الدينية الأكثر تشددا التي كان يصدرها الخليج العربي ويعمل على نشرها في العالم.
يتعلق الأمر بالحكم المدني. أي عدم الزج بالدين في الشأن السياسي حفاظا على الدين وعلى السلم الاجتماعي. ولقد عرف العرب المسلمون تجربة الإصلاح الديني عمليا منذ تجربة محمد علي في مصر (إرسال الأزهر لبعثة إلى فرنسا للاطلاع على مكونات النهضة الفرنسية). لكن تم التراجع عن هذه التجربة في الإصلاح الديني بسبب عدة عوامل تكثفها الحرب الباردة.
كان الشباب في البلدان العربية في الخمسينات والستينات يميلون للتيارات الاشتراكية والعلمانية، وهذا الأمر دفع أمريكا إلى تبني سياسة هدفُها إعادة أسلمة المجتمعات المسلمة. ولتحقيق هذه الأسلمة (على الطريقة الأمريكية) تم تدريب عشرات الآلاف من الشباب المسلم من مختلف البلدان العربية وإرسالهم إلى أفغانستان (وليس إلى فلسطين المحتلة). فتشكل منذ ذلك الحين الجيش الجهادي المتنقل الذي ينفذ برنامج السياسة الأمريكية وحلفائها. (وها نحن نرى أن الجيش الجهادي المتنقل الذي بث الرعب في عدة أمكنة وزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط لم يحرك ساكنا لنصرة فلسطين).
كان دور السعودية وباكستان، بقيادة أمريكا، دورا حاسما في تكوين ذلك الجيش الجهادي المتنقل الذي تم نقله إلى البوسنة والشيشان والفليبين والقوقاز والاتحاد الروسي والصين (في مقاطعة شينغيانغ وأماكن تواجد المسلمين) وسوريا والعراق وليبيا.
ولا ينبغي أن ننسى الثورة الإيرانية التي بدأت ثورة شعبية عارمة وتحولت إلى نظام سياسي ديني يتحكم فيه رجال الدين الشيعة بناء على ولاية الفقيه. بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية الإسلامية السنية، ومساندة أوروبا لحركات الإسلام السياسي كاستمرارية لتنفيذ السياسة الأمريكية.
وما لا يجب إهماله ولا التقليل من شأنه هو أن الحركات الإسلامية تُوظَّف لتحقيق أهداف دنيوية محضة لصالح أمريكا عبر منفذي سياستها. إنها تُستعمَل وتُستغل من طرف محورين متصارعين: المحور الأمريكي الإسرائيلي، والمحور الروسي الصيني.

5. سلبية "المثقف" وضرورة التخلي عن هذه الكلمة

كلمة "المثقف" كلمة ملتبسة وتتضمن تعاليا واضحا، فإذا كان هناك "مثقفون" فهذا يعني أن الآخرين ليسوا كذلك. كما أن دلالتها لا تتجاوز عمليا الأدب والشعر. وهذا كاف للتخلي عنها. إن الكلمة الأكثر أهمية والتي نحن بحاجة لها هي كلمة "العلماء" الذين ينتجون معرفة. "المثقف" لا ينتج معرفة، وكما قال دولوز فالمثقف هو المتخصص في السجالات والنقاشات والذي يعرف كل شيء وله آراء حول كل المواضيع.
وتدل كلمة "ثقافة" اليوم على ما يقدمه الإعلاميون في وسائل الإعلام، أي أنها غير منفصلة عن هذا الانفلات العظيم لكل الوسائل المستعملة لنشر الآراء. ولعل سلبية من يسمون "بالمثقفين" تساهم في ضياع الهوية وتمزقها وانتشار التمزق الاجتماعي وعدم تماسك نظامنا المعرفي. ويستحيل بناء الهوية بدون امتلاك نظام معرفي ينخرط الجميع في بنائه ويعبر عن الجميع. فلا قيمة للنظام المعرفي المستورد مهما طال الزمن وكيفما كانت آليات فرضه.
إن غياب نظام معرفي خاص بنا ونابع من جهودنا هو ما يفسر التشبث بإشكاليات خاطئة وزائفة مثل إشكالية الأصالة والحداثة، وهو الذي يفسر تأثرنا بكل تيار فكري جديد وارد علينا من الغرب. فالقومية مثلا نتاج غربي تكتسي أهمية عندنا إذا قال الغرب إنها مهمة، وتصبح لا قيمة لها إذا تخلى الغرب عنها.

6. هل هناك عالم يهودي مسيحي؟

شكلت الحرب العالمية الأولى والثانية مرحلة سيادة القوميات الأوروبية المتطرفة التي تسببت في صراعات دموية خطيرة. وبعد هذه المرحلة اتسمت القومية بالسلبية. واستبدلت بما يمكن نعته "بالهوية العملاقة العابرة للقوميات". وهي أيديولوجية تقوم على اعتبار الغرب حضارة وقيم. علما ان تاريخ المجتمعات الأوروبية هو تاريخ الحروب الفتاكة الإقطاعية والقومية. (وينبغي التذكير هنا أن المجتمعات العربية مسالمة جدا مقارنة بالمجتمعات الأوروبية).
كان الغرب يقول أن أصل حضارته يوناني-روماني، والكثير من المؤرخين الغربيين يعترفون بما أخذته الحضارة الغربية من الثقافة العربية الإسلامية في الشرق والأندلس، خصوصا في مجال الفلسفة والعلوم. لكن هذا الغرب نفسه يتنكر لأصله هذا اليوم. وتلازم هذا التنكر مع موت العلمانية الغربية. يتم الدفاع اليوم عن أصل يهودي مسيحي للغرب.
أدت نتائج الحربين العالميتين ونتيجة النازية إلى تبني الغرب لمقولة "العالم اليهودي المسيحي". وهذه مغالطة كبيرة تاريخيا: فالمسيحية قامت على محاربة اليهودية. فلا توافق بين اليهودية والمسيحية. لكن الهدف غير المعلن لهذه الأطروحة هو: تجاوز العداء التاريخي لليهود.

7. هل هناك عالم عربي إسلامي؟

إن استعمال عبارة "عالم عربي إسلامي" تؤدي إلى تعقيد مسألة الهوية، بإدخال مكونات في هويات لا تنتمي بالضرورة إليها. فالهوية المستندة للعروبة لازالت غامضة (الهوية العربية)، أما إذا أضفنا خاصية أخرى إلى العرب وصاروا "عربا مسلمين" فالأمر سيكون أكثر تعقيدا. فهل هوية المغاربة واللبنانيين والباكستانيين والنيجيريين ستكون أوضح لما تضاف إليها الصفة الإسلامية؟ بالإضافة إلى ذلك، تؤدي عبارة "عالم عربي إسلامي" إلى إلحاق الضرر بالأقليات أو بالأغلبيات التي يتم التعامل معها على أنها أقليات، تلك العبارة تسدل ضبابية على الهويات المختلفة. هذه العبارة لا تفيد كل من ليس مسلما وهو عربي (المسيحيون العرب مثلا)، ولا تفيد كل من هو مسلم وليس عربيا (أغلبية مسلمي العالم). في المغرب العربي مثلا هناك الهوية العربية الأمازيغية وفي سوريا الكبرى هناك الهوية العربية السريانية، وفي مصر هناك الهوية العربية الفرعونية...
إن التأكيد الدائم وشبه المرضي على الصفة الإسلامية لمجتمعاتنا تأكيد يحتاج إلى مساءلة تحليلية نفسية. إنه يوحي وكأن هذه المجتمعات ليس واثقة ولا متأكدة ولا مقتنعة بأنها فعلا كذلك.

8. الدين لا يُكوّن هوية

فمن المؤكد وفقا للتاريخ والتحليلات المتخصصة أن الدين وحده لا يمكنه أن يكوّن هوية كاملة ومتكاملة. الهوية أوسع من القيم الدينية. تتضمن الهوية عدة مكونات منها على سبيل المثال:
- محتوى مهني لأن المهنة التي يمارسها الإنسان تمنح له بعدا مكونا لهويته
- الانتماء لفئة اجتماعية معينة من الناحية الاقتصادية (الانتماء الطبقي)
- ممارسة هواية من الهوايات مثل الانتماء لنادي معين وتشجيع ممارسة رياضية معينة
- اللغة واللغات المستعملة في التواصل والدراسة
- القيم الدينية التي تقوم بدور أخلاقي بالدرجة الأولى وتجعل للإنسان افقا روحيا
- الفنون التي يلجأ إليها الفرد للاستمتاع والتعبير عن نفسه وعن انتمائه
- تاريخ البلد الذي ينتمي إليه الفرد مكانا وزمانا
فالهوية متعددة الجوانب بطبيعتها، واختزالها إلى عنصر واحد يؤدي حتما إلى فقدانها. وهي تتطور ولا تعرف الجمود، فالهوية العربية في الخمسينات ليست هي الهوية العربية اليوم. قويت عناصر وضعفت أخرى (عنصر التماسك الاجتماعي، الانتماء للقومية العربية الناصرية، درجة حضور الدين فيها...).
ما الذي يقدمه الدين للهوية إذن؟ إنه يقدم قيما أخلاقية من أجل سلامة الفرد نفسيا وسلامة المجتمع الذي ينتمي إليه. إضافة إلى أنه علاقة روحية منفتحة وغنية يختلف غناها من فرد لآخر.

9. الصهيونية البروتستانتية وسخافة "صراع الحضارات"

أدت التيارات البروتستانتية السلفية في الغرب (والتي هي تعبير عن قوميات) إلى أطروحة "صراع الحضارات" والتي سقط في فخها من يسمون "بالمثقفين العرب". إن كتاب هنتنجتون (صدام الحضارات) كتاب سخيف ولا يرتكز على معرفة سليمة ومقنعة حول ماهية الحضارات والتاريخ البشري. هو كتاب إيديولوجي محض، وهو كتاب هوجم في أوروبا. ولم يُعتمد إلا من طرف الأوروبيين الذين تبنوا أفكار المحافظين الجدد الأمريكيين.
لا يمكن استعمال عبارة "الصهيونية المسيحية". لأن المسيحية الكاثوليكية ليست صهيونية، خلافا للبروتستانتية التي تعطي الأولوية للعهد القديم (الروايات التوراتية) على العهد الجديد (مذكرات الإنجيليين)، وهي مهيمنة في البلدان الأنجلوساكسونية. "فالصهيونية المسيحية" مصطلح مختلق لا يستند على أساس يدعم صحته لأن هناك صراع تاريخي بين المسيحية والصهيونية.
لكن الأمر يختلف مع المذهب البروتستانتي: فهو قد عاد للعهد القديم وأعطاه الأولوية على حساب العهد الجديد. فالرؤية البروتستانتية ترى أن عودة المسيح إلى الأرض تتطلب إعادة تجميع اليهود المشتتين في العالم في مكان واحد هو فلسطين حتى يعتنقوا المسيحية ويبنوا الهيكل. لذلك فالمؤيدون الكبار للصهيونية هم شعوب العالم البروتستانتي. بل إن القومية الأمريكية هي قومية ترتكز على أساس ديني بروتستانتي. ومن الناحية التاريخية، لما غزا الإنجليز البروتستانتيون (الذين يُعرفون بالطهرانيين) أمريكا اعتبروها أرض ميعاد جديدة، وهذا ما يفسر وجود عدة مدن أمريكية تحمل أسماء مُدن فلسطينية ولبنانية وسورية وردت في العهد القديم. وهذا يفسر لماذا تسبب التيار البروتستانتي في حروب فتاكة في أوروبا. كما أن الكيان الصهيوني هو نتيجة ثقافة تفرعت عن الفكر الأنجلوساكسوني الغربي وارتكزت على محاولة إبادة الجاليات اليهودية في أوروبا إبان سيطرة النازية وفرضوا على الفلسطينيين دفع ثمن جريمتهم.

10. الغرب واليهود

أحيى الأمريكيون قضية "محاولة إبادة اليهود" في السبعينيات من القرن العشرين. فبعد محاكم نورنبيرغ التي أصدرت أحكامها على المسؤولين النازيين، تم إقفال الملف في الخمسينيات (أي كل ما يتعلق بعذاب اليهود في التاريخ الأوروبي).
فقام جيمي كارتر بإعادة فتح ملف اليهود في الغرب، وفعل بذلك لأسباب عدة منها أنه بروتستانتي. وتتلخص أطروحته في "أن اليهود شعب كان شاهدا على نشأة المسيحية، وهذا يفرض على الأوروبيين احترام اليهود وتكريمهم".
ولتحقيق هذا المشروع شكل "لجنة لإحياء ذكرى المحرقة" وعيّن على رأسها أحد عتاة الصهاينة في العالم هو إيلي فيزيل (Elie Wiesel). فتعمّق استغلال "قصة المحرقة" بابتزاز الأوروبيين الذين أجبروا على اتباع السياسة الأمريكية في هذا الملف. فصار إحياء ذكرى المحرقة احتفالا رسميا مقدسا. كما أن إسرائيل بدورها استغلت هذا الملف للتغطية على أعمالها غير القانونية والوحشية والإجرامية في فلسطين ولبنان والشرق الأوسط.
لقد نجح الغربيون في تغيير معنى معاداة السامية: فحولوها من "معاداة المسيحيين الأوروبيين لليهود عبر التاريخ" إلى "معاداة العرب والمسلمين لليهود اليوم". لقد قاموا بتصدير مشكلة اليهود إلى الشرق الأوسط على حساب الفلسطينيين ثم حوّلوها بعد ذلك إلى قضية صراع حضارات.

11. صَهْينَة العقل العربي

تمكن النموذج الإسرائيلي من زرع أوهام في "العقل العربي". فالنجاحات العسكرية ضد الجيوش العربية "مجتمعة"، وفكرة "التقدم الاقتصادي والعلمي" في قلب الشرق الأوسط، ووهم "الديمقراطية الإسرائيلية" كلها أمور أدت إلى تقليد هذا الكيان من طرف تيارات إسلامية ومسيحية خصوصا في مسألة "الطائفية". واتضحت آثار ذلك في لبنان والعراق. صارت كل طائفة تعي نفسها كقومية. والخاصية الأساسية للطائفية هي التمزق الاجتماعي. علما بأن صهينة العقل العربي عملية لا تمر مباشرة بالضرورة من الإسرائيليين إلى العرب، وإنما تمر عر الفكر الغربي وخصوصا عبر الإعلام الغربي الصهيوني الذي يتبنى كل الأطروحات الإسرائيلية.
وللطائفية صلة وثيقة بانتشار لغة لا تتلاءم مع واقع المجتمعات العربية. ففي الوقت الذي انتهى فيه تأثير القوميات الأوروبية على الأوروبيين، واستبدلت بالهويات العملاقة العابرة للقوميات، يتم نشر فكرة انقسام المجتمعات العربية إلى طوائف، والتعارض بين الغرب اليهودي المسيحي والشرق العربي الإسلامي.
إن استعمال الأقلية والأغلبية لا ينسجم مع التاريخ الثقافي للبلدان العربية حيث ترسخ تاريخيا استعمال مفاهيم أخرى مثل: الجماعة، الملل، الفرق. بالإضافة إلى إسهام ابن خلدون الذي استولى عليه الغربيون وأساؤوا استعمال مفاهيمه مثل مفهوم العصبية.

12. فلسطين والشرق الأوسط الافتراضي

تتعامل أمريكا في الشرق الأوسط انطلاق من تصورها عنه أو لما ينبغي أن يكونه وليس انطلاقا منه كواقع فعلي. إن شرق أوسط أمريكا وإسرائيل هو افتراضي. يتكون هذا الشرق الأوسط الأمريكي الإسرائيلي الافتراضي من بيع "سراب السلام" للفلسطينيين عبر اتفاقية افتراضية لا صلة لها بالواقع ومن تشخيص الواقع على أنه صراع هويات وليس صراع التحرر من الاستيطان المدعم غربيا. فالاحتلال الإسرائيلي يتحكم في فلسطين التاريخية تحكما مطلقا. وما حدث في واشنطن ما بين عرفات ورابين وبيريز (13 شتنبر 1993) هو مجرد مسرحية تشمئز منها النفوس وتعافها العقول. فمن المستحيل أن يتحقق سلام بمجرد وجود كاميرات تصور مصافحة عرفات (ممثل الرازحين تحت الاستيطان) لرابين وبيريز (ممثلا المستوطن والمحتل والقاتل) وكلينتون (ممثل راعي الاستيطان والإجرام) فذلك ليس سلاما لأن السلام لا يتم ولا يكون إلا بزوال الاحتلال والتخلص من العدو. بل إن مسرحية أوسلو (اتفاقية السلام) والتي هي تعبير عن سلام افتراضي أدت إلى تعميق الاحتلال والعنف والتصفيات والاعتقالات... لا يمكن ان يكون السلام مسارا للسلام. فالمسار يعني غياب السلام واستمرار الاستيطان والتفكك الفلسطيني.

13. اقتصاد الريع في البلدان العربية

إن الاقتصاد في البلدان العربية هو اقتصاد ريع. أي اقتصاد يقوم على كسب المال دون بذل جهد إنتاجي. كان الأمر كذلك منذ الامبراطورية العثمانية، واستمر إبان الاستعمار الغربي وترسّخ بعد الاستقلال السياسي الشكلي. فلا وجود لاقتصاد تنافسي. واستفحل الأمر مع الطغيان النفطي في المنطقة. وبما أن الدولة تتحكم في الريوع فإن الديمقراطية مستحيلة التحقق. فالمتحكمون في الريع يمارسون البطش الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. المتحكم في الريح يوزعه بشكل يضمن استمرارية نظامه. وهذه قاعدة تنطبق على الملكيات والجمهوريات في العالم العربي. يختلف مصدر اقتصاد الريع من بلد لآخر (في سوريا ومصر كان يعتمد في الماضي على القطن، في المغرب يعتمد على المعادن وخصوصا الفوسفاط، في الجزائر يعتمد على الغاز...) لكن طريقة اشتغال اقصاد الريع واحدة. كما ان السياحة تعتبر أيضا مصدرا للريوع. لغياب الجهد الانتاجي.

14. فشل التحديث في العالم العربي

عرف العالم العربي تجربتان تحديثيتان هما: تجربة محمد علي وتجربة جمال عبد الناصر في مصر. وهما متشابهتان. ولقد ارتكب الزعيمان المسؤولان عن هاتين التجربتين التحديثيتين خطأ استراتيجيا تمثل في: الاهتمام بالقضايا الخارجية بعيدا عن بلدهما (أي الانخراط في مشاكل خارجية) قبل استكمال التغيير الاقتصادي الداخلي وتحويل المجتمع المصري إلى مجتمع إنتاجي. فمحمد علي طمح لإسقاط السلطنة العثمانية. وعبد الناصر انخرط في حرب اليمن ثم في حرب 1967.
وابرز مؤشر على فشل التحديث هو القصور في المعرفة الاقتصادية لدى المسؤولين والنخبة الثقافية على حد سواء. فبالإضافة إلى استيراد إشكاليات الغرب في الجانب الاقتصادي، هناك السقوط المدوي في الصراعات الإيديولوجية الخاصة بتاريخ الدولة الأوروبية.
وعلى سبيل المثال كان التعامل مع التكنولوجيا، ولازال، تعاملا خاطئا ومدمرا للاقتصاد. لقد تم اعتماد سياسة استيراد التكنولوجيا. وهو أمر يتناقض مع طبيعة التكنولوجية ذاتها: فالتكنولوجيا ليست تجارة وإنما هي تمَلّكٌ وممارسة جماعية ونظام تعليمي وغياب للأمية في المجتمع كله.
لم نهتم بتجربة اليابان التي كانت أهم تجربة يمكن أن تنير طريقنا وتقودنا للاستقلال الاقتصادي وبناء مجتمع إنتاجي. بعد نجاح تجربة اليابان انتقل النموذج إلى كوريا والصين. وكانت القاعدة الذهبية لهذه التجربة هي: القضاء التام على الأمية في البوادي، تحويل الإقطاعيين إلى رجال أعمال يتنافسون وطنيا حول إنتاج سلع يابانية تضاهي في جودتها سلع الغرب.
لا توجد وطنية اقتصادية في المجتمعات العربية. هناك تبعية مخيفة ومذلة. لا يوجد اقتصاديون يتبنون فكرة منافسة الغرب وتحديه من خلال إنتاج منتوجات فائقة الجودة. فبالرغم من رفض الغرب إيديولوجيا ونقده نقدا متطرفا أحيانا لم نعمل بتاتا من أجل التخلص من التبعية الاقتصادية له دون الذهاب إلى القطع مع نموذجه الاقتصادي.

15. لا ديمقراطية في ظل اقتصاد الريع

من الواضح للجميع أنه لا وجود لأية سلعة صناعية اشتهر بإنتاجها العرب. ووضعية العرب اليوم تشبه وضعية إسبانيا في القرن السادس عشر. كما أن بلدان أمريكا الجنوبية متقدمة كثيرا علينا. وتصدير النفط يعتبر خطأ فادحا لأن المطلوب هو استغلاله من خلال التصنيع الداخلي. فلو صدر الإنجليز الفحم في القرن الثامن عشر والتاسع عشر لما انجزوا ثورتهم الصناعية. وتتضح وضعية اقتصادنا المتردية من خلال مجموعة من المؤشرات:
- نسبة عالية من البطالة،
- نسبة مهمة من الأمية،
- بوادي مهمشة،
- سياسة قمعية،
- بؤس الطبقة العاملة،
- مجتمع ساكن غير ديناميكي،
- مجتمع يصدر الأدمغة،
- مجتمع معرض للاجتياح المعرفي،
- مجتمع معرض للاجتياح العسكري،
- مجتمع معرض للاجتياح الاقتصادي.
إن اقتصاد البلدان العربية اقتصاد استهلاكي، ونموذجه الأساسي هو اقتصاد البلدان الخليجي. يتم التركيز فيه على القطاع العقاري (السكن الفخم، الأبراج، المراكز التجارية الضخمة). وفي غياب النفط يتم تصدير الأدمغة واليد العاملة. فلبنان مثلا يحصل سنويا على 6 مليارات من تحويلات المغتربين، ونفس الأمر يخص سوريا والأردن ومصر وكذلك فلسطين.
أما الاستثناءات القليلة والمحدودة زمنيا فهي سوريا التي قامت باستثمارات مهمة في المجال الزراعي مما مكنها من تحقيق توازن واكتفاء ذاتي في الغذاء لكن ذلك لم يكتب له الدوام. كما نجح العراق في عهد صدام حسين في تحقيق تقدم مهم في مجال التعليم والبحث العلمي. وحققت تونس نتيجة إيجابية بفضل الاهتمام بالطبقة الوسطى والفئات الفقيرة في الماضي. وتبنت الجزائر في عهد بومدين سياسة التصنيع لكنها أخطأت في الطريقة حيث كانت تطلب من الشركات الأجنبية الكبرى أن تصدر لها مصانع جاهزة. وإذا عدنا للتجربة اليابانية في مجال التصنيع فسنجد ان اليابانيين كانوا يستوردون مثلا سفينة حديثة واحدة من أوروبا ويفككونها قطعة قطعة ثم يتعلمون تصنيع كل قطعة، ويصنعون السفينة دون اللجوء للغرب، وبعد ذلك يستوردون سفينة حديثة أخرى لمقارنتها بسفينتهم ويتأكدون من درجة نجاحكم في هذه العملية.

16. مسؤولية من يسمون "بالمثقفين"

بالرغم من أن رجال الأعمال والطبقة السياسية هي المسؤولة المباشرة عن تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية نظرا لتكريسها للتبعية في جميع المستويات وتضحيتها بشعوب هذه البلدان كقربان للغرب الاستعماري، فإن دور من يُسمون "بالمثقفين" مهم وخطير. لقد انخرطت نسبة كبيرة منهم في معارك إيديولوجية تتجدد بتجدد المذاهب الإيديولوجية الغربية. فلقد تبنوا الماركسية ثم تحمسوا للقومية العربية ثم اعتنقوا الصحوة الإسلامية ثم آمنوا بالليبرالية الأمريكية. وهم لا يضيفون أية معرفة قيمة لشعوبهم. بل لم يحققوا حتى مكانة ذات أهمية نسبية لهم في بلدانهم. فالذين يحظون بالتكريم في مجتمع الريوع هم:
- أغنياء الريع
- رجال الدين الموالون للسلطة
- السياسيون المكرسون للأوضاع القائمة
- الفنانون والرياضيون أي من كانوا يسمون في الماضي بشعراء البلاط.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوجيطو الديكارتي كما يراه بول ريكور
- مَن هوَ العدو؟ ولماذا يُحبُّ المغفلون عدوّهَم؟
- الدراسات -العلمية- للقرآن (خلاصات تركيبية)
- حسن نصر الله: اغتيالُ الجَسدِ وتَحْريرُ الطّيْف
- رسالتان للفيلسوفين كاريل كوزيك وجون بول سارتر
- نقد جيل دولوز للفضاء العمومي
- السفر إلى قلعة الرفاق (عن -سيرة شجرة البُطم- لمعاد الجحري)
- كيف تستغل الصهيونية التوراة؟ مضامين التوراة وتدوينها
- وداعا فيلسوف الامبراطورية والحشود: أنطونيو نيغري
- جيلْ دولوزْ الفيلسوف المُعجبُ بالشعبِ الفلسْطينِي والمُعادِي ...
- سيجموند فرويد والصهيونية
- دروسُ غزّة مِن إدوارد سَعيد إلى مُحمد ضيفْ
- طوفان الأقصى وبداية نهاية الصهيونية
- المثقف المغربي والنقد الجذري - نصوص لحُسين أسْكوري من خلال ر ...
- ميشال وِلبِك - كيفَ تَشكلَ موقفُ أشهر الروائيين الفرنسين الم ...
- وفاةُ ألان تورين عالمُ اجتماعِ الحركات الاجتماعية والفاعلين ...
- -شات جي بي تي- في مواجهة اللسانيات والفلسفة
- عَنْ -قرآن المؤرخين-
- الأمة، القرآن والإعجاز، مساهمة من منظور التحليل النفسي اللاك ...
- فكرة الثورة عند لينين (من خلال أعماله الكاملة)


المزيد.....




- -عددي 3 فضائل لدى ترامب-.. شاهد رد فعل هاريس على سؤال خلال ل ...
- -أكثر شيء مخيف مررت به على الإطلاق-.. سكان فلوريدا يصفون إعص ...
- سعودي يدمج بين حيوان المها والثعبان في تكوين -أسطوري-.. ما س ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف هوية المستهدف بضربة طولكرم ويبرز تفاصي ...
- الحكومة اللبنانية تتبنى موقف ميقاتي المتمسك بالقرار 1701 وتع ...
- رئيس المجلس الأوروبي يدين قصف إسرائيل قوة -اليونيفيل- في لبن ...
- الدفاعات الروسية تسقط 10 مسيرات أوكرانية غربي البلاد
- أنطونوف: لا نيّة لواشنطن لوقف تسليح أوكرانيا على حساب الأمري ...
- تايوان تحتفل بعيدها الوطني وسط تهديدات صينية متزايدة
- هل تنوي إسرائيل تنفيذ -خطة الجنرالات- شمالي قطاع غزة؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الهلالي - أطروحات جورج قُرُم: نقد وتفكيك مفاهيم الغرب والشرق