أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - القمر 1979(برناردو برتولوتشي): انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعنى الأوديبي المألوف...















المزيد.....

القمر 1979(برناردو برتولوتشي): انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعنى الأوديبي المألوف...


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


عنوان الفيلم مشتق من احدى ذكريات برناردو برتولوتشي المبكرة،حيث نظر الى وجه والدته ثم استدار الى القمر ثم رأى صورتان تمتزجان في صورة واحدة...
هذه المقدمة قد تنفعنا كثيرا إذا قلنا،أو اطلقنا عليها نفس الحكم الذي اطلقناه ذات مرة على فيلم (المرآة) لأندريه تاركوفسكي،وإن كنا هنا قد ذكرنا اندريه تاكوفسكي،فهو الذي كان اطلق رصاصة لارحم على هذا الفيلم،هذا عندما نعته بابشع الصفات في كتابه النحت في الزمن.
ولكن تاركوفسكي-كما قالت أقلام النقد ونحن متفقين على ذلك+لم يستطع تحمل هذه العلاقة التي ذهبت بعيد حتى فسرت بألوديبية،ولكن على العموم،مما يبدو ان هذا التفسير ليس صحيحا تماما،او في نفس الوقت من الممكن ان يصلح أيضا....
المقدمة التي استندنا اليها في ترجمة عنوان الفيلم قد تساهم ايضا في فك الغاز الفيلم،بان نقول بأن احداث الفيلم بتمامها ذات علاقة بالذاكرة،أو دعونا نقول بشكل أوضح بالذاكرة الحلمية للمخرج،أي انها انبثقت على شكل حلم ذو علاقة كبيرة بالواقع،ولكننا لانستطبع القول بانه يؤسس هذا الواقع على قاعدة متينة...
وبهذا يتحول النص الى شيء ذو علاقة تامة بالمخرج...ذو علاقة لايمكن ان يفسرها سوى المخرج
الألفاظ كثرت بشدة حول هذا الفيلم،ولاشك فأنه مع بزوغه الول عومل برفض شديد،والألفاظ العامة كانت ميلودراما،ميلودراما برجوازية،أوبرا صابونية....
وهذا بالنسبة لنا ليس صحيح،ويحق لنا الاختلاف،فالفيلم ليس ميلودرامي على الاطلاق وغير مرتبط على الاطلاق بالمسار الميلودرامي المألوف لأي فيلم،وهو ايضا ليس فيلما طبقيا برجوازيا لأن نقول بأنه يعالج الطبقة البرجوازية التي ينتمي اليها اصلا.
في الحقيقة،إلغاز الفيلم،وعدم الخضوع الحبكة لأي منطق واضح،وحتى هناك احداث تبنى على تسلسل بنائي هزيل جدا وغير محكم ،ساهم في اطلاق كل هذه الاحكام عليه،على اننا ايضا لن نقول ان الفيلم ظلم الى حد ما،بل الأساس هو رؤيتنا المختلفة للفيلم من عدة نواحي...
مع بداية الفيلم هناك كاترينا مغنية الأوبرا الناجحة تداعب طفلها الصغيرومن ثم تنطلق في رقصة غير محتشمة مع زوجها،ومع اللقطة التي تليها بعد أربعة عشر عاما تقريبا،نعرف ان كاترينا متزوجة من دوغلاس الذي سيموت فجأة أثناء قيادة سيارته،الأمر الذي يجعلها تغادر بسرعة من الولايات المتحدة الى ايطاليا...
لكن هذا الموت المفاجئ ليس موضوع الفيلم،فالفيلم لايحمل عنوان وجودي عريض على شاكلة:الموت والبرود العشوائي للحياة...والأصل ان نقول ان هناك ماضي مختفي قبل ان نطلق الأحكام،ولكن المشكلة الكبرى هي ان برتولوتشي لن يبيح هذا الماضي،بل سيختار اللحظات الأخيرة للفيلم لكي يطلق تلك الشذرة المهمة....المهمة جدا من الماضي.
يسير الفيلم ضمن الواقع،الواقع الهادئ المريب والغريب،لن الفيلم هادئ تماما في مساره،ومساره قبل تفجر العقدة هادئ تماما الى درجة الملل....
جو يكبر ويصبح شابا بعمر خمسة عشر عاما،وهنا يتعرف على المخدرات وعلى محاولات تجربته الجنسية الأولى،والأم غارقة في انشودتها الاوبرالية مع فيردي،ولكنها فجأة،وكأنها تفقد صوتها وهذا الفقدان له علاقة كبيرة بالماضي.
لكن ومنذ توفي دوغلاس-حسب راي صديقتها المقربة مارينا-اصبحت تغني بشكل افضل...؟!
تقول كاترينا-الممثلة jill clay Burgh-لابنها في عيد ميلاده الخامس عشر:عندما كنت في مثل عمرك اغلقت على نفسي باب الحمام وكنت ارغب بقتل نفسي...
هذه الشذرة هي عين الماضي،ولكن ليس هو الماضي الذي نبحث عنه ذو العلاقة الكبيرة بالفيلم،بل هو ماضي يجعلنا نحكم على ان كاترينا تعاني من عصاب معين،وهو الحكم الذي نطلقه ليس من هذه الشذرة فقط،بل من الرقصة الأولى لكاترينا في الفيلم وتصرفاتها اللاحقة،وهو الأمر الذي يجعلنا نعتقد بانها تعاني شيئا من خبل لايصل الى درجة الجنون المطلق.
ثم انكفاء العلاقة بين شخصين اثنين هما جو ووالدته كاترينا يجعلنا ننسى او نتناسى بقوة موضوع الميلودراما بكل انشقاقاتها مع لفظها الوصفي:برجوازية
هنا-ونحن مضطرين الى ذلك-نقول ان الانكفاء يقودنا الى عوالم التانغو الأخير في باريس والغرف المغلقة...
الابن يسير بخط منحرف تماما،ويبدو-كتلميح فقط-بانه يقع فريسة لخوض تجربته الجنسية المثلية الأولى،ونقص المخدرات يجعله يتصرف تصرفات مازوشية بغرز الشوكة في رسغه بدلا من الابرة....
هذه التصرفات المازوشية ليست فقط ذات علاقة بالادمان ،بل هي تصرفات مرضية أيضا.
ولكن،هناك قسوة واضحة من قبل جو اتجاه والدته بحيث ينعتها بالعاهرة والمجنونة ويصل به الأمر الى ضربها،وتنكفأ العلاقة اكثر واكثر بين جو ووالدته التي تقابل كل قسوته بحنان قسري غريب الأطوار.
وهنا يجب ان نعود الى الكلمات الأخيرة في الفيلم:عندما يجد جو والده الحقيقي تبرر كاترينا ان سبب الانفصال أن والده كان متعلقا بأمه-اي جدة جو-وحضو الوالدة في هذه المشاهد الأخيرة...تركيز اللقطة عليها تقول ان لهذه الوالدة الأثر الشديد وربما الوحيد على هذا الانفصال...
في ظل صدمة مرضية سببها الادمان يسقط جوي مغشيا عليه،ويطلب من والدته المساعدة الجنسية،والوالدة تقبل ذلك ليس على مضض...بل برضا وامتنان
انكسار الحدود:
من الممكن القول ان كاترينا تعاني من خواء عاطفي اتجاه العالم برمته،تتحول العاطفة الأمومية الملتهبة الى نقطة اكبر من عاطفة امومية تقليدية،لكنها ظلت ضمن العاطفة الأمومية التقليدية حتى مع حضور الفعل الجنسي الذي يصل الى الذروة،وهنا كانت كاترينا بحاجة الى شيء اكبر للتعبير عنها...تحتاج الى مقياس العاطفة وهو الفعل،والفعل المنطقي هو الحب،وبالتأكيد سيكون هذا الحب هو سفاح قربى كلفظ متداول لمثل هذه العلاقة...انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعنى الأوديبي المألوف...
بينما جو مع كل هذه القسوة،فكاترينا بالنسبة اليه ليست سوى استغلال جنسي...
هذا من ناحية،بينما من ناحية أخرى نستطيع القول وبسهولة ان هذا الفعل غير السوي بين الأم وابنها يحفر في اللاوعي لكاترينا،لأنها تريد امتلاك الابن مثلما امتلكت الام ذات مرة الزوج،بينما القسوة غير المبررة لجو هي شعوره ان والدته هي سبب انفصاله عن والده الحقيقي،لأنه كان يعرف تماما ان دوغلاس ليس بوالده الحقيقي.
إذا،ضمن النظره اعلاه نحكم ان العلاقة بين الأم وابنها ليست بالمعنى الوديبي التحليلي النفسي للكلمة،بينما ايضا في تلميحات جورج باتاي في زرقة الظهيرة،نجد ان الطفل يتعلق بالأقدام الأمومية...اي ان هناك حالة عامة لتعلق هذا الثنائي ببعضهما فوق الحالة المألوفة،فوق الوضع الطبيعي الذي ان كان طبيعيا يجب ان يبقى قابعا في الداخل.
هذه الرؤية للفيلم جعلتنا نعتقد ان الفيلم ظُلم من هذه النواحي،فهو ليس بالفيلم الميلودرامي ولا علاقة له اصلا بالبرجوازية،بل كل ذلك كان عوامل مساعدة لانفجار هذه الحبكة.
ولكن هذا لاينفي ايضا ان الفيلم يسير بالغاز شديد وسوريالية مُقنعة لا علاقة لها بالشكل الفني السوربالي ولا حتى تخدمه....
الحقيقة الوحيدة التي نطق بها برتولوتشي بأن الأم تبقى:الجانب الآخر للقمر
10/05/2024



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البجعة السوداء(دارين آرنوفسكي) 2010 : اوبرا تشايكوفسكي تحولت ...
- حياتي في ذلك الزمن الذي قضيته مع انتونين ارتو 1993:مسرح القس ...
- تجربة 1973(عباس كيارستمي):اللقطة هي الحياة
- أليس 1990(وودي ألن):صراع
- سبتمبر 1987(وودي ألن): .اليد الالهية واضحة جدا
- وردة القاهرة الارجوانية 1985(وودي ألن):السينما مثل المخدر... ...
- الدخان المقدس 1999(جين كامبيون):على نمط شذرات أميل سيوران ول ...
- رومانسية الكهولة-تأصيل حلم
- مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمك ...
- السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق
- داني روز مسارح برودواي 1984:هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه ...
- أشياء مسكينة: البزوغ الأنثوي الأول لجيل قادم سيغلب منطق العا ...
- ليالي منتصف الصيف 1982(كوميديا جنسية): بلزاك مبالغ جدا في تق ...
- نرسيس وغولدمند 2020:غولدمند الذي ظل طوال حياته أسيرا لصورته ...
- ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن ...
- مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع
- ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
- الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
- ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد ...
- مثل شخص واقع بالحب(عباس كيارومستاني): التقاء براءة الكبر مع ...


المزيد.....




- الأردن يطلق الدورة 23 لمعرض عمّان الدولي للكتاب
- الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للآداب لعام 2024 ...
- كوميدي أوروبي يشرح أسباب خوفه من رفع العلم الفلسطيني فوق منز ...
- رحيل شوقي أبي شقرا.. أحد الرواد المؤسسين لقصيدة النثر العربي ...
- الرئيس بزشكيان: الصلات الثقافية عريقة جدا بين ايران وتركمنست ...
- من بوريس جونسون إلى كيت موس .. أهلا بالتنوع الأدبي!
- مديرة -برليناله- تريد جذب جمهور أصغر سنا لمهرجان السينما
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي ...
- الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - القمر 1979(برناردو برتولوتشي): انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعنى الأوديبي المألوف...