أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - خالد مشعل في جلباب بن لادن.















المزيد.....

خالد مشعل في جلباب بن لادن.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 16:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن متوقعا أن يقدّم ثلاثة قادة من حماس كلمتهم بمناسبة مرور عام على تفجير طوفان الأقصى. إذ كان المفروض أن يقدمها رئيس الحركة ومهندس الطوفان، السنوار، لأنه هو المؤهل وهو واضع الإستراتيجية والمتحكم في مفاصل الحركة وقراراتها داخل غزة وأقرب إلى ساكنتها وما تتجرعه من معاناتها. لكن اختار القادة أن كل واحد "يلغي بلْغَاه".
الزعامة الموهومة.
ما يهم هنا هو "لغو" خالد مشعل الذي نصّب ذاته بمنزلة "زعيم الأمة" وأعطى لنفسه كل الحق لمخاطبة القادة والشعوب وتحديد ما يجب عليهم فعله في هذه المرحلة التي فرضت فيها حماس على أهل غزة الدخول في حرب هم رافضون لها. ذلك أن القائد الحقيقي يسمع لنبض الشعب ويتبنى اختيارات مواطنين دون أن يفرض عليهم إرادته وينفذ فيهم قراراته.
إن تضامن الشعوب العربية وأنظمتها مع الفلسطينيين ودعمها لقضيتهم لا يبرر لمشعل ولغيره أن يملي عليها قراراته أو يحدد لها ما يجب فعله. فحماس لم تستشر تلك الشعوب ولا قادتها في أمر الطوفان حتى تسمح لقيادتها بتحميلهم تبعاته العسكرية والسياسية والمالية. إذ لكل دولة مصالحها العليا وسيادتها في اختيار أسلوب الدفاع عنها. ولم يعد ممكنا اليوم، أن تدخل الدول العربية في حروب مع إسرائيل من أجل فلسطين فتجر الدمار على أوطانها والهلاك لشعوبها. من هنا جاءت كلمة مشعل اعتداء على سيادة الدول ومقامرة بمصالحها العليا مثلما قامر بمصالح أهل غزة. أكيد أن من يعتبر مقتل أكثر من خمسين ألف شخص وتدمير كل غزة مجرد "خسائر تكتيكية"، لن يكترث لتدمير كل الدول العربية وتشريد شعوبها. بهذه "الزعامة المتوَهمة" تجرأ مشعل على تحريض الشعوب العربية وقادتها ضد أوطانهم: "اليوم يا أمتنا العظيمة على المستوى الرسمي والشعبي، مطلوب اليوم نرفع شعار: أن ننتصر في هذه المعركة.. اليوم مطلوب أن نضع إستراتيجية جادة شعارها لا بد أن ننتصر في هذه المعركة وهذا يتطلب أن نمضي في كل مسارات عملنا: أن تعود الملايين إلى الميادين، أن تعود الجماهير الغاضبة إلى شوارعها واعتصاماتها. ورسالتها نحن مع غزة نحن مع المقاومة لا بد للعدوان أن يقف". إنه تحريض على شل الاقتصاد وتعطيل الإنتاج وزعزعة الأمن وتخريب الأوطان من أجل عيون قادة حماس الذين ارتموا في أحضان إيران وانخرطوا في خدمة أجندتها. لقد خربوا غزة ويسعون لتخريب بقية الدول.
تناقض النماذج.
لا تكف قيادة حماس عن الترويج للانتصار الباهر على إسرائيل وصمودها الأسطوري في وجه آلتها الحربية وكأن الخسائر البشرية والمادية تكبدتها إسرائيل وليس غزة. وفي نفس الوقت يعلو عويل حماس بسبب "الإبادة" والمطالبة بوقف العدوان. فالمنتصر في أي حرب لا يشكو الدمار ولا يبكي الإبادة، بل يصر على مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف. لكن حالة قيادة حماس تدعو إلى الاستغراب. فإذا كانت حماس منتصرة فما الداعي إلى طلب النصرة واستنفار الأمة خصوصا وأن مشعل اعتبر صمود غزة وانتصارها يشكل نموذجا لكل الأمة: "هذا النموذج في غزة.. الذي انتصر على المستحيل في غزة وصنع أسطورة وملحمة، هذه تقول لكم لا عذر لأحد بعدما رأيناه في غزة، لا عذر لأحد أن يتحجج بالضعف وعدم الاستطاعة"؟
إن غزة تجسد نموذج القرارات المتهورة التي لا تقدّر العواقب ولا تستحضر خطورة الآلة الحربية للعدو. كما تمثل نموذج العمالة لإيران وخدمة مصالحها على حساب مصالح المواطن الفلسطيني. وتمثل كذلك نموذج الانفراد بقرار الحرب وفرضه على الشعب. لهذا لا تمثل غزة، باعتبارها ضحية للتخريب والمتاجرة بدماء الفلسطينيين وأرواحهم، نموذجا للأمة تحتذي به. إنه نموذج الخراب والدمار الزاحف الآن على لبنان بعد أن أتى على غزة.
التحريض على الإرهاب.
لقد تبنى خالد مشعل الخطاب التحريضي لبن لادن بخلفيته الدينية وأبعاده المصيرية. بحيث تقمص شخصية بن لادن واقتبس معجمه "الجهادي" في مخاطبة الشعوب والقادة على السواء: "المعركة يا أيها الزعماء والقادة معركة مصيرية مفروضة علينا وعليكم فلا نهرب منها". هكذا نقل الصراع مع إسرائيل من مستوى التحرر من الاستعمار إلى مستوى الصراع من أجل الوجود. بل حشر كل الدول العربية في بوتقة الصراع الوجودي، أي الصراع من أجل البقاء دون مراعاة خصوصية كل دولة وطبيعة العلاقات التي تربط عددا من الدول العربية بإسرائيل. لقد جعل مشعل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتجاوز القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية والتجارية التي تجمع بين دول عربية وإسرائيل، ليدخل كل الدول في صراع وجود وحرب شاملة مع إسرائيل وحلفائها الغربيين: "اليوم المطلوب من قوى الأمة، بقية الأمة أن تفعل أمرين: أن تفتح جبهات جديد للمقاومة. هذا واجب الجهاد. الأمر الثاني أن نفتح جبهات أخرى على صعيد السياسة والقانون وملاحقة هذا الكيان على الساحة الدولية". بهذه الخسة والدناءة يخاطب الشعوب والدول العربية ليفرض عليها إستراتيجيته الحربية/الجهادية. بهذا المنطق الانتحاري يريد مشعل من الدول العربية أن تتحول إلى تنظيمات "جهادية" وساحات تعبئة وتدريب وتسليح "الجهاديين" لقتال إسرائيل واستهداف مصالح الدول الحليفة لها.
لم يعد الدعم المالي لفلسطين هو المطلوب بالنسبة لخالد مشعل لأن " الجهاد بالمال عظيم لكنه ليس كافيا". بل المطلوب هو "الجهاد بالنفس والسلاح": "نريد جهادا بالنفس والسلاح وأن نفتح جبهات إضافية أخرى. العدو يقاتلنا في كل مكان وعلينا أن نقاتله كما يقاتلنا". يريد أن يحوّل الشباب وكل قادر على حمل السلاح إلى "جهاديين/انتحاريين" لا شغل لهم سوى استهداف المصالح الغربية وتفجير ذواتهم وسط التجمعات البشرية من سائحين وبعثات دبلوماسية أو مهنية أو طلابية أو غيرها. فهو يريد أن ينقل الدول العربية من محاربة الإرهاب إلى دعمه وتبنيه. لم تكفه، إذن، جبهتي غزة ولبنان الواقعتين تحت القصف والدمار، وإنما يسعى لفتح جبهات سوريا والأردن ومصر لتلقى نفس المصير أو ليحولها إلى أفغانستان جديدة. إنه الخبل السياسي الذي أفقد مشعل وزمرته صوابهم. إذ بدل أن يدعو مشعل إلى مصالحة فلسطينية وتقوية الجبهة الداخلية بتوحيد الفصائل، قرر التهريج وترويج أوهام الانتصار والتحريض على الإرهاب باسم "الجهاد".
هذا هو خالد مشعل وتلك هي إستراتيجيته التي يتقاسمها مع قيادة حماس ويدعو الشعوب والدول العربية إلى تطبيقها. لكن ما الذي يمنع مشعل وقيادة حماس من تنفيذ العمليات الانتحارية حيثما وُجدوا؟ ما الذي يقعدهم عن حمل السلاح والتمنطق بالمتفجرات ليكونوا نموذجا لبقية الفلسطينيين؟ خسئت يا مشعل باختيارك النعيم في أفخم الفنادق بينما تريد أن ترسل شباب الأمة إلى الجحيم. ألم يكفيك الجحيم الذي تسببت فيه قيادة حماس لأهل غزة لتلحق بهم بقية الشعوب العربية؟
لتعلم يا مشعل أن قضية فلسطين هي قضية الفلسطينيين أولا وأخيرا، وعليهم حلها بما يناسبهم. ولن تسمح أي دولة، مهما رفعت من شعارات شعبوية، أن تتحول أراضيها إلى أوكار للجهاديين أو يتحول مواطنوها إلى انتحاريين. لقد أضاعت حماس على الفلسطينيين فرصة "أوسلو" وحرمتهم، بسبب العمليات "الجهادية"، من إقامة نواة دولتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. ستظل حماس أكبر عائق أمام إحلال السلام من حيث كونها توفر كل الذرائع التي يتغذى عليها اليمين الإسرائيلي المتطرف المناهض لكل الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كانت إسرائيل قاب قوسين أو أدنى من التخلص من نتنياهو ومحاكمته، لولا طوفان حماس الذي ليس فقط أنقذ نتنياهو وإنما صنع منه بطلا وزعيما تاريخيا.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على طوفان الأقصى: التكلفة والمآل.
- مسؤولية أوروبا في التصدي لجذور الهجرة غير النظامية.
- أبعاد مؤامرة التحريض على -الحريـﯕ.
- خلفيات الانقلاب المذهبي للفقيه الريسوني.
- الفقيه الريسوني من إدانة جرائم إيران إلى الإشادة بها.
- من صفة الريسونيَيْن اللؤم ونكران الجميل.
- العداء الجزائري مقابل الانتصار الدبلوماسي المغربي.
- عنتريات سماسرة حقوق الإنسان تُفسد فرص العفو الملكي.
- الجزائر صانعة الإرهاب والانفصال والعداء.
- جماعة العدل والإحسان ولُولُوش فوق الهَدْروش.
- نهاية الابتزاز والرقص على الحبلين.
- تجار حقوق الإنسان يتجاهلون انتهاكها في مخيمات تندوف.
- استهداف الأجهزة الأمنية أعلى درجات الخيانة الوطنية.
- أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي(3/3).
- متى كان لخوانجية وعملاء إيران يؤمنون بالوطن؟ !!
- أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي( 2/3).
- أوروبا بين فكّي التطرف اليميني والتطرف الإسلاموي (1/3).
- ما موقف عملاء إيران بعد إعلان دعمها للبوليساريو؟
- لا هُم قوميون ولا هُمْ وحدويون، بل عملاء مرتزقون.
- إفريقيا ضحية الإرهاب والنهب والانقلاب (4/4).


المزيد.....




- بسبب -انتهاك- في لبنان.. إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي وم ...
- مصر لإسرائيل.. لا لتجاوز خطوطنا الحمراء
- تدمير تمثال قاسم سليماني في مارون الراس اللبنانية
- المستشار الألماني شولتس: قدمنا وسنقدم أسلحة لإسرائيل
- غرف الطوارئ في السودان وطريق الترشيح لجائزة نوبل للسلام
- شوارع مدينة فرنسية مغمورة بمياه فيضانات اجتاحت شمال شرق البل ...
- مشاهد توثق استهداف آليات إسرائيلية في طولكرم (فيديو)
- ماتفيينكو: -قمم السلام- الأوكرانية المزعومة لا تهدف إلى إنها ...
- السيسي يتحدث عن تحركات ومخططات لزعزعة وتفكيك دول القرن الإفر ...
- محلل عسكري إسرائيلي: قبل أن نقفز بتهور للمعركة ضد إيران يجب ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد الكحل - خالد مشعل في جلباب بن لادن.