أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فاتحة موت القمر (قصة سريالية)















المزيد.....

فاتحة موت القمر (قصة سريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


في عالمنا السريالي، تعيش مجموعة من الكائنات البشرية الغريبة تُعرف بالوحوش، هؤلاء ليسوا من خلق الطبيعة ، بل هم نتاج أعمق مخاوف البشر وأحلامهم المكسورة، يعتقدون أن موت القمر سيحررهم، ويمنحهم القوة لامتلاك الضوء الذي طالما أنار لياليهم الحالكة تتجمع الوحوش في وادٍ مظلم، تضيء السماء بوميض فضي يشبه مصباح صالة عمليات ، يتحدثون عن أساطير قديمة، تحكي كيف أن القمر كان يومًا ما كائنًا حيًا، قبل أن يتحول إلى كتلة من الصخر، يحلمون بأنهم حينما يموت القمر، سيستطيعون استعادة نورهم المفقود تبدأ الوحوش بالتحول الى أشكال متعددة مثل الخراف ذوات القرن الواحد المكسور وكائنات تشبه السعلاة المنحرفة ، تعكس عقدهم وما في داخلهم، بعضهم يصبحون كائنات زرقاء طويلة، بينما يتحول الآخرون إلى كائنات صغيرة تتلألأ كذبابة خضراء، كل شكل يعبر عن معاناتهم وآلامهم مما يدفعهم أكثر نحو انتظار موت القمر تقترب ليلة الموت المزعومة، السماء تمتلئ بالغيوم، تبدأ الوحوش في الحماس و الأمل، تخرج أصوات من أعماقهم، تعبر عن الخوف من المجهول.
يتساءلون: ماذا سيحدث بعد الموت؟ هل سيعيشون بلا ضوء؟ أم أن النور سيختفي إلى الأبد؟
مع بزوغ الفجر، يتضح أن القمر لم يمت، بل هو في حالة تجدد دائم، تدرك الوحوش أن ارواحهم كانت تتغذى من ضوء القمر لا من داخلهم لذا ينطلقون في رحلة لاكتشاف ذواتهم، بعيدًا عن انتظار شيء خارجي يمنحهم القيمة تترك الوحوش وادٍ انتظارها، تتجه نحو آفاق بعيدة ليتعلموا أن النور لا يحتاج فقط إلى مصدر خارجي، بل يمكن أن ينبعث من قلوبهم، تكتشف الوحوش أن الحياة مليئة بالألوان، حتى في أحلك اللحظات كان انتظار الوحوش لموت القمر يعكس رغبتهم في التحرر من افكار فرضت بشكل أمل زائف، في هذا العالم سريالي كل شيء ممكن...! قد يصبح القمر مريضًا دون أي تفسير منطقي، التفسير المنطقي الوحيد هو مواجهة للشمس الحارقة ليضيء ليالي الوحوش، هذا تحليل منطقي لان الوحوش لا تفهم تمامًا طبيعة وجودها، وهذا يزيد من الشعور بالاغتراب لذا تنظر الوحوش إلى موت القمر كفرصة للتجديد، حيث تعتقد الوحوش أن موت القمر سيؤدي إلى ولادة شيء ما، فكرة الموت يمكن أن تكون بداية جديدة لهم حتى في أقصى حالات اليأس، الحقيقة يمرضَ القمر لقلقه من المجهول ،من التغيرات التي قد تطرأ على الحياة لكن الوحوش كانت في انتظار موته كنوع من الهروب من مخاوفها بعض الوحوش ذات الخلفية الفلسفية صرحت ان موت القمر يُعتبر فعل تطهيري لذا تأمل الوحوش أن يؤدي موته إلى شفاء جراحهم الداخلية، هذه الفكرة تكون ضروريًة لتحقيق الشفاء تعلق الوحوش بفكرة موت القمر كوسيلة للشفاء، رغم أن هذا الأمل ضعيف وان القمر يدرك ان الموت فعل طبيعي تمر به معظم المخلوقات ،الا ان الوحوش البشرية حشدت كل الأقمار التي تدور في مجموعتها الشمسية وخاطبتها بلغة مشفرة ،جمعتها في الوادي بملابس مزيفة في انتظار موت القمر، الكل يشعر أن موت القمر سيعيد لهم القدرة على توهج نورهم الداخلي، يساعدهم في سعيهم للشفاء والنمو الوهمي داخل الوحوش هناك صراع داخلي بين الامل والياس، يجعلهم يشعرون وكأنهم مرضى في حاجة إلى علاج، يُظهر تعقيدات النفس البشرية وكيفية تعاملها مع الوهم، الوحوش كائنات مريضة تنتظر موت القمر كوسيلة للشفاء من اختلالاتها، في احلامها كانت الوحوش تتمنى ظهور قمر جديد يرث ضوء القمر القديم ، يشعرهم هذا أنهم حصلوا على فرصة جديدة لاستعادة هويتهم ونورهم الداخلي مع افتراض ظهور القمر الجديد، تحاول الوحوش استكشاف جوانب جديدة من ذواتهم، بالنسبة لهم يشير القمر الجديد إلى توازن جديد في العالم، حيث تتمكن الوحوش من التفاعل مع البيئة بشكل جديد، تسطر حكايات جديدة يصبح القمر الجديد محورًا لأساطير تُروى بين الوحوش، القمر الجديد سيكون نصف مضيء كي يتعايش مع الظلام، الوحوش تقتنع أن الحياة تتضمن ظلاما حالكا، يمثل القمر الجديد فرصة للانطلاق في رحلة روحية جديدة، حيث يستكشفون معاني جديدة للحياة ،لكن بعد انتظار طويل لموت القمر. يظهر القمر من جديد في السماء...! مما يثير مشاعر مختلطة بين الوحوش، هذا الظهور يُعتبر صدمة...! تتبدد الامنيات السريالية التي عاشوا فيها، يبدؤون في مواجهة الواقع تتألق السماء بالقمر من جديد، يضيء الليل بنور نقي، تتجمع الوحوش في الوادي، تتجلى مشاعر البؤس والدهشة على وجوهها تثير في داخلهم تساؤلات حول معاني الحياة والأمل التي ارجعت للقمر من جديد مع ظهور القمر تبدأ الوحوش في الاستيقاظ من حلمها السريالي، تدرك أن انتظار موت القمر لم يكن الحل لمشاكلهم. كانوا يتظاهرون بالقلق والمعاناة، تبدأ الوحوش في التحدث مع نفسها حول ما يعنيه غياب القمر.
يتساءلون: هل سنظل كما نحن، أم أن هذا القمر الذي نهض من جديد سيغيرنا؟
تتداخل الأصوات، تعكس الصراع الداخلي بين الأمل واليأس، خلال هذه الرحلة السريالية، كانت الوحوش تخطط ماذا تفعل بعد موت القمر، مشاعرها تتراوح بين السلبية والانتقام، الوحوش تتشارك مشاعرها مع بعضهم البعض من خلال الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وكتم الصوت هذا يساعدهم على معالجة الألم عند الشعور بالوحدة، الحوار احيانا قد يكون وسيلة لتخفيف التوتر والقلق، تحتاج بعض الوحوش القذرة إلى فترة من العزلة للتأمل في مشاعرها. الانعزال يمكن أن يوفر لها مساحة للتفكير واستكشاف أعماق أنفسها، يدفعهم فقد القمر إلى إعادة تقييم علاقاتهم وبناء روابط مع بعضهم البعض، تساعد في تخفيف مشاعر العزلة، يشجعهم الفقد على البحث عن معاني جديدة في حياتهم. يستكشفون طرقًا جديدة للعيش بعيدة عن الاعتماد على ضوء القمر، يتحول الفقد إلى دافع لتطوير أنفسهم الا انهم لا يتطورون. يكتشفون قوى جديدة في داخلهم تتجاوز ما كانوا عليه تبدأ الوحوش في البحث عن مصادر جديدة للنور حتى وان كانت بالات قديمة، من داخلهم أو من العالم الخارجي لكن الوحوش يمكن أن تتعامل مع مشاعر الفقد بطريقة بناءة وانتهازية، تقيم الوحوش فاتحة تعبر عن تقديرها لضوء للقمر التي كانت تتمنى ان يموت كرمز للأمل والنور الباهت في حياتهم، هذه الفاتحة تكون وسيلة للاحتفال ما كان عليه القمر ودوره في تشكيل هوياتهم وتعبيرا عن الحزن الكاذب. يجتمعون لتذكر اللحظات التي أضاء فيها القمر لياليهم يبحثون عن مشاعر عميقة لا يجدون، لكن إقامة الفاتحة تعزز الروابط بين الوحوش، يتشاركون ألم الفقد ويجددون دعمًهم بعضهم البعض في فاتحة القمر المتخيلة، يختار بعض الوحوش ترك القمر يتلاشى كنوع من الاستسلام للواقع، يعكس شعورًا باليأس والقبول بأن الحياة قد تغيرت إلى الأبد ترك القمر يتلاشى يُفهم كعملية نسيان، حيث يحاول الوحوش التغلب على الألم بالتجاهل. هذا الخيار يعكس سلبيتهم و عدم القدرة على مواجهة مشاعر الفقد من ناحية أخرى، يمكن أن يكون ترك القمر يتلاشى رمزًا لوحشتيهم ، يختار الوحوش الابتعاد عن الماضي والتركيز على ما هو قادم، تكون ردود فعل الوحوش تجاه موت القمر متباينة، يعكس تعقيدات تجربتهم السريالية في عالم غير متناه، سواء اختاروا إقامة فاتحة أو تركه يتلاشى، فإن القمر لا يحتاج الى أضواء صناعية مضللة بتكنولوجيا الذكاء الصناعي، كل الخيارات تحمل دلالات عميقة تتعلق بالفقد، الا ان صحوة القمر هدمت اصنامهم وفروا منكفئين الى الوديان العميقة علها تجنبهم ضوء القمر.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديقة الفراشات الغاضبة (قصة سريالية)
- احلام في حقيبة مسافر(قصة سريالية)
- أخطبوط يكتب الشعر بأذرعه العشر (قصة سريالية)
- طفل يتحدث الى الغيوم (قصة سريالية)
- أحلام في فنجان قهوة الصباح (قصة سريالية)
- عندما يرقص الضوء تحت قمر مكسور(قصة سريالية)
- أفكار عائمة في محيط من الزجاج (قصة سريالية)
- عصفور يرتدي حذاءً من ذهب (قصة سريالية)
- خيال يأكل ظله ( قصة سريالية)
- هياكل عنكبوتية وهمية (قصة سريالية)
- طائر لم يغادر القفص (قصة سريالية)
- نافذة على حافة اللامكان( قصة سريالية)
- دوامة الهاشتاغات (قصة سريالية)
- خنازير تتكلم بلغة البوم ( قصة سريالية)
- عطر نيتشة ( قصة سريالية)
- (زئير)نمر استطاع ان يصطاد ذيله ( قصة سريالية)
- شمس زعيمة الصعاليك (قصة سريالية)
- حصان افلاطون (قصة سريالية)
- الذكاء الساخر(قصة سريالية)
- الإنسان الفيروس( قصة سريالية)


المزيد.....




- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي ...
- الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو ...
- جائزة نوبل في الأدب تذهب إلى الروائية هان كانغ
- فوز الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب
- رائد قصيدة النثر ومجلة -شعر-.. وفاة الشاعر اللبناني شوقي أبي ...
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- تأييد الحكم بالسجن ضد سائق اتُهم بالتحرش بالممثلة المصرية هل ...
- غضب فريد بعد زواج سيران وسنان… مسلسل طائر الرفراف الحلقة 78 ...
- استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - فاتحة موت القمر (قصة سريالية)