أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - الفيضان.. (7)














المزيد.....

الفيضان.. (7)


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 11:14
المحور: الادب والفن
    


الفيضان (7)

تسريب من عالم الاموات..!!
ليس هناك موت.. ما تسمونه موت ليس سوى حياة جديدة في الخفاء.. لافرق بينهما (البدايات والنهايات..) سوى في بعض التفاصيل الدقيقة والغامضة..(سبعة رجال).. رجالات المدينة الجميع يعرف اسمائهم (هم سبعة من رجالات التصوف كل واحد منهم ظهر في فترة زمنية مختلفة . منهم السبتي.. والتباع. والغزواني.. والسهيلي وبنعلي..و عياض والجزولي.. ... لكن القطب فيهم كما قلت لك هو( ابو العباس السبتي) .. خلف حي العرصة ممر منحدر يعبر بازقة مظلمة مسقفة مباشرة الى الزاوية العباسية.. بجنب الضريح ساحة كبرى اسمها (الضص).مبلطة بالاسمنت وهي. تمتلأ كل يوم اربعاء بجماعات من الدراويش والفقراء.. كانوا ينتظرون حصتهم من الذبيحة.. وفيما بينهم يزاولون البيع والشراء في بعض المواد المتواضعة والتي قد لا تصلح للاستعمال..سواء من طرف الاحياء او الاموات.... او الاحياء الاموات.. كل الكوارث والمآسي تتكدس. في هذه الساحة( الضص).. في مدينة لا تزال تتفاخر بامواتها اوتادها السبعة.. ..!!...
لا بد ان اتدبرالامر جيدا لأقرب الحدث و المعنى لفهمك و واضع لك ذلك في نتفات وصور و ستوريات... وفي احيان اخر.. اسجلها من اعلى. أزومها.. . من أعلى الى الاسفل على هذا الجدار الافتراضي المسخر من الله وليس من العبيد.. حتى يقراها الكثير من العبيد و من الناس.. وحتى اللي ما يقرأ..لابد غادي يسمع..ويستوعب بسهولة ما اقول فقط احيانا افكر في لو كان عندي بوق رقيق ودقيق.. وعين سوداء إلكترونية ديجيتال اي ذكية وورقة ذاكرة حية بحجم إذن فيل او فيلة لا يهم فقط كي اسجل عليها هذه التراهات.. . في صباح كل جمعة ننشر ليك شريط من العالم.. الروحي (حول العالم..) فيه تتفاعل حيوات الارواح من جميع الأصناف. التي اعرفها. عالم لا يختلف عن عالمنا اليوم سوى بكونه اسطوري و سري وخفي ولا تدركه الابصار ..ثم هادىء.. ان الابهام و الغموض فيه يصاحبنا ونحن ننتظر اليوم الذي نقف فيه امام وجه الرب الجميل.. ونستمتع بجوده وكرمه للخلق..لنا.. ولاني سخي و عاشق البوح للاسرار.. ساسرب إليك بعض الصوت والصور من عالم الاموات هذا الجميل.. بعيدا عن شبح (الدولة) نعم شبح (الدولة) الذي قرات عن خطورته انه يعشعش في كل زوايا المؤسسات.(المدرسة_ والجامعة... والمسجد_والمشفى_والملعب_والحي_والمخيم.. الخ.. الخ..) .!! في كل مكان حتى في المقابر والاضرحة..!! .. استشعرت هذا السر الغامض حتى قبل ان اقرأ شيئا عن (هوبز) وثنينه القاتل..!!! كان الطفل المنكوب تائها مابين حفظ كلام الرب لاجتياز الامتحان.. وقراءة كتيبات الرسوم المتحركة لتجزية الوقت الصعب.( قصص عطية الابراشي. ولطفي المنفلوطي. وجورجي زيدان.. .).. لكن تلاوة القرأن كانت هي المسيطرة على زمنه..!!! يغوص في تفاصيل الصور والرسوم .. ثم ينزع لروحه قسطا من الراحة لاعادة قرائتها لمرات.. ومرات..!!!
يقال ان اسوء الحكماء من يزور الامراء.. واقول ان افضلهم من يزور الدراويش والفقراء..والمحتاجين ويعتني بهم.. في ذلك الصيف قامت الاسرة بزيارة ضريح ولية معروفة بجبال اوريكة ولية امازيغية الاصل.. درويشة كانت وشلحة اسمها (ستي فاظمة).. زيارة السيدة فاظمة كانت بالحاح من الوالدة فاطنة.. هي شلحة كذلك.. و لا تعرف عنها سوى انها من وليات اللامازيع لها كرامات و تدعو للسلام و المحبة وتنظر وتعالج الخصومات ما بين القبائل الاملزيغية في اعالي الجبل...
في الشتاء يصعد الشلوح الى اعالي الجبل يسكنون المغارات والكهوف مع قطعانهم وفي الصيف يهبطون الى جنباات الوادي.. وكلما اعلنت السماء عن غضبها وتكاثفت بها الغيوم وهطلت الامطار القوية وساد الظلام وبدأت علامات فيضانات الشعاب والاودية.. فيبداء الهروب الى القمم والاعالي.. يصيح الشلوح فيما بينهم (بنت اومزي.. بنت اومزي..) اي بنت منتصف الشهر.. وهو شهر غشت (اغسطس..) من كل عام.. ويتفرقون في قمم الجبال.. قمنا بالزيارة ذلك الصيف..شاهدنا الكهوف.. والشلالات السبعة.. ولعبنا في المصطبات والمدرجات على سفوح الجبال وبعد الظهيرة حومنا على قصاع الكسكس.. الامازيغي.. كثير اللحم والدسم ومتنوع الخضروات.. الا انه بدون ملح.. ولم استصيغه.. سألت فاظنة لماذا لا يضعون لنا الملح.. اليس لهم ملح.. للطعام..؟ حدقت في وجهي وامرتني بالسكوت... (اسكت.. ستعرف فيما بعد...!!!).. عند الهبوط من الجبل.. ومغادرة تلك الكهوف.. اعدت السؤال على (فاطنة).. اليس للشلوح في قمة الجبل ملح؟.. نهرتني وجرتني من يدي وقال.. الا تصمت.. انت لا تعرف ان تصمت في حينه..!!.. عندما كنا نلتهم الكسكس كانت الجن تحوم بنا وتشاركنا الطعام.. الطعام الذي اكلته في الجبل كانت به بركة تلك الارواح الطيب.. وبالحاحك في السؤال.. عن الملح.. هرب الجن و افسدت علينا الحصول على البركة...
في تلك الليلة جفى عيوني النوم. وقضيت الليل كله محملقا في سقف الغرفة الخشبي.. انتظر ردة فعل الجن الذي حرمته بكلامي عن الملح.. ومنذ ذلك الحين تعلمت ان الجن ليس كالانس يعشق الملح في طعامه..!!!
يتبع..
ع. سهاد 2024



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيضان. (5_6)
- الفيضان... (1-2-3-4)
- البقار.. ونهاية العالم..
- مدرسة الاموات (1) (البلاء المسلط...!!!)
- هذا الإنسان... (الملعون)
- حارس كلب الشاه..
- أوراق من صلصال (12)..
- لعبة التناوب الديمقراطي والتعليم بالمغرب.. (1)
- رسائل تحت التراب (3)
- حمام السعادة.......
- الديمقراطية هي الحل....!!!
- رسائل تحت التراب.. (ف:2)
- رسائل تحت الثراب..(1)
- في البحر...
- دخشوشة المعلم كرشة...
- لقمة عيش... الجزء2
- نزع الاقنعة.....!!!
- لقمة عيش...(1)
- خطاب الرايس
- بلا اعجاب۔۔۔المقبور۔۔


المزيد.....




- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي ...
- الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو ...
- جائزة نوبل في الأدب تذهب إلى الروائية هان كانغ
- فوز الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب
- رائد قصيدة النثر ومجلة -شعر-.. وفاة الشاعر اللبناني شوقي أبي ...
- من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي ...
- تأييد الحكم بالسجن ضد سائق اتُهم بالتحرش بالممثلة المصرية هل ...
- غضب فريد بعد زواج سيران وسنان… مسلسل طائر الرفراف الحلقة 78 ...
- استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - الفيضان.. (7)