أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح هدايا - المعنى الحقيقي للحياة يكمن في محاربة الشر














المزيد.....

المعنى الحقيقي للحياة يكمن في محاربة الشر


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 8126 - 2024 / 10 / 10 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل انتهينا؟
هل بدأنا؟
ماهي الاحتمالات التي بيدنا أمام الحرب الشريرة المتّسعة التي تنسجها أقليّة أمبرياليّة شديدة الخبث تتحكم بالعالم؟ هل الموت بشجاعة وشرف؟ أو الهزيمة؟ وكيف نعرّف البسالة والشرف؟ النصر والزّهو؟كيف نعرّف الهزيمة؟

نتذكر قول علي عزت بوفيتش:
عندما تمر بكل أنواع الابتلاءات وتتحملها، وبعد أن تسقط مائة مرة ثم تنهض من جديد، عندما تتخلى عن الآمال الزائفة ومحاولات التبرير، وتُقرر بقوة أن ترى الحقيقة بوضوح، عندها ستدرك أن المعنى الحقيقي للحياة يكمن في محاربة الشر.

نعم. نحن في حرب مع الشر. والشّر لا يحتاج تعريفاً؛ لأنّه واضح في ممارسة أعمال القتل والقمع والاضطهاد واستغلال الناس واغتصاب الحقوق. الشر تجذّر وتقوّى في حرب تدميرية طويلة على البلاد العربيّة، امتدت لقرن من الزمان، واشتدّت ضراوة في العقود الأخيرة، وبالتحديد العراق وبلاد الشام. ..والهدف ليس فقط النفط والمال، بل أيضا تمكين الحركة الصهيونيّة التي هي وليدة الامبرياليّة، فقد قسموا البلاد سياسيّاً وطائفيّاً، إلى دويلات..والآن يقسّمون الدويلات إلى كيانات اثنيّة أصغر، ويشعلون حروبا أشد عنفا؛ تبدو بوضوح في عين المشهد بأنها حروب إبادة.
عندما سلبوا فلسطين قبل عقود وطردوا أهلها واستقدموا الغرباء؛ فأصبحوا مستوطنين يتمتعون يشرعيّة سرقة أرض العرب واحتلال بيوتهم ونهب خيراتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ومقتنياتهم الشخصية؛ كان ذلك باسم الزعم الديني والأرض الموعودة. كان نصرة للحلم الديني الصهيوني التوسعي؛ بتحويل هذه البلاد التاريخية التي قطنها لآلاف السنين العرب من يهود ومسيحيين ومسلمين وغير دينيين.. إلى أراض خالية من البشر ومن الحضارة ليأتي يهود أوربا الشرقية ويهود بولندا والغرب ويحصلوا عليها كوعد إلهي... لايمكن لعاقل أن يسوّغ ويقبل هذه العنصرية وهذا العقل الإجرامي، ولم تعد المقولات الأسطوريّة قابلة للعيش والتّصديق. ومع ذلك مازال المشروع الصهيوني قيد التنفيذ على امتداد سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وربما مصر ... ليس فقط بالآلة العسكرية الأمريكيّة أو الروسيّة، أو بالإرهاب الإسرائيلي، فهناك أيضا أيد قذرة أخرى ربما أشد قذارة وهي الجماعات الدينية الإرهابيّة التي أنشأتها ورعتها أمريكا والغرب وروسيا لتخريب البلاد ونشر الفتن والحروب الأهليّة؛ فتستقطب الأغبياء والمغفلين وغير الأسوياء، الذين لا حس ديني أخلاقي نبيل في ضمائرهم، مجردعصابات ووكلاء حرب بشرعيّة دينية. ميليشيات لا تعرف سوى التخريب والتّرهيب. ...وهناك إيران ومشروع عقيدتها الدينيّة العنصريّة العابر للدول، وهناك تركيا وادعاءاتها الأخويّة وأهدافها التوسعيّة. إذن عندما نتحدث عن الحرب نتحدث عن عنف هائل واسع استطاع أن يتجذّر عميقا في البلاد..ويعبر الأماكن بأيديوجيات طائفيّة...فماذا نفعل؟ ننتظر خلاصا في العالم الآخر..أو نموت طلبا لعالم مثالي لا مكان له في الأرض..؟ أو هل نستمر ونناضل لكن، ونحن ممسكون، بأيدٍ نظيفة، وعياً وطنيّاً ومسؤولية أخلاقيّة وفكرا عاقلا وشجاعة. نحارب جيوش الأعداء بكل الطرق السياسيّة والشعبيّة سلميّا وثقافيّاً، حتى عسكريا بحركات مسلحّة غير نظاميّة في إطار مشروع وطنيّ..؟
عندما نتحدث عن الحرب نتحدث عن عنف هائل واسع تجذّر عميقا في الأرض. دول العالم الفقيرة والمنهوبة التي خاضت حروبا، فإما انتهت واستسلمت لقوى الشر والامبريالية أو قاومت وانتصرت... أو عمّت فيها الفوضى ومزقتها حروب أهليّة..لكن الحروب لم تتوقف على بلادنا وفي بلادنا، فنحن عبر قرن نعيش حربا متعددة الأشكال..وقد لا يمكن ببساطة تصديق أن البلاد عاشت لأكثر من قرن في حروب وفتن كثيرة... الحرب على العراق وحروب فلسطين والحرب اللبنانيّة وحرب الأردن وحروب سوريا.....ومازلنا نقاوم ونتلقى الضربات الموجعة. ألم وقتل وعنف وبيوت مدمرة وأسر منكوبة وعائلات مفككة وأرض مغتصبة..ومعوقين وأيتام ومغتصبات ومفقودين ومساجين وأسرى وغضب وانتقام وأحزان ودم لا ينشف... نتحدث عن تاريخ من الاستعمار والقمع والأنظمة الاستبدادبة العميلة والحروب بالوكالة...وكل الحروب لها أجندة أيدولوجية ومطامع اقتصادية.... فماذا امامنا؟ وماذا بيدنا ان نفعل؟
لا ريب في ان المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية يطفح بأسرار ومخاوف في ظل الحرب التديرية الجارية...حتما تتسع رقعة الشكوك وحالة الغموض ... ويشتد الارتباك. فلا تدري أتتفاءل او تتشاءم. لا تعرف إن كنت محقاً أو على ضلال، فهل يأتي الحل بالاستسلام ؟ او يأتي الحل أو بالنضال العبثي والموت؟... هي أسئلة أشبه بالعدمية ..فالالتباس شديد على الرغم من وضوح الحقيقة...
لا احد يحب النهايات عندما تكون مؤلمة، الإنسان يحب أن يعيش نهايات سعيدة، حتى وان لم تكن مقنعة. النهايات ليست دائما قطعيّة ونهائيّة، بل قد تكون بدايات لحلول أو بدايات لمشاكل. فمن طي النسيان والغياب إلى طي الذاكرة والحضور.
فهل من نهاية متوقعة ؟
قطعا الأمر لم يعد الآن بيد الشعوب المسحوقة ..لأنها لا تملك قوة البطش التي تملكها قوى الشر المسيطرة على العالم..... وقد تستمر الحروب وتتسع النزاعات الأهليّة الاثنية . حتما سيتغوّل المشروع الصهيوني الإسرائيليّ، وسيصطدم مع عملائه من إيران وغيرها. لا شك أن وصايات أجنبية ستصير أشد ضراوة. نهايات كثيرة ستفرضها قوة الحرب في الواقع..لكن الطبيعة لا تعمل دائما باتجاه واحد كليّ نهائيّ.الطبيعة وقوانينها محكومة بقوى متزنة..فالافعال لها ردود افعال والمقدمات لها نتائج.... وقد يحدث ما يخالف التوقعات ويفاجىء الجميع. ويتفكك التعاون الصهيوني مع الأنظمة الحاكمة في منطقة ما يسمى الشرق الأوسط، وقد تتغير الخارطة السياسيّة وتنقلب...فإيران الآن ليست إيران الأمس، حزب الله تفتت...تركيا قد تفقد السيطرة على القوى المتصارعة في داخلها..إذن قد تأتي بدايات جديدة في مصلحة الخارطة العربية السياسية. فهل نحن مستعدون لملء الفراغ؟.
د.سماح هدايا



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء إلى أمة مسألة مصير
- للحظةٍ ثوريّةٍ جديدةٍ
- في تذكُّرِ من تأبَّى الذلَّ والظُّلمَ
- -حتّى لا تيبسُ عروقُ الكبرياء-
- للسوريين عبرة في مأساة فلسطسن
- سوريا التّضليل والتّقسيم
- ثورات معلقة
- المهجر..بين تحديات وخيارات
- هل يتأثر التعلّم وتحصيل المعرفة باستخدام اللغة؟
- بين دولة وثورة عقيدة
- لماذا انفجر الشعب السوري بهذا الشكل؟
- والشعب إذا حكى...
- فرائس وفخاخ وقناصّة
- صرخة ضد الهزيمة
- الحل السحري
- سوريا من قضة وطنية محقّة لقضية صراع دولي
- ثورة -سنوات الدم-..لا -شهر عسل-
- تحديات الذات في هيجان الثورات
- نظرة في الخطاب ما بعد الثورة
- آن للربيع السوري أن يزهر مشروعا


المزيد.....




- بسبب -انتهاك- في لبنان.. إيطاليا تستدعي السفير الإسرائيلي وم ...
- مصر لإسرائيل.. لا لتجاوز خطوطنا الحمراء
- تدمير تمثال قاسم سليماني في مارون الراس اللبنانية
- المستشار الألماني شولتس: قدمنا وسنقدم أسلحة لإسرائيل
- غرف الطوارئ في السودان وطريق الترشيح لجائزة نوبل للسلام
- شوارع مدينة فرنسية مغمورة بمياه فيضانات اجتاحت شمال شرق البل ...
- مشاهد توثق استهداف آليات إسرائيلية في طولكرم (فيديو)
- ماتفيينكو: -قمم السلام- الأوكرانية المزعومة لا تهدف إلى إنها ...
- السيسي يتحدث عن تحركات ومخططات لزعزعة وتفكيك دول القرن الإفر ...
- محلل عسكري إسرائيلي: قبل أن نقفز بتهور للمعركة ضد إيران يجب ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح هدايا - المعنى الحقيقي للحياة يكمن في محاربة الشر