أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - د. محمد خير الوزير يكتب كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[2]














المزيد.....

د. محمد خير الوزير يكتب كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[2]


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[1]

“نتابع طرح التساؤل عن الوصفة السحرية لصنع شعب جاهل؟!!!

بعد الصفنة الماضية، نتابع معًا صفنة ثانية في ثنائية السلطة المستبدة المركبة من تحالف السلطتين (السياسة والدينية).

وإليكم ما يلي:

• سكين النظم الاستبدادية “الآلية الخفية للسيطرة”

تواجه مجتمعاتنا عملية فرز صارمة من خلال أنظمة تسلطية تستخدم معايير اقتصادية معزولة، متناسية بذلك السياقات الاقتصادية الكلية. هذا يولد نزعة محمومة لجمع المال دون توجيه أو غاية. الانتباه ينتقل بعدها إلى المؤسسة الدينية، حيث يُطلب من الأفراد الانقياد لمعتقداتها ومثلها العليا، كليًا أو جزئيًا، ويُعاقب المعارضون بالتجريم أو الحظر. يكشف هذا الانتقال عن كيفية استغلال القيادات الاستبدادية للدين كأداة للحكم ونشر الجهل. هذه الاستراتيجية، المعروفة باسم “الآلية الخفية”، قد ترسخت مع الزمن في وعينا الجمعي، مما يستدعي الانفصال عنها بأقرب وقت ممكن.

يغفل النظام السياسي عن الروابط الإنسانية والحضارية، ويُبرز التقسيم الاجتماعي كيف تعمل السلطات على ترويج الأيديولوجيا الدينية لدعم الأجندات السياسية للدولة، مما يضع المخالفين لهذه الأيديولوجيا تحت طائلة الاتهام بمخالفة الدين الرسمي وبالتالي القانون الأساسي للدولة. الحوارات السياسية، التي تغلب عليها المؤسسات الدينية، تمنحها نفوذًا يتجاوز المؤسسات المدنية أو الحكومية، مما يجعل السلطة الدينية تسود على المجالات السياسية، والثقافية، والعلمية، والفلسفية.

الدين، بجوهره، لا يمكن اختزاله أو اندماجه بسلاسة في الأطر الثقافية أو الاجتماعية، خصوصًا عندما يتعثر الخطاب الديني الرسمي في الإقناع المنطقي ويظهر بمظهر غير مقنع. مع قدرة الدين الكبيرة على التأويل، يصعب دمجه في أي نظام ثقافي أو اجتماعي محدد. على الرغم من ذلك، تواصل السلطات التشريعية محاولات دمج الدين بالسياسة، مما يعكس ميل الدولة نحو دين محدد وتفرض على الآخرين قبول تشريعات دينية متجاهلة التعددية الدينية، والثقافية، والمدنية للمجتمع ومبادئ المواطنة.

• معادلة محققة مركبة من “تحالف السلطتين”

في سياق تحليلي لكيفية تماهي السلطة السياسية والدينية مع الواقع الذي نعيشه، يبرز الأسلوب الذي تتبعه هاتان السلطتان في صوغ قراراتهما وتشريعاتهما التي تفرض عبئًا ثقيلًا على المواطن، فيما تحافظ كل منهما على موقعها ونفوذها. هذه الديناميكية تظل مستترة خلف أقنعة متعددة تتغير باستمرار عبر العقود، مما يؤثر تأثيرًا خفيًا ومدمرًا على الوعي الجمعي العربي.

تشعرنا هذه الأنظمة السلطوية بثقلها، حيث تصادر منا ملاحقة أحلامنا الشرعية، محاصرةً حياتنا اليومية بالصراع من أجل البقاء. وتجعلنا التحديات الاقتصادية والأمنية والمؤامرات الدولية نفقد السيطرة على مصائرنا وتبعدنا عن مسار التقدم نحو المستقبل. فيصبح تفكيك هذه الآليات المتجذرة بين السلطة السياسية المطلقة والسلطة الدينية الراسخة مسألة بقاء، وتشكل تحديًا وجوديًا يتطلب مواجهة جادة وحازمة.

الثورية التي ترسخت في الهوية العربية، بفضل ما عُرف بثورات الربيع العربي، دفعت النظريات الإنسانية والسياسية الحديثة لإعادة تصور الحكم بطريقة أكثر ديمقراطية وشمولية، مؤكدةً على أهمية تداول المعلومات والنقاش الحر بين مختلف الطبقات الاجتماعية. وبالتالي، تم توسيع الفجوة بين السلطتين السياسية والدينية لضمان عدم امتزاجهما مجددًا، مما فتح المجال لتأصيل مفاهيم حيوية مثل الحرية والمواطنة.

لكن لتحطيم جدران الجهل التي أقامتها هذه السلطات، يتوجب علينا أن نتحلى بالشجاعة والفاعلية، وليس فقط من خلال النتاجات الأدبية والشعرية. فمن الضروري بناء تجربتنا الثقافية الخاصة، مستندين إلى فكر مفكرينا المستنير والمعاصر. هذا الحلم الثوري لن يتحقق إلا إذا اختار شعوب المنطقة بأسرها الانخراط في هذا التحول، متجاوزين الجمود الفكري، ومنخرطين في مشروع ثقافي وطني يعيد صياغة ومناقشة المفاهيم الأساسية للدين والسياسة بحرية، متوافقًا مع معالم الدولة المدنية الحديثة. يجب أن يقوم هذا البناء على أسس تحترم التنوع الاجتماعي والتراث العلمي، موصولًا بجذور حضارتنا العريقة، متحررًا من نفوذ المؤسسات الدينية المُسيسة والمؤسسات السياسية المتينة والتي تحاول فرض تأثيرها على هذه العملية.

فنحن نحتاج إلى ثورة ثقافية جذرية تعمل على إعادة تنظيم العقل الجمعي العربي، محوًا للأفكار البالية ومنشطةً لروح الابتكار والإبداع. هذه الثورة الثقافية المعمقة، وحدها، يمكنها أن تعيد إلى الأمل بريقه في مستقبل يزهو بالديمقراطية والمواطنة، وتمكين الشعوب من المشاركة الإيجابية في صناعة أوطانهم.

[1] العنوان وكثير من الأفكار مقتبسة من كتاب صديقي المفكر والصحافي والشاعر المصري طارق سعيد أحمد من كتابه (كيف تصنع جاهلًا) فله جزيل الشكر والامتنان لسماحه لي بذلك.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولات طارق سعيد أحمد
- توحه سوسو سارة
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريست الكبير دكتور وليد سيف
- حوار علجية عيش مع الشاعر والإعلامي المصري طارق سعيد أحمد
- كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[1]
- طارق سعيد أحمد يحاور الأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد
- ترتيب منطقي.. أو هكذا يبدو لي
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريت الكبير ناصر عبد الرحمن
- طارق سعيد أحمد يحاور السيناريست الكبير مجدي صابر
- إنْسَانٌ
- -تقيل- قصيدة للشاعر طارق سعيد أحمد
- كلاكيت أول مرة.. -أشرف ضمر- روائيًا في -سيما ألف ليلة-
- -آيس هارت فى العالم الآخر- رواية تراهن على المجاز الشعري
- طارق سعيد أحمد يحاور د.شهرت محمود أمين العالم
- «فى الثقافة المصرية».. ما بين الأدب القديم والتقدمى.. كتاب ه ...
- طارق سعيد أحمد يحاور الدكتورة شهرت العالم
- طارق سعيد أحمد يحاور الفنان التشكيلي العالمي -محمد عبلة-
- غنوه.. بتقولي إيه
- عالم
- -عمار علي حسن- وهو ينظر من -ألف نافذة لغرفة واحدة-


المزيد.....




- وثقها بكاميرا طائرة -درون-.. مشاهد درامية تُظهر اقتلاع إعصار ...
- انفوغرافيك.. كيف حول القصف الإسرائيلي قطاع غزة إلى أنقاض؟
- بعد رسالتها لطهران.. مناشدة خليجية لواشنطن بشأن الضربة الإسر ...
- ما الذي تسبب فيه إعصار ميلتون حتى الآن؟
- كيف يتعامل الصحفيون مع الأزمات النفسية خلال الحروب؟
- تدريبات نووية لحلف الناتو يوم الاثنين المقبل: استعدادات في ظ ...
- حرب غزة: أرقام قياسية للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل منذ أك ...
- لبنان.. إصابة جنديين من يونيفيل بنيران دبابة إسرائيلية
- كتاب -الحرب-.. بن سلمان -طفل مدلل-، نتنياهو -كاذب- وبوتين -ش ...
- رئيس الوزراء العراقي يستقبل السفير الروسي لدى العراق


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - د. محمد خير الوزير يكتب كيف تصنع شعبًا جاهلًا.[2]