فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 13:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بمناسبة مرور سبعة وخمسون عاماً على استشهاد البطل الثائر المناضل الطبيب الكوبي (ادنستي تشي جيفارا) الذي قتل في بوليفيا في يوم 8/10/1967 عندما كان يقاتل مع الثوار والذي قتل نتيجة وشاية من راعي الأغنام إلى الجيش البوليفي وعندما سئل الراعي عن سبب وشايته للجيش البوليفي قال : (إن عمليات جيفارا العسكرية في بوليفيا كانت تثير الرعب والفزع والخوف لأغنامه).
هذا الكم الهائل من الغباء والجهل أطاح برمز نضالي أفنى عمره في تحرير بلاده والدفاع عن حقوق المظلومين والمحرومين في كل بقاع العالم وهكذا بكل بساطة يرحل رمزاً نضالياً عن الوجود وتعكس عما يعانيه ويتكبده القادة والرموز المناضلة من أجل سعادة ورفاه الإنسانية والشعوب المظلومة المغلوبة على أمرها ... أن الجهل بالشيء وإقرار الجهل بجهله يعتبر جهلاً بسيطاً يمكن علاجه ومنح صاحبه سلوكاً معرفياً أفضل ... ولكن المصيبة والمشكلة تكمن في الجاهل الذي لا يقر بجهله بل يعتبر نفسه العالم المتعلم والخبير بكل فنون الحياة ومعارفها وعلومها وهذا النوع من الجهل هو أخطر مراحل الجهل وأفتكه بحيث يجر تبعات خطيرة لأن من الصعب إقناعه وعلاجه هؤلاء من أصحاب الأنا العظيمة المتحكمة بالشخصية المعقدة من المتعلمين وخاصة إذا كان هذا المتعجرف والكبرياء من أصحاب النفوذ والمكانة العالية في الحزب أو السلطة ... وهنا يجب التفريق بين الأمي والكبير الجاهل. فالأمية عدم معرفته القراءة والكتابة أما الجاهل فهو عديم المعرفة والاطلاع بالأمور الحياتية المختلفة والسياسية والثقافة والشؤون الاجتماعية ... فمن الممكن أن يكون الشخص متعلماً وأكاديمياً حائزاً على شهادة عالية إلا أنه يجهل بالكثير من أمور الحياة الاجتماعية المختلفة وغيرها قد نرى ويسوقنا الحظ إلى جاهل من أصحاب الشهادات المزورة الذي يعتبر نفسه شخصية معرفية في جميع جوانب الحياة المختلفة لكنه يجهل أبسط أسلوب التحية والمجاملة وهنا تكمن خطورة صاحب الشهادة الجاهل وخاصته عندما يكون صاحب مركز ونفوذ وبإمكانه استخدام مركزه في إيذاء الآخرين وخاصة عندما تكون حاجتك لديه أو معاملة أو عمل ما وهنا تحضرني مقولة للممثل والمخرج الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار قوله : (الشهادة ورقة تثبت أنك متعلم لكنها لا تثبت أنك تفهم) وهنا تكمن خطورة صاحب الشهادة الجاهل وخصوصاً عندما يكون صاحب مركز وجاه ونفوذ ... وما صاحب الشهادة الذي برز في اختراعاته المدنية والعسكرية يحمل البساطة والتواضع والالتزام بالتقاليد والعادات في المجتمع ... في حياتنا نصادف من مختلف الأنواع وربما نلتقي بإنسان أمي يجهل القراءة والكتابة تساعده من تسيير حياته بشكل أكمل وأفضل إلا أنه قادر ويستطيع أن يفهم ويقدر ويقدم خدماته للآخرين بتواضع ورحابة صدر وبدون الأخلاق والمعرفة المتواضعة البسيطة من الصعوبة على الدولة أن تشيد مجتمع يشيد الأوطان والأمم.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟