أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة الشتيمة .














المزيد.....

مقامة الشتيمة .


صباح حزمي الزهيري .

الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


مقامة الشتيمة :

يقول باولو كويلو : (( الجهل يقاس بمقدار الشتائم التي يستخدمها الشخص عندما لا تكون لديه أي حجج للدفاع عن نفسه )) , في تعليق على شتائم أحدهم كتبت على صفحته : ( كم اعترف بكونك جليلاً في التحقيق والسرد والنقل الأمين , لكن عبارة واحدة تجعلك تحت طائلة النقد , وأحيانا الشك في علميتك وأنت الذي تدعي الأكاديمية , ليست مشكلة أن لا تحب الحزب الفلاني , ولك ان تذكر مساوئ عهده بما تشاء , لكن أن تصفه بالمجرم والنذل وكذا من الأوصاف السوقية , يخرجك عن رزانة المثقف والمحقق والمؤرخ , عباراتك هذه ضد خصمك , يمكن أن تقال في مقهى أو بين اصدقاء , لكن لا يجوز أن تكون في مواقع رصينه , وتصدر عن أحد من يدعي نفسه من فحول المثقفين )) , وطلبت ممن يتفضل بالتعليق ألا يخرج عن القصد , قصدنا ليس حزبا معينا , إنما استخدام مفردة غير لائقة , سوى كانت ضد هذا الحزب أو سواه , من كاتب يفترض ان له وزنه و بحوثه .

قال ألأمام علي أيام حربه مع الخوارج : لا تسبوهم و لا تشتموهم , لسنا شتامين و لا لعانين و لا سبابين , قولوا أخواننا بغوا علينا , وقد قرأت تغريدة لشيخ خليجي تقول : (( لسنا بالشتامين ولا اللعانين ولا أهل فتنة , ترفعنا عن قذارة المسيئين ليس ضعفاً , بل مكسب لديننا وأخلاقنا وسمعتنا الحشيمة , اسفهوهم فهم المسفوهين )) , ومثلما يقول الشاعر: (( إن اللئيم بقبح القول تعرفه وبالحوار طباع الناس تكتَشَفُ - فنُ التَّخاطب ذوقٌ ليس يُدركهُ إلّا كريمٌ بحسن الخُلق يتَّصفُ )) , وهكذا فأن اللين هو المفتاح الذهبيّ للقلوب, والطريقة الأصحّ للتدرّج في الكمال.

لو فكر الشاتمون لثواني قبل ما يقومون به , لكان أفضل لهم من أن يضعوا أنفسهم تحت الانتقاد من القريب قبل الغريب , فاذا اردت ان تهاجم خصمك محاولا تسقيطه فلا تستعمل كلمات او اوصافا سوقية ومبتذلة كالطعن بالشرف مثلا, لان ذلك يفقدك المصداقية ويرفع من شأن خصمك , وتذكر ان الكلام صفة المتكلم , فاستعمل لغة رفيعة وحجة دامغة في هجومك لكي لا ينقلب الهجوم ضدك.

لا شك أن أول ما سيتبادر إلى دماغك عن السِّباب هو أنه شيء محرّم , ومحظور, وغير مقبول تحت أي ظرف , وهو مؤذٍ كذلك , لهذا السبب تضع قنوات التلفاز صفيرا مكان الشتائم , خشية أن يؤثر ذلك على عدد متابعيهم , أما كتابيا فقد يضع البعض طلاسم (كـ !&@-$-#) ) للتعبير عن أن هناك كلمات نابية قد قيلت أو كُتبت , لكن على الرغم من ذلك , فإن استخدام الشتائم هو سلوك عابر للثقافات , يوجد في كل اللغات وله تاريخ ضارب في القدم لدرجة أننا لا نعرف بدايته , كان منهج المتنبي المسجل باسمه في فن الهجاء الشعري , أن يهجو على قدر احترامه لذهنية المهجو, فإن كان ذا عقلٍ وذائقة أدبية , فإنه يبدعُ له قطعًا من الهجاء الفني , والصور غير المباشرة , أما إذا كان يحتقره , فإنه (يصير يسب) بنص , لكن لأن المتنبي كان ماكينةً بشرية لإبداع الحكمة , فإنه لا يكف عن إطلاق تُحَفِه الشعرية حتى وسطَ موجات السباب , يذكر الرواة أن أحد الأشخاص اعترض طريق المتنبي , وذلك لإجباره أن يمتدحه في قصيدة , فرّ المتنبي منه , لكنه قرر مكافأته بما يستحق وما لا يستحق من أجل ما فعل , فأهداه قصيدة من أقبح الهجائيات في الشعر العربي عرَّض -تصريحًا لا تلميحًا- فيها بنسبه وشرفه وشرف زوجته , ووالديه , ولعل أكثر أبياتها أدبًا في هجاؤه :
(( ومن البليَّةِ عذلُ من لا يرعوي *** عن غيِّهِ .. وخطابُ من لا يفهَم
وإذا أشارَ مُحدِّثًا فكأنَّــهُ *** قردٌ يُقَهْقِهُ أو عجوزٌ تلطِــــمُ )) .

بعد الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي على مدى السنوات الماضية , وكثرة المشهورين عبر العديد من هذه المنصات مثل فيسبوك وانستغرام وسناب شات , إلا أن السياسيين منهم يفضلون موقع التدوين المصغر تويتر , كان غالبيتهم لا يتصور في يوم من الأيام أن يتم قذفه أو التشهير به أو التعرض لشرفه وعرضه عبر هذه المنصة , وبالمتابعة لكبار المغردين وأكثرهم شهرة نجد كثرة السب والشتم بألفاظ خارجة عن المألوف , وعن الشهامة والمبادئ العربية الأصيلة ولكنها مع الأسف تنبع من العرب , وغالبيتهم من الجاهلين بالقضايا التي يسبون ويقذفون من أجلها.

مع ظهور هذه الظاهرة للمغردين الخارجين عن القانون والأعراف والعادات والتقاليد , أصبحت هناك حسابات لأشخاص محسوبين على حكومات , يفتقرون لأقل صفات الرجال الأحرار , ويتمادون على أعراض , ويقذفون محصنات بأقذر الألفاظ , ولا أريد ذكر مثال لهؤلاء لأنكم جميعاً تعرفونهم وتعرفون من يتبعون , ما يثير الاشمئزاز بهؤلاء أنهم محسوبين على العرب بغض النظر عن تعاليم الدين الإسلامي , لأن هناك من إخواننا الذين يعتنقون ديانات أخرى لا يرضون بما لا يرضى به الإسلام , ولهذا أنتقدهم على أنهم عرب والعرب معروفون بالنخوة والشهامة والأخلاق مع اختلاف أديانهم ومعتقداتهم , والاحتماء وراء شاشات هواتفهم الذكية أيضاً ليست من الشجاعة.



#صباح_حزمي_الزهيري_. (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الثلج .


المزيد.....




- بيسكوف: الإهانات الموجهة لبوتين -جزء من الثقافة الأمريكية-
- تفجير برايتون: مؤامرة تصفية تاتشر
- وُصفت بأنها الأكبر في الشرق الأوسط..نظرة داخل دار أوبرا العا ...
- بسرعة نزل قناة سبيس تون الجديد 2024 وخلي عيالك يتفرجو على أج ...
- فيديو.. نشيد مصر الوطني باللغة الإنجليزية يثير ضجة كبيرة.. ف ...
- رحيل الأديب والكاتب الأردني المبدع فخري قعوار في عمان، عن عم ...
- نجل قديروف يدعو مقاتلي الشيشان للتخلي عن موسيقى -البوب MMA- ...
- زاخاروفا: الغرب يلتزم الصمت المطبق تجاه نشاطات مغني الراب ال ...
- شركة طيران تعتذر لعرض فيلم مصنف للبالغين على كل الشاشات خلال ...
- اليونسكو تعلن الرباط عاصمة عالمية للكتاب عام 2026


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري . - مقامة الشتيمة .