أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثالثة)














المزيد.....

انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثالثة)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8125 - 2024 / 10 / 9 - 10:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


*
انتفاضة تشرين..في ذاكرة التاريخ ( الحلقة الثالثة)
(توثيق ..بمكتبتك للأجيال)

أ.د. قاسم حسين صالح

تنويه
( أن تكتب عن حدث تاريخي وأنت في مكتبك،
غير ما تكتب عنه وانت تعيش الحدث ميدانيا)
يوم دخلت ساحة التحرير في (15 تشرين أول 2019) كنت قد استحضرت تاريخ الأنتفاضات في العراق، بدءا من اول تظاهرة شعبية زمن الحكم العثماني الذي كان قاسيا وظالما لاسيما بفرضه ضرائب باهضة،ولأن ولاة العثمانيين لم يفهموا سيكولوجية الشخصية العراقية الشعبية التي تأنف الخضوع لسلطة سياسية..جسدتها عشائر الخزاعل وزبيد والمنتفق في تحديهم للقوات العثمانية والأنكليزية، ما اضطر الدولة العثمانية الى اتباع سياسة أخرى بعد أن فشلت سياسة البطش والقوة ، لاسيما انتفاضة مفتي بغداد عبد الغني جميل زاده عام 1832 والمذبحة الكبرى ضد اهالي كربلاء سنة 1842 التي راح ضحيتها قرابة 4000 مواطنا من اهالي كربلاء،وصولا الى ثورة العشرين ضد الأحتلال البريطاني ، الى انتفاضات ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي .الى انتفاضة شباط 1948 التي القى الجواهري في حفل كبير بجامع الحيدر خانه قصيدته (اتعلم انت ام لا تعلم بأن جراح الضحايا فم) بعد مقتل اخيه جعفر بسبعة ايام.
وكنت شهدت بعيني في آذار 1991 تظاهرات مدينة الناصرية بعد خسارة الجيش العراقي المذّلة في غزو الكويت، ورأيت كيف وضع المتظاهرون اطارات السيارا ت في رقاب بعثيين واحرقوهم احياء!. وكنت شاركت في معظم تظاهرات ساحة التحرير ،واكبرها التظاهرة الضخمة التي عبرت جسر الجمهورية متوجهة نحو الخضراء.
وما حدث لي ،رغم انني شاركت في صباي بتظاهرة طلابية في ستينات القرن الماضي تطالب بايقاف ا(لحرب في كوردستان) فانني حين توجهت من شارع السعدون لساحة التحرير ، رأيت طالبات جامعيات وصبايا تنسقت مجاميعها بأربعة صفوف يرددن بصوت جميل كجمالهن ( موطني..موطني...) فادركت ،ساعتها،ان تاريخا آخر سيكون لهذه التظاهرة يختلف عن كل التظاهرات التي حدثت في تاريخ العراق السياسي.
دخلت ساحة التحرير فرأيت ما لم تصدقه عيناي...اجملها انني رايت على الرصيف الأيمن نساء جئن بتنانيرهن يخبزن الخبز ويوزعنه مجانا!، فتقدمت نحو اكبرهن..وقبل أن اسألها..مدت يدها داخل التنور واخرجت رغيفا وقالت:
( هاك يمه ..مكسب وحار يلوك لهالوجه)
لحظتها لاجت الدمعة بعيني، فتقدمت نحوها وقبلتها من رأسها ،وصار لدي يقين ان العراق سيكون بخير ما دامت الغيرة العراقية على الوطن قد هبّت في اوساط الجماهير الشعبية.

اصطحبني المخرج السينمائي الراحل (حسين السلمان)
وتوجهنا معا من شارع السعدون الى ساحة التحرير

اجتزت الخبازة العراقية (صاحبة اروع غيرة وأعظم نخوة) ودخلت ساحة التحرير. كانت الساحة تغص بالآف المتظاهرين،معظمهم شباب وبنات وصبايا ومراهقين وطلبة وكسبة وفلاحين وشيوخ عشائر وأكاديميين، توزعوا على خيم متنوعة، واحتلوا بناية عالية مهجورة كانت تسمى (المطعم التركي) ومنحوها اسم (جبل أحد) تزين واجهاته شعارات ( نريد وطن)،( نازل آخذ حقي)..وصور شهداء وأعلام عراقية.
كانت الساحة في الأعلى وكأنها معرض فني..لوحات..خرائط للعراق بالوان زاهية مكتوب عليها عبارات جميلة( العراق..وطني). منظر يبهر من يراه ويكشف عن حقيقتين: ان الغالبية المطلقة من المتظاهرين هم شباب بعمر العشرين والثلاثين،وأنهم هنا..غيرهم في وسائل التواصل الأجتماعي.فهم في ساحة التحرير..مثقفون وموهوبون ويعشقون العراق، وانهم والصبايا والشابات بأعمارهم وكأنهم أخوة وأخوات.. بوجوه مؤطرة بالفرح تحمل لمن يراها بشرى حلم سيتحقق.
*



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثانية)
- انتفاضة تشرين ..في ذاركرة التاريخ .توثيق للتاريخ والأجيال (ا ...
- الجنس والعدوان من منظور فرويد
- المثقفون.. اكثر فئات المجتمع شهية لقضم سمعة الآخر
- متلازمة اسب متلازمة اسبرجر..مرض المشاهير!
- متلازمة انجلمان - أخطر مرض نفسي في العالم
- فلم اخفاء صدام حسين ( الضيف والدخيل..بلوه!) 2-2
- فلم اخفاء صدام حسين ( الضيف والدخيل..بلوه!) 1-2
- المدى.. ايقونة الصحافة العراقية
- تعديل قانون الأحوال الشخصية - تداعياته السكولوجية
- ثورة الحسين..لو استوعب العراقيون دروسها لعرفوا طريق الخلاص
- اشكالية أدباء العراق في الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
- علي الوردي..في ذكرى رحيله
- عبد الكريم قاسم - قدوة الأخلاق والنزاهة الذي نفتقده
- لماذا يقتل الانسان أخاه الأنسان؟
- سيكولوجيا الأعياد..في الديانات
- لهذه الأسباب ألغى البرلمان الاحتفاء بيوم 14 تموز عيداً وطنيا ...
- ثقافة الاستبداد و ثقافة الاحتجاج
- حين لا يكون الكاتب موضوعيا. الدكتور طه جزاع مثالا
- الفنانات..وسيكولوجيا التوبة!


المزيد.....




- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...
- شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
- الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل ...
- العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها ...
- روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال ...
- لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين ...
- الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم حسين صالح - انتفاضة تشرين ..في ذاكرة التاريخ (الحلقة الثالثة)