أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى368 – رئيس تحرير هارتس في الفورين افيرز - مفارقة الهزيمة في إسرائيل - كيف يؤدي نجاح اسرائيل العسكري إلى الفشل السياسي















المزيد.....



طوفان الأقصى368 – رئيس تحرير هارتس في الفورين افيرز - مفارقة الهزيمة في إسرائيل - كيف يؤدي نجاح اسرائيل العسكري إلى الفشل السياسي


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف عن الانجليزية*

ألوف بن
رئيس تحرير صحيفة هآرتس
مجلة Foreign Affairs

4 أكتوبر 2024

في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فاجأت حماس الأجهزة العسكرية والاستخباراتية الشهيرة في إسرائيل. فقد كان كلاهما على علم منذ سنوات باستعدادات الجماعة المسلحة الفلسطينية لغزو إسرائيل وقتل وخطف جنودها ومواطنيها. لكنهما فشلا في تصديق أنها ستجرؤ أو تنجح في تنفيذ مثل هذه العملية غير المسبوقة. فقد اعتقد الجيش الإسرائيلي والأجهزة الاستخباراتية؛ ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ والجمهور الإسرائيلي الأوسع نطاقا أن الحدود الجنوبية المحصنة لبلادهم كانت منيعة للغاية، وأن ميزان القوى كان مواتيا لإسرائيل، لدرجة أن حماس لن تتحدى الوضع الراهن أبدا.

لكن حماس تحدتها. وفي الأيام والأسابيع التي أعقبت شن هجومها المدمر، كان هناك ترديد شائع بين الإسرائيليين مفاده أن "كل شيء تغير". ولفترة من الوقت، بدا الأمر وكأن كل شيء قد تأثر: فقد حطم الهجوم ثقة الإسرائيليين الأساسية بأنفسهم، وقلب المعتقدات الراسخة منذ فترة طويلة حول أمن البلاد وسياساتها وأعرافها المجتمعية. وفقدت قيادة الجيش الإسرائيلي هيبتها بين عشية وضحاها تقريبًا مع ظهور التفاصيل حول كيفية فشلها في منع الهجوم ثم وصولها متأخرة جدًا لإنقاذ المجتمعات الحدودية والبؤر العسكرية والحضور العزل في مهرجان موسيقي.

لقد اختفت الدراما السياسية التي اجتاحت إسرائيل على مدى الأشهر التسعة التي سبقت السابع من أكتوبر – محاولة نتنياهو لإجراء إصلاح شامل للقضاء، بهدف الحد من استقلال مؤسسات الدولة مثل المحكمة العليا ومكتب النائب العام والخدمة المدنية التكنوقراطية لتوجيه المزيد من السلطة نحو حلفائه اليمينيين والدينيين – عن الأنظار. اختفى المهندس الرئيسي للإصلاح، وزير العدل ياريف ليفين، تقريبًا، وربما أكله الندم على مساهمته في تشتيت انتباه إسرائيل قبل هجوم حماس. لقد شكل نتنياهو حكومة وحدة للحرب تمثل فصائل سياسية مختلفة ــ ومتعارضة عادة ــ وفي غضون أيام، استدعى نحو 250 ألف جندي احتياطي لشن هجوم مضاد على غزة.

وبعد التغلب على الصدمة الأولية، ردت قوات الإسرائيلية بقوة. وبتكليفها بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، نجحت في تحويل مساحات كبيرة من غزة إلى أنقاض، وتحويل نحو مليوني غزي إلى لاجئين داخليين، وقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني ــ نحو ثلثهم من مسلحي حماس، وفقا للتقييمات الإسرائيلية الرسمية. ونجحت القوات الإسرائيلية في وقف إطلاق الصواريخ من جانب حماس على إسرائيل وتفكيك جزء كبير من شبكة الأنفاق في غزة؛ وتقول إنها نجحت في تفكيك الجماعة الإرهابية المنظمة جيدا في السابق إلى فرق حرب عصابات متناثرة.

ولكن حتى مع احتلال القوات الإسرائيلية لنحو ثلث أراضي غزة، فإن الوضع الحالي يبدو بالنسبة للعديد من الإسرائيليين أشبه بالهزيمة. وعلى الرغم من التعبئة الكاملة والدعم شبه الثابت من جانب الحكومة الأميركية، فإن الجيش الإسرائيلي ــ الذي لا يزال تحت نفس القيادة التي كان عليها في السابع من أكتوبر ــ فشل في تحقيق النصر. ولم يستسلم زعيم حماس يحيى السنوار. ولا يزال نحو مائة رهينة إسرائيلي مفقودين في غزة، ولا يزال نصفهم على قيد الحياة، وفقا لتصريحات نتنياهو العلنية.

إن هذا الركود الكارثي، إلى جانب العزلة العالمية المتزايدة التي تعيشها إسرائيل والتوقعات الاقتصادية الكئيبة على نحو متزايد، يساهم في الشعور الوطني باليأس والقنوط. والواقع أن جوانب مهمة من السياسة والمجتمع الإسرائيلي لم تتغير إلا قليلا بشكل مدهش منذ هجوم حماس مباشرة. ولا يزال مواطنو المجتمعات الحدودية في الشمال والجنوب غير قادرين على العودة إلى ديارهم. وبدلاً من توحيد الإسرائيليين اليهود ضد عدو خارجي مشترك، لم تعمل معركة إسرائيل المتعددة الجبهات الآن ضد أعدائها الخارجيين إلا على توسيع الشقوق الاجتماعية والسياسية القائمة بين معارضي نتنياهو وأنصاره. وعلى الرغم من توقعات أعدائه وأصدقائه على حد سواء، يواصل نتنياهو العمل كمركز ثقل في السياسة الإسرائيلية. فقد عزز الائتلاف اليميني الذي يبقيه في السلطة مساعيه لسحق حركة الدولة الفلسطينية و"استبدال النخبة الإسرائيلية"، وهو تعبير ملطف لهدم المؤسسات الديمقراطية والليبرالية في إسرائيل.

بعد ذلك، في السابع عشر من سبتمبر، بدأ الجيش الإسرائيلي في شن سلسلة من الهجمات المضادة الجريئة على نحو متزايد ضد عدوه الأكثر شراسة من جيرانه، ميليشيا حزب الله اللبنانية ـ التي فتحت جبهة ثانية في الشمال بعد يوم واحد من هجوم حماس في الجنوب. واغتالت إسرائيل زعيم حزب الله لفترة طويلة، حسن نصر الله، وشنت هجوماً برياً على جنوب لبنان. وقد صورت أغلب التعليقات الإعلامية الإسرائيلية السائدة العمليات العسكرية الموسعة في شمال إسرائيل باعتبارها فرصة: ليس فقط لسحق حزب الله، بل وأيضاً لإثبات البلاد لنفسها أنها تجاوزت أخيراً عاما من الصدمات المروعة والهشاشة، ولإثبات أنها أصبحت تتمتع ذات الذكاء والقوة والإلهام التكنولوجي والاحتفاء العالمي بها مرة أخرى.
ولكن كما لم تغير الحرب في غزة العديد من الحقائق الكامنة الخطيرة التي كانت إسرائيل تتوقعها، فإن هذه الجبهة الجديدة لن تغيرها أيضاً ـ إلا إذا واجهت إسرائيل التغييرات الأعمق التي يتعين عليها أن تجريها على سياستها تجاه الفلسطينيين وسياساتها الداخلية.

حركة متناقضة

بعد أسبوع من هجوم السابع من أكتوبر، لو أخبرت إسرائيليا عاديا ــ حتى من أنصار نتنياهو ــ أن "بيبي" سوف يظل رئيسا للوزراء بعد عام، وأن سلطته سوف تستند إلى نفس الائتلاف اليميني ــ فمن المحتمل أن هذا الإسرائيلي لن يصدقك. فعلى مدار التاريخ الإسرائيلي، وبعد أسوأ الكوارث الأمنية التي شهدتها البلاد، سقطت الحكومة المدنية في نهاية المطاف. وبعد إخفاقات الجيش أثناء حرب يوم الغفران عام 1973 وغزو لبنان عام 1982، عاد جنود الاحتياط الغاضبون من الجبهة للاحتجاج ودفعوا رئيسي الوزراء غولدا مائير ومناحيم بيغن إلى الاستقالة. وفي كلتا الحالتين، في غضون أشهر، أطلقت الحكومة تحقيقات واسعة النطاق في ما حدث من خطأ.

وكان من المعقول أن نتخيل أن نتنياهو سوف يكون أسوأ حالا. فعلى مدى عقود من الزمان في السياسة، قدم نفسه باعتباره "السيد أمن" "Mr. security". لقد زعم أنه يفهم كيفية الحفاظ على أمن البلاد بشكل أفضل من جنرالات إسرائيل، الذين اعتبرهم خجولين، وغير مبدعين، ومنتبهين بشكل مفرط لرغبات الولايات المتحدة. وكان أشد منافسيه السياسيين من القادة العسكريين السابقين الذين شغلوا أيضًا منصب رئيس وزراء إسرائيل أو وزير الدفاع - رجال مثل إسحاق رابين، وإيهود باراك، وأرييل شارون، وبيني غانتس، ويواف غالانت، وزير الدفاع الحالي.
تقليديا، احتل الأشكناز الليبراليون أعلى مستويات الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وهي المؤسسة التي تعهد نتنياهو منذ فترة طويلة بالسيطرة عليها. كانت هذه المؤسسة هي التي قادت الانتفاضة الشعبية ضد اقتراح نتنياهو في أوائل عام 2023 لإصلاح القضاء الإسرائيلي.

ومع ذلك، فإن استمرار نتنياهو في السلطة يمثل ربما أعظم قطيعة مع الواقع status quo في تاريخ إسرائيل في العام الماضي. فحتى يومنا هذا، رفض نتنياهو الاعتراف بأي مسؤولية عن مقتل 1200 إسرائيلي؛ واغتصاب وجرح العديد من الآخرين؛ واختطاف 250 رهينة؛ والتدمير الشامل، في يوم واحد، لمجتمعات حدودية مزدهرة؛ وإخلاء المجتمعات في شمال إسرائيل بعد ذلك. وقد هبطت معدلات تأييد نتنياهو في أواخر عام 2023؛ وعلى الرغم من تحسنها بشكل مطرد منذ ذلك الحين، إلا أن شعبيته لا تزال متأخرة عن شخصيات المعارضة مثل رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت. لقد أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة كيشت 12، القناة الإخبارية الرئيسية في إسرائيل، بعد اغتيال نصر الله، أنه إذا أجريت انتخابات في إسرائيل اليوم، فإن ائتلاف نتنياهو ــ الذي يشغل حالياً 68 مقعداً في الكنيست ــ سوف يفوز بـ 46 مقعداً فقط. وباعتباره قارئاً شغوفاً لاستطلاعات الرأي، يدرك نتنياهو أن الجمهور الإسرائيلي غاضب، وقد سعى إلى اتباع استراتيجية متعددة الأوجه للبقاء في السلطة. فعلى مدى عام، أصر نتنياهو وأنصاره على أن اللوم عن أحداث السابع من أكتوبر يقع بالكامل على عاتق الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي المكلف بمراقبة الفلسطينيين، فضلاً عن الإسرائيليين الذين احتجوا على جهوده لإصلاح القضاء، وخاصة جنود الاحتياط الذين هددوا بالتقاعس عن أداء واجباتهم التطوعية.

إن استمرار نتنياهو في السلطة يمثل قطيعة مع التاريخ الإسرائيلي

من خلال التهرب من المسؤولية والمناورة بعناية للحفاظ على كتلته السياسية، نجح نتنياهو في تجنب تحقيق مدمر محتمل في سياسته المتمثلة في التعايش مع حماس، ورفضه للتحذيرات المتكررة من قبل الجيش وأجهزة الاستخبارات بشأن هجوم وشيك على إسرائيل، وجهوده لإضعاف السلطة الفلسطينية، شريكة السلام السابقة لإسرائيل. وخوفا من الهزيمة في صناديق الاقتراع – والسعي إلى إيجاد طريقة لتأجيل محاكمته الجارية بتهمة الفساد – تمكن نتنياهو أيضا من تجنب الانتخابات المبكرة.
كان أحد المكونات الرئيسية لاستراتيجيته إطالة أمد الحرب في غزة، وتمديدها إلى لبنان، وتجنب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس - حتى على حساب التخلي عن الرهائن المتبقين في غزة، الذين يتعرضون للتعذيب والتجويع والقتل في أنفاق غزة المتبقية.

لحماية نفسه، تنازل نتنياهو عن قدر غير عادي من السلطة لأصدقائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يعارضون بصوت عالٍ أي صفقة رهائن من شأنها أن تستلزم انسحاب إسرائيل من غزة أو إطلاق سراح المسلحين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وهذا أيضا يمثل تغييرا بمقدار 180 درجة في الموقف الوطني. فقد كان الإسرائيليون يفتخرون دوما باستعدادهم لبذل كل ما في وسعهم لإعادة الرهائن وأسرى الحرب إلى ديارهم، كما تجسد ذلك في الغارة التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية في عام 1976 في عنتيبي بأوغندا لإنقاذ ركاب طائرة الخطوط الجوية الفرنسية المخطوفة المتجهة من تل أبيب إلى باريس ــ وهي العملية الجريئة التي ضحى خلالها شقيق نتنياهو الأكبر، يوني، بحياته. وقبل خمس سنوات فقط، سافر رئيس الوزراء إلى موسكو وتفاوض شخصيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإفراج عن شابة إسرائيلية محتجزة بتهمة الاتجار بالمخدرات. ولكنه لم يفعل الشيء نفسه مع الرهائن الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر.

إن أعضاء ائتلاف نتنياهو، الذين يدركون النفوذ الذي يتمتعون به نتيجة لإصرار نتنياهو على الحفاظ على السلطة وشعبيته الهشة، قد دفعوا بأولوياتهم بقوة متجددة، بما في ذلك الدعوات لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة التي تخلى عنها شارون في عام 2005. ورغم أن نتنياهو يرفض هذه الفكرة علناً، فإنه قد يميل إلى أن يصبح أول زعيم إسرائيلي يوسع المطالب الإقليمية لإسرائيل بعد عقود من الانسحابات من الأراضي الفلسطينية. وفي الأسابيع الأخيرة، عاد ليفين، وزير العدل، من الظل لاستئناف مساعيه من أجل إصلاح قضائي؛ فتخلى عن المسار التشريعي، وتحول إلى الانخراط في حرب خنادق بيروقراطية، فعرقل التعيينات القضائية وتجاهل بشكل متزايد المشورة القانونية من المدعي العام الإسرائيلي، غالي بهاراف- ميارا.

في السنوات التي سبقت السابع من أكتوبر، كان بعض القادة العرب الإسرائيليين ينفذون حملة ناجحة لدمج المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في المجتمع من خلال تأمين حقوق متساوية وفرص اقتصادية أكبر.

في أعقاب هجوم حماس، تراجعت الحكومة عن هذه الحملة من خلال اعتقال واتهام المواطنين العرب بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ومنع مظاهرات العرب المناهضة للحرب. وتبعت وسائل الإعلام الرئيسية نفس النهج من خلال تجنب إضافة أصوات عربية إلى منصات النقاش التي لا تنتهي.
وفي أقل من عامين، تمكن نتنياهو من السيطرة سياسيا على قوة الشرطة المحلية وحولها إلى أداة شخصية لوزير الأمن القومي اليميني المتطرف الشعبوي في إسرائيل، إيتامار بن غفير، وهو تلميذ الحاخام العنصري مائير كاهانا.
شرع بن غفير في حملة حرب بيروقراطية، فعين أصدقاءه في مناصب عليا، وروج لضباط اعتقلوا بشكل غير قانوني أو هاجموا بعنف المتظاهرين المناهضين للحكومة، وغض الطرف عن المستوطنين اليهود المتطرفين الذين نفذوا مذابح في القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وتجاهل الارتفاع الحاد في الجرائم العنيفة في المجتمعات العربية في إسرائيل. بالنسبة لبن غفير، بطل التفوق اليهودي، كلما قل عدد العرب، كان ذلك أفضل لليهود.

حتى وقت قريب، كان أغلب اليهود الإسرائيليين ينظرون إلى مثل هذه المواقف المتعصبة باعتبارها مخزية. ولكن من خلال عدم معارضتها بصوت عالٍ، عمل نتنياهو على تطبيعها. وفي الوقت نفسه، يقود مسؤول آخر من أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، جهودًا للاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية وتقويض السلطة الفلسطينية من خلال التجويع المالي. وقد أعلن سموتريتش وبن غفير بوضوح عن هدفهما: الضم الإسرائيلي الكامل للضفة الغربية، والذي يتفاقم الآن بسبب الاحتلال الرسمي لغزة.

مشروع قانون الفدية

إن الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل الآن هي أيضاً حرب داخلية ــ حرب شنها رئيس الوزراء لتغيير معاييرهم ومواقفهم. ورغم أنه يشترك مع العديد من حلفائه اليمينيين في القناعات الإيديولوجية، فقد نجح نتنياهو أيضاً في وضع نفسه في موقف سياسي أصبح فيه رهينة لهم؛ وهو الآن يسعى إلى احتجاز الرأي العام الإسرائيلي رهينة.

لقد دفع هجوم السابع من أكتوبر الإسرائيليين العلمانيين وانصار العولمة، على وجه الخصوص، إلى مأزق.
فعلى مدى العقود الثلاثة التي أعقبت مؤتمر مدريد في عام 1991 واتفاقات أوسلو في عام 1993، أصبح هؤلاء الإسرائيليون ينظرون إلى بلادهم باعتبارها جزءاً فخوراً لا يتجزأ من الغرب، وصراعها مع الفلسطينيين باعتباره مشكلة متبقية يمكن إدارتها والتعايش معها إلى أجل غير مسمى.

وكان التعامل مع الصراع مع تنمية اقتصاد إسرائيل وتجنب التحركات الكبرى نحو الحرب أو السلام هو النهج الذي نجح نتنياهو في الترويج له بعد عودته السياسية في عام 2009. ولكن حتى انقلب نتنياهو عليهم بمحاولته إصلاح القضاء، فقد سهلت هذه الاستراتيجية تحالفاً ضمنياً بين رئيس الوزراء والنخب الليبرالية في إسرائيل. وحتى لو لم يصوتوا له قط، فقد استمتعوا بالسخاء المالي الذي وفرته استراتيجيته، وازدهروا في مدح إسرائيل باعتبارها "دولة غربية متقدمة" و"دولة الشركات الناشئة" في العالم.

والآن يواجه الليبراليون الإسرائيليون الضغوط المشتركة المتمثلة في الرفض في الخارج من جانب الغرب التقدمي، وفي الداخل، الشيطنة والتهميش من جانب قاعدة نتنياهو. ورغم أن اليهود الإسرائيليين المحافظين والمتدينين يعانون أيضاً من انخفاض قيمة الشيكل وارتفاع التضخم، فإنهم يستطيعون أن يجدوا معنى في النضال من أجل مواصلة الحرب. وهذا ينطبق بشكل خاص على المستوطنين المتشددين في الضفة الغربية، الذين يشعرون بأن معارضتهم للانسحاب من غزة في عام 2005 قد أثبتت جدواها، ويشعرون بفرصة لرفع مكانتهم داخل المجتمع الإسرائيلي، وخاصة في ضوء بروزهم في القوات المقاتلة ضمن الجيش.

وقد لجأ الليبراليون الأكثر التزاماً وتضرراً إلى استراتيجيتين من أجل البقاء. هناك العديد من الخيارات المتاحة أمام المهاجرين.
الأول هو الهجرة، مؤقتًا على الأقل، أو التقدم بطلب للحصول على جوازات سفر أجنبية على أساس النسب. كانت هذه الظاهرة موجودة قبل الحرب في غزة: منذ بداية الانقلاب القضائي الذي قاده نتنياهو، أصبح الحديث عن المغادرة شائعًا بين الإسرائيليين الأكثر ثراءً وتعليمًا، وقد ازدادت حدته مع استمرار الحرب - وحكم نتنياهو. ويبدو أن الوجهات الأكثر سخونة هي اليونان والبرتغال وتايلاند، إلى جانب الملاذات الأكثر تقليدية مثل لندن ونيويورك. تمكن بعض المهاجرين من الاحتفاظ بوظائفهم في إسرائيل، والعمل عن بُعد ك"بدو رحل رقميين".

يأمل معارضو نتنياهو أن ينفد حظه بطريقة أو بأخرى

وتتمثل استراتيجية البقاء الأخرى في التمسك بموقفهم والاستمرار في الاحتجاج ضد نتنياهو وائتلافه في حين يدعمون العمليات العسكرية ضد حماس وحزب الله ويدعون إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين. وفي أواخر أغسطس، بلغت أزمة الرهائن ذروتها المروعة عندما أعدمت حماس ستة إسرائيليين في نفق في رفح. ونتيجة لهذا، خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ السابع من أكتوبر، في حالة من الألم والغضب بسبب عدم إبرام نتنياهو لصفقة لإنقاذ هؤلاء الستة ــ ولأنه لن يستكمل المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.

ولكن حتى الآن، فشلت الاحتجاجات في الشوارع في زعزعة أسس ائتلاف نتنياهو. ولقد حظيت المظاهرات بدعم نفس الشخصيات ــ بما في ذلك غالانت ــ التي قادت الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحه نتنياهو، وقد تجاهل رئيس الوزراء هذه المظاهرات، بعد أن صور بالفعل هؤلاء المحتجين بذكاء باعتبارهم قوة مسيسة تسعى ببساطة إلى الإطاحة به، وهي الآن تستخدم محنة الرهائن كذريعة.

ويأمل معارضو نتنياهو أن ينفد حظه بطريقة أو بأخرى، أو أن يتسبب شرخ قديم في إحداث زلزال بأعجوبة. ومن بين نقاط الضغط التي يواجهها نتنياهو القضية الشائكة المتمثلة في إعفاء المراهقين المتدينين المتطرفين من الخدمة العسكرية. فعلى مدى عقود من الزمان، برر زعماء المتدينين المتطرفين هذا الإعفاء على أساس أن شبابهم يحتاجون إلى الحماية من إغراءات الحياة العلمانية التي قد يواجهونها في الثكنات. وقد كشفت الحرب مؤخرا عن التفاوت القاسي بين الإسرائيليين المتدينين المتطرفين الذين لا يتعين عليهم الخدمة وبقية شباب إسرائيل، الذين يُطلَب منهم الآن أن يموتوا من أجل بلادهم.

في يونيو، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع بعدم وجود أساس قانوني لإعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة العسكرية، وأن التجنيد يجب أن يعامل كلا المجموعتين من الشباب على قدم المساواة. لكن الحكومة ماطلت في تنفيذ هذا الحكم، وكان الجيش مترددا في تجنيد الشباب بالقوة. وسوف تصل هذه القضية إلى ذروتها مرة أخرى قريبا، عندما يصوت الكنيست الإسرائيلي على ميزانية العام المقبل. وهدد الزعماء السياسيون المتدينون المتطرفون بإسقاط الحكومة ما لم تسن في الوقت نفسه إعفاءهم المرغوب فيه من الخدمة العسكرية.
ولحماية جانبه، استدرج نتنياهو مؤخرا منافسا قديما ــ جدعون ساعر، وزير العدل الإسرائيلي السابق ــ إلى ائتلافه.

الجروح الذاتية

على الرغم من احتجاجات الإسرائيليين ضد نتنياهو ودعواتهم لإعادة الرهائن إلى ديارهم ــ وعلى الرغم من أن حكومتهم لم تحقق بعد "النصر الكامل" الذي وعدت به ــ فإن المشاعر المناهضة للحرب الحقيقية لا تذكر في المجتمع اليهودي الإسرائيلي السائد.

وحتى العديد من الإسرائيليين الذين يكرهون نتنياهو وقاعدته المحافظة اجتماعيا، والذين يفتخرون بعالميتهم وإيمانهم بالديمقراطية العلمانية، لن يتبنوا أبدا ما يعتبرونه قيما سلمية للأميركيين والأوروبيين الليبراليين بعد الحرب العالمية الثانية. فهم يفضلون العيش وفقا لمبدأ اشتهر في فيلم "الطيب والشرس والقبيح" الذي أنتج عام 1966، والذي اصبح منذ ذلك الحين "كليشيه" محترم في التعليقات الإسرائيلية: "عندما يتعين عليك إطلاق النار، أطلق النار. لا تتحدث".
ولطالما برر الإسرائيليون هذه الفلسفة العدوانية بالإشارة إلى وجودهم في جوار صعب. في المفهوم الشرقي، وصف باراك هذا بأنه "فيلا في الغابة".

يتخيل معظم معارضي نتنياهو الأكثر صراحة، بما في ذلك أعضاء رفيعي المستوى من العسكريين العاملين والمتقاعدين وأقارب الرهائن المتبقين في غزة، شيئًا أقل من السلام النهائي عندما يدعون إلى وقف إطلاق النار: انسحاب مؤقت للقوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة في مقابل إطلاق سراح الرهائن الإناث وكبار السن والمرضى، يليه اعادة احتلال القوات الإسرائيلية واستئناف الحرب حتى يتم سحق حماس وقتل السنوار – ثم، على الأرجح، العودة إلى نسخة أكثر صرامة من الوضع القائم قبل الحرب، بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي في شمال غزة كطوق أمني.
اما الهجوم الجديد في لبنان فهو أقل إثارة للجدل؛ فبعض القادة الذين يعارضون نتنياهو، مثل رئيس الوزراء، يشجعون إعادة احتلال مؤقت للتلال عبر الحدود وإخلاء سكانها اللبنانيين. قد يكون نتنياهو غير محبوب، لكنه يقود سياسة شعبية.

ولقد أبدت حكومات الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبرى مقاومة رمزية فقط لتحركات إسرائيل في غزة والضفة الغربية. كما فرضت كندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة عقوبات على بعض المستوطنين العنيفين الذين هاجموا الفلسطينيين، كما أوقفت ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة بيع ذخائر معينة، مثل القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، إلى إسرائيل. ولكن الغرب في الإجمال أعطى إسرائيل حرية التصرف تقريباً في عملياتها في غزة والضفة الغربية، ولم يبذل حتى الآن أي جهد حقيقي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، مستسلماً لتأكيدات نتنياهو بأن الوقت غير مناسب.

وتعكس هذه السياسة ديناميكية قديمة في علاقة إسرائيل بالغرب، وبصورة خاصة مع الولايات المتحدة: إذ يوافق الحلفاء الغربيون على اتباع خطى إسرائيل في التعامل مع القضية الفلسطينية طالما تحترم إسرائيل مخاوفهم في الشرق الأوسط الأوسع.

ومع ذلك، ورغم دعم الحكومات الغربية لجهودهم الحربية، يشعر الإسرائيليون ببعد متزايد عن بقية العالم. وبعض هذا الشعور بالغربة مبرر. فقد توقفت معظم شركات الطيران الأجنبية عن الطيران إلى تل أبيب. وتراجعت التصنيفات الائتمانية لإسرائيل إلى أدنى مستوياتها التاريخية. ولكن بعض العزلة مفروضة ذاتيا: إذ تسلط وسائل الإعلام العبرية السائدة الضوء على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الغربية وفي الأماكن العامة، فضلا عن الحوادث المعادية للسامية، وتقبل إلى حد كبير ادعاء نتنياهو بأنها تمثل تجسيدات لأقدم أشكال معاداة السامية وأكثرها لاعقلانية. وعلى نحو مماثل، تصور إسرائيل عموما الادعاءات بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب أو حاولت ارتكاب إبادة جماعية في غزة ــ والتي يجري التقاضي بشأنها حاليا في محكمتين دوليتين ــ على أنها دعاية خبيثة.

تغيير الرأي

حصل الإسرائيليون على دفعة لثقتهم بأنفسهم في سبتمبر، عندما عجلت الحكومة بهجماتها ضد حزب الله. وبعد السابع من أكتوبر، أثبت حزب الله قدرته على تدمير المدن الإسرائيلية والمطارات ومحطات الطاقة أثناء دعمه لحماس، الأمر الذي أجبر الجيش الإسرائيلي على تقسيم قواته البرية بين جنوب إسرائيل وشمالها. وبالنسبة للإسرائيليين ــ الذين أصبحوا مكتئبين ومنهكين منذ السابع من أكتوبر ــ فإن الهجوم المضاد الذي شنته القوات الإسرائيلية أعاد إلى الأذهان حرب الأيام الستة في عام 1967، والتي انتصرت فيها إسرائيل بسرعة أيضاً بفضل قوة جوية متفوقة. وأعلن نتنياهو أن إسرائيل "تفوز" بالحرب وهدد إيران، راعية حزب الله، بهجمات مماثلة. وأمرت وزارة التعليم الإسرائيلية بأداء رقصات احتفالية في المدارس الدينية العامة.
ولم يكن اليهود الإسرائيليون العلمانيون الليبراليون يرقصون على أنغام الموسيقى في الأماكن العامة، ولكنهم كانوا أيضاً في غاية السعادة، حيث أشادوا بطياريهم الشجعان وعملاء الاستخبارات الأذكياء الذين أحسوا بالنصر.

ولكن النشوة تبخرت بسرعة بعد أن ردت إيران بعشرات الصواريخ وقتل الإرهابيون ستة أشخاص على متن قطار تل أبيب الخفيف. لقد أثبتت العملية البرية الجديدة في لبنان أنها أكثر تكلفة من حيث الخسائر العسكرية الإسرائيلية مقارنة بالغارات الجوية والعمليات الخاصة السابقة.
من الواضح أن حرباً إقليمية أكبر تشمل إيران لن تقدم لإسرائيل انتصارات سريعة ودائمة. والشعور الإسرائيلي بالخسارة أكبر من أي شيء يمكن أن تصلحه المهام الناجحة ضد حزب الله وحتى إيران. ومن الضروري بالنسبة لهم أن يقبلوا أن واقعهم الأوسع قد تغير بالفعل منذ السابع من أكتوبر، وأن استراتيجيتهم



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 367 – عام كامل على حرب غزة - ملف خاص – 2
- طوفان الأقصى 366 – عام كامل على حرب غزة – ملف خاص – 1
- طوفان الأقصى 365 – النفط والغاز سبب الحرب على لبنان وغزة
- طوفان الأقصى 364 – كيف ينظرون في روسيا إلى مواقف الدول العرب ...
- ألكسندر دوغين يدلي بدلوه حول الرد الإيراني
- ألكسندر دوغين – التكنولوجيا لعنة الإنسانية
- طوفان الأقصى 362 – لبنان على شفا الكارثة - ما التهديد الذي ت ...
- طوفان الأقصى 361 – لبنان على شفا الكارثة: ما التهديد الذي تش ...
- هل تاخذ روسيا العبرة من سياسة الإغتيالات التي تنتهجها اسرائي ...
- ألكسندر دوغين يسمي الأشياء بأسمائها - مقتل زعيم حزب الله هو ...
- ألكسندر دوغين – الجبهة الثانية للحرب العالمية الثالثة فتحت
- طوفان الأقصى 358 – حرب لبنان الثالثة – ملف خاص – 5
- ألكسندر دوغين – لقد تم اتخاذ القرار - تحرير منطقة كورسك أو ن ...
- حرب لبنان الثالثة - ملف خاص - 4 - طوفان الأقصى357 – إسرائيل ...
- ألكسندر دوغين - رئيس إيران يدعم إستقلال اوكرانيا - دوغين يكش ...
- ألكسندر دوغين – العدوان على لبنان جزء من الحرب العالمية الثا ...
- طوفان الأقصى 355 – حرب لبنان الثالثة – ملف خاص – 2
- ألكسندر دوغين - التثقيف الجيوسياسي الشامل ضروري
- طوفان الاقصى 354 – حرب لبنان الثالثة – ملف خاص – 1
- ألكسندر دوغين – هذا سيعطينا فرصة للنصر - كشف دوغين عن مفهوم ...


المزيد.....




- مصدر لـCNN: نتنياهو طلب من وزير دفاعه عدم السفر إلى أمريكا ل ...
- محمد بن سلمان ونتنياهو وبوتين وترامب وبايدن.. مقتطفات صادمة ...
- دمشق تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لردع إسرائيل
- قطر تقيم جسرا جويا لنقل المساعدات الإغاثية إلى لبنان وترسل أ ...
- اكتشاف نفق داخل إسرائيل.. ومصير خليفة نصرالله -قيد البحث-
- إيران تهدد دول الخليج بـ-الرد- إذا سمحت لإسرائيل باستخدام أج ...
- إنييستا: الرسام صاحب أغلى هدف إسباني يعتزل الميادين بعد مسير ...
- إسرائيل: قتلنا خليفتين لنصر الله أمين عام حزب الله
- الكبتاغون في ألمانيا.. أرباح بالمليارات لنظام الأسد وحزب الل ...
- إعلام إسرائيلي يكشف طلبا -غير عادي- قدمه السنوار في رسالته - ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى368 – رئيس تحرير هارتس في الفورين افيرز - مفارقة الهزيمة في إسرائيل - كيف يؤدي نجاح اسرائيل العسكري إلى الفشل السياسي