إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.
(Imen Boukordagha)
الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 17:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الأجداد ذوو الأشكال الأُسطُوَانيّة المنهارة على المصابيح الدنيويّة وهي تعود إلى أنين القيثارة في أسطورة "أورفيوس" وأصل النّزول إلى الجحيم، تيك الصّورة التي سرقتها العقيدة الكاثوليكيّة، الصّوت يأتي من الآلة ومع ذلك تريده أذن الشّفق أن يأتي من غابة الكافرين العارية.
هذه الموادّ العمياء الّتي تسبح مع الحيّة البَرْصَاء في البحر الأسود الغارق في رؤيا القدّيسة إيمان ماري أنياس، بحر تحت السّماء السّوداء تقطعه أشعّة نور الوجود، والرّيح هي ذلك العنصر الّذي يشكّل أنفاس النّبوّة في العالم الّذي غمرته الهاوية وهي تشكّل نماذج الفكر الجاحد، مقولة فناء الشّر بالأصل، مجيء دراماتيكيّ للمطر السّخاميّ المستوحى من دموع أرامل الموتى وأبنائهم، خدعة أفعى قديمة أعدمها أصل وجود الظّلام السّاقط في واقع سماء خَلقت نافذة الأقدار الّتي تقوّض الأصل المُسْحَنْكِك من أجل أن يضيء مصباح الرّوح الخيّرة.
والوردة في الحديقة معترضة في محاكمة الظّلال المسجونة والتّشبيهات اللاّمعة واللّيالي اللاّمتناهية للمتّهِمة الّتي تدعو إلى الجحيم، ونَبْلة لسان الحيّة التي ضربها الجنون غير المعاقب، ارتدّت نحو الأفعى البرصاء و إنّها لمقدّمات الحقيقة: نبيّهم راع، إنهم يحتقرون، ولذلك فهم يقتلون الرّاعي، والطّبول المتلألئة في اللّيل تعزف بوق الصّلوات المبلّلة بالدّموع وهي تحيي الأب الشابّ السّاكن على تلّة وعد اللّقب، سماع صوته للمرّة الأخيرة، مواجهة كلمة النّحات البرونزيّ لكتل الاستشهاد:
إنجيل لوقا 4: 29ـ30
"فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَل . أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى."
بسبب ذلك فإنّ تشبيه هؤلاء الآثمين بالثّعابين هو تشبيه بليغ، والمذنب يلقي بعباءته العمياء في بطن اللّيل ليروي ظمأه إلى الانتقام الوهميّ، في أعماق سلالم الشّفق حيث ينسدل حجاب الخطايا اللّخناء تحت لقب القدّيسة إيمان ماري أنياس عديلي الّذي جعل الأمطار الجنائزيّة تتساقط على مستنقعات الضّجر المتعمّد، وأَسل قمم جبل الشعانبي، حيث تتسلّق خَواصِر الأجساد العارية الطّموحة حجارة ضفاف "نهر ستيكس" الهَادِرَة في "بيناتس" العيون المتأمّلة في الشّفق البرتقاليّ لجرائم كلاب الجوسسة الطّامحة إلى إخفاء تباشير الصّبح بأشكال يسوع المسيح المُعَفَّر ، تيك الذّبيحة المقدَّمة على مذبح طقوس القرابين والمحارق و تطوّر عجل الذّهب في سفر الخروج نحو الوجه الملتحي لابن الله المهاجر تحت الرّايات الاستعماريّة التي تتهاوى بضجيج كبير من كفن أبيض ممزّق.
#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)
Imen_Boukordagha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟