أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جعفر سلمان - النهر لا يسير إلى منبعه














المزيد.....

النهر لا يسير إلى منبعه


جعفر سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 15:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن كان هناك شيء واضح في الهجوم الإيراني على إسرائيل، هو أن الهجوم كان رسالة سياسية أكثر منه هجمة عسكرية، وذلك بسبب أنه لو كان هجمة عسكرية هدفها ضرب أهداف بغية تدميرها لرأينا دمارًا هائلًا نتيجة العدد الكبير من الصواريخ التي سقطت على الأهداف الإسرائيلية.

لن أنحو ناحية من يقول أن الضربة كانت باتفاق بين الطرفين، ولو أن هذا الاحتمال الأرجح، وهو طبيعي جدا في الأعراف العسكرية، حيث أن التنسيق أمر مهم لأجل أن يكون الرد محسوبًا ومتوافقًا عليه بين الطرفين، وذلك لكي لا تنفجر الأمور ناحية الحرب، ولن أنحو أيضًا ناحية من يقول أنها بداية لتدمير إسرائيل من قبل إيران، فهذا خارج العقل والمنطق، وسأبقى مع الاحتمال الثالث وهو أن إيران تريد إرسال الرسائل بهذه الضربة.

هناك رسائل عديدة تحملها هذه الضربة، ولكن من أهمها برأيي، تلك الرسالة الموجهة إلى محور المقاومة نفسه، والتي تريد إيران من خلالها القول أنها فاعلة، وأنها مع المحور وأنها لاتزال قطب الرحى، والأهم أنها تدافع بالفعل وليس فقط بالتصريحات عن حلفائها، وللحق، أعطت تلك الضربة دفعة معنوية قوية لحلفائها، بل ولجماهير الحلفاء، دفعة أتت في وقت مهم جدًا حيث كان اليأس قد بدأ ينخر في عظام الحلفاء والأتباع، دفعة أعادت الحياة مرة أخرى لأحلام كان قد دفنها القصف الإسرائيلي على لبنان وقبله على غزة.

لا يخفى على أحد، أن هنا في البحرين يوجد من يعتبر نفسه جزءًا من هذا المحور، ومن يريد أن يظهر بهذه الصفة (بل ويُظهر البحرين نفسها وكأنها جزء من المحور)، وأن آماله بالتالي قد انتعشت كما انتعشت آمال جميع أتباع المحور، وقد يفكر في التحرك وفقًا لما قد يقرأ من رجحان لكفة الميزان لصالح المحور (وهو وهم ليس إلا)، ولذلك ربما بدأنا نرى تزايد حالات الشغب في الشارع، وكأن الأمر هو محاولة للعودة بالتاريخ للوراء.

لابد أن يفهم هؤلاء الحقيقة التالية، وهي أن البحرين كقيادة وشعب لا يختلفون (إلا ما ندر) حول حقوق فلسطين، أو ضرورة وقف الحرب على لبنان، لكننا نختلف حتمًا حول موقع البحرين من هذا الصراع، ودور البحرين فيه، ونختلف أيضًا حول محور المقاومة وحماس وحزب الله والحوثي، وبناء عليه لا أعتقد بأنه يحق لطرف ما اختطاف الشارع وزج البحرين في محور معين، فالبحرين لها حكومة وقيادة تعبر عن موقفها، ولا يحق لأحد بعد ذلك الموقف أن يعمل وكأن لا علاقة له بالدولة، أو يتصرف وكأنه دولة مستقله داخل الدولة، يتمتع بحق عقد العلاقات الخارجية والتحالفات كيفما شاء.

لا يمكن أن يُسمح في البحرين بأن يكون فيها حزب مستقل عن الدولة، كما حزب الله في لبنان أو الحوثي في اليمن أو حتى الحشد الشعبي في العراق، لا يمكن أن يُسمح بأن تصبح البلد رهينة قرارات يمكن لهذا الطرف أن يأخذها أو ذاك الطرف، لا يمكن أن يُسمح بأن تنتقل مركزية الدولة لمكان آخر أو حزب آخر بعيدًا عن القيادة الشرعية للبلد، أو حتى أن تكون مركزية الدولة مهلهلة، فجلالة الملك أثبت قدرته وفي ظروف أحلك من هذه الظروف على الاحتفاظ بمركزية الدولة وقوامها.

هناك حدث ضخم في المنطقة، وإن كانت التحليلات التي نستقيها من هنا وهناك صحيحة، فبعد أشهر (وربما أقل) لن يكون شكل منطقتنا كما هو اليوم، ولن تكون خارطة السياسة والولاءات السياسية هي نفسها مع هذا الزلزال القائم، لذلك وكما قال جلالة الملك وكما أكد سمو ولي العهد ومعهما معالي وزير الداخلية، فالبحرين حاليا يجب أن تعيش التلاحم المجتمعي، وأن الولاء يجب أن يكون للوطن فقط، ولا تعتقدون للحظة أن الثلاثة تصريحات كانت لتتم لنفس الموضوع لولا أن الموضوع كبير.

لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في التخلص من آثار 2011، وما مكرمة العفو الملكي إلا تتويجًا وإعلانًا صريحًا لذلك، ومن هنا أوجه كلمة بسيطة لكل من يقل منسوب العقل لديه، ويرتفع عنده منسوب الحماس بسبب (سوء) قراءة للواقع المحيط بنا، أقول لهم، أن أحلام بعضكم بأن تعود الأوضاع لما كانت عليه في 2011 لن تتحقق حتى نرى الشمس تتجه لمشرقها والنهر يسير لمنبعه، فكفاكم عبثًا بهذا البلد.



#جعفر_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حان وقت الدبلوماسية؟
- الردع الاستراتيجي
- ولاية الفقيه سُلطة الله في الأرض
- الثورة البحرينية ( غياب اليسار )


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جعفر سلمان - النهر لا يسير إلى منبعه