أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - قراءة في المجموعة القصصية ( أمّي .. وذلك العشيق ) للقاصّة فوز حمزة














المزيد.....

قراءة في المجموعة القصصية ( أمّي .. وذلك العشيق ) للقاصّة فوز حمزة


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


عبد السادة البصري:
(( الضربة الأخيرة .. خاتمة لرسم عالمٍ مغاير)) .
هناك مثلٌ عاميٌّ يقول :ـ العِبْرَة في الخواتيم !!
أي بمعنى أن خاتمة كل شيء هي المحصّلة النهائية له ، والتي تختزن وتختصر كل الأحداث والتوقّعات في عبارة ينتظرها المتلقّي ليحصل على نتيجة نهائية هي خلاصة متابعته وقراءته أيضاً !!
فكيف اذا كنت تقرأ قصة وتندمج في احداثها كأنك أحد الاشخاص المحرّكين لكل ما يجري وفي النهاية تصطدم بحدث مغاير يقلب لك الأمور رأساً على عقب لتتغيّر عندك مفاهيم وتصوّرات وحكايات وتوقّعات كثيرة جالت في مخيّلتك عندما كنت تقرأ هذه القصة أو تلك !!
في مجموعتها القصصية ( أمي .. وذلك العشيق ) الصادرة مؤخراً عن دار الصحيفة العربية في دمشق ، تأخذك القاصّة ( فوز حمزة ) عبر أحداث إحدى وخمسين قصّة قصيرة في أكثر من مسار لتجد نفسك في نهاية المطاف أنّك أمام نهايات غير متوقّعة تقلب طاولة أفكارك وتجعلك تعيد القراءة مرّة ثانية بفهمٍ مغاير !!
لنأخذ واحدة من هذه القصص كمثال لما نقول ، ولتكن حاملة العنوان الرئيسي للمجموعة ـ ثؤيّا النص ـ كما يقول استاذنا الراحل محمود عبدالوهاب ، وأعني قصّة ( أمي وذلك العشيق ) والتي تدهشك من أول وهلة حيث العنوان المغاير ، لتتساءل :ــ لماذا أمي تبحث عن عشيق ؟! وهل من المعقول أن تكون هناك أم لطفلة تشيح بوجهها عن طفلتها لتمارس الغرام مع شخص آخر ؟! وكيف عرفت البنت أن لأمّها عشيقاً ؟! والكثير من التساؤلات تطرق باب مخيّلتك ، كما تظلّ في حالة تفكير وتساؤلات أخرى أيضاً :ــ لماذا اختارت الكاتبة هذا العنوان الصادم ؟! وهل هناك عنوانات لقصص أكثر صدمة ومغايرة ؟!
لكنّك حال ولوجك عالم الحكايات عند ( فوز ) تحصل على إجابات وافية لتساؤلاتك كلّها .
فتاة تبحث عن شقّة للإيجار ، تحصل عليها في عمارة ما ، وتصطدم بامرأة تعود بذاكرتها أنها التقت فيها ذات يوم ، ليتمّ التعارف واستذكارــ فلاش باك ــ مشهد غرامي حصل في بيتهم و أمام عينيها عندما كانت في العاشرة من العمر ،ليتمّ الربط بين المرأة وذلك المشهد الصادم والمرعب للفتاة في حينها، وبعد سلسلة أحداث ولقاءات ،في آخر المطاف تعرف الفتاة أن هذه المرأة هي أمّها الحقيقية والمشهد الذي شاهدته حينها لأمها كان مع العشيق الذي رحلت معه تاركة إيّاها وهي طفلة لم تتجاوز العشر سنوات !!
(وأنا ما أزال واقفة أستطلع المكان ، خرجتْ من باب البناية سيدة في أواسط الخمسينيات من عمرها، تضع نظّارت طبّية، اطارها مذهّب، توقّفت قليلاً قبل قطعها الشارع منعطفة إلى اليمين .شيء لا يشبه أي شيء هبط عليَّ في تلك اللحظة، تولّتني الدهشة واستبدّت بي المفاجأة، امتلأ قلبي بضباب كثيف غطّى على عيني وكأني أقف بين الموت والحياة، تسمّرتُ في مكاني محدّقة فيها حتى لاحظ السمسار ذلك ، فقال لي وهو يوزّع نظراته بيني وبينها :ـ هل تعرفين هذه السيدة؟!
أجبته في ذهول :ـ تشبه امرأة أعرفها ،ماتت منذ زمن ! ص51ــ52 ) ، لتظلّ الكاتبة / الفتاة تدور في حكايتها حول حدث أخذها إلى الطبيب النفسي ذات يوم وشعورها باليتم وفقد الأم ،لكنّها في خاتمة المطاف تخبرنا أن هذه المرأة هي أمّها :ــ
(استفاقت السيّدة من غيبوبتها بعد مغيب الشمس، وعلامات الموت ترسم ببطء إشارات جديدة على وجهها، وهي توصيني خيراً بأمّي ..أجبتها :ــ ليست أمّي، انها زوجة أبي التي ربّتني وتمسكت بي حتى بعد وفاته ،،،،،،،
وبصوت واهن سألتني :ــ وأمّك ..هل توفيت ؟
وأنا أحدّق عبر النافذة ، وثمّة دمعتان عالقتان في محجري أجبتها :ــ أمّي تركتني ، وأنا في العاشرة من عمري لتهرب مع عشيقها !
هنا شهقت سيدة ذلك العبق الذي ظلّ طوال أعوام عالقاً بذاكرتي قبل أنفاسي ، فكانت شهقتها الحد الفاصل ما بين الحياة والموت وكأن الله أرادني حضور هذه اللحظة وذلك الفاصل ،وكانت لي شهقة الحد الفاصل ما بين الحياة ،، والحياة !! ص57 )
هذه الخاتمة التي تجبرك على سحب تأشيرة إعادة قراءة لما مرّ بك من أحداث وصور كنت قد قرأتها في هذه القصة مرّة ثانية ، وهذا دليل على ذكاء الكاتبة وفهمها الحقيقي لما تريد أن توصله للقارئ من خلال اللعب بالأحداث ورسم حكايات متداخلة مع بعض لتكون المحصّلة النهائية صدمة غير متوقّعة للقارئ !!
ونجد ذلك في كل قصصها الإحدى والخمسين ابتداءً من ( ابنة الغجرية ) ومروراً بــ ( الرسول ، ساخن جداً جدا ،،،،،،مطاردة من الماضي ...)وصولا الى (يحدث أن تكون مع غيري ،يوم آخر ..يوم أخير ) ، حيث العنوان يمنحك مفتاحاً لتساؤلات غير ما ستقرأه في داخل المتن لتعثر على الإجابة في نهاية القصّة .
القاصّة فوز حمزة متمكّنة من أدواتها القصصية بشكل واعٍ وتدرس كل نتاج قبل إظهاره للملأ ، أشدّ على يديها قائلاً :ـ من خلال قراءتي لهذه المجموعة ولما نشرتيه من قصص متفرّقة هنا وهناك أنت قاصّة لابد أن يتوقف عندها النقّاد ليقرؤوها بشكل حقيقي ويؤشروا لنا :ــ أن هناك صوت قصصي نسوي يضيء المكان مع أخريات قدّمن للقصة أشياء كثيرة .مبارك لفوز هذا الإبداع في مجال القصة القصيرة التي هجرها الكثيرون مولّين وجوههم شطر الرواية دون أن يتذكّروا أن للقصّة القصيرة قرّاؤها ومتابعوها ونحن بحاجة كبيرة إلى عالم القص ، فللقصّة فرسانها وفارساتها كما للرواية والشعر والنقد ، واتمنى أن تظلّ فوز فارسة في مجال القصة بالإضافة إلى ولوجها عالم الرواية مؤخراً .



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثغرها والحياة
- أربعة في الظلام
- من يوميات أبو تكتك
- هي وذلك الفستان
- نافذة من رأسي
- مكالمة بعد منتصف الليل
- مفاجأة غير متوقعة
- لوحة عائلية
- قبل المحو
- قبل البداية
- لعبة ورق
- برنامج أرواق ثقافية
- كبرتُ .. حقًا كبرتُ
- زوجة لساعة من نهار
- ركن في ساعة
- رسالة قلب عاطل عن الحياة
- حلم أخضر .. حلم أزرق
- جيل الطيبين
- بين أبي وأمي
- إيلينا


المزيد.....




- أقوى إشارة وجودة HD … تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على ال ...
- سليمان الرياعي: التقدم الرقمي أحدث تحولا إستراتيجيا سريعا في ...
- طوفان الشعر.. كيف وثق الشعراء 7 أكتوبر وتفاعلوا معه؟
- انطلاق فعاليات المهرجان السينمائي الدولي الثامن -الجسر الأور ...
- نادي الشعر في اتحاد الأدباء يحتفي بمجموعة من الشعراء
- الفنانة المغربية لالة السعيدي تعرض -المرئي المكشوف- في -دار ...
- -الشوفار-.. كيف يحاول البوق التوراتي إعلان السيادة إسرائيل ع ...
- “المؤسس يواصل الحرب”.. موعد مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس ...
- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - قراءة في المجموعة القصصية ( أمّي .. وذلك العشيق ) للقاصّة فوز حمزة