أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - اليهودي المغربي: جسر بين الشرق الأوسط وسراب السلام














المزيد.....

اليهودي المغربي: جسر بين الشرق الأوسط وسراب السلام


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8124 - 2024 / 10 / 8 - 09:49
المحور: كتابات ساخرة
    


أول ما يخطر ببالك عندما تسمع كلمة "يهودي" هو غالبا الصراع في الشرق الأوسط، إسرائيل، الحروب، وربما مشاهد الجنود والمدافع التي تغذي الأخبار كل يوم. لكن، ماذا لو أخبرتك أن هناك يهوديا مغربيا يعيش بيننا، لا يحمل مدفعا ولا دبابة، بل يحمل نظارات شمسية وأفكارا قد تفاجئك؟ ماذا لو قلت لك إنه بدلا من أن يرفع صوته بالصراخ والتهديد، يحاول أن يقنعك بأن الحل ليس في الرصاص، وإنما في الحديث؟ هيا، لا تستغرب، فهذا الشخص ليس مشهداً من مسلسل درامي، بل هو حالة حية في الواقع، يروي لنا قصة قد تجعلنا نعيد التفكير في كل ما كنا نظنه عن "اليهودي" والصراع الأبدي.

هذا الت

الحديث عن اليهود المغاربة، خصوصا عندما يقدمون أنفسهم في سياق الحوار الدولي، يميل إلى التبسيط الشديد، وكأنهم مجرد "جزء من" أو "خارج اللعبة". ولكن، يا صديقي، هذا الشخص المغاربي اليهودي الذي يقف أمامنا في هذا العرض الفني الساخر هو ليس مجرد تمثيل لمجموعة عرقية، بل هو تجسيد لثقافة وعقلية لم تتورط في الحروب. هو ببساطة، ذلك الصوت الذي يتناغم مع الوعي الذي يقول: "لا، ليس الحرب هي الحل".

هذا اليهودي المغربي، الذي يخرج على خشبة المسرح وهو يرتدي نظارات شمسية ويجلس على كرسي قديم، يبدو وكأنه قادم من مشهد سينمائي لكن مع تغيير بسيط: ليس هو العدو، بل هو المصلح. وبينما يتحدث باللغة العبرية والمغربية، يصر على توضيح أن الحلول التقليدية مثل "مضاعفة الرصاص" لم تأت بشيء سوى المزيد من الدمار. بل هو يصر على أنه لا يختلف في رؤيته عن الفلسطيني أو الإسرائيلي، لأن الجميع ببساطة يطلبون السلام.

هنا يبدأ العرض الفني في أخذ منحى ساخر: هذا اليهودي المغربي، الذي ربما يكون قد قابل آلاف الإسرائيليين في حياته، يصر على التذكير بأننا جميعا نعيش على كوكب واحد، وتحت نفس الشمس، ونستطيع أن نشرب من نفس البحر. لكنه لا يسكت، بل يضيف بتفاؤل ملحوظ: "إذا كنا نشرب من نفس البحر، فماذا يمنعنا من العيش معا؟".

لكن، وبينما يتنقل بين الفقرات، يبدأ بشكل غير متوقع في فضح الفكرة السائدة التي تروج لها معظم وسائل الإعلام: أن اليهود والمغاربة، وحتى الإسرائيليين، هم في الحقيقة لا يريدون الحرب، لكنهم مجبرون على الاستمرار في هذه الفوضى الكبرى، التي لا تمت لواقعهم بصلة. "نحن"، يقول، "نعيش مع الفلسطينيين، ليس كأعداء، بل كجيران. ومع الإسرائيليين، نحن مجرد أصدقاء. من يمكن أن يعيش كل هذه السنين على هذه الأرض دون أن يشعر بالسلام الداخلي؟".

هنا، يتوقف. يتنفس. يعيد ترتيب كلامه، كما لو كان يود أن يختتم بكلمات حاسمة. ثم يقول: "جميعنا نعيش في نفس الحلم، ولكن، للأسف، الحلم هذا مفقود. لا أحد منا يريد أن يبني جسرا، وبدلا من ذلك نبني حواجز... ونحن في انتظار الفجر". في تلك اللحظة، يصبح واضحا أن هذا اليهودي المغربي لم يأت ليحكي لنا عن ماضيه، ولا عن أي شيء يخصه فقط، بل هو يأتي ليحكي عن حلم مشترك، لا يحمل اسما أو لونا. هو يأتي ليقول لنا إن الحرب لم تكن، ولن تكون، هي الحل.

وبينما تخفت الأنوار على خشبة المسرح، يظل هذا الصوت المغاربي اليهودي يهمس في آذاننا: "دعونا نضع الحرب خلفنا، دعونا نبني الجسور، دعونا نعيش كأناس". ما لم يقله هو، بالطبع، أن الحديث عن الجسر المفقود ليس مجرد فكرة فلسفية، بل هو صرخة ضد المآسي التي تغذيها الحروب والصراعات، وهو دعوة للعودة إلى الأساس: الإنسانية.

قد لا تحل القضية الفلسطينية من خلال الكلمات التي قالها هذا اليهودي المغربي، لكن على الأقل، ربما يقتنع بعضنا بفكرة أن هناك من يتوق إلى عالم يسوده الحوار أكثر من الرصاص.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -في مملكة الأرقام: الشباب يبحث عن الحقيقة-
- الشرق الأوسط: مسرح العبث والفوضى الاستفزازية
- الشرق الأوسط: مسرح العبث والفوضى الاستفزازية
- معركة البول: دروس من حانة السكارى إلى رئاسة الحكومة المغربية
- -مول المازوط: حين يصبح الغازوال أكثر لمعانا من الذهب!-
- -احترس أيها الحاكم: قانون الفوضى يهدد اللعبة-
- -مغرب التناقضات: غرامات للمشاة في زمن الفوضى-
- -المغرب: أرض العجائب في تسعير الأدوية!-
- تأشيرة الفراق: نكتة السياسة بين المغرب والجزائر
- -سلام أم تهديد؟ دليلك للعيش في عالم الحروب-
- -عندما تمطر الحكومة، هل يغرق الشعب؟-
- -أخنوش والشيطان: عندما تتعانق الأزمات في مسرح السياسة-
- -استيراد حكومة من الخارج؟ فكرة محمد الوادي في زمن الفشل السي ...
- -الهروب إلى سبتة: عندما يتحول شعار - آخر من يهرب يطفي الإنار ...
- أحلام الطفولة وسخرية الواقع: من أوروبا إلى الكفاف والجفاف
- -بين الفخامة والواقع: هل باتت المشاريع الضخمة في المغرب مجرد ...
- أقسم إن كنت كلباً لن أنبح!
- -صوت شهداء الجزيرة: دعوة عاجلة لإنهاء معاناة المدنيين في غزة ...
- نحو السلام: ضرورة تجاوز دوامة العنف من أجل مستقبل مشترك
- آخر الأشغال في مجموعة مدارس كرمة بن سالم: تساؤلات حول جدية ا ...


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - اليهودي المغربي: جسر بين الشرق الأوسط وسراب السلام