أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مقنع - هدم تخاريف البربر (4): لماذا يصرون على تسمية سود شمال افريقيا ب -الحراطين-؟















المزيد.....



هدم تخاريف البربر (4): لماذا يصرون على تسمية سود شمال افريقيا ب -الحراطين-؟


محمد مقنع

الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 18:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تعد اللغة أداة بالغة القوة في تشكيل أفكارنا ومواقفنا وتفاعلاتنا اليومية. من بين الاستخدامات الأكثر خطورة لهذه الأداة هو الألفاظ العنصرية، خاصة تلك التي تهدف إلى إهانة مجموعات معينة وتجريدها من تاريخها إنسانيتها وكرامتها. إحدى أبرز هذه الكلمات هي "حرطاني"، وهي لفظة وظفتها فرنسا كوسيلة لإهانة السود الشمال افريقيون، وإنكار عراقتهم في المنطقة وقيمتهم الثقافية والحضارية.
لتجريدهم من اصليتهم كان لزاما على فرنسا ان تخترع للسود اسما لم يكن له وجود، وتنزع منهم أسماء اجدادهم: المور الغيتول النوميديين الافري الغرمنت الخ. تاريخيا لا وجود لشعب يحمل هذا الاسم المهين، لأنه كان نعت يطلق على العبد المعتق. فمثلا في موريتانيا البلد المتعدد الأعراق والاثنيات لا يطلق لفظ "حرطاني" على السود المنتمين "للبيضان" البافور البمبارة الفولاني السرر السننكي الماندينغي الولوف الخ، بل فقط على العبيد المحررين. وهو ما اكده الناصري في كتابه "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى:
"لفظ الحرطاني، الذي معناه العتيق، وأصله الحر الثاني، كأن الحر الأصلي حر أول، وهذا العتيق حرثان، ومع كثرة استعماله أصبح الحرطاني على ضرب من التخفيف".
وهنا فرق الناصري بين العبد والحرطاني والأسود الحر الذي لم يكن في يوم من الأيام عبدا لاحد:
"بِهِ ثمَّ سَار إِلَى قبائل الْحَوْز فاستقصى من فِيهَا حَتَّى لم يتْرك بِتِلْكَ الْقَبَائِل كلهَا أسود سَوَاء كَانَ مَمْلُوكا أَو حرطانيا أَو حرا أسود".
الغربيون يتقنون استخدام الألفاظ المذلة لاحتقار السود، مستندين على مصطلحات تحمل في طياتها دلالات عنصرية تربط هؤلاء الأفراد بالعبودية أو التخلف. الهدف من هذه السياسة ليس مجرد الإهانة الشخصية، بل هو سعي ممنهج لتجريدهم من تاريخهم المجيد، وتصويرهم على أنهم أقل شأنًا، إذ يرون فيهم أكبر تهديد لمصالحهم بعد ان اذلوهم لقرون في أوروبا.
عملت فرنسا الرجعية على ترسيخ نظام اقتصادي واجتماعي يقوم على الاعتقاد بأن السود أدنى منزلة، وأقل استحقاقًا للحقوق والكرامة الإنسانية. عبر زرع فكرة كراهية الهوية الافريقية واحتقار الإنسان الأسود في شمال أفريقيا، من خلال تشويه تاريخ المنطقة وابتكار تاريخ جديد يمجِّد الانسان الأبيض (اختراع اسم لمجموعة من اللقطاء مجهولي الهوية بقايا العبيد وايهامهم بانه يعني حر ونبيل). قبل الاحتلال، كان السود يسيطرون على اهم المناصب العليا، والسكان المحليون يصنفونهم كبيض ويعتبرون استخدام مصطلحات مثل "أسود" أو "أكحل" للإشارة لهم عيب. بدلاً من ذلك، كانوا يفضلون استخدام نعوت مثل "أزرق" أو "أخضر".
جاء في كتاب البحوث الأنثروبولوجية في البربرية الشرقية: طرابلس، تونس، الجزائر. للعالمين الفرنسيين إل. بيرثولون، و إ. شانتر.
"غوستاف ناختيغال يعطي ثلاث مصطلحات تطلق على السكان السود: أخضر؛ أزرق؛ وأسود. الاثنان الأولان هما تعابير لطيفة. لا ينبغي نطق كلمة أسود (أكحل) بالعربية، لإنها كلمة ذات دلالة سيئة. يتم استبدالها بصفة أخضر. يتحدث المحليون بشكل معتاد عن حصان أخضر ليعنوا حصانًا أسود اللون. يتم استخدام كلمة أزرق بنفس المعنى. "أزرق" هو مصطلح يعني الأزرق أو الرمادي، ولكن يتم استخدامه أيضًا للدلالة على الوضوح. عند اطلاقه على شخص أسود، فهو نوع من الإطراء. عادةً ما يتجنب استخدام كلمة أسود. عندما يُسأل الزنجي عن لون بشرته، فإنه عادةً ما يجيب: سمراء، أي بنية".

Recherches anthropologiques dans la Berbérie orientale : tripolitaine, Tunisie, Algérie. L. Bertholon, E. Chantre
Nachtigal donne trois termes pour désigner les populations noires : akhdar, vert; asreg, gris; assouad, noir. Les deux premiers sont des euphémismes. Le mot noir (akhal) ne doit pas être prononce en arabe, c’est un terme de mauvais augure. On le remplace par l’adjectif (akhdar) vert. Un indigène parle couramment d’un cheval vert pour désigner une bête noire. Le mot azreg est pris dans la même acception. Azreg est un terme signifiant bleu ou gris, mais à qui on donne aussi le sens de clair. Applique à un noir, c’est une sorte de flatterie. Le mot Assouad, noir, est d’ordinaire évité. Demande-t-on au négre de la meilleure teinte quelle est la couleur de sa peau, il répond d’ordinaire : Asmar, c’est à -dir-e brune.

ويضيف أدولف بلوك في كتاب رحلة إلى طنجة: ما نؤمن به حول أصل المور:
عند وصولنا إلى مدينة طنجة، توجه عدد كبير من القوارب نحونا لإنزالنا، لأن سفينتنا لم تتمكن من دخول الميناء. كان هناك أنماط متنوعة من الألوان، بيض، سمر وسود، وهذا التنوع في لون البشرة كان واضحًا في كل مكان نذهب إليه في المدينة، بالإضافة إلى السوق الكبير حيث كان سكان المناطق المحيطة يجتمعون.
سألنا مترجماً محلياً عن أصول السكان في هذه البلاد، بخلاف الأوروبيين، وأجاب قائلاً: "هنا لدينا فقط اثنتين من السلالات، سلالة بيضاء وسلالة سوداء، وضمن البيض وضع أيضا السود المغاربة؛ لأنهم حسب قوله ليسوا من أصل زنجي. أما بالنسبة للسلالة السوداء، فهي بالنسبة له سلالة الزنوج القادمين من السودان."

Une excursion à Tanger : Ce que nous croyons de l origine des Maures - Adolphe Bloch
Dès notre arrivée dans la ville de Tanger, un grand nombre de bateliers vinrent a notre rencontre pour nous débarquer, car notre bateau n entrait pas dans le port.
Il y avait là des types de toutes les couleurs, des blancs, des bronzes et des noirs, et cette diversité : dans la coloration de la peau, nous avons pu la constater partout où nous allions dans la ville, ainsi qu au grand marche, où ils affluaient les indigènes des environs.
Un guide-interprète a qui nous demandions quelles étaient les races du pays, en dehors des Européens, nous répondit : II n y a ici que deux races, une race blanche et une race noire et parmi les blancs il comptait également les Marocains noirs parce que, disait-il, ils n étaient pas d origine nègre. Quant a la race noire, c était pour lui celle des nègres venus du Soudan.

تأسس الاستعمار الغربي في شمال أفريقيا والشرق الاوسط على أساس تمييز "الأعراق"، حيث نُشرت أفكار تفوق العنصر الأبيض لتبرير هيمنتهم وسيطرتهم على الموارد. بالإضافة إلى تزوير تاريخ المنطقة لصُنع سرد جديد يمجد البيض ويقلل من قيمة السكان الأصليين السود. هذا السيناريو أسفر عن انتشار العنصرية والكراهية ضد السود، مما أدى إلى تقليل قيمتهم واحترامهم.

بعد اشباه المثقفين/دكاترة الجهل التخلف الرجعية والتدليس مهرجي المخزن وفرنسا أمثال عبد الله حمودي والمعطي منجب، الان أصبحوا يوظفون سودا لترسيخ هذه النعوت البذيئة التحقيرية الحاطة للكرامة الانسانية. فمؤخرا عقد حثالة يدرس بإحدى الجامعات الامريكية ندوة لتقديم كتاب، ومن بين ما قاله خلال اللقاء: “لا حرج لدي، أنا من أنا، ابن رقاص، حرطاني من فم زكيد".
في حياتي كلها لم اسمع مغربيا اسودا واحدا يطلق على نفسه "حرطاني"، لان الكل يعرف بانها شتيمة. وما أدهشني أكثر هو انني وجدت رسالة ماجستير درست أنماط الحياة في المنطقة التي ينتمي اليها هذا الجاهل المذعن (وادي درعة)، يقول فيها السكان السود المحليون بان اسمهم هو درعاوة وبأنهم أقدم من عمر المنطقة ويعطون بدقة تاريخ نزوح البربر للمنطقة. اذ جاء في كتاب موائل ونمط الحياة في وادي درعة (المغرب): قرية أسرير نيلمشان، لجين ماري جنتيلو:
يلقبون أنفسهم بـ "درعاوة" (مفرد: درعاوي)، وهو مصطلح ليس من العربية الكلاسيكية، أو "أيت درعة"، أي أنهم أهل درعة، أو حتى "أيت تمورت"، أي أصحاب الارض، مؤكدين بذلك قدمهم في الوادي. يشددون على أن تفسير "درعاوي" بمعنى زنجي هو ابتكار خالص من البيض؛ في الواقع، هم "درعيين" او "درعاويين"، أي ينحدرون من وادي درعة، ويشددون على أنهم كانوا أول من سكن المنطقة، قبل مجيء البيض، الذين كانوا في البداية مجرد بدو، استغلوا كرم ضيافتهم ثم عاملوهم كعبيد.

Habitat et mode de vie de la vallée du Drā (Maroc) : le village d’Asrir n’llemchane - Jeanne Marie Gentilleau
Eux-mêmes se font appeler Drāoua (singulier Drāoui), terme qui n est pas de l arabe classique, ou Ayt Drā, c est à -dir-e, les gens du Drā, ou encore Ayt Tmourt, les gens du pays, revendiquant ainsi leur ancienneté dans la vallée « ils soutiennent que draoui, au sens de nègre, est pure invention des lignages blancs en réalité ils sont dar i ou dar âoui, c est-à--dir-e originaires de la vallée de l oued Dra, et se donnent pour les premiers habitants de la région où les Blancs, nomades au départ, sont venus par la suite abuser de leur hospitalité et les traiter comme des esclaves».

وهذا هو الاسم الذي حمله اجدادهم لألاف السنين، يقول بليني الكبير في التاريخ الطبيعي:
بينما كان سكيبيو إيميليانوس يتولى القيادة في صقلية، حصل المؤرخ بوليبيوس على أسطول منه لغرض القيام برحلة استكشافية في هذا الجزء من العالم. ويروي أنه وراء جبل الأطلس، بالتوجه نحو الغرب، توجد غابات مليئة بالوحوش البرية التي تنتمي إلى تربة إفريقيا، وصولاً إلى نهر أناتيس، الذي يبعد مسافة 485 ميلاً، وتبعد عنه مدينة ليكسوس 205 أميال. ويقول أغريبا إن ليكسوس يبعد عن مضيق قادس 112 ميلاً. وبعد ذلك نصل إلى خليج يسمى خليج ساغوتي، وهي مدينة تقع على رأس موليلخة، بالإضافة إلى نهري سوبور وسالات، وميناء روتوبيس، الذي يبعد عن ليكسوس 213 ميلاً. ثم نصل إلى رأس الشمس، وميناء ريساردير، وبلاد الغيتول الأوتولوليس، ونهر كوسينوس، وشعوب السلاتيتي والمساتي، ونهر ماساثات، ونهر دارات، الذي تعيش فيه التماسيح. بعد ذلك نصل إلى خليج كبير، يبلغ طوله 616 ميلاً، يحيط به رأس من جبل بارس، الذي يمتد في اتجاه الغرب ويُدعى سورينتيوم. بعده يأتي نهر سالسوس، والذي وراءه تقع بلاد الإثيوبيين بيرورسي، وخلفهم الفاروسيون، الذين يحدهم من الداخل الغيتول الدرعاي (او الغيتول الدرعاويون) (الرومان لايستطيعون نطق حرف العين لانه لايوجد في لغتهم). وعلى الساحل نجد الإثيوبيين داراتيتا، ونهر بامبوتوس الذي يزخر بالتماسيح وأفراس النهر. من هذا النهر يمتد نطاق جبلي متواصل حتى نصل إلى الجبل المعروف باسم ثيون أوكيما، ومنه إلى رأس هيسبيريا، وهي رحلة تستغرق عشرة أيام وليالٍ؛ وفي وسط هذه المسافة وضع جبل الأطلس، الذي أشار إليه جميع الكتاب الآخرين بأنه يقع في الأجزاء القصوى من موريتانيا.

Pliny the Elder, The Natural History. CHAP. 1. —THE TWO MAURITANIAS.
While Scipio Æmilianus held the command in Sicily, Polybius the historian received a fleet from him for the purpose of proceeding on a voyage of discovery in this part of the world. He relates, that beyond Mount Atlas, proceeding in a westerly -dir-ection, there are forests filled with wild beasts, peculiar to the soil of Africa, as far as the river Anatis, a distance of 485 miles, Lixos being distant from it 205 miles. Agrippa says, that Lixos is distant from the Straits of Gades 112 miles. After it we come to a gulf which is called the Gulf of Saguti, a town situate on the Promontory of Mulelacha, the rivers Subur and Salat, and the port of Rutubis, distant from Lixos 213 miles We then come to the Promontory of the Sun, the port of Risar-dir-, the Gætulian Autololes, the river Cosenus, the nations of the Selatiti and the Masati, the river Masathat, and the river Darat, in which crocodiles are found. After this we come to a large gulf, 616 miles in extent, which is enclosed by a promontory of Mount Barce, which runs out in a westerly -dir-ection, and is called Surrentium. Next comes the river Salsus, beyond which lie the Æthiopian Perorsi, at the back of whom are the Pharusii, who are bordered upon by the Gætulian Daræ, lying in the interior. Upon the coast again, we find the Æthiopian Daratitæ, and the river Bambotus, teeming with crocodiles and hippopotami. From this river there is a continuous range of mountains till we come to the one which is known by the name of Theon Ochema, from which to the Hesperian Promontory is a voyage of ten days and nights and in the middle of this space he has placed Mount Atlas, which by all other writers has been stated to be in the extreme parts of Mauritania.

الغيتول كانوا زنوجا سود البشرة ولاوجود لغيتول بيض، وأتحدى من يقول العكس ان يحضر نصا واحدا يتحدث عن شيء يسمى "غيتول بيض". المدلسين الاغبياء الغربيين يتلاعبون بالوثائق التاريخية ويؤولون النصوص لتتماشى مع مخططاتهم الاجرامية. يزعمون بما ان المؤرخين الاغريق أشاروا للغيتول السود فلابد بان هناك غيتول بيض، وذلك من دون تقديم دليل واحد على هذا التغوط الصبياني. لماذا لم يسقطوا نفس المنطق البليد اللاعقلاني على الجرمان البيض (Germaniae candidi) الذين ذكرهم يوليوس فيرميكوس ماتيرنوس، ويقولوا بان هناك جرمان سود؟
جميع الشعوب الشمال إفريقية التي ذكرها الإغريق، الرومان، والبيزنطيون (مثل المور، الغيتول، النوميد، الأفري، الغرمنت وغيرهم) كانت تتميز ببشرة سوداء وملامح زنجية. من الجدير بالذكر أن مصطلح "إثيوبي" لا يعني "زنجي" أو "أسود"، وهو ما سأقوم بشرحه بشكل مفصل قريبا. كما ذكرت سابقًا، يستغل الغربيون نقص جهل الناس باللغتين الإغريقية واللاتينية لتمرير أجنداتهم المضللة. كلمة "إثيوبي" لا تعني "أسود" في أي من هاتين اللغتين، حيث كان الرومان يستخدمون أوصافًا مثل (Niger, Ater, Fuscus, Perustus, Adustus, Incocti) لوصف البشرة السوداء، بينما كان الإغريق يستعملون كلمات ك (Melas, Mavro).

كلوديوس بطليموس يصنف الميلانوغيتول (Μελανογαιτοῦλοι) التي تعني الغيتول السود ضمن الشعوب الكبرى في ليبيا الداخلية، واضعا إياهم غرب الغرمانتيين. اذ تمتد اراضيهم من جبال ساغابولا حيث يتدفق نهر السوبوس (وادي سبو)، حتى جبال أوسارغالا. وهذا يعني سيطرتهم على اراضي شاسعة تمتد من سهل الغرب بالمغرب حتى حدود ليبيا شرقا. اذ جاء في جغرافيته:
تقع غايتوليا تحت مملكة موريطانيا، والصحراء الليبية تحت مقاطعتي أفريكا وبرقة. أما الشعوب الكبرى التي تسكن ليبيا فهي الغرمنت الذين يمتدون من منابع نهر الباغراداس إلى بحيرة النوبا، شعب الغيتول السود (الميلانوغايتول) الذين يحتلون الأرض الواقعة بين جبال الساجابولا وجبال الأوسارغالا، وشعب الأثيوبيين الغيراي الذين يسكنون نحو الجنوب من نهر الغير، وشعب الأثيوبيين النيغيريتاي الذين يقيمون شمال نهر النيغير، والديرادي الذين يسكنون على طول نهر يحمل نفس الاسم (داراداس) حيث يصب في البحر، والبيرورسي الذين هم أكثر نحو الشرق وبعيدون عن البحر حتى الجبال المعروفة باسم ثيؤون أوكيم، وأرض الأثيوبيين الأودرانغيدية الواقعة بين جبلي كافاس وثالا، والماماسي الذين هم تحت جبال ثالا، والنوبا الذين يسكنون في الجانب الغربي من مضيق الجرامنتيكا، والديربيكاي الذين هم نحو الغرب من جبال الأرانياس.

Claudius Ptolemy - The Geography
Gaetulia is located below Mauritania, the Desert of Libya below Africa and Cyreniaca. The great races which inhabit Libya are the Garamantes extending from the sources of the Bagradas river to the Nubas lake, and the race of the Melanogaetuli, who occupy the land which is between the Sagapola mountains and the Usargala mountains, and the Aethiopian race of the Girei who dwell toward the south from the Gir river, and the Aethiopian race of the Nigritae who are north of the Nigir river, and the Daradi who dwell along the river of that name (Daradas) where it empties into the sea, and the Perorsi who are more to eastward and more remote from the sea as far as the mountains which are called Theon Ochema, and the land of the Aethiopian Odrangidiae located between the Caphas and the Thala mountains, and the Mamaces who are below the Thala mountains, and the Nubae dwelling on the western side of the Garamantica defile, and the Derbiccae who are toward the west from the Araneas mountains.

وهذه المعطيات اكدتها العديد من الابحاث الانثربولوجية كالدراسة التي قام بها كل من لوسيان بيرثولون و إرنست شانتر، اذ جاء فيها:
نوع الغيتول: يعتبر سالوست الغيتول أول سكان شمال إفريقيا (Africam initio habuere Gaetuli et Libyes). صحيح أن نفس المؤلف يميز بين نوعين من الغيتول: المستقرين والرحل (Super Numidiam, Gaetulos accepimus partim in tuguriis, alios incultius vagos agitare). الغيتول المستقرون هم سكان الواحات. في الواقع، فإن غلبة دم العرق الصغير الميستاتيسيفالي الزنجي من العصر الحجري يجعلهم العرق الأقدم في شمال إفريقيا.

Recherches Anthropologiques Dans La Berbérie Orientale, Tripolitaine, Tunisie, Algérie - Lucien Bertholon, Ernest Chantre
Type Gétule: Salluste fait des Gétules les premiers habitants du nord de l’Afrique : Africam initio habuere Gaetuli et Libyes (jug. S18). Il est vrai que le meme auteur distingue deux types de getules : 1° les sedentaires; 2° les nomades. Super Numidiam, Gaetulos accepimus partim in tuguriis, alios incultius vagos agitare (jug s19). Les Gétules sédentaires sont les habitants des oasis. La prédominance du sang de la petite race mésaticéphale négroïde de la pierre polie en fait, en effet, la race la plus ancienne du nord de l’Afrique.


والمعطيات التي سردها هؤلاء السكان الطيبون تؤكدها كل المصادر التاريخية، اذ جاء في مخطوط تيليت اليهودي. العبرانيين الذين لجأوا للمنطقة بعد تدمير الهيكلين الاول والثاني:
قديما، كان يسمى وادي درعة بوادي الزيتون. انه الموطن الاصلي لأبناء كوش (اليهود يطلقون اسم "الكوشيين" على اشد البشر سوادا) بن حام بن نوح، الذي أطلق على الجبلين اسم تزروت.
ابناء كوش كانوا مسيحيون وكان لديهم ملك يحوز جيشا تعداده 4000 رجل من عشيرة كوش بن نوح. هذا الملك حكم الغرب لمدة 300 سنة، ثم تحالف مع المسيحيين. كان في تزروت حيث كان افرايم (يهودي) الذي اضطر الى الفرار من بلد الى اخر حتى استقر في ماسة التي بقي فيها مدة طويلة، قيل بانه ينحدر من سيدنا يعقوب النبي. عندما توفي افرايم دفن في تامكروت القديم.


LE MANUSCRIT DE TILIIT
Autrefois, oued Dra s appelait oued Zitoun (rivieres des Oliviers"). C est le tres ancien pays des enfants de Koush ben Ham ben Nouah, lequel a fait les deux montagnes appelees Tazrout.
Les enfants de Koush etaient chretiens et ils avaient un roi dont l armee comptait quatre mille hommes, du clan de Koush ben Nouah. Ce roi regna sur l Ouest pendant trois cents ans, puis il s allia aux chretiens. Il etait a Tazrout ou etaient Ephraim, qui dut s enfuir de pays en pays jusqu a Massa, ou il resta longtemps on disait qu il descendait de Sidna Jacob Ennebi. Quand Ephraim mourt, on l enterra a Tamegrout elKhdim ("l Ancienne").

ولما غزا المسلمون شمال افريقيا في القرن السابع الميلادي نزحت الكثير من القبائل التي كانت مستقرة في ليبيا وتونس الى الجزائر والمغرب هربا وخوفا من بطش العرب، كقبيلة مكناسة الطرابلسية التي استقرت جماعة صغيرة منها تعتنق مذهب الخوارج الصفرية في درعة وبايعت رجلا اسودا من وجهاء المنطقة يدعى "عيسى بن مزيد الاسود" زعيما لها (حكم امارة سجلماسة لمدة 15 سنة)، وعندما اشتد عودها وكثر تعدادها انقلبت عليه وقتلته بأبشع الطرق (الجبن الغدر الدناءة والخسة يجرون في دم بدو اسيا الرعاع قوم يأجوج ومأجوج) بمساعدة الخارجي "ابا الخطاب".
اذ يقول أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي في كتاب المسالك والممالك: "وكان فيهم أبو القاسم سمجوا بن واسول المكناسي، أبو اليسع المذكور وجد مدرار، لقي بإفريقية عكرمة مولى ابن عباس وسمع منه، وكان صاحب ماشية، وكثيرا ما ينتجع موضع سجلماسة، فاجتمع إليه قوم من الصفرية فلما بلغوا أربعين رجلا قدموا على أنفسهم عيسى بن مزيد الأسود وولوه أمرهم، فشرعوا في بنيان سجلماسة وذلك سنة أربع ومائة".
وتابع عن عيسى بن مزيد الاسود مؤسس مدينة سلجماسة، قائلا: "وكان رجلا عاقلا يحسن التدبير فقام بأمرهم وعمر البلاد وانتفعت به العباد".
واضاف عن مقتل عيسى: "فأول من وليها عيسى بن مزيد ثم أنكر أصحابه الصفرية عليه أشياء، فقال أبو الخطاب وما لأصحابه في مجلس عيسى: السودان كلهم سراق حتى هذا. وأشار إلى عيسى فأخذوه وشدوه وثاقا إلى شجرة في رأس جبل وتركوه كذلك حتى قتله البعوض، فسمي ذلك الجبل جبل عيسى إلى اليوم". (هذا ما تجلبه لكم طيبتكم ونبل اخلاقكم يا سود).

وبعد الصفرية المكناسيون نزحت قبيلة زناتة الى منطقة درعة في القرن الحادي عشر الميلادي بعد ان ارغمت على اخلاء تونس من طرف قبيلة بني هلال. يقول ابن خلدون في تاريخه:
"غلب الهلاليون قبائل زناتة على جميع الضواحي وأزاحوهم عن الزاب وما إليه من بلاد إفريقية، وانشمر بنو واسين هؤلاء من بني مرين وعبد الواد وتوجين عن الزاب إلى مواطنهم بصحراء المغرب الأوسط من مصاب وجبل راشد إلى ملوية فيكيك. ثم إلى سجلماسة ولاذوا ببني ومانوا وبني يلومي ملوك الضواحي بالمغرب الأوسط، وتفيّؤا ظلّهم واقتسموا ذلك القفر بالمواطن، فكان لبني مرين الناحية الغربية منها قبلة المغرب الأقصى بتيكورارين ودبّروا إلى ملوية وسجلماسة، وبعدوا عن بني يلومي إلا في الأحايين وعند الصريخ، وكان لبني يادين منها الناحية الشرقية قبلة المغرب الأوسط ما بين فيكيك ومديونة إلى جبل راشد ومصاب".

البرابرة هم في الأصل قبائل بدوية اسيوية نزحت لشمال افريقيا ولا علاقة تجمعهم من قريب او بعيد بالمور النوميديين الافري الغيتول او الغرمنتيون. اذ استقروا اولا (وفقًا للمصادر التاريخية البيزنطية والعربية) بإقليم برقة بين القرنين الرابع والخامس الميلادي، ثم توسعوا غربا بعد الغزو الإسلامي عقب اعتناقهم الإسلام وتحالفهم مع العرب. فأقدم ذكر لهم يعود للقرن الخامس الميلادي شرق ليبيا، وهو ما يتماشى مع الأبحاث الأنثروبولوجية والدراسات الجينية التي سأوضحها في مقال مفصل قريبا. يقول عنهم ابن خلدون في تاريخه:
الفصل الحادي والعشرون في أنه إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع وذلك لأنهم أقدر على التغلب والاستبداد كما قلناه واستعباد الطوائف لقدرتهم على محاربة الأمم سواهم ولأنهم يتنزلون من الأهلين منزلة المفترس من الحيوانات العجم وهؤلاء مثل العرب وزناتة ومن في معناهم من الأكراد والتركمان وأهل اللثام من صنهاجة وأيضا فهؤلاء المتوحشون ليس لهم وطن يرتافون منه ولا بلد يجنحون إليه فنسبة الأقطار والمواطن إليهم على السواء.

لا تدعوا أرذل واوسخ الخلق يضحكون عليكم ويسرقوا ارضكم وتاريخكم، احملوا أسماء اجدادكم المور النوميديين الافري الغرمنت الغيتول والاثيوبيين وواجهوا بدو اسيا الرعاع سراق الأراضي التاريخ والحضارات ومن يقف من ورائهم لتشويه تاريخ السود الشمال افريقيون الاشداء.
العزة والمجد للسود



#محمد_مقنع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدم تخاريف البربر (3): الافري (سكان تونس القدماء) كانوا زنوج ...
- هدم تخاريف البربر (2): الغوانش كانوا سود افارقة
- هدم تخاريف البربر (1): تبييض المستعمر الغاشم لتاريخ شمال افر ...
- الزنوج الافارقة هم اول من عمر قارة أمريكا
- تزوير تاريخ السود وربطهم بالعبودية هو ما يغذي العنصرية ضدهم
- البروباغندا العنصرية المخزنية
- عبيد المولى إسماعيل البيض الذين يخفيهم المخزن عن رعاياه
- يناير عيد وثني روماني يكرم الإله يانوس
- تاريخ استعباد البيض الأوروبيين بمنطقة الريف المغربي
- كل المصادر التاريخية تجمع على ان المور ‏كانوا شديدو السواد
- شمال افريقيا متعددة الأعراق وسكانها الاصليون سود
- الأصل العربي والفارسي لسكان منطقة القبايل البربر
- الأوربيون استعبدوا أكثر من 2 مليون شمال افريقي
- الفراعنة كانوا سود يا بقايا الهكسوس والعبيد الشركس
- هنري لوت وتزوير نقوش طاسيلي ناجر
- فكرة تفوق الأبيض على الأسود ظهرت عند الهندوس
- لوسيوس كوايتوس كان افريقيا اسودا
- شهادة امير علوي عن تاريخ العبيد البيض في القصور السلطانية
- غزو شعوب البحر لشمال افريقيا
- لا احد من القدماء ذكر الشمال افريقيين كشعب


المزيد.....




- كيانو ريفز يشارك لأول مرة في سباقات السيارات الاحترافية
- ليدي غاغا تكشف لـCNN عن كواليس أدائها في -جوكر 2- والمتنمرون ...
- هل تحوّلت حرب -الإسناد- في لبنان إلى حرب -البقاء-؟
- الأردن ينفذ أول إجلاء لرعاياه من لبنان بطائرة عسكرية
- غروسي يعلق على اغتيال قوات كييف لموظف في محطة زابوروجيه النو ...
- رئيس وزراء جورجيا: تسوية النزاع مع روسيا من أهم أولوياتنا
- اختراع نبات صناعي ينقي الهواء ويولد كهرباء لشحن الهاتف
- بايدن وقرينته يحييان ذكرى -طوفان الأقصى- في البيت الأبيض
- سلسلة غارات إسرائيلية على البقاع شرقي لبنان
- صاروخ يمني يجبر المشاركين في حفل ذكرى 7 أكتوبر للالتجاء إلى ...


المزيد.....

- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مقنع - هدم تخاريف البربر (4): لماذا يصرون على تسمية سود شمال افريقيا ب -الحراطين-؟