أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - 7 اكتوبر : عظمة الدرس !















المزيد.....

7 اكتوبر : عظمة الدرس !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 8123 - 2024 / 10 / 7 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليوم السابع من اكتوبر 2023 مناقب عظيمة لا يمكن انكارها ، كما انه انطوى على مثلبة واحدة لا سبيل الى تلافيها !

تكمن عظمة هذا اليوم ، اساسا ، في انه كشف هشاشة العدو الصهيوني وحطّم خرافته التي جهد لعقود في غرسها وتثبيتها وادامتها في الذهن العربي بحيث نشأت وكبرت عليها اجيال من انه قوة لا تقهر بفعل :
تحضره وتنظيمه وعلميته ودقته واستغلاله لعناصرالقوة وتوظيفها التوظيف الامثل ونباهته بحيث انه يقرأ كل شاردة وواردة في الواقع المحيط ويعرفه معرفة دقيقة ، اي باختصار تفوقه العقلي والمعرفي ، فيما ان العقل العربي عاطل ، شهواني ، سطحي وبلاعمق ، واساسا لا يعلم ولا يتعلم ، لأنه لا يقرأ .. لأن العرب لا يقرأون !

في اعقاب هزيمة 5 حزيران 1967 الأليمة ، بل المفجعة ، وهي اساسا هزيمة انظمة حكم استبدادية شيّدت هيكلها كله على الكذب والادعاء الأجوف وسحق المواطن والتحكم به وتزييف ارادته ، روّج العدو لأكذوبة مقولة نسبها لموشي دايان وزير حرب العدو ابان حزيران 1967 حيث قيل انه سؤل :
كيف اعدتَ تطبيق نفس خطة الجيش الاسرائيلي في حرب 1956( العدوان الثلاثي على مصر ) المنشورة تفاصيلها في الكتب العسكرية .. الم تخشى من ان العرب قد يكونوا قرأوها وعرفوها ؟!

فاجاب : كلا لم اخشَ ذلك... لانني كنت اعرف ان العرب لا يقرأون !

وفي الواقع ان موشي دايان لم يقل ذلك .. لانه ببساطة لم يُسأل هذا السؤال ! بل وان خطة حرب اسرائيل في حزيران 1967 ما كانت تشبه خطتها في حرب 1956 ابدا ، والامر كله لا يعدو كونه افتراء وكذب وتلفيق !

لكن المصيبة ، لم تكن في اختراع وترويج هذه الاكذوبة من قبل الصهاينة ، فهم عدو يسعى جهده لتحطيم معنويات اعداءه العرب وترسيخ الهزيمة في اذهانهم كواقع حتمي ، بل في تبنيها من قبل العرب وقبولها كحقيقة ومسلّمة !

لقد تلقفها المحبطون والمهزومون من انصاف وارباع المثقفين العرب وروجوا لها في ما كانوا يسيطرون عليه وينتجونه من " ثقافة " و" معرفة " كحكم نهائي مبرم ، تكمن فيه هزيمتنا ويتأسس عليه عجزنا :

الصهاينة عالمون ومتعلمون لانهم يقرأون اما نحن فأمة لا تقرأ..

العرب لا يتعلمون لانهم لا يقرأون والدليل نكبة حزيران التي ماكان اجدرنا ان نعرف خطتها لو كنا نقرأ !

جاء فجر يوم 7 اكتوبر ، العظيم ، ليقلب هذه " الحقيقة " رأسا على عقب وليحطم هذه " المسلّمة " ويجعلها هباءا ، فقد تمكّن فتية محدودو العدد والعدّة والعتاد من العرب الفلسطينيين من " قراءة " ودرس وتحليل وفهم واستيعاب اسس الامن الاسرائيلي ونظريته وتمكنوا من وضع الخطة التي تمّكن من مناورته واستغفاله وخرقه وتحطيمه بعدد محدود منهم وبقدرات ووسائل اكثر محدودية وبساطة الى حدّ لا يصدق . لقد اعتمدوا هنا ، عنصر المباغته، مثلما كان يعتمد هو سابقا ، وتوظيف القدرات توظيفا امثل وتوجيه راس السهم الى المكان القاتل في الزمن الصحيح ، وبذلك هزموا العدو استراتيجيا مرة والى الابد ، ولو توفرت لديهم ، في ذلك اليوم المجيد ، امكانات اكبر لهزموا كيان العدو هزيمة شاملة ونهائية وجعلوه نسيا منسيا !

اذن تكمن عظمة يوم 7 اكتوبر في درسه الحقيقي هذا وفي انه كشف في اسطع ما يمكن من الضوء ان بقاء " اسرائيل " واستمرارها واستحواذها على المزيد من الاراضي ، وتطلعها الى اقامة مشروعها الاكبر لا يعتمد ابدا على اية قوة او قدرة ذاتية حقيقية للصهاينة او على عبقريتهم او دهاءهم او طرق تفكيرهم او معرفتهم او غير ذلك بقدر اعتماده على مشروع غربي امريكي ممول ومدعوم ومسلح . مشروع يستهدف المنطقة ومستقبلها ، وان " اسرائيل " مجرد اداة عنصرية للتنفيذ لا حول لها ولا قوة اذا تركت وحيدة لمواجهة الشعب الفلسطيني او شعوب المنطقة . وبقدر اعتماده على وجود واستمرار 99% من الانظمة والحكومات العربية المرعية والمدعومة ، في واقع الحال، من اسرائيل وامريكا والغرب وتواطئها على تنفيذ هذا المشروع . وعلى تسليم جمهور العرب واستكانته ، كقوى وشعوب الى واقع مفروض غير مخلّد ولا ابدي ويمكن قهره وتغييره . اما مثلبته الوحيدة فكانت في انه لم يكن مقدمة لعمل اكبر او انه لم يكن جزءا من خطة ستراتيجية اوسع تنتظم فيها كل قوى المقاومة في عمل كبير واحد وخطة شاملة لمباغتة العدو وتدمير كيانه... ولكن من يدري ، ربما كان ذلك قد افقده عنصر المباغتة الذي تحقق له !
امّا بعض تداعيات ذلك اليوم او الفعل المريرة والمتمثلة في انفلات العدو نحو انتقام اهوج وهو يزبد ويرعد ويدمر المدن ويقتل المدنيين دون تمييز . انفلات العدو ومعه رعاته الاكبر ، في طوفان انتقام جنوني من الحديد والنار والدم يريد به ان يستر عورته وان يستعيد من خلاله خرافته ، خرافة التفوق وابدّيته . امّا حضور رعاته الامريكان والغربيين باساطيلهم من حاملات طائرات وبوارج ووسائل تقنية وتشويش وتجسس واقامتهم لجسور الدعم العسكري والتقني والمالي بلا حدود والتهديد باهلاك الحرث والنسل ان تهدد وجود " اسرائيل " بل ومشاركتهم الفعلية في جرائم قتل وابادة راح ضحيتها خيرة شبابنا ورجالنا ممن لا يساوي قلامة ظفر بعضهم كل قطعان الصهاينة . امّا اعتماد الاغتيالات السياسية كوسيلة حربية معتمدة ومعلنة لامم او دول تدّعي الديمقراطية والعقلانية ورعاية قواعد الاشتباك والاخلاق في الحروب فكل ذلك وغيره مما فعلته و تهدد بفعل المزيد منه هذه الدول والجيوش المتوحشة التي تمعن في القتل والانتهاكات بلا قواعد ولا اخلاقيات ولا تردد ، فكل ذلك ناجم عن تقدير العدو ورعاته وحماته للاثر المحتمل لذلك اليوم والفعل وما يمكن ان يجر اليه من تداعيات في وعي المنطقة ومعرفتها بان " اسرائيل " ليست اكثر من نمر من ورق في واقع الحال وانها كيانٌ هش وان جبروته مصطنع وقائم على الايهام والتهويل وانه اوهن من بيت العنكبوت حقا وفعلا !
ولم يتحقق في يوم السابع من اكتوبر ذلك الدرس او الكشف الساطع والمهم والاساسي فقط ، بل انه عرّى كل شيء وفضح كل شيء وغمر بنوره الساطع كل ما تأسس واستمر من اظلام و تعتيم وتغييب للوعي والمعرفة الحقه في العقل العربي : كل الاكاذيب والاباطيل والمؤامرات والتواطئات والتلبيسات والالتباسات امريكية او غربية او عربية او اسلامية !

انه اليوم الذي وضعت فيه النهاية لأشياء وأسست فيه البداية لأشياء اخرى مضادة ، ستوضع فيها ومن خلالها : القضية والمنطقة والمصير على اعتاب مرحلة جديدة لا تشبه سابقاتها ابدا !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ، كان - يداً - للطاغية ، لكنه كان - طيباً - معي !
- لماذا علينا ان نكره ايران ؟!
- هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!
- هل كان خطاب السيد محبطاً حقا ؟
- مرة اخرى ..في رثاء الراحل كريم العراقي : من قتل الشاعر الفتى ...
- هل انت مع السوداني ام ضده ؟!
- - خدمة علم - في زمن تبجيل الماكييرة !
- عراق اليوم : هل بقي أمل ؟!
- عيد وطني لا يهم احدا ولا يعني احد !
- بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !
- عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟
- رأس جبل الجليد الهائل !.................(1)
- غيضٌ من فيض !
- قرار المحكمة الاتحادية وذيل الشيطان !
- ريّا ن !
- هل نحن شعب ميّت ؟!
- لو كان أسانج ....
- كردستان .... الثورة قادمة !
- تشرين 2019 ..... ثورة ام مؤامرة ؟!
- الجلاّد مازال موجودا.... الدوافع هي التي اختلفت قليلا !


المزيد.....




- بحيوية ومرح.. مسنة تحتفل بعيد ميلادها الـ107 محاطة بالأصدقاء ...
- ترامب: أعتقد أن نتنياهو -لا يستمع على الإطلاق- لنصائح بايدن ...
- نتنياهو يقترح اسمًا جديدًا لحرب إسرائيل في غزة بدلا من -السي ...
- الجيش الإسرائيلي: لواء -جولاني- فقد 92 من مقاتليه خلال عام
- بعد الدمار الهائل.. فرق إنقاذ دولية تصل إلى البوسنة لإزالة ا ...
- مصر.. سائق يتحرش بابنة سفير إحدى الدول والأمن يتحرك
- نوع من المكسرات مفيد للأمعاء
- كلمة مصورة للناطق باسم -كتائب القسام- في الذكرى السنوية الأو ...
- عضو كتلة -الوفاء للمقاومة- أمين شري لـRT: إسرائيل فشلت في تح ...
- مشاورات أمنية عاجلة ونتنياهو يعلن اسما جديدا لحرب غزة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - 7 اكتوبر : عظمة الدرس !